أن ترفع شعارات الشريعة وترتكب كل ما يخالفه تحت هذه الشعارات، فإن هذا كفيل بكسب تأييد كثير من الإسلامين وجذب عواطف العوام.
وفي الجانب الآخر أن تضع تحت شعارات الليبرالية كل ما يناقضه ولكن المهم أن تقول عن نفسك ليبرالي حتى يتقبلك كثير من اللبيرالين فلن تستطيع خداعهم.
إن عقد الولاء والبراء على الشعارات صار سمة عامة للتيارات كلها، حتى وصلنا اليوم إلى ظاهرة غريبة ظاهرة التيارات القائمة على الشعارات فقط.
لم يعد الإسلامي إسلاميًا، ولا الليبرالي ليبراليًا، بعيدًا عن تقييم الأفكار لهذه التيارات ولكن فقط من ناحية موافقة هذه التيارات لأدبياتهم.
ظل البعثيون خمسين عامًا يرفعون شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية، وهم أكثر من أجرم بحق الحرية والوحدة والاشتراكية.
كما تقوم داعش اليوم بالتترس بشعارات إقامة الشريعة والدولة الإسلامية، وهي أكثر من يجرم بحق الشريعة الإسلامية، ويشوه نموذج الحكم الإسلامي.
ظاهرة الباطنيين الجدد صارت ملفتة في الساحة الشامية عند من يغلفون مآربهم السياسية وشهواتهم النفسية بأغلفة الشريعة وتمر بغفلة الشعب المسكين.
فطن الغرب لهذا الانفصام بين الشعارات والسلوكيات لدى هذه التيارات؛ لذلك يسعى لإسقاط أردوغان (الليبرالي) ويسعى للحفاظ على المارقة (الإسلامية).
الغرب يحارب أصحاب الشعارات الإسلامية بالقوة الخشنة، ويدعمهم بالقوة الناعمة، ويحاربه أصحاب الشعارات الليبرالية بالقوة الناعمة.
البعض يقول: إن الغرب يريد تشويه مفاهيم إسلامية من خلال المارقة (الجهاد-الشريعة-الدولة-الإسلامية) والحقيقة هو يريد تزيين المشوه عند المسلمين
لن يطول اعتياش هذه التيارات على شعاراتها؛ لأن الفورة العاطفية للشعوب سريعة البرود، ليعود الشعب يفكر بمقومات حياته، حينها سينقلب على المخادعين.
عنّف النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل لإطالته في الصلاة خشية أن يوقع الناس بالفتنة بترك الجماعة، فكيف بمن يطيل عليهم الصراع والقتال.
الشعوب لا تذكر المعروف العابر إذا كثر الغرم بسبب مشاريع الإسلاميين، وسرعان ما تنقلب عليهم وترضى بأي حل يطرح للحفاظ على مقومات حياتها.
المزايدات بين أبناء التيار الإسلامي في تحديد السقف يشبه حال من يرفع طوابق البناء على شفا جرف هار، كلما ارتفع بالبناء سيكون السقوط محتمًا ومفجعًا.
المجاملة على حساب الحقيقة في التيار الإسلامي الحركي أزرت بهم حتى يكادوا أن يشابهوا بعض الصوفية (إذا رأيت شيخك على المعصية فاقتلع عينك).
عندما تأمّن الأمة حفظ الوجود ترتقي إلى صراع المطالب، ثم إلى صراع المشاريع والمبادئ، فمن الحماقة أن نخوض صراع مشاريع ونحن مهددون بوجودنا.
الغرب بعد أن أدرك الخارطة الذهنية للتيارات الجهادية بات من السهل عليه استدراج هذه التنظيمات الجهادية إلى حروب الوكالة من حيث لا تدري.
------------------------
(*) باختصار