الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإنَّ الله سبحانه وتعالى بيَّن في كتابه الكريم مكر الأعداء بعباده المؤمنين في كل أمةٍ وقوم على مدى التاريخ، فقال تعالى: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم: 46].
ولأهل الباطل طرق متنوعة في المكر غير القتال، يتوسلون بها إلى إسقاط أهل الحق أو فضِّ الناس عنهم، ومن ذلك:
- رمي أهل الصلاح بالفساد، كما قال فرعون عن موسى عليه السلام: {إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ} [غافر: 26].
- وتارة يزينون الباطل بإفراغ الحق من مضمونه، فيغالطون الحق، ويقلبون الحقائق، قال تعالى عن قوم شعيب: {قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} [هود: 87].
أو يقلبون الحقائق لتصبح الفضائل في أعين الناس رذئل، قال تعالى عن قوم لوط: {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [الأعراف: 82].
- ويسلكون لتشويه دعوة الحق مسالك شتى، فيرمونها بأنها:
سحر: قال تعالى: {كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} [الذاريات: 52].
أو أنها من الأساطير الشائعة، {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [النحل: 24].
أو أنها من أعراض الجنون، أو... اقرأ المزيد