من أحكام الشهيد
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينُه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يَهدِه الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد.
فإنَّ من أفضل الأعمال عند الله تعالى: الجهادُ في سبيله، فعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ) رواه الترمذي، وأحمد. وذٍروةٌ كلِّ شيءٍ: أعلاه.
وللشهداء الذين يقتلون في سبيل الله –تعالى- منزلة عظيمة، قال تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} [البقرة: 154].
وقال سبحانه: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (170) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 169-171].
وهؤلاء الشهداء لهم أحكام خاصة بهم: ابتداء ببيان من يسمى شهيدًا، وكيفية تجهيزهم للدفن، ومكان دفنهم، والفرق بين شهيد المعركة وغيره.
وفي هذه المطوية سنتناول الحديث عن:
نسأل الله أن ينفع بها من قرأها، ويكتب أجر من كتبها ونشرها وعمل بما فيها.
(أصل مادة هذه المطوية مجموعة فتاوى كنا قد أجبنا عنها في المكتب العلمي بهيئة الشام الإسلامية، ثم رأينا أن نصدرها مجموعة مهذبة في شكل مطوية، يسهل تداولها وقراءتها، وهي:
هل يسمى المقتول على أيدي النظام السوري شهيداً ؟ وهل له أحكام شهيد المعركة؟ وكيف نغسل أشلاء القتلى ونصلي عليهم؟ وهل نلقن الجريح الشهادة وهو يحتضر؟ وهل نصلي صلاة الغائب على من قتل في المظاهرات؟ وحكم تعزية غير المسلم والترحم عليه وتسميته بالشهيد).
----------------------------------
* يمكنكم قراءة المطوية وتحميلها من الروابط في الأعلى أو من هنا.