الخميس 10 جمادى الآخر 1446 هـ الموافق 12 ديسمبر 2024 م
محمد منلا غزيِّل (1382هـ- 1936م - 1437هــ- 2016م)
الأربعاء 15 جمادى الأول 1437 هـ الموافق 24 فبراير 2016 م
عدد الزيارات : 6418

 

مولده ونشأته:
هو الأديب والمفكر والشاعر الإسلامي محمد بن منلا (عبد المولى) بن محمد الدرويش، وغزيِّل هو لقب شعبي لجده اشتهر به بين الناس. ولد في مدينة منبج –ريف حلب- في شهر شعبان عام 1382هـ- كانون الأول عام 1936، وفيها نشأ ودرس، وتفجرت موهبته الشعرية.
عندما بلغ السابعة من عمره أرسله والده إلى الكُتَّاب، ثم تلقى تعليمه الأولي في جامع الشيخ عقيل المنبجي، ثم اهتم بحفظ القرآن وحفظ قصائد من الشعر على يد الشيخ عبد الرحمن الداغستاني.
توفيت والدته وهو فتى عام 1952م، وكان لـفقدها أثرٌ كبيرٌ في نفسه، وكتب عنها فيما بعد أقصوصة بعنوان (الأم الطيبة)، وفيها وصف حي للحظات الوفاة.
دراسته:
أحب الشعر منذ طفولته، وظهرت موهبته الشعرية مبكرة، فكانت له أول تجربة شعرية وهو الصف الخامس الابتدائي عام 1949م.
أنهى المرحلة الابتدائية منها عام 1950م بتفوق مما أهلّه للذهاب إلى حلب ليتم دراسته الإعدادية،. نال شهادة الدراسة الثانوية الأدبية فرع الآداب واللغات سنة 1957م، بعد الدراسة  على يد أساتذة حلب الشهباء الكبار.
تابع دراسته في جامعة دمشق في قسم اللغة العربية كلية الآداب بين 1958 حتى عام 1961 حيث نال شهادة الإجازة في الآداب (اللغة العربية).
حياته:
كان لطبيعة منبج أثرها في تكوين شخصيته؛ فقد شغفه حبها مفتوناً بأجوائها وأطايب أشجارها، كل ذلك كان محركاً مهماً لشاعريته الفذة.
وقد أخذت شهرته تزيد يوماً بعد يوم وذلك لما امتاز شعره من حُسن وعذوبة وجمالاً. وفي هذه الفترة كان شعره ينحو نحواً غزلياً. وقد جذب الأنظار إليه حين بدأ ينشر في الصحف والمجلات مما فطن له أساتذته مستقبلاً باهراً في عالم الشعر، وأطلق عليه أستاذه اسماعيل حقي لقب «البحتري الصغير»، فنشر في جريدة الجمهور العربي، ومجلة (الصاحب) البيروتية، وجريدة البريد السوري ، ومجلة الجمهور الجديد البيروتية، وجريدة (الشهاب).
الأعمال التي زاولها:
عمل في مجال التدريس مدة من الزمن حتى أحيل إلى التقاعد بتاريخ 15 نيسان 1969م بسبب جرأته في معارضة النظام، وانصرف بعد ذلك إلى الإنتاج الأدبي.
صفاته وشخصيته:
اشتهر الشاعر محمد منلا غزيِّل أنَّه عفيف النفس عزيزٌ أبيٌ، رغم ما مرَّ به من ظروفٍ قاسيةٍ بسبب حصار النظام له وفصله من عمله، فعاش حياة الكفاف مختارًا، وكان عطوفًا على غيره متصدقًا مادًا يد العون والمساعدة مع ما فيه من ضيق ذات اليد، صادق العاطفة ، رقيق القلب، جريئًا في الحق، صاحب قلب صاف من الضغائن والأحقاد؛ علاقته طيبة مع الجميع يحضر مجالسهم ومناسباتهم بكل تواضع وسعة صدر .
تميز بالذكاء والقدرة على الإبداع واستحضار الحجة، وكان حافظة جامعة تجمع أرقاماً وتواريخ وأسماء كتب وأسماء مؤلفين وحوادث تاريخية ومناسبات علمية وأدبية وسياسية.
وبقي الشاعر محمد منلا غزيِّل أعزبًا طيلة حياته لم يتزوج.
شغفه بالقراءة وموسوعيته الثقافية:
عرف الشاعر محمد منلا غزيِّل بكثرة مطالعاته وقراءاته؛ فكان يتردد منذ شبابه إلى دار الكتب الوطنية في حلب ليقرأ ألواناً مختلفة من الثقافات التاريخية والدينية والأدبية ودواوين الشعراء المحدثين؛ فكان لذلك الأثر العميق في تنمية موهبته الفطرية المتألقة والمتميزة وزيادة انتاجه الشعري الخصب.
كان يقرأ كل شيء يقع تحت يديه في الأدب والفكر والفلسفة والتاريخ والسياسة، ويتنقل بين العلوم الإسلامية جميعها، وله صحبة طويلة مع الكتاب منذ طفولته، وكان يقضي جُلَ وقته في المركز الثقافي في منبج.
دعوته وابتلاؤه:
حمل الشاعر محمد منلا غزيِّل هم أمته، وجعل أمر إصلاح مجتمعه والتصدي لمحاولات التخريب التي يمارسها النظام عبر حزب البعث وفكره الاشتراكي المعادي للدين والأخلاق همه ورسالة حياته؛ فشغل جلَّ وقته في نشر رسالة الإسلام، والقيام بدور اجتماعي وتكافلي ضمن حدود استطاعته.
تعرَّض لأذى النظام ومضايقته، واستدعائه للتحقيق والمسائلة والاعتقال، إلى أن اعتقل عام 1980م وتعرض للتعذيب الشديد، حيث بقي شرًع طريح الفراش بعد خروجه من السجن، وبقي إلى آخر حياته ملاحقًا، ووضع تحت المراقبة والمنع من الخروج من بلدته.
كان للصدح بالحق جزء كبير من انتاجه الأدبي، وهو صاحب القصيدة المشهورة (بعقيدتي) والتي من أبياتها:

