ورد في الحديث الصحيح: "أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان مُحِقاً". (1).
يقول أ. محمد العجمي: "إن متطلبات الحياة تفرض علينا التعامل مع الآخرين والاحتكاك بهم، ولا يمكن لأحد منا أن يعيش معزولا عن عالمه الذي يحيط به، وهذه الضرورة أيضا تتطلب منا أن نتعامل مع الآخرين برفق وأن نجادل برفق أيضا، حتى لا يخسر أحدنا الآخر". (2).
واقع:
يحب بعض الرجال، وتحب بعض البيوت أن تُسْمِعَ الجيران صوت الجدال والنقار والنقاش الحاد، وكم من شُبَّاك مطبخ أو حمَّام يقص قصصا وحكايات للأزواج والزوجات.
وكثرت شكاوى البعض من ذلك الحال. وما نطلبه: أن نقلل من الجدال بين الزوجين فلا يأتي الجدال بخير أبدا.
والأغرب:
إن هناك نوعا من الأزواج لا يطيع الطرف الآخر في أمر ما إلا بعد أن يتنفس الآخر الصعداء من جراء الجدال العقيم. والحياة الزوجية مع هذا الجدال لا تستقيم وتحتاج إلى مراجعة ومكاشفة.
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تختلفوا فتختلف قلوبكم".
وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي النساء خير؟، فقال: "التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها".
هكذا حال الزوجة، وحال الزوج في ذلك أن يقتدي بسِيرة خير الناس وأكرم الناس، والذي كان يقول عن نفسه: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله".
ولتعلمي أيتها الزوجة: أنك لن تستطيعي كسب الشخص الآخر عن طريق المجادلة المستمرة. وقد أشار كارنيجي - وهو أستاذ العلاقات الإنسانية في العالم 1955م - إلى درْسٍ تعلَّمه من أحد أساتذته، وهو: "تجنبْ دائماً الزاوية الحادة!!"، فإذا خسرتِ الموقف، فلا تخسري شريك حياتك.
سيناريو للجدال بين الزوجين:
ما رأيكما أيها الزوجان - أن نحدد نقاطًا معينة قبل الجدال، وبعدها نبدأ في الجدال:
1- لماذا نجادل؟، هل من حل آخر؟
2- في أي شيء سنجادل؟ وهل هو فعلًا يستحق أن نضيع وقتا فيه؟
3- هدفي من الجدال؟ هل هو الانتصار لنفسي أم الوصول للحقيقة فعلا؟
4- ما وسيلة الدخول إلى قلب حبيبي الآن عند الجدال لنخرج من الموضوع؟
5- إياي وإياك من أن أحاول وضع الطرف الآخر تحت الميكروسكوب، وإلا فإن المسافة ستزداد بين الطرفين.
6- أنا شخصية هادئة..تعال لأنظر في المرآة فأرى شكلي؟ يااااااه... شكلي غريب جدا، عُدْ سريعا، وعودي للحب ولا تنسوا: (لا تعطوا الشيطان فرصة)!!
وأخيراً:
"الجدال باب للشر، فأغلقوه وافتحوا بابًا للحوار الجاد والمثمر، ولنتجنب الجدال ما أمكن".
_____________
(1) رواه أبو داود في سننه، والطبراني في المعجم الكبير وخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة عن أبي أمامة.
(2) كن ايجابيا (تفاعل مع الحياة)، أ/محمد مسعود العجمي ط. ا - 1996- مطبعة الفيصل- الكويت.