الجمعة 19 رمضان 1445 هـ الموافق 29 مارس 2024 م
العدد الواحد و الثلاثون - جمادى الآخر 1436هـ نيسان /أبريل 2015م
الأحد 23 جمادى الآخر 1436 هـ الموافق 12 أبريل 2015 م
عدد الزيارات : 35023
العدد الواحد و الثلاثون - جمادى الآخر 1436هـ نيسان /أبريل 2015م


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإنَّ الثورة في سوريا لما قامت لم يكن لها تنظيم معين، ولا قيادة موحدة، كغيرها من الثورات الشعبية العامة التي تنطلق بعفوية دون تخطيط أو تنظيم مسبق.

 


وقد كانت هذه العشوائية مصدر قوة للثورة في بدايتها السلمية، ثم في عملها المسلح؛ بحيث عجز النظام عن احتوائها، أو القضاء عليها، أو تحجيمها، عبر القضاء على قيادتها، فاستمرت وانتشرت في جميع المناطق، وبين جميع الفئات.

اهتمت الثورة في بداية أمرها بتأمين المشاركين فيها، وضرب النظام في مفاصل قوته العسكرية، والبشرية، فاستطاعت تدمير عدد من مطاراته ومراكزه العسكرية الهامة التي كانت منطلقًا لهجماته الإجرامية على المدنيين والآمنين، والتخلص من أهم قياداته المجرمة، وهي إنجازات ضخمة ولا شك، بالإضافة لتحرير مناطق شاسعة من البلاد.
وانهمكت الفصائل المسلحة فيما بعد بإدارة شؤون المناطق المحررة بجميع تفاصيلها اليومية، من الطعام، والدواء، والنظافة، إلى غير ذلك، وتشعبت أعمالها حتى دخلت في الجوانب الخدمية، والقضائية، والإدارية، مما شكل ضغطًا وأعباء إدارية ومالية ضخمة على الفصائل، إلى جانب قيامها بالعمل العسكري المرهق والمكلف.
كما أدى ذلك إلى اتجاه العمل الإداري للمناطق المحررة، والشؤون العامة إلى النزعة العسكرية، والتي تؤثر بطبيعتها على كافة المنظومة الفكرية، والثقافية، والإدارية، وتفقد مؤسسات المجتمع دورها وقوتها أمام سطوة القوة العسكرية.
بل أدى هذا –مع عوامل أخرى عديدة- إلى تعثر مشاريع الوحدة أو الاندماج بين تلك الفصائل؛ لتشعب الملفات التي ينبغي العمل عليها، ونزعة الشك والرغبة في القيادة، والتي تورثها العقلية العسكرية.
إن ظهور هذه الآثار السلبية في الثورة أدى إلى العديد من السلبيات والمشاكل في المناطق... اقرأ المزيد

فتاوى
ثقافة المسلم
أخلاق وآداب
بأقلامهن
آراء وتحليلات
واحة الشعر
أعلام وتراجم