الثلاثاء 5 ربيع الآخر 1446 هـ الموافق 8 أكتوبر 2024 م
من تربية الله لك
الكاتب : أم محمد
الأحد 28 محرّم 1435 هـ الموافق 1 ديسمبر 2013 م
عدد الزيارات : 8950
 
قد يبتليك الله بالأذى ممن حولك؛ حتى لا يتعلق قلبك بأي أحد لا أم، ولا أب، لا أخ ولا صديق، فيتعلّق قلبك بهِ وحده.
قد يبتليك ليستخرج من قلبك عبودية الصبر، والرضى، وتمام الثقة به هل أنت راض عنه لأنه أعطاك؟ أم لأنك واثق أنه الحكيم الرحيم؟
قد يمنع عنك رزقًا تطلبه لأنه يعلم أن هذا الرزق سبب لفساد دينك أو دنياك، أو أن وقته لم يأت، وسيأتي في أروع وقت ممكن.
قد ينغّص عليك نعمة كنت متمتعاً فيها؛ لأنه رأى أن قلبك أصبح مهمومًا، بالدنيا فأراد أن يريك حقيقتها لتزهد فيها وتشتاق للجنة.
أنه يعلم في قلبك مرضاً أنت عاجز عن علاجه باختيارك؛ فيبتليك بصعوبات تخرجه رغماً عنك تتألم قليلاً، ثم تضحك بعد ذلك.
أن يؤخّر عنك الإجابة حتى تستنفد كل الأسباب، وتيأس من صلاح الحال، ثم يُصلحه لك من حيث لا تحتسب؛ حتى تعلم من هو المُنعم عليك.
 
حين تقوم بالعبادة من أجل الدنيا يحرمك الدنيا؛ حتى يعود الإخلاص إلى قلبك، وتعتاد العبادة للرب الرحيم، ثم يعطيك ولا يُعجزه.
أن يُطيل عليك البلاء، ويُريك خلال هذا البلاء من اللطف والعناية وانشراح الصدر ما يملأ قلبك معرفة به؛ حتى يفيض حبه في قلبك.
أن يُعجّل لك عقوبته على ذنوبك حتى تُعجّل أنت التوبة فيغفر لك ويطهرك ولا يدع قلبك تتراكم عