الخميس 9 شوّال 1445 هـ الموافق 18 أبريل 2024 م
العدد الثالث والخمسون - ذو القعدة 1439هـ / أغسطس 2018م
الاثنين 17 ذو القعدة 1439 هـ الموافق 30 يوليو 2018 م
عدد الزيارات : 29340
العدد الثالث والخمسون - ذو القعدة 1439هـ / أغسطس 2018م

 

التكافل الاجتماعي طريق الخير والنماء

 

لا يمكن أن يصلَ مجتمع من المجتمعات إلى التحضر والرقي، أو أن يبدأُ رحلته مع التنمية والتقدم ما لم يكن أبناؤه متكاتفين فيما بينهم، يسيرون إلى هدف واحد على طريق واحد، يشد المرء فيه على يد أخيه، ويئنُّ بعضهم لأوجاع بعض. هذه الحالة من الإحساس المتبادل بالآخر تجلٍّ ثمين من تجليات الإنسانية، ووسام مشرِّف على صدر العيش الآدمي، ولا يمكن لسليم القلب والفكر أن يتهرَّب من مسؤولية الإحساس بالآخرين وتقديم العون والمساعدة لهم، بل إن النفس المؤمنة لتجد لذة كبيرة في تقديم العون للناس ومساعدتهم على رقيهم، هذه اللذة لا يدركها إلا من وعى قلبه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". [رواه البخاري ومسلم].

إن الإسلام الكريم أنبت المحبَّة في قلوب أبنائه، وأدَّبهم على العطاء والتكاتف فيما بينهم، فجعل ثروة الغني غير مشروعة إن كان يعرف في محيطه المجتمعي فقيرًا يحتاج إلى المساعدة، ورأى أن هناك خللا في إيمان من يحجم عن هذا الواجب، وأن عليه معالجته بالتكافل والمعونة، "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به". [رواه الطبراني والحاكم، وصححه الذهبي والألباني]

فالإسلام بيَّن لأتباعه قانونًا مهمًا يتمثل في التفكير الإيجابي للآخرين، وعلمهم أن الإحساس بالغير إيمان، وأن المجتمع لا يمكن أن يقوم على الفردية والأنانية، ولا بد أن يقوم على المودة والرحمة. فعندما ُتزْرَع هذه الالتزامات النبيلة داخل الإنسان وتُروَّى بوعود الله بالفوز العظيم يوم القيامة فإن كفاءة الإنسان الاجتماعيَّة سترتفع، وسيصبح أكثر فاعليَّة وعطاءً. "اقرأ المزيد

فتاوى
قراءة في كتاب
إدارة
آفــاق تربويــــة
الاستشارات
حِوار
بأقلامهن
الأخيرة
ملف العدد
آراء وتحليلات
واحة الشعر
أعلام وتراجم