السبت 21 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 23 نوفمبر 2024 م
العدد الرابع والأربعون - جمادى الثاني 1438هـ / آذار 2017م
السبت 12 جمادى الآخر 1438 هـ الموافق 11 مارس 2017 م
عدد الزيارات : 45340
العدد الرابع والأربعون - جمادى الثاني 1438هـ / آذار 2017م

 

(إنما المؤمنون إخوة)

 

ما إن صدع الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم- بالدعوة إلى عبادة الله وحده، إلا وبدأ ينشر بين أتباعه الجدد –رضي الله عنهم- معاني الأخوّة بكل ما فيها من حب ومساواة، فأصبح الصحابي القرشي والحبشي والفارسي والرومي إخوة متحابين، سواسية لا فرق بينهم إلا بالتقوى.
وعندما شرع النبي صلى الله عليه وسلم ببناء الدولة الإسلامية في المدينة المنورة بدأ بناءها من أصغر لبِنة فيها.. بدأها من الفرد؛ فآخى بين المهاجرين والأنصار، ووثّق هذه الأخوة بأن جعلها خالصة لوجه الله تعالى، ومن هنا بدأ البناء يشتد ويقوى حتى اكتسح العالم في سنوات قليلة، وفي أقل من 25 سنة كان قد أزاح عن الوجود إحدى أكبر قوتين طاغيتين على وجه الأرض، وأزال وجود الأخرى من بلاد الشام ومصر، ودخلت شعوب هذه المناطق في دين الله أفواجا بعد أن رأت عدل الإسلام وسماحته، ودعوته إلى الألفة والتآخي.
حصل هذا في تلك السنوات القليلة عقب مئات من سِنيِّ الضعف والتشرذم والحروب وانعدام الأمن والاستقرار في معظم أنحاء شبه الجزيرة العربية، حتى جاءت نعمة الأخوّة العظيمة فغيّرت هذا كله، ولذلك نزل قول الحق تبارك وتعالى: "واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً". (آل عمران - 103).
ولقد جاء تذكير ربنا –عز وجل– لنا بهذه النعمة بعد أمره إيانا بأن نعتصم بحبله المتين: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا".
ولا شك أن النظر في حال العرب قبل الإسلام بعينِ العقل البصيرة ليدفع بالمرء إلى الاتعاظ، والسعي إلى تجنب كل ما من شأنه العودة إلى تلك الأوضاع المزرية.
وإن من أعجب العجب أن يرى المرء درب الهلاك، ويدرك أنه درب هلاك، ثم لا يتورع عن سلوكه، ولا يتعظ بمن سار فيه مَن قبله مِنَ التائهين.
إن الرسول الكريم –عليه أفضل الصلاة والسلام- حينما كان يؤاخي بين المسلمين منذ بدء بعثته، كان يعلّمهم ما تستوجبه الأخوّة... اقرأ المزيد

إشراقات
آفــاق تربويــــة
فتاوى
حِوار
ملف العدد
ثقافة المسلم
بأقلامهن
تاريخ سوريا
آراء وتحليلات
واحة الشعر
أعلام وتراجم
أخبار الهيئة في سطور