في ذكراها الثامنة.. الثورة السورية مستمرة
تدخل الثورة السورية عامها الثامن وهي تحمل وصايا الراحلين وأمانات الأجداد وأحلام المتعبين الذين ما زالوا على عهدهم الأول وعلى طريق هدفهم بإسقاط النظام، يجدد الثوار في هذا العام الجديد صرختهم الأولى التي أطلقوها قبل ثماني سنوات في وجوه ظالميهم ومحتلي أرضهم وناهبي ثروات بلادهم، وكلهم أمل في أن تندمل الجراح وتنفك القيود ويُرى الوطن سالما منعّما في قلوب أبنائه الحقيقيين.
إنها ثماني سنوات من العمل والتضحية والمصاعب والابتلاءات، فيها سقطت الكثير من الأقنعة المزيفة وبانت سوءات الأنظمة المستبدة وانكشف كذبها وعوارها، وفيها ازداد الشعب وعيا بحقوقه وواجباته وازداد إدراكًا وتمسكا بالأهداف التي خرج من أجلها.
لقد لعبت الدول الكبرى خلال تلك السنوات العصيبة أدوارا مختلفة لتأخير الربيع عن ثورة السوريين، وتضاربت الرؤى والاتجاهات، فصارت سورية ساحة مفتوحة على صراعات دولية، حتى وجد السوريون أنفسهم في وسط سياسي وعسكري معقد، إلا أن ذلك لم يثنهم عن مواصلة طريقهم، فقدوم الربيع قدر من أقدار الله، ولا أحد يستطيع أن يقف في وجهه.
فعلى الرغم من سوء الأوضاع التي وصلت إليها سورية، إلا أن الثورة استطاعت أْن تفتحَ الطريق لمطالب التغيير والانعتاق من العبودية، وجعلت العيش تحت ظل نظام الأسد شيئا من الماضي لا يمكن الرجوع إليه ولا يمكن أن يتكرر، فكسر السوريون الأصنام التي كانت موزعة في مدنهم وقراهم، وأعلنوا أن حرية الإنسان حق مقدس لا يمكن لأحد أن يمسه، وهذه المظاهرات الشعبية التي خرجت في درعا البلد في 10 آذار 2019م تنادي بإسقاط النظام، وترفض إعادة نصب تمثال حديث لحافظ الأسد شاهدة على أن لا مكان للخوف في قلوب السوريين ولا مكان للأصنام على أرضهم.
إننا نتفق على أن الثورة اليوم تحتاج... اقرأ المزيد