الخميس 19 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 21 نوفمبر 2024 م
العدد الحادي والخمسون - شعبان 1439هـ / مايو 2018م
السبت 19 شعبان 1439 هـ الموافق 5 مايو 2018 م
عدد الزيارات : 34842
العدد الحادي والخمسون - شعبان 1439هـ / مايو 2018م

 

إن أكرمكم عند الله أتقاكم


هيمنت العصبية على الحياة الاجتماعية في العصور القديمة، فكرست الظلم والبغضاء، والكبر والحسد، وبثّت روح العنصرية المنتنة داخل الطبقات المتصارعة، واتخذت أشكالًا عدوانية، فتسببت بحروب كثيرة وكوارث عظيمة، حتى أصبحت المعيارَ الذي يفرز الناسَ ويصنفهم، والأساسَ الذي يقوم عليه التباهي والتفاخر، وأغمضت عين الإنسان وطمست على قلبه، وأصبحت ثقافةً قطيعيّةً مترسخةً تتحكم بالأقوال والأفعال والمشاعر، لا يتحرك المنتمي إليها إلا من أجل القبيلة والعشيرة والعرق، ولا يهمه إن كان ذلك في سبيل حقّ أو باطل، وفي ذلك قال الشاعر الجاهلي دريد بن الصمّة (ت8 هـ):

 

وما أنا إلا من غزيّةَ إنْ غوتْ             غويتُ وإنْ ترشدْ غزيّةُ أرشدِ


وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم خطورة هذا الداء على الفرد والمجتمع، وعلم أن النظم القبلية والعرقية التي تقوم على مبدأ العنصرية تتناقض مع نظام الدولة الإسلامية، وأنه لا يمكن تشييد دولة معززة الجانب متينة البنيان في ظل الجاهلية ورواسبها، فوضع للمسلمين قواعد بناء الأمة المتماسكة القادرة على النمو والتطور، وقواعدَ بناء الحضارة المتسامحة والمدنية المتحضرة، فقال صلى الله عليه وسلم: "ليس منَّا مَن دعا إلى عصبيةٍ، وليس منَّا مَن قاتلَ على عصبيةٍ، وليس منَّا مَن ماتَ على عصبيةٍ" (رواه أبو داود في سننه) ، وعدَّ التفاخرَ بالنسب والعرق من أمور الجاهلية المنتنة حين قال لأبي ذر الذي عيّر رجلا بأمه الأعجمية : "إنك امرؤ فيك جاهلية".
فكانت رسالة الإسلام نظامًا جديدًا يعيد إلى المجتمع الإنساني توازنه ويرفع الظلم والجور عن الخلق، فضرب على يد الظالم وأخذ بيد المظلوم، واستبدل أخوة الإسلام بالروابط القبلية... اقرأ المزيد

حِوار
فتاوى
الاستشارات
قراءة في كتاب
آفــاق تربويــــة
ملف العدد
ثقافة المسلم
بأقلامهن
الأخيرة
آراء وتحليلات
واحة الشعر
أعلام وتراجم
أخبار الهيئة في سطور