السبت 11 شوّال 1445 هـ الموافق 20 أبريل 2024 م
المرأة والاحتساب
الأحد 26 رجب 1435 هـ الموافق 25 مايو 2014 م
عدد الزيارات : 2560

 

المرأة والاحتساب 

 

إن المرأة هي نصف المجتمع، وتلد وتربي النصف الآخر، فهي أمة بأكملها وفي حديث المسؤولية جمع الرسول صلى الله عليه وسلم بين الإمام والمرأة والرجل والخادم في تحمل المسؤولية وتبعاتها والمحاسبة عليها في الآخرة، فروى عَبْدُ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» قَالَ: - وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ - «وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفق عليه.
وهذا الحديث الجامع لنظم الإدارة الاجتماعية بجوامع كلم نبوية يعلمنا كيف نعيش في الدنيا والآخرة في سلام وأمن ومن خلاله نضع مقدمة للاحتساب والأسرة، الذي يقوده قائدان عظيمان هما الرجل والمرأة. 
وسأقصر حديثي على المرأة فأقول من هي المرأة في الأسرة؟ 
إنها الأم والزوجة والابنة والأخت والحفيدات وزوجة الابن والعمة والخالة. كل هؤلاء هن نساء الأسرة السوية. 
إذن مساحة الاحتساب في نطاق الأسرة المسلمة ليست ضيقة ولا محجر عليها، بل هي شاسعة واسعة تبدأ من داخلها لتشمل الحي والعائلة الكبيرة ثم تعم المجتمع 
فما هو دوري ودورك يا مسلمة في أسرنا الحبيبة؟ 
فكري معي قليلا. تأملي مملكتك الغالية بهدوء. حدثي نفسك: هل أنا مجرد رقم في العالم كتب في هذه الأسرة وسينتهي بلا أثر ممتد إلى قيام الساعة؟ ماذا أنتجت في مملكتي التي سأسئل عنها؟ ما هو تأثيري على كل من حولي في أسرتي؟ 
 هل حاولت أن أكون منتجة بفعالية متجددة؟ هل فتحت لنفسي آفاق التزود للعلم الشرعي من خلال القنوات المتاحة لي من داخل مملكتي الخاصة، أو من خلال برامج إذاعات القرآن والقنوات العلمية والكتب النافعة؟ 
 هل رتبت مع زوجي وأولادي درسا أسبوعيًا؟ 
  والآن أيتها المسلمة التي شحنت همة ورغبة في التنافس والتسابق إلى الجنان، لنخطط معا كيف نحتسب أنا وأنت في أسرنا التي يسير حبها مع دمائنا في العروق: 
أولا: مع أنفسنا: 
1- الإخلاص لله تعالى بلا رياء يسير أو كثير، والاتباع للرسول صلى الله عليه وسلم بلا ابتداع يسير أو كثير. 
2- المحاسبة اليومية لأنفسنا ومراقبة أعمالنا، فمن حاسب نفسه نجا. وصار مرآة صافية تظهر ما حولها بوضوح وتحتسب بحب. 
3- تعليم أنفسنا أساليب الدعوة إلى الله، لأن الحماس والرغبة والمحاسبة الذاتية بدون الوسائل الناجعة والناجحة تؤدي غالبا إلى نتائج عكسية، وتترك آثارا غائرة تستمر مدى وتجعل القلوب تنفر فتعاند وتحارب. 
4-إشاعة الحب في كل من حولنا بالهمسة الرقيقة، واللمسة الحانية، والعبارات الآسرة في الجوال، وفي الإطارات الأنيقة التي تضعينها بجوار رأس زوجك وابنك وابنتك وحفيدتك وأم وأب زوجك، وأخته وأختك، والهدايا الغير مكلفة التي تعني التذكر لمن نحب، والزيارة الهادفة، والابتسامة المعبرة، فهي من أيسر العبادات لمن يسر الله له ذلك وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ) واه الإمام مسلم. 
5- الغيرة على الدين والغيرة من الآخرين الذين سبقوك في خدمته فنقول لأنفسنا: من خدمت الإسلام ماذا تملك زائدا على ما أملكه؟ فكلانا عنده عقل وحواس ولسان وهي عامة عند الجميع فلماذا سبقونا؟ 
6- الطمع في طلب العلم الشرعي الصحيح من مظانه المعلومة. فالعلم أول المسائل الأربع الواجبة على المسلم لتصح باقي المسائل وهي: العمل والدعوة والصبر. 
7- بما سبق تكونين قدوة صالحة تؤثر بفعلها مع قولها.