الشعب الباسل
شعبٌ تَمرَّس في الصِّعاب ولم تَنَلْ منه الصعابْ
لو هَمُّه انتابَ الهضابَ لدُكْدِكَتْ منه الهضابْ
مُتَمَرِّدٌ لم يَرْضَ يومًا أن يُقِرَّ على عذابْ
وعُداته رغمَ الأنوفِ تذلُّلاً حانو الرقابْ
مثلٌ حدا حادي الزمان به وناقَلَت الركابْ
إِنْ تجهلَ العَجَبَ العُجاب فإننا العَجَب العُجابْ
نحنُ الألى هابَ الوجودُ وليس فينا من يَهابْ
وَسَلِ الذي خَضَع الهواءُ له وذَلَّ له العُبَاب
هل لانَ عُوْدُ قناتِنا؟ أم هل نَبَتْ عند الضِّرابْ؟
أو شام عيبًا غير أنَّا ليس نرضى أنْ نُعابْ
حُيِّيتَ من شعبٍ تَخَلَّد ليس يعروه ذهابْ
لَفَتَ الورى منكَ الزَّئير مُزَمْجِرًا من حول غابْ
وأرى العِدا ما أذهل الدنيا وشابَ له الغُرابْ
عرف الطريق لِحَقِّه ومشى له الجَدَد الصوابْ
الحقُّ ليس براجعٍ لذويه إلا بالحِرابْ
والصرخةُ النكراءُ تجدي لا التلطفُ والعتابْ
والنارُ تضمن والحديد لمن تساءَل أن يُجاب
حَكِّمْهُما فيما تريدُ ففيهما فَصْلُ الخطابْ