سيزول ليل الظالمين *** وليل بغيٍ مجرم
سيزول بالنور الظلام *** ظلام عهد معتم
وسيشرق الفجر المبين *** ويرتوي القلب الظمي

انتاجه الأدبي:

من أهم أعماله الأدبية المطبوعة:
1-  في ظلال الدعوة، وقد صدر في حلب عام 1956م وكان فالعشرين من عمره.
2- الصبح القريب، وقد صدر عام 1959 م وهو في السنة الثانية في قسم اللغة العربية ، وقدم له الأستاذ عصام العطار.
3- الله والطاغوت؛ صدر عام 1962 م ، وهو في الدبلوم العامة في كلية التربية .
4- جمع مختارات من شعره بديوان مستقل عنوانه (اللؤلؤ المكنون) عام 1962م.
5- (طاقة الريحان) 1974م.
6- (البنيان المرصوص) عام 1975م.
7- (اللواء الأبيض) 1978م .
8- كان يكتب في مجلة «حضارة الإسلام» بعض المقالات التي جمعها في ثلاثة كتب نثرية:
(على طريق الوعي الحضاري العربي الإسلامي)، و(في رحاب الأدب العربي)، و(كلمات على طريق الوعي الحضاري).
وظلَّ يكتب حتى آواخر عام 1977م حيث صدرت أعماله الشعرية في مجلد واحد، وكذلك صدرت أعماله النثرية موزعة على العناوين الثلاثة السابقة.
كُرِّم من قبل مديرية الثقافة بحلب بالتعاون مع المركز الثقافي في منبج في تاريخ 3/12/2007م ، وسميت مكتبة المركز الثقافي بمنبج باسمه .
وفاته:
توفي في صباح يوم الثلاثاء 25 ربيع الأول 1437هـ الموافق لـ 5 يناير 2016 ، ودفن في مقبرة الشيخ عقيل المنبجي في مدينة منبج بريف حلب الشرقي.