هو محمَّد مصطفى المجذوب، ولد في مدينة طرطوس في سوريا عام 1325هـ_ 1907 م، وفيها

تلقَّى العلوم العربيَّة والدِّينيَّة، فقد ولد في بيت متدين لأسرة تعمل في التجارة، ولها صلة بعلوم الدين واللغة العربية. وقد اهتمَّ بالمطالعة والقراءة، حتى غدَا موسوعةً أدبيَّة دينيَّة.

شارك في النضال ضد الفرنسيين، وتعرض للسجن والمطاردة والاضطهاد مع إخوانه المناضلين. وفي سنة 1355هـ_ 1936م، بدأ عمله في سلك التعليم في مدينتي طرطوس واللاذقيَّة، ثم انتقل إلى المدينة المنورة سنة 1383ه، حيث عمل مدرساً بالجامعة الإسلامية إلى نهاية سنة 1403ه_ 1982م، حيث تقاعد.

كان الأدَب عند الشيخ المجذوب وسيلةً لنشر الدَّعوة الإسلاميَّة في سوريا وخارجها، حتى بلغت مؤلفاته قرابة الخمسين مؤلفاً، تنطلق معظمها من الرؤية الإسلامية، وتعكس أحداث عصره في سورية وعلى مستوى العالم الإسلامي من أشهر مؤلَّفاته: (علماء ومفكِّرون عرَفتهم)، وكتَب أكثر من عشر مجموعات قصصيَّة؛ منها: (اللِّقاء السعيد)، و(قصص من سوريا)، و(دماء وأشلاء)، و(بطل إلى النَّار)، و(قصص من الصَّميم)، و(ثورة الحريَّة) وغيرها.

نال الجائزة الأولى لجامعة الدول العربية سنة 1948م على نشيده الوطني الذي نظمه، حيث تم اختياره من بين مائة نشيد.

عاد من السعودية، إلى اللاذقية سنة 1416هـ_ 1996م، ولزم بيته، فلم يغادره إلا لضرورة، واعتزل الناس، وأكبّ على أوراقه وقلمه، وألف أربعة كتب، ثم وافاه الأجل سنة  1420هـ_ 1999م، وقد تزامنتْ وفاته مع الأسبوع الأوَّل الذي تُوفِّي فيه الشَّيخ عليٌّ الطنطاويُّ، رحمهما الله رحمةً واسعةً.