السبت 2 ربيع الآخر 1446 هـ الموافق 5 أكتوبر 2024 م
سلسلة تربية الأطفال في ظل الكوارث والازمات (3)
الأربعاء 14 ربيع الأول 1435 هـ الموافق 15 يناير 2014 م
عدد الزيارات : 6645

 

المهمة الاساسية في تقديم الدعم للأطفال الذين شهدوا ظروفًا صعبة هي توفير الدعم اللازم، بحيث يشعرون بأنهم ذوو قيمة، وأصحاب قدرات إيجابية، تسمح لهم بالتفاؤل بأنّ المستقبل سيكون أفضل. فتأمين الحاجات المادية الأساسية من مأكل ومشرب ومأوى وملبس. وتوفير جو عائلي يكسبهم الثقة والأمان باتصالهم ولعبهم مع الأشخاص المقربين، وإثارة خبرات جديدة، وتعليمهم من خلال التواصل واللعب مع الآخرين بأمان، وإسناد مسؤوليات داخل وخارج البيت تشعرهم بالأهمية وتكسبهم الثقة، وتتقبَّل أخطائهم، وتثني عليهم بتوازن، وتسمح لهم بالنشاط واللعب والحوار والتفاعل، كل هذا يعيد التوازن النفسي والعاطفي للطفل. 
 
ونُنبِّه على وجوب مؤازرة الكبار الذين يتعاطون معهم عن قرب؛ ليتمكنوا من استعادة التفاعل مع هؤلاء الأطفال ثانية، وأخص من بين الكبار هؤلاء: الأم إن وجدت أو الأم البديلة؛ حيث إن أسواء ما يمكن أن يحصل لهؤلاء الأطفال هو غياب أو فقد الأم، حيث إنها تشكل المصدر الأساسي لأمان وتوازن الأسرة برمتها.
- إنَّ تكوين المعرفة عن نمو الطفل وتطوره الطبيعي هي شيء لا يمكن الاستغناء عنه؛ ليفهم الراشدون طريقة تفكير وإحساس وتصرف الأطفال، ومساعدتهم خلال الأوقات العصيبة، لذلك لابد من الإحاطة بمراحل نمو وتطور الأطفال الطبيعي. ونجد اختلاف الأطفال المتضررين من الحروب والكوارث عن المتضررين من الكبار.  
- كما أن من المهم لأي فرد يريد توفير المساندة النفسية الاجتماعية للأطفال في حالات الطوارئ أن يتمتع بمعرفة واضحة عن مراحل تطور الطفل النفسي الاجتماعي. 
- ولنتذكر أن مهمة الداعمين الرئيسية في تقديم الدعم لهؤلاء الأطفال، هو إشعارهم بأنهم ذوو قيمة، وأصحاب قدرات إيجابية، تسمح لهم بالنظر للمستقبل بعين متفائلة.
في النمو النفسي الاجتماعي يمرُّ الإنسان بمراحل عدة، إذا تمَّ التعامل معها بشكل سليم، يستطيع أن يبلغ المرحلة التالية بسلاسة وأمان، أما إن لم تتوافر هذه العوامل الملائمة فسيؤثِّر ذلك سلبًا على تطور شخصية الطفل؛ فعملية التطور والنمو عملية مستمرة لا تنتهي، وأي إشكالية في أي مرحلة عمرية للطفل قد تسبب الكثير من المعاناة في المراحل التالية.