أترانا نخشاهم

لا نرى في صفحة السماء إلا شمسًا صفراء، تتراقص خيوطها بسخاء، أو غيومًا سوداء تنذر بمطر يبلل تربة ورودٍ حمراء، أو قمرًا يضيء في ليلة بدراء، أو نجومًا كأنها حبات لؤلؤٍ بيضاء، أو طيرًا يحلق في كبرياء.

هنا نرى طيارات تدوي مسرعة يشق صفير صوتها الغاضب هدوء السماء، ويغطي ضجيج الأرض، مرة تعلو وأخرى تهوي لتلقي ما في بطونها من أسلحة لا تفهم إلا لغة الدماء.

قتلى، جرحى، أنقاض، ألمٌ، وفقدٌ، تلاشت أمامهما لغة التعبير، وحروف الكلمات، وأتقن وقتها من بقي من الاحياء لغة البكاء ... 

لكن هيهات هيهات.. فنحن فينا أرواح ٌما عادت تخشى جنون الحرب، وما عاد بينها مكان للجبناء.

فـفينا لسنة محمد –صلى الله عليه وسلم- أتباع، وفينا لكتاب الله حفاظ وقراء... 

وفينا روح أبي بكر، وقوة عمر، وحكمة عثمان، وعزيمة علي، وفكر سعد، وإخلاص مصعب، وصمود سيد الشهداء... رضي الله عنهم أجمعين.

أترانا نخشاهم ومعنا من يرانا ويراهم؟ من نصرنا وسينصرنا ويهزمهم؟ من بيده كل شيء!!

أترنا نخشاهم إذا كنا نحن حقًا مع رب الأرجاء!