السَّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته :
لاحَظَتْ أمِّي اليومَ شيئاً غريباً يحدُث مع أُختي شام، وهو أنها أَصْبَحَتْ تَأْكُل كَثِيراً وبِلا تَوَقُّف .
فسألتها أمي : لماذا يا شام تَأكُلين طوالَ الوقت ؟! هذا مُضِّر بِصِحَّتك !
قالت شام : لَقَد أخبرني هُمام أنَّ رمضان قد اقْتَرب، وأنَّ المسلمينَ في هذا الشَّهر يمتَنِعُون عن الطَّعامِ والشَّراب، وأَنا خِفْتُ أنْ أَشْعُرَ بالجوع، فقَررتُ أنْ آكُلَ كثيراً كثيراً، حتى يمتلئ بطني بالطَّعامِ، وأصومَ بلا عَناء.
قَالتْ لها أمي : لا يا شام، الأمرُ لا يحتَاج كُلَّ هذا، نحن في شهرِ رَمَضان نَصُوم عِدَّة سَاعَات عنْ الطَّعام، ثُم نُفطر مَع أَذَانِ المغْرِب، ونكون قَدْ تَسَحَّرنا قَبْل أَذانِ الفَجر، والسَّحور مما أَوصانا به رَسولُ الله صلى الله عليهِ وسلم حيث قال: ( تَسَحّروا فإنِ في السُحُورِ برَكَة ) .
قالت شام: ولكنْ يا أُمّي لِماذا يجبُ أن نَصُوم، والجُوع سَيُرهقنا ؟
أَجَابَتها أُمي: إنما جَاءَ أمر الصيامِ يا شام من الله سُبْحَانه وتعالى وهو الرَّحيمُ بعباده، لا يأمُرُنا بشيءٍ لا نَستَطيعُ فعله . فالصِّيامُ عبادة لله عزَّ وجل، ومِن حِكمه أن نُحِسَّ بغيرنا مِن الجَوعى والفُقَراء الذين لا يَجِدُون لُقمتهم ويَقرُص الجُوع بطونهم ..
فلا داعي يا طِفلَتِي العَزيزة لِكُلِّ هذا الطعام . قُومي قبل الفَجر وتسحّري كما أمر النَّبي صلى الله عليهِ وسلَّم، فإن الله يُعينُك، وإنْ وجدتِ أنَّ هذا أتْعبكِ و أرهقكِ فلا بأسَ بأن تصومي يوماً وتفطري يوماً لأنَكَ مازلتِ صغيرةً، وعندماَ تكْبُرين تصومين الشهر كاملًا بإذن الله .
شام: أمي سَأَبذُل مَا بِوسْعِي لأصومَ مَعكم هذا الشَّهر الكريم إن شاء الله .
أمي: بارك الله فيكِ ورضِي عَنْكِ .
أستودعكم الله.
صديقُكم همام.