الخميس 16 شوّال 1445 هـ الموافق 25 أبريل 2024 م
على أبواب النصر يا سوريا
الأحد 26 رجب 1435 هـ الموافق 25 مايو 2014 م
عدد الزيارات : 2407

 

على أبواب النصر يا سوريا 

 

كانت أيام وتتوالى بعدها أيام... تلك التي تشهد ثورة أبية، ولسوف يسطرها قلم التاريخ بدموع الثكالى والأيتام..  في أيام  انطفأت على نهارها شمس الأحلام.. وتلبد ليلها بأنين الضعفاء والمعوزين.. وارتوت أراضيها بدماء الشهداء.. وتلونت ببكاء المشردين.. والصابرين في وجوه الظلام.. ولكنه نصر قريب من الله يا شام.
هي أرض سورية ومصاب شعبها  جلل... والذب عنها يحتاج مزيد من الجلد.. والعون من الله صاحب الفرج. ومالنا إلا أن نقول: ألا إن نصر الله قريب {أمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214].
ومازالت سورية تتوالى على أراضيها النكبات وأصوات المدافع والمقاصف والصواريخ والدبابات.  ولا يزالون في هتاف يرددون بصوت الصابرين المجاهدين الذين آمنوا بنصر الله، ووثقوا برحمته، واستغاثوا بعونه: ما لنا غيرك يا الله.
ومالكم غير الله نقولها بملء أفواهنا. وقلوبنا تتلوى من الحزن. وألسنتنا لا تزال تردد أن الشدة بعدها فرج. والعون من المولى فهو الناصر والمعين بلا مدد { فلولا أن جاءهم بأسنا تضرعوا }الأنعام 43
فأي صمود يا سورية، أمام ثورة أبطالها من حماة الدار أحرار، وبواسلها عز لا يهابون الفجار، ولا يخافون في الله لومة لائم. ولا ينتظرون من بعده صوت سامع أو كلمة مناضل.
لما حاصر الكفار المسلمين في غزوة الأحزاب وحاربوهم بالقوة والعتاد أرسل الله إليهم جنودا من عنده لم يروهم حتى زلزلهم وردهم خائبين على كثرت عددهم. ونصر سبحانه المسلمين على صبرهم وصدقهم: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: 120]، وهذه سنة الله في عباده، فالنصر حليف لكل من  صبر وصدق معه.
فلتصبروا يا أهل سورية صبرًا لله لا يتزعزع. وإيمانا يرتفع معه شرف التمكين والنصر المؤزر المبين.
ولنرفع الأيادي شامخة برجاء ودعاء تفتح له أبواب السماء، ونحن على يقين أن الله ناصركم ورافع راية عزكم. والنصر على أبواب العزة حليفكم.
وسوف تصنعون من قلب الثورة أبطالا وقادة. وحياة جديدة مفعمة بتاريخ حافل بالبطولات: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 10].