السبت 12 جمادى الآخر 1446 هـ الموافق 14 ديسمبر 2024 م
المرأة ناقصة
الأحد 26 رجب 1435 هـ الموافق 25 مايو 2014 م
عدد الزيارات : 7626

 

المرأة الناقصة

 

تُعير كثير من النساء بنقصان العقل والدين، ويستندون في هذه النقيصة إلى ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى المُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ» فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ»، قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَلَيْسَ شَهَادَةُ المَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ» قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: «فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ» قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: «فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا» واللفظ للبخاري. وفي لفظ مسلم: «فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ: وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ؟» .
 
ووقف المتعالمون حيال النص إلى قسمين: منكر للحديث مع ثبوت سنده، ورفضه حتى لو ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاله، ومثبت للحديث مع الفهم الخاطئ والقاصر له، فتراه في كل صغيرة وكبيرة يعيرها بقوله: (ناقصات عقل ودين) مع أن الحديث أُورد على نقيض ما سيق لأجله، لأنه جاء في معرض الثناء لا التعيير، ولفهم أعمق للحديث، تأمل الآتي:
- جاء في لفظ مسلم قيام امرأة منهن جَزْلة لتناقش رسول الله صلى الله عليه وسلم، والجزلة كما قال العلماء ذات العقل الوافر والرأي السديد.. فكيف تكون هذه المرأة ناقصة عقل، وذات عقل ورأي في آن واحد؟
- الحديث سيق في مدح النساء وقدرتهن على التأثير، فلو كان نقصاً لكان الرجل به أحق، وبوصفه أجدر، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعجب من إذهاب المرأة للب الرجل الحازم، وتأمل التعبير النبوي: «أذهب للب الرجل الحازم»، إذ إن معنى أذهب أي: أشد إذهاباً. واللب أخص من العقل، وهو الخالص منه، والحازم الضابط لأمره، وهذه مبالغة في وصفهن بذلك؛ لأن الضابط لأمره إذا كان ينقاد لهن فغير الضابط أولى.
فإن كانت ناقصة العقل تذهب بلب الحازم من الرجال.. أتراه كمالاً في حقه أم نقصاً؟ ألا ترى في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إشارة إلى قدرة المرأة، ونقص الرجل الذي يذهب بلبه على رغم ذكائه؟
- الإسلام يعتبر المرأة والرجل سواء أمام التكاليف الشرعية من حيث الأداء والعقوبة، فلو كانت المرأة ناقصة عقل، كيف يكون أداؤها وعقوبتها بالمستوى نفسه للرجل، هذا ينافي العدل الذي ينادي به الإسلام، فناقص العقل لا يكلف بمثل ما يكلف به من هو أكمل منه عقلاً.
- إن نقصان العقل والدين فسّره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث فيقصر عليه، ولا يتعداه إلى غيره، وأعلى مراتب تفسير الحديث نفسه، وقد سلمن الصحابيات ما نسب إليهن من الأمور الثلاثة: الإكثار، والكفران، والإذهاب، ثم استشكلن كونهن ناقصات عقل ودين، وما ألطف جوابه - صلى الله عليه وسلم - حين بيّن نقصان العقل بقوله: «أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟» ففهم الحديث إذنْ لا يمكن فصله عن آية الدين التي تتضمن نصاب الشهادة، فنقص العقل في الحديث ليس نقصاً في التركيبة العقلية، ولا القدرات الفكرية، بل ولم تستخدم كلمة العقل في القرآن الكريم ولا في السنة المطهرة لتشير إلى عضو التفكير مطلقاً، وأمّا نقصان الدين ففسره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث نفسه حيث قال: «أليس إذا حاضَتْ لم تصل ولم تَصُم؟» قلن: بلى. قال: «فذلك من نقصان دينها»، ونقصان الدين قد يكون على وجه يأثم به الشخص كتارك الصلاة عمداً، وقد يكون على وجه لا يأثم به كالفطر للمسافر، وقد يكون على وجه مكلف به، يثاب عليه كترك الحائض الصلاة ، فنقص الدين ليس منحصراً فيما يحصل به الإثم بل في أعم من ذلك.
فعلى كل مستدل أن يورد الحديث في موضعه، وعلى ما أراده قائله، وألا يثبت حديثاً أو ينفيه بناءً على ما يمليه هواه، وأن يكثر القراءة في كتب العلماء الراسخين لمعرفة معاني النصوص الشرعية.
 
محمد | مصر
الجمعة 26 محرّم 1443 هـ الموافق 3 سبتمبر 2021 م
كان الأليق بموقعكم الموقر أن يكون عند طرحه لهذا الموضوع الذي استشكله الناس في زماننا لفساد مشربهم أن تكون الصفحة آخذة بأيدي الناس ولا
سيما النساء إلى جادة الصواب والحق، لا إلى مجانبة للصواب من جانب آخر لا يقل خطورة عما زعمتم الرد عليهم، وهو جانب الدفاع عن الوحي بمنطلق
الضعيف المتهم الذي لكثرة ما يشعر به من الريبة يريد أن يجيب بأي جواب، المهم أن يوهم القارئ أن الأمر على ما يرام، فلا تقلق!
كم أنا متأسف على جوابكم غير العلمي هذا!
ماذا لو قلنا: إن الله امتحن الناس بالفقر والغنى، بالمرض والصحة، بالغباء والذكاء، بالسلب والعطاء؟
هل في ذلك تنقص من الفقير أو المريض أو الغبي يرجع عليه؟
هل يلام أن الله خلقه كذلك؟
ألم يقل الله سبحانه: (إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡ)
فالعبرة إذا بالطاعة والمعصية، وبالرضا عن امتحان الله أو السخط.
فالمرأة وإن كان فيها نقص جبلي فهذا لا يعيبها ما استسلمت لحكم الله القدري، وسعت لإرضائه.
والعيب كل العيب أن نحتال على خلق الله، وأن نتوهم أو نوهم النساء أنه لا فرق بينها وبين الرجل!

ليس النقص في الحديث مما تذم به المرأة؛ لأنه ببساطة ليس من اختيارها، ولكنه نقص حقيقي، فشهادة الرجل باتفاق العلماء أكمل من شهادة المرأة، وليس
ذلك إلا لمعنى كمالي فيه، فقدمت شهادته عليها.
وكذلك فإن في الزمن الواحد لا يستوي الطائع وغيره، هذا مع افتراض استوائهما في غير ذلك من الجوانب، ففترة الطاعة فترة ارتقاء -بلا شك، والمرأة قد
تعوض ذلك فتكون كالرجل أو أفضل، وقد لا تعوضه فيكون الرجل لطاعته وقت توقفها أفضل لتلبسه بالخير وقت توقفها عنه.
وأعيد، هل تعاب المرأة على نقص فطري فيها؟
والجواب: لا.
والسبب: أن ذلك ليس بكسبها ولا اختيارها، ولكنه شيء قدري.
فإذا رغبت أن تكون منافِسة لجنس الرجل في الخير، فذلك باب مفتوح لا فرق فيه بين رجل وامرأة، (وَفِی ذَ ٰ⁠لِكَ فَلۡیَتَنَافَسِ
ٱلۡمُتَنَـٰفِسُونَ).
ولذلك نجد الكمال في الرجال أكثر؛ كما في الحديث الذي رواه البخاري وغيره: (كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ:
إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى
سَائِرِ الطَّعَامِ)، وذلك يرجع لشيء قدري، وهو طبيعة الرجل، وشيء شرعي، وهو عدم سلوك أكثر النساء لطريق الكمال اللائي يعوضن به هذا النقص
الفطري.
وكما أننا سلمنا ونسلم بأن يكون من الخلق من فيه نقص ما، فكذلك يجب التسليم هنا، سواء بسواء.
والخلاصة: هذا قدر الله واختياره، وهو امتحان للجنسين، وقد رأينا من أشراف الرجال من يخلد في النار؛ كأبي طالب -عياذا بالله-، ومن أبسط النساء من
تجري لها الآيات لتثبت على دين الله وتموت في سبيله؛ كماشطة ابنة فرعون.
فقد يكفر صاحب العطاء، ويصبر ويرضى ويجتهد صاحب السلب، (وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَیۡرِ فِتۡنَةࣰۖ وَإِلَیۡنَا تُرۡجَعُونَ)
والله المستعان 
اللهم ارزقنا الرضا والتسليم..
عبدالله | المغرب
الجمعة 7 ربيع الآخر 1443 هـ الموافق 12 نوفمبر 2021 م
ردا على الأخ محمد من مصر ، تحليل الموضوع كان موفقا إذ عمد كاتبه إلى التنبيه على عدم الحكم على الحديث النبوي من منطلق الهوى أو التحفظ
لإرضاء الخصوم ، وأحييك على مداخلتك ولكن أريد الإشارة إلى أن المرأة تفكر من جهتين من الدماغ حيث يتشتت تركيزها عند الخوض في أمور خطيرة
كالشهادة التي تحتاج إلى الدقة علما بأن المرأة تغلب على ذاكرتها العاطفة فلا تصلح شهادتها لهذا السبب إلا إذا استأنست بإمرأة أخرى لتثبتها على
الصواب كما أن تركيزها ينقص عندمت تصل سن اليأس بشكل مفاجئ، ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان واضح لما أخبرهن بنقصانهن كما أنه نوه بقوة ذكائهن
لما قال:" أذهب للب الرجل الحازم " يعني أنه نوه بذكائهن ولم يقدح فيه والشواهد كثيرة منها تفوق المرأة في الدراسة على الرجل ....وتقبل مداخلتي
وشكرا