الخميس 19 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 21 نوفمبر 2024 م
عميد المعتقلين السياسيين في سجن تدمر الشيخ محمد هاشم المجذوب.. رحمه الله
الاثنين 21 ربيع الآخر 1439 هـ الموافق 8 يناير 2018 م
عدد الزيارات : 6834

 

عميد المعتقلين السياسيين في سجن تدمر الشيخ محمد هاشم المجذوب.. رحمه الله


"مو من ملتنا"! كلمة قالها فكلفته 23 سنة من حياته في سجن تدمر..
مولده وطلبه للعلم:
العلامة الشيخ محمد هاشم بن محمد بهجت المجذوب الحسيني الشافعي الدمشقي، ولد عام (1354هـ) في مدينة حرستا في الغوطة الشرقية.
بدأ بتلقي العلوم الشرعية عند أمين الفتوى بدمشق العلامة المجاهد عبد الحكيم المنيّر المتوفى سنة (1414هـ) في الجامع الأموي، وهو الذي أرشده لطلب العلم.
وحضر عند العلامة الداعية محمد هاشم رشيد الخطيب (1378هـ)، وقرأ على العلامة المربي الشيخ أحمد قويدر العربيلي، المتوفى سنة (1390هـ) وكان جلُّ انتفاعه بالعلامة الزاهد محمد صالح العقاد، المتوفى سنة (1390هـ) شيخ الشافعية ببلاد الشام.
وأخذ عن العالم الجليل الشيخ بشير بن عبد الله الجلاد، المتوفة سنة (1403هـ) والعالم الزاهد الفقيه محمود الحبال، المتوفى سنة (1415هـ).
وتلقى القرآن الكريم والتجويد عند شيخ القراء الشيخ محمود فائز الديرعطاني، المتوفى سنة (1385هـ) ثم أتمّ على تلامذته من بعده.
عُرف بالدعوة إلى الله قولاً وعملاً.
من آثاره:
كتاب (القول الفصل لحسم مسائل الخلاف)
تحقيق (مناسك الحج للإمام النووي
تحقيق (كتاب الصوم) للشيخ محمد صالح العقاد.
محنته وسجنه:
ذات يوم من سنة 1980 حضر إلى درسه في المسجد شخص مجهول وسأل الشيخ هاشم :
ابنتي تدرس بالجامعة وخطبها مني شاب علوي فهل أزوجهما ؟
أجاب الشيخ : “مو من ملتنا” !
كرر الشخص السؤال، فأعاد الشيخ : “مو من ملتنا” !
وكان هذا الشخص مخبرًا للنظام فسارع وأبلغ السلطات عن الشيخ فتم اعتقاله من بيته بحي ساروجا.
فمكث في سجن تدمر الرهيب ثلاثًا وعشرين سنة، مع التعذيب والتضييق، والمساومة على موقفه من حكم النظام، فلم يتراجع.
وحدث أن جمع الطاغية حافظ الأسد عددًا من شيوخ دمشق على مائدة الإفطار بعد خمس سنين من اعتقال الشيخ المجذوب، وكانت مجازر حماة وتدمر وجسر الشغور  قد خلفت مقتل 50 ألفًا من أهل السنة.. فسأل الشيخ كريم راجح الطاغية الأسد عن سبب اعتقال الشيخ هاشم، فتغير وجهه وقال مخاطبًا الشيوخ الحاضرين :
– هادا الشيخ هاشم ميقول عنا مو مسلمين وكفار !! شو بتقولو انتو؟؟
فسكتوا جميعًا ثم نطق الشيخ سعيد رمضان البوطي بأن هذا كلام مغلوط ولا يصح!
وتعهد البوطي بأن الشيخ لم يصبه أذى بالرغم من سقطته!
راح أهل الشيخ إلى البوطي وطلبوا منه الوساطة عند الطاغية للإفراج عن الشيخ !
فأعطاهم رسالة يحملونها إلى سجن تدمر و يقدمونها للشيخ، مفادها: اكتب اعترافًا بخطئك وندمك على فعلتك وأعلن توبتك وأن الرئيس الأسد رئيس مسلم مؤمن !
رفض الشيخ الإجابة عليه وردّ الرسالة ومكث 23 سنة في السجن.
تعليمه في سجن تدمر:
وقد أخبر من لازمه في السجن أن أغلب السجناء الذين كانوا مع الشيخ هاشم المجذوب في محبسه حفظوا القرآن الكريم بالتلقي عن الشيخ رحمه الله، وكثيرون تلقوا الفقه واللغة والتفسير عنه.
وفاته:
توفي الشيخ محمد هاشم المجذوب قبيل فجر الأربعاء 17 رمضان 1437للهجرة، الموافق لـ 22 حزيران 2016 ميلادية في منزله بدمشق، وقد نعاه طيف واسع من علماء العالم الإسلامي ومؤسساته وهيئاته، رحمه الله رحمة واسعة.