السبت 19 جمادى الآخر 1446 هـ الموافق 21 ديسمبر 2024 م
أهل السُنَّة والجماعة شموليَّةٌ في الردِّ ورحمةٌ بالخلْق ..
الثلاثاء 28 رجب 1435 هـ الموافق 27 مايو 2014 م
عدد الزيارات : 2775

 

 

أهل السُنَّة والجماعة .. 

شموليَّةٌ في الردِّ ورحمةٌ بالخلْق .. 

 
 
لا يعرفُ الشوق إلاَّ من يُكابدهُ ولا الصَّبـابة إلاَّ مَــنْ يُعــانيــها ! 
 
هكذا قالوا ؛ وفي العقيدة أقولها .. 
 
‏الدفاع عن العقيدة الصحيحة لا يختصُّ بمُخالف دون غيره ؛ فليس من سلامة المنهج أن تُسالِمَ مُبتدعاً وتُثني عليه على حساب مُبتدعٍ هو أشدُّ مُخالفة .. 
 
• ‏بعد مقتل عثمان رضي الله عنه ظهرت بدعتان مُتقابلتان : ( الخوارج والشيعة ) ؛ يجمعهما الغلو .. وخطر غلو الخوارج أعظم ، وانخداع الناس بهم أشد .. 
 
• ‏رُغم خطر الشيعة إلاَّ أنَّ بنيانهم سرعان ما ينهدم ، وزيف باطلهم لا يُقاوم شموخ جبال السُنَّة ؛ بينما خطر الخوارج يستمرُّ ويخفى ويَخْدَع ويَغُرُّ .. 
 
‏الخوارج والشيعة يجمعهما الغلو ، ولكن غلو مُتضاد ؛ فالخوارج غلو في الدِّين ، والشيعة غلو في الأشخاص ، والأشخاص سهلٌ هدمهم ، لكنَّ الدِّين يصعب ! 
 
‏بعضهم عنده قصور في الفَهْم وضحالة في العلم في ظلِّ سطوة اختطاف الُمصطلحات والمفاهيم ؛ فيحصُرُ مفهوم الخوارج فيمن خرج على ولي أمر المسلمين فقط ، ويغفل عن بدعة الخوارج الأصليَّة في تكفير مرتكب الكبيرة وما تبعها من انحرافات عقديَّة .. 
 
• ‏ما رأيتُ أطولَ نَفَساً ، وأكثرَ شموليّةً ، وأعمق فَهْماً ، وأدرك لأبعاد القضايا الفكريَّة والانحرافات العقديَّة في باب الردِّ على الُمخالف من شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ؛ ولذا كان يردُّ على الشيعة ، والخوارج ، والمعتزلة ، والأشاعرة ، والمتكلِّمين عموماً ، والفلاسفة ، والصوفيَّة .. 
 
‏السلف - رحمهم الله - كان عندهم شمولٌ في النظر للردِّ على المُخالف وإن كانت البِدَع تتفاوت في بعض الأزمنة قوةً وضعفاً ، ظهوراً وخفاءً .. 
 
• ‏لا زلتُ أجهلُ سبب ثناء بعض الدعاة على بعض الفِرَق الضالة وهجومهم على أُخرى إلاَّ أن يكون من هاجموهم قد نقلوا لهم عدوى التقيَّة !! 
 
• ‏في باب الردِّ على المُخالف يُنبِّهك بعض الدعاة إلى أهميَّة إعطاء المسلمين حقوق الإسلام ؛ وينسى أنَّ أهل السُنّة ( في باب الردِّ على المُخالف ) هم أرحمُ الخلْق بالخلْق .. 
 
• ‏أهلُ البِدَع من أرباب الفِرَق الضالة يعرفون من أين تُؤكل الكَتِف ، وفي الوقت الذي يُصانعهم فيه بعض أهل السُنَّة هم ينشطون في باطلهم ونشْر عقيدتهم ووصف أهل السُنَّة بأبشع الأوصاف !! 
 
• ‏أولُ سيفٍ سُلَّ على رقاب المسلمين هو سيف الخوارج لا سيف الشيعة ؛ وخطر الأخيرة في زماننا لا يعني التهوين من خطر الخوارج .. 
 
‏أعظمُ فارقٍ نُمايز فيه بين خطر الخوارج والشيعة هو أنَّ باطل الشيعة لا يقبله العقل فضلاً عن الدِّين ؛ بينما الخوارج باطلهم في قالب الحِرص على الدِّين !! 
 
• ‏ألَـمُ الانحراف في العقيدة أعظمُ من جفاء الأخلاق ؛ ولا يُوفَّق في قصْد هداية المُخالفين في العقيدة بالحكمة والموعظة الحسنة إلاَّ من وفَّقه الله . 
 
• ‏تهوينُ الخلاف مع بعض الفِرَق الضالَّة تحت شعار ( أنهم أقرب الطوائف ) لأهل السُنَّة جعل من مفهوم المُخالفة مُقاربةً ومُسالمةً وخفاءً للبدعة !!