قابلتها .. كالزهرة الريانة تزهو بجمال ساحر أخاذ .. جمال يأخذ بالألباب..
جمال لو امتلكت مثله بنات حواء لأعادت للأمة مجدًا غابرًا..
إنه جمال الدين والعلم والأدب..
تفحصت ما تحمل, كتبًا وكراسات. إذن هي طالبة علم!
ولمحته بين الكتب يزهو بلون أخضر, كتاب الله, إذن هي طالبة جنان أيضًا..
قالت بعد أن أمعنت النظر وفهمت مغزى النظرات المندهشة: لم العجب ؟! ألأني أحمل كتبًا أم لأني أحمل مصحفًا؟
قلت: الاثنين معًا! فما أراه بين بنات جيلك إما حقائب مكياج متخمة بكل جديد في هذا العالم, وإما الأجهزة الالكترونية الحديثة التي غزت العالم وأخذت بعقول الشباب والبنات, انتشرت بكل أشكالها كالوباء المتفشي في الجسد.
قالت : ولكن ليكن بمعلومك أني أقتني مثل هذه الأجهزة التي تنتقدينها!
فغرت الفاه دهشة وأنا أحملق فيها! قالت: لم العجب؟ سأسألك: ألا يمتلك الناس في بيوتهم سكاكين؟ قلت: بلى. قالت: أهم إذن قتلة سفاكون؟ قلت: طبعًا لا!
قالت: كذلك تلك الأجهزة التي أتعبتك, هي وباء إذا أسيء استخدامها, ونعمة كبرى إذا أحسن.
قلت: لا فُضَّ فوك، أنت تملكين حكمة الكبار رغم صغر سنك..
قالت: ولم الاستغراب؟ لم هذه النظرة الظالمة لشبان وشابات الأمة؟ وسأتكلم عن بنات جنسي،
ليكن معلومًا للجميع أننا بنات عائشة وحفيدات أسماء. نسعى للعلياء بكل ما أوتينا من قوة. فينا الأديبات، وفينا العالمات، وفينا قارئات القرآن والحافظات. ونحن قبل هذا وذاك أمهات جيل المستقبل. نحن من سيربي الجيل القادم, وبعد أن نرتقي بأنفسنا عن كل الترهات التي ذكرتها ونحمل كتب العلم بيد, وكتاب الله باليد الأخرى, سنكون كعائشة لتفخر بنا عندما تلقانا, سنربي جيلا كعمر وخالد وصلاح الدين, سنعمل على أن نعيد للأمة تاريخها الناصع.
قد يكون بيننا ممن ذكرت ولكنهم بفضل الله مثل زَبَدِ البحر, فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فسيبقى. ونحن سنبقى بإذن الله مادام كتاب الله منهج حياتنا.
قلت: أنت والله مثلٌ لكل بنات عائشة. كنَّ مثل عائشة يا بنات, فيها يحتذى المثل, ومثلها تكون القدوة.