135 ألف قتيل و100 ألف جريح ومعاق من قوات أسد ومليشياته
كان لتعنت النظام المجرم وغطرسته والحرب التي بدأها على الشعب ثمن باهظ جداً؛ إذ وقع عليه النصيب الأكبر من الخسائر، فقد أشارت إحصائيات إلى أن عدد القتلى من ضباط وأفراد الجيش النظام السوري والميلشيات التي تقاتل معه من شبيحة ومليشيات دفاع وطني بلغ 135 ألفاً، حتى السنة الرابعة من عمر الثورة السورية، 73 ألفاً منهم من أبناء الطائفة النصيرية (العلوية)، منهم 7 آلاف من مدينة القرداحة والقرى التابعة لها، بالإضافة إلى أكثر من 100 ألف جريح ومعاق، كما بلغ عدد المنشقين عن الجيش 189 ألفاً، بينهم أكثر من 7 آلاف ضابط من رتب مختلفة.
كما خسر النظام 3700 دبابة من أصل 5000 تخدم في قطاعات الجيش السوري. فيما لم يتبقَّ له سوى 90 طائرة مقاتلة من أصل 450 طائرة كانت تشكل القوات الجوية السورية.
وبلغ حجم خسائر الاقتصاد السوري حسب تقديرات أولية، 85 مليار دولار منذ آذار (مارس) 2011م وحتى نهاية عام 2015م.
كما تجاوز حجم الذخيرة المستخدمة لقمع الثورة حجم ما استُخدم في كافة الحروب العربية ضد إسرائيل منذ حرب العام 1973م، بما فيها حرب لبنان، بعشرة أضعاف.
وتبقى هذه الأرقام والإحصائيات غير دقيقة، إذ يفوق عدد القتلى هذا الرقم بكثير، إذ يتكتم النظام على أسماء القتلى؛ وخصوصاً من الطائفة العلوية، لضمان موالاتهم له وعدم الاصطدام معهم.
أكثر من 60 جنرالاً عسكرياً قتلوا في سورية
لم تكن خسائر إيران في سوريا أقل من خسائر "حزب الله" مع أنها لم تزج بجيشها بشكل مباشر في الحرب، وإنما اقتصرت على نخب من الحرس الثوري والباسيج والقادة والمستشارين، واستعانت بمليشيات وفصائل أفغانية وعراقية ولبنانية، إلا أن خسائرها كانت كبيرة على مدار السنوات الخمسة. حيث تشير مصادر إلى أن عدد القوات الإيرانية في سوريا بلغ عام 2015م حوالي 3000 بين مقاتل ومستشار عسكري، وقد بلغ عدد القتلى نهاية عام 2015م حسب مواقع إيرانية حوالي 500 عسكري، كما كشفت مصادر أن إيران خسرت في سوريا “ستين جنرالاً رفيع المستوى” إلا أنها لم تُعلن رسمياً سوى عن أسماء 18 منهم من المقربين من القيادة الإيرانية.
ويعتبر الجنرال حسين همداني الذي قتل في حلب يوم 4 أكتوبر/ تشرين 2015م أرفع شخصية عسكرية تلقى مصرعها في سوريا، حيث كان يشغل منصب مساعد قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وكان مصرعه بمثابة بداية لتطور جديد في الدور العسكري الإيراني في سوريا.
ومن بين القتلى أصحاب الرتب العسكرية الرفيعة التي اعترفت بهم الجنرالات: علي أصغري، حسن شاطري (حسام خوش نويس)، مهدي خراساني، حسين بادبا، أصفر شيردل، جبار دريساري، محمد علي الله دادي، عباس عبداللهي، علي مرادي، محمد صاحب كرم أردكاني، علي رضا توسلي، إسماعيل حيدري، عبدالله إسكندري، محمد جمالي، حميد طبطبائي ميهر، أمير رضا علي زادة، داد الله شيباني، رضا حسين موقدديم.
كما أثار غياب قائد فيلق القدس "قاسم سليماني" عن الإعلام عقب إصابته في معارك بحلب، شكوكاً حول مقتله.
وتبقى الأرقام الصادرة عن خسائر إيران أقل بكثير من الأرقام الحقيقية؛ نظراً للتكتم الشديد الذي تفرضه القيادة الإيرانية حول هذا الموضوع، للحفاظ على معنويات مقاتليها التي بدأت تنهار مع ازدياد أمد الحرب وعدم تحقيق تقدم ملموس على أرض الواقع.
أكثر من 2000 قتيل لـ "حزب الله" في سورية
بدأ تدخل "حزب الله" في سوريا لصالح النظام المجرم في عام 2012م دون إعلان رسمي، مع نفي لمشاركته في العمليات العسكرية، مدعياً أنه أرسل مقاتلين "لحماية المعابد الشيعية في الأراضي السورية، وأنه يقدم مساعدات استشارية وتدريبية فقط"، رغم بدء وصول جنائز مقاتليه إلى لبنان.
كان أول ظهور علني لمقاتلي الحزب في سوريا في معركة القصير بريف حمص في مايو/ أيار 2013م، حيث فقد الحزب خلالها أكثر من 100 مقاتل، وأصيب نحو 300 آخرين.
ازداد توسع مشاركة "حزب الله" في سوريا بعد معركة القصير حيث امتد إلى حلب ودمشق وإدلب والساحل، وبدأت قواته تزداد نفوذاً على حساب قوات النظام، ومع امتداد قواته على الأرض السورية بدأت أعداد القتلى في صفوف مقاتليه في ازدياد كبير، ورغم عدم كشف الحزب عن الأرقام الرسمية لخسائره في سوريا إلا أن إحصائيات تشير إلى أن عدد القتلى في صفوفه بلغ أكثر من 2000 قتيل.
لم تقتصر خسائر الحزب على العناصر، إذ فقد خلال 4 سنوات من الحرب في سوريا قادة عسكريين بارزين ورموزاً مهمة في صفوفه من مختلف مستويات القيادة، وكان أول القادة الذين خسرهم: فوزي أيوب الذي قُتل في محافظة حلب في أيار/ مايو 2014م، ليلحق به بعد ذلك جهاد مغنية الذي قُتل في يناير/ كانون الثاني 2015م، بغارة إسرائيلية استهدفته وعدداً من قادة "فيلق القدس"، التابع للحرس الثوري الإيراني، بالقرب من مرتفعات الجولان، ويعتبر مغنية رمزاً من رموز الحزب فهو نجل القيادي العسكري الأبرز للحزب عماد مغنية.
توالت بعد ذلك خسائر الحزب للقادة العسكريين، حيث قُتل حسن حسين الحاج - الذي يعتبر من القادة المؤسسين لـ"حزب الله"- في محافظة إدلب في أكتوبر تشرين الأول 2015م، وخلال مراسم دفنه في جنوب لبنان وصل نبأ مقتل خلَفه في المهمة "مهدي حسن عبيد". وفي حزيران/ يونيو 2015م قتل غسان فقيه في منطقة "القلمون" بريف دمشق، كما قتل أخوه القائد الميداني جميل فقيه في اشتباكات بريف إدلب.
ولكن الصفعة الأكبر للحزب كانت بمقتل سمير القنطار الذي يعتبر من كبار قيادات "حزب الله" في سوريا، ويحظى برمزية كبيرة لدى الحزب، وقد قُتل مع عدد من رفقائه بقصف جوي إسرائيلي في منطقة "جرمانا" بريف دمشق.
يعتبر عدد قتلى حزب الله في الحرب السورية كبيراً جداً مقارنة بعدد قواته الموجودة هناك، والتي قدرت حسب معلومات استخباراتية بحوالي 7000 عنصر، في الوقت الذي بلغ عدد قتلى الحزب في معركته "المزعومة" مع إسرائيل خلال الفترة بين عامي (1982 و 2000)، 1276 مقاتلاً فقط!.