الجمعة 10 شوّال 1445 هـ الموافق 19 أبريل 2024 م
من قناديل الحكم
الأربعاء 16 جمادى الآخر 1438 هـ الموافق 15 مارس 2017 م
عدد الزيارات : 3725

 

من قناديل الحكم
 

•  اصنَعْ لك فضاءً أرحب من فضائك الضيق، وتنفَّسْ نسمات الحرية بلا اختناق؛ كي تلتذَّ بمباهج الأفراح، وتزفَّ إلى مواكب المسرَّات، وتسعد بطُمأنينة النفس، والسياحةِ في رياض الإيمان، وتنعم بأنوار العلوم والمعارف، والتدبر في أسرار الكون والكائنات.

•  حبك لن يكون كبيرًا وعظيمًا إلا إذا حرَّك فيك شعورًا صادقًا وخالصًا، وبعَث بداخلك رسالةً عظيمة تسع أكثرَ من اثنين، وتحتوي أكثر من قلبينِ وعقلين.

•  ليست الفرصةُ دعوةً مجانية تبسُط على موائدها آمالَك العريضة وأطباق أحلامك في لحظة اشتهاء، وليست الفرصة لقاءً ساحرًا يرف له خاطرك ووجدانك، فتنتشي لذَّته كجرعات ساخنة من فنجان قهوتك كل صباح، بل أنت مَن تصنع الفرصة حين تُنتج وتُبدع وتبتكر، وإن انعدمت حولك الأسباب وذُقت المرار والعذاب، وأنت مَن تنجب الفكرة تلو الفكرة، وتشق لها طريقًا مُعبَّدًا كي تمضي في ارتقاء، وأنت مَن تسعى وتكافح بهمة ونشاط، حتى  تدرك مطمحك الأسمى وتبلغ مبتغاك.

•  تظل الأماكن خالدةً في الذاكرة، تبعث فينا شجنَ الحنين إلى وصل الأحبة، بأشواق تتلهف إلى لقاءٍ يجمعنا على أرصفة العابرين وفي محطات الحياة وفصولها، وترحل بنا الذكريات الجميلة فنَسيح في فضاءٍ يُوحِّدنا، تتناجى فيه أرواحنا وتتآلف في رحلةٍ تصل ماضيَنا بحاضرنا.

•  أنت لا تحتاج إلى أن تحقِّق كل أحلامك كي تشعر بالسعادة والاغتباط، بل يكفيك أن تحقق حلمًا يخلِّد أثرَك الطيب وعملك النافع، ويبلغ رسالتك النبيلة التي تستحق أن تحيا بها سعيدًا، ويكفيك أن تمدَّ مَن حولك بشريان الأمل الذي انقطع، وتُقوِّي فيهم الطموح الذي انحسر، وتشُد أَزْرَهم بوصل أسباب الرجاء؛ كي يهبُّوا لتحقيق أحلامهم بعزيمة ونشاط.

•  حين يتحوَّل قلبك إلى زنزانة مظلمة، ستموت بداخلك المشاعرُ والفضائل الإنسانية، وسيختفي ضميرك الصاحي خلف قضبان المطامع المبتذلة والرغبات الدنيئة، حتى تصير عبدًا صاغرًا لأساطين المادة، خاضعًا لسلطان أشياخ السُّؤدد والمجد، ومسخًا بشريًّا هجينًا دخيلًا على أبناء جنسك وقبيلتك.

•  حين يذوب الألم في مجرى العروق الضيقة، تخرس الحروفُ والكلمات على الشفاه المطبقة، فيهيج في العيون بريقٌ صامت يستجدي الآمالَ الراحلة.

•  لا تزرَعِ الشوك في حدائق الطامحين، فتقطع براعمَ أحلامهم قبل أن تزهر على أغصانها، وتطفئ شموعَ أفراحهم وقناديل آمالهم قبل أن تشرق وتتوهج في سمائها.

•  صمتُك في وجه السفاهة حكمةٌ تريح ذوي النباهة، وصمتُك في وجه اللئام كفاية المحتاج إلى الأمان والراحة، تردعُ بحده غيَّ مَن أسرفوا في اللغو والضلالة، وتصُد مَن أغرقوا ألسنتهم في بحور النذالة والتفاهة، وصمتك في وجه أهل الغباوة رجاحةُ عقلٍ تنبو عن الغفلة والجهالة، وصمتك فطنةٌ تقطع بنصلها حبلَ الثرثرة وفضول الكلام والهذيان.

  الكلمة في موطن الثقلاء وأهل الفتن والأهواء تتجرَّع المرارة، فألجِمْها بلجامٍ يوثقها بالحصانة والمناعة، وصُنْها عن كل فِرْية مستعارة، وارتَقِ بها منازل أهل السمو والفضيلة والكرامة، وارفَعْها إلى قمم أهل المجد والشهامة.

•  أيامك كالصور، ولكل صورة تقاسيم مختصة بها، وجمال آسِر، وجاذبية ألوان وأشكال تميزها، ولكل صورة تاريخ يُحدِّد هُوِيَّتها، وجغرافية خاصة بوجودها، ولكل صورة مكانة خاصة ومنزلة في الذاكرة، ومَشاهد تنتهي عند حدود فصلها وميقاتها، ومشاهد قد تستمرُّ فتربط وجودها بوجود من تماثلها في التجارِب والأحداث، ولكل صورة إحساسٌ مختلف، وشعور منفرد لا يتكرر.

•  إن استطعت أن تُغير من نظرتك الحسيرة، وتحررت من تصوُّرك الضيق للحدث والمشهد، وتخلصت من فلسفتك المعقَّدة، ونمطيَّتك الجامدة، فستشعر حينها أن الانتصار للحق أَولى من الانتصار لكرامتك ولاعتزازك بنفسك، فإذا اجتهدت فأخطأت، عليك أن تصحح أخطاءك، وإذا انحرفت عن المنهج الصواب، والمعتقد الصحيح، والطريقة المثلى، عليك أن تردع نفسك عن غيِّها وهواها، وإذا جانبت الحق، وجُرْت في الحكم، عليك أن تعود إلى  التوسط والإنصاف والعدل، فلا تأخذك العصبيةُ والجهالة فتصدك عن قَبول القول الراجح، والإذعان لصاحب الدليل الذي يفيد العلم اليقيني، ولو خالفك الرأي.