الاثنين 9 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 11 نوفمبر 2024 م
هل نلقن الجريح الشهادة وهو يحتضر ؟
رقم الفتوى : 9
السبت 12 ربيع الأول 1433 هـ الموافق 4 فبراير 2012 م
عدد الزيارات : 60190

السؤال:

 تنقل مواقع الثورة والقنوات الفضائية يومياً العديد من مشاهد استهداف المدنيين العزَّل من قبل قناصة النظام الغاشم. وكثيراً ما نرى من المحيطين بالجريح من يقوم بتلقينه الشهادة، وتكريرها والإلحاح بها عليه، بل ربما حاول البعض أن يمسك بيده ويرفع له السبابة، وأحياناً لا يكون الجريح واعياً لما يدور حوله، فلا نسمعه يتلفظ بها.

       نرجو التوجيه في مثل هذه الأفعال، وهل ينقص من أجر الميت إذا لقي الله ولم يتلفظ بالشهادة عند موته؟

__________________________________________________

 الجواب:

 الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أجمع العلماء على مشروعية تلقين المسلم حين احتضاره وقرب وفاته؛ وذلك لما جاء في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" لَقِّنُوا موتاكم لا إله إلا الله". ويكون ذلك بالتلفظ بـ(لا إله إلا الله) يذكرها أمامه حتى يقولها، فإذا قالها كف عنه، وإن هو تكلم بكلام غيرها أعاد تلقينه، رجاء أن يكون آخر كلامه (لا إله إلا الله)؛ وذلك لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:" من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" رواه أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

فإن لم ينطق بالشهادة فلا مانع من أمره بها برفق ولطف ولين؛ وذلك لحديث أنس رضي الله عنه:" أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عاد رجلاً من الأنصار، فقال: يا خال! قل: لا إله إلا الله، فقال: أخال أم عم؟ فقال: بل خال، فقال: فخير لي أن أقول: لا إله إلا الله؟ فقال النبي- صلى الله عليه وآله وسلم -: نعم". أخرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح على شرط مسلم .

وينبغي ألا يضجره بها، فإن مات ولم ينطق بها فإن هذا لا يضره إن شاء الله، مادام قد نطق بها حال حياته، ومات وهو مصدق بها. وأما الإمساك بيده وتحريك السبابة فلم يرد به سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وإذا كان المحتضر من غير المسلمين فيُشرع حثه على النطق بالشهادة رجاء أن يموت على التوحيد؛ وذلك لما ثبت في الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعمه أبي طالب :" أي عم! قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاجُّ لكَ بها عند الله ".

وفي هذه المناسبة ندعو الله - جلّ وعلا - لإخواننا القائمين على إسعاف الجرحى ومداواتهم أن يعينهم على هذا العمل الجليل، وأن يوفقهم للرفق بهم وإعانتهم. كما نسأله - سبحانه - أن يرحم شهداءنا، ويفك أسرانا، ويشفي جرحانا، وأن يلهم أهليهم الصبر والاحتساب، وأن يجمعنا وإياهم في جنات النعيم.

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

Fares | Syria
الخميس 14 رمضان 1433 هـ الموافق 2 أغسطس 2012 م
جزاكم الله عنّا خيرا 

سؤال ؟ 
في حال تم تلقين غير المسلم الشهادة عند وفاته 
و قام بنطقها هل بذلك يصبح من المسلمين أي يصلّى عليه و يدعى له بالرّحمة و يدفن في مدافن المسلمين ؟ 
المكتب العلمي - هيئة الشام | سورية
الأحد 17 رمضان 1433 هـ الموافق 5 أغسطس 2012 م
 الأخ (Fares):
ورد في الفتوى (وإذا كان المحتضر من غير المسلمين فيُشرع حثه على النطق بالشهادة رجاء أن يموت على التوحيد؛ وذلك لما ثبت في الصحيحين أن النبي -
صلى الله عليه وسلم - قال لعمه أبي طالب :" أي عم! قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاجُّ لكَ بها عند الله ").
كما روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن غلاماً من اليهود كان يخدُم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فمرض، فأتاه يعودُه، فقعد عند رأسه،
فقال له:" أسلم"، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطِعْ أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه بي من
النار).
 وعليه: إن نطق غير المسلم بالشهادتين قبل وفاته: فهو مسلم، وتجري عليه أحكام المسلمين من غسل وتكفين وصلاة عليه، ودعاء له بالمغفرة والرحمة،
والدفن في مدافن المسلمين.
والحمد لله رب العالمين