الثلاثاء 1 جمادى الآخر 1446 هـ الموافق 3 ديسمبر 2024 م
ذو النورين
الاثنين 12 جمادى الآخر 1437 هـ الموافق 21 مارس 2016 م
عدد الزيارات :

 

ذو النورين


أصدقائي الأشبال ، لَقد كانَت وفاةُ عُمرَ بن الخطَابِ رضي الله عنه ،أحدِ عمالِقةِ هذهِ الأمةِ وأبطَالِها النَّادِرين ، مؤلمةً على المسلمين.  كيفَ لا وَهُو منِ اسْتَبْشَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم بإسلامهِ وفرح فرحاً عظيماً به!
تولى الخلافةَ بعدهُ بالبيعةِ بطَلُنا الَّذي سنتَحَدَثُ عنهُ في هذا العَدد ، وثالثُ العَشرةِ المبشرين بالجنة، عُثْمُانُ بن عَفَّان (ذو النُّورين ) الأموي القرشي رضي الله عنه .
سُمي بِذِي النُّورين لأنهُ تزوجَ اثنَتَين مِن بناتِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلَّم: الأولى رُقيَّة، وبعد وفاتها تَزوجَ بأمِّ كُلثوم رضي الله عنهم أجمعين.
كان تاجراً غنياً وكريماً، قَدَّمَ الكثيرَ من مالِهِ لنُصرةِ الإسلامِ والمسلِمينَ ، وكانَ أولَ من هاجَرَ فراراً بِدينِهِ إلى الحَبَشة، ثُمَّ تَبِعَهُ المسلمون .
هل رأيتم !  رُغْمَ أنَّهُ كانَ غنياً ذا حَسَبٍ ونَسَبٍ إلا أنه تَرَكَ كلَّ ذلك وفرَّ بدينِهِ ليُطَهِّرَ نَفْسَهُ من الشِّرك ،فبِمِثلِ هؤلاءِ العُظماء حفظَ الله هذا الدِّينَ لنا، وبَقِي على ما هو عليهِ حَتى وَصَلَنا اليوم، فمِنْ واجبنا نحن أيضاً أن نَقْتَدِي بهم ونسيرَ على خُطاهُم، حتى نحْفَظَ هذا الدِّين لأبَنائِنا وبناتنا وأَحفَادِنا في المستقبل .
ولنتابعْ قصةَ البطلِ عُثمانَ بنِ عفانَ رضي الله عنه، فبعدَ وفاةِ الخليفةِ عُمرْ رضي الله عنه ، ظَنَّ أعداءُ الدِّين أنَّ الإسلامَ قدْ ضَعُفَ وأنَّ المسلِمينَ قدْ انتَهوا، فنَقَضُوا العُهُود مع المسلمين .
ولكنَّ عُثمان بن عفَّان بصلابةِ وقوةِ الرَّجُل المسلمِ  ومَن مَعهُ من أبطالِ المسلمين قامَوا فأدَّبَوهُم مرةً أُخرى .
وهَكَذا استَمرتْ الفُتُوحات الإسْلامِية في عَهْدِ خليفةِ المسلمينَ عُثمان رضي الله عنه، مدةَ عشرِ سنوات، فتح خلالها المسلمونَ الكثيرَ من البُلدانِ مِثلَ: (أَرمِينِية _ وأَذربِيجَان _ والإسْكَنْدَرية _ وتُونُس )
كما تمَّ إنشاءُ أولِ أُسطُولٍ بحريٍ للمسلمينَ في عَهدِ عُثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان هذا الأسطولُ بدايةً لانتصاراتٍ وفتوحاتٍ عظيمةٍ للمسلمين عن طريقِ السَّاحل.
وبَعدَ عشر سنواتٍ من الانتصاراتِ والفتوحاتِ في زَمَنِ هذا الصَّحابِي العَظيمِ ، بَدَأَتْ الفتنةُ تَدُبُّ في صُفُوفِ المسلمين، وانتهت حياةُ عُثمان بن عفان رضي الله عنه شهيداً، كما كان قدْ بَشَّرَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم بأنه سيموتُ شهيداً.
فرضي الله عن صحابةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأَرضَاهُم .