الجمعة 19 رمضان 1445 هـ الموافق 29 مارس 2024 م
كلمة العدد الثامن عشر
الخميس 19 جمادى الأول 1435 هـ الموافق 20 مارس 2014 م
عدد الزيارات : 2243

 

مرَّت الثورة السورية خلال الأشهر الماضية ببعض الصعوبات والإخفاقات على عدة مستويات، مما أدخل في بعض النفوس شيئًا من اليأس والقنوط.
وما إن توالت الإنجازات والانتصارات خلال الأسابيع الماضية حتى عادت روح التفاؤل والأمل إلى النفوس..
فينبغي والحالة هذه إعادة التأكيد على أنَّ الصراع بين الحق والباطل تحكمه سنن كونية لا تتخلف ولا تتبدل، قد تغيب أحيانا عن الأذهان بسبب الانغماس في تفاصيل الحياة اليومية، وأحداث هذا الصراع، ومن هذه السنن التي بد من فهمها؛ لنحسن التعامل معها:
1-  فالابتلاء بالمصائب للمجاهدين والعاملين في سبيل الله تعالى في الأموال والأنفس سنة مستمرة، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].
2- ولهذا الابتلاء حكم كثيرة، من أهمها التمحيص وتمايز الصفوف، فهو ليس شرًا محضًا مهما كان فيه من آلام، قال تعالى: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 14-141].
3- لكن هذا الابتلاء للمسلمين يقابله ابتلاء آخر لأعدائهم، قال تعالى: {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 104].
4- وهذه المداولة بين الحق والباطل مستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، قال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 140].
5- مع الثقة التامة أنَّ عاقبة هذا الصراع والتدافع للمؤمنين، قال تعالى: {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128].
6- لكن حتى يتحقق هذا النصر لا بد من الأخذ بأسباب النصر:
- كعدم التفرق والاختلاف، قال تعالى: {وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46].
- والأخذ بأسباب الإعداد والقوة، قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 8].
- وكتمان التخطيط والتنفيذ، قال صلى الله عليه وسلم: (اسْتَعِينُوا عَلَى إنْجَاحِ الْحَوَائِجِ بِالْكِتْمَانِ) أخرجه الطبراني..
وفوق كل ذلك: الثقة بنصر الله، قال تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} [الشرح:5-6]، وقال: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [المجادلة:21].
وغير ذلك كثير..
نسأل الله تعالى أن يتم نصره على المجاهدين في سوريا، وأن يقمع عدوهم، ويجعل العاقبة لهم، إنه سميع مجيب.