الخميس 18 رمضان 1445 هـ الموافق 28 مارس 2024 م
العدد العشرون - رجب 1435هـ أيار/مايو 2014
السبت 25 رجب 1435 هـ الموافق 24 مايو 2014 م
عدد الزيارات : 40219
العدد العشرون - رجب 1435هـ أيار/مايو 2014

 

طبيعة الحياة أنَّ الإنسان مضطر للاجتماع والتعارف والتعامل والتعاون مع غيره، ولا يمكنه أن يعيش في عزلة أو انفراد عن الآخرين، صلحاء أو غير ذلك، ولا تقوم الحياة إلا بذلك، قال تعالى: {يَـٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَـٰكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَـٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوا}.
كما أنه ليس كل ما يعرض للإنسان يستطيع أن يكاشف به الآخرين في كل وقت وعلى أي حال، وإلا لاختل الاجتماع ووقع النزاع، فشرعَ الله للإنسان أن يحمي نفسه من الوقوع في الشر، أو تقليله، دون أن يتنازل عن مبادئه أو يرتكب المحرمات، وهو ما يُعرف شرعًا بالمداراة.
والمداراة تعني: ملاينة الناس، واحتمالهم، وتُجنب ما يُشعرهم بالبغض أو الغضب.
ولا تعني المداراة التنازل عن المبادئ والقيم. وهذه المداراة شاملة لجميع أمور الحياة.
والناس في هذه المسألة على ثلاثة أقسام، طرفان ووسط:
فالطرف الأول: يصادم الناس، ويصدع بكل ما يعتقده ويراه، دون أي مراعاة أو حساب، تحت زعم قول الحق والجهر به، وعدم الخشية إلا من الله، وعدم الرضى بالظلم والدونية، وغير ذلك!
وهذا النوع من الناس لا يتبع الحكمة في التعامل مع الأعداء، بل سائر الناس، فسرعان ما يفتح على نفسه أبواب النزاعات، ويُكثر من حوله الأعداء، وكثيرًا ما يتسبب لنفسه بالضرر في دينه ودنياه.
وإذا كان هذا الشخص من القادة أو المسؤولين فإنه يعلن أنه لا يقبل أمراً إلا أن يحصل على جميع ما يريده، ولا يقبل بنقصان أو تأجيل شيء منه، وحينذاك فإن الضرر لا يقتصر على شخصه، بل إنه يجلبه على المجتمع كله، فيدخله في صراعات هو غني عنها، بينما كان يمكنه تأخير كثيرٍ من العداوات، أو تحييد بعض الخصوم، فيجلب لمجتمعه الخير، أو يجنبه شرًا كثيرًا.
 والطرف الثاني: على النقيض من الأول، فهو يداهن الأعداء، وينافق الظالمين، ويسكت عن الظلم والمعاصي، بل يسكت حتى في حالات الكفر والنفاق الواضحة الظاهرة، ويقبل بالباطل حرصًا على دنيا أو مصلحة متوهمة. وهذا فعله محرّم، وكبيرة ... اقرأ المزيد
فتاوى
ثقافة المسلم
أخلاق وآداب
بأقلامهن
آراء وتحليلات
واحة الشعر
قطوف ومنوعات
أعلام وتراجم