الأحد 22 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 24 نوفمبر 2024 م
قصة هدهد سليمان
الثلاثاء 13 جمادى الآخر 1437 هـ الموافق 22 مارس 2016 م
عدد الزيارات :

 

قصة هدهد سليمان
ذَكَرَ الله قِصّةَ نبيّهِ سُليمانَ مَع الُهدهُدِ في سورةِ النًّمل، فما هي؟
تعالوا لنتعرف عليها
ذَاتَ يومٍ جمعَ سُليمان عليهِ السَّلام الطُيور فِي مجْلسه، نَظَرَ سُليمانُ إلى الطُيور ثُمَّ قال:
"مَالِيَ لا أَرى الهُدهُد أم كَانَ مِنَ الغَائِبين، لأُعذِبنَّهُ عذاباً شديداً أو لأذبحنَّه أو ليأتينّي بسلطان مبين". أي يأتيني بعذرٍ واضحٍ على عَدَمِ حُضُوره.
وعِندَما قَدِمَ الهُدهُد أَسْرَعت الطُّيور تَقُول: ما خلَّفَك عنّا أيُّها الطير؟ فَقَد غَضِب مِنكَ نبيُّ الله سُليمان وتوعَّدَ بِقَتلِك!
ذَهَبَ الهُدهُد إلى مَجلسِ سُليمانَ وقال لهُ: لَقدْ رأيتُ أمرًا  لا تَعرِفُهُ أنت ولا جنودك! وجِئتكَ بخبرٍ صَادِقٍ. لقَد وَجدْتُ امرأةً تَقُودُ جيشاً كبيراً.
إِنَهم يُقِيمُونَ بِأرضٍ يُقالُ لها (مَأْرِب) في اليَمَنِ وهَذِه المَرأة تَملِكُ مِنْ متاعِ الدُّنيا وزِينتها ما يحتاجُ إليهِ الملكُ القوي، ولها عرشٌ (سرير) عَظيم مُرصَّع بالجَواهِر واللَآلِئ الثَّمينة.. في قَصرٍ عظيمٍ.
ولكنَّ هذه المَلِكة و قومَها يعبُدُون الشَّمس !  ويَسجُدُون لها وليس لله تعالى!
قال سُلَيمَانُ عليهِ السَّلام: نُريدُ أنْ نتأكد منْ كلامِكَ هذا لنعْرِف إن كنت صادِقًا أم كاذبًا.
ثُمَّ كتبَ سُليمان علَيه السَّلام رِسالة إلى مَلِكةِ (سَبَأ) يَدعُوها إلى الإيِمانِ بالله تَعَالى.
و قال للهُدهُد:  اذْهبْ بهذا الكِتاب و ألقِهِ في القَصر دُونَ أنْ يَشعُرَ بِكَ أحدٌ. ثم انتظِر حتى تَرى ماذا تفعل هي وقومها.
عِندَما رَأت الملكةُ بلقِيس الرِّسَالَة ونَظرتْ فيها، جمعتْ حَاشِيتها وأَطْلَعَتهُم عَليها ثُم طَلَبتْ مِنهُمْ أنْ يُشِيرُوا عليها ويُرشِدُوها ماذا تفعل؟
قالَ لها قومُها: نَحنُ أهلُ قوة و شجاعَة، و أنتِ مَلِكتُنا. فسنَفعلُ ما تأمُريننا بهِ.
وأخيراً قَرّرتْ بلقِيس أنْ تُرسِلَ إلى سُليمانَ بهديةٍ ثمينةٍ لترى ماذا يفعل سليمان؟ 
و لما وَصَلت إلى سُليمان هديةُ الملكة أعاد سليمان إليهم الهدية قائلًا لهم: هل تَظُنّون أنَّكم سوف تُغرُوننا بأموالكم ؟! فقد أعطانِيَ الله خيرًا مما أعطاكُم .
ثمَّ أَمَرَ من حَولَهُ بِإحضارِ عرشِ الـمَلِكة إليه. فقدْ عَلِمَ أنَّ المَلِكة ستأتي مع قومها بَعدَ أن ردَّ لهُم هديَّتَهم.
وسُلَيمانْ عليهِ السَّلام يَا أَحبَابِي أعطاهُ الله مُعْجِزة أنْ  كانَت الـجِنُّ تَعمَلُ لَهُ. فَقَامَ أحدُ الجنِّ وَ أَحضَرَ لِسليمانَ العَرشَ في ثَوانٍ، مَعَ أَنَّ بلقِيسَ و قَومَهَا كانُوا فِي بلدٍ آخر. و هَذَا مِن فَضْلِ الله عَلى نَبِيِّه سُليمان عليه السلام.
أَمَرَ سُليمان بِتَغيير العَرشِ قليلًا. فَلمَّا جاَءَت بلقيسُ مع قَومِها سَأَلها سُليمان .. أَهَكَذا عَرْشُك ؟
قالتْ بلقيس: كَأَنهُ هو! فهو يُشبِهُه، لكن كيفَ يُمكن أنْ يَكُون سُليمانُ قَد أَتَى بِهِ كُلَّ هذه المسافة. فقالَ لهَا سُليمان: إنَّهُ هو عَرْشُكِ! فما كان من السيدة بلقيس إلا أن أذْعَنت لسليمان عليه السلام وأسْلَمَت و قالتْ:
(رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَـٰنَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ).
فوائد من القصة :
1-  إذا حَصَلَ أمرٌ أزعَجَنا من أحد فلابُد أن نُحسِنَّ الظَّن به ، و ذَلِكَ بأن نسمعَ له و نُحاول أن نَجِدَ لهُ عُذرًا . كما علّمنا هُنا نبيُّ الله سليمان عليه السلام حين أعطى الهُدهُدَ فَرصَةً ليحكي عن سبب تأخُرِه.
2- إذا رَأينَا أمرًا خاطئًا فلابُد أن نسعى لإصلاحِه . و إن لم نستَطِع ذلك وَحدَنا نسأل من هو أكبُر منا أو أكثَر علمًا أن يُساعدنا. كما فعل الهُدهُد هنا حين أخبَر سُليمان عليهِ السَّلام عن القوم الذين لا يعبُدُون الله.