الأحد 20 جمادى الآخر 1446 هـ الموافق 22 ديسمبر 2024 م
جرحى الثورة والتَّأهيل الحرفي
الثلاثاء 13 ربيع الأول 1435 هـ الموافق 14 يناير 2014 م
عدد الزيارات : 4007

 

في أي حربٍ يبلغ عدد الجرحى أضعافًا مضاعفة عن أعداد القتلى في تلك الحرب، وكذلك الثورة السورية، فجرحاها بعشرات الآلاف، إن لم يبلغ مئات الآلاف.
وقد تبرَّع الخيرون من كل مكان بالأدوية، ومستلزمات إقامة المستشفيات الميدانية لعلاج الحالات المستعجلة والسريعة رغم خطورتها في أغلب الأحيان.
 
وتبدأ مشكلة الجريح البطل، عندما يعلم أنّ إصابته قد أصبحت معيقة، ويؤلمه أكثر أن ذلك الشاب المندفع عنفوانًا ونخوة وشهامة، والذي انطلق كالليث الهصور دفاعًا عن وجود أهله وأرضه وحضارته، يفجعه شعور الضعف وانتظار المعونة أو المساعدة التي لا تسد رمقًا، وقد يشعر بالضيق عندما يأخذها، ويصبح بين أول الشهر وآخره مراقبًا ذلك الموعد، بينما هو كان خيلاً أصيلة تدوس الأرض وتثير النقع حضورًا وقوة.
أحبابنا أهل الخير، ومضيًا على درب نصيحة أخ لي، وهو والد لأحد الشهداء الأبطال، ومتابع لأمور الجرحى، فقد اقترح أن يؤهَّل أولئك الجرحى حِرفيًا، كي يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم، ما يُعيد إليهم الأمل، فيرد لهم المجتمع نزرًا يسيرًا من واجبهم عليه كأبطال ذادوا عن أهلهم، ولبَّوا النداء، ولم يخيبوا صوت حرة أو طفل، عندما سمعوا "وامعتصماه" تتصاعد في زنزانة في جوف الليل، أو بكاء يتيم جائع، أو دموع حرة مكبوتة، فكيف يمكن أن نُفيد من لبى النداء؟
قد يكون هناك طرقٌ كثيرة، ولكن كنوع من تحفيزِ العقل وتحريض التفكير، يمكن طرح الآتي:
- أن يتم تخصيص مبالغ من المال للتأهيل الحِرفي للجرحى.
- يتمُّ تقسيم الجرحى إلى مجموعات، بحيث يتم تدريب كل مجموعة على حرفة يدوية معينة، حسب ميول الجريح وقدراته.
- يتم إنشاء ورش عمل جماعية، بحيث يمارس فيها الجرحى الخريجون ما تعلموه في الدورة في صناعة منتجات يمكن تسويقها وبيعها.
- يتم إنشاء قسم لتسويق المنتجات.
- يمكن إنشاء معارض للمنتجات اليدوية في مختلف الدول العربية والأجنبية.
- لا يتم ذكر أن ذلك من صنع الجرحى السوريين كي لا تواجه تلك المعارض عوامل السياسة والمقاطعة.
- قسم التسويق والإدارة المالية، يتم تعيينها بواسطة الداعمين كي يتمكنوا من الاطمئنان إلى صرف المال بطريقته الصحيحة، كما أن ذلك يشجع على وضع خطط تسويقية حقيقة يتم متابعتها.
- ولتشجيع الداعمين على المتابعة الحقيقية، واستمرار الدعم، يمكن تخصيص نسبة من الناتج لصالح الداعم، كي يتمكن ويتشجع على الاستمرار في مشاريع أخرى قد تجلب نفعًا آخر للثورة.
تلك خطرات سريعة، أطلقها اقتراح والد شهيد بطل، أسأل الله أن تجد من يتبناها ليبعث الأمل في نفوس شباب أبطال، يقهرهم عجز أصابهم في سبيل الله كي ينتشلوا شعبهم من العبودية والاستعباد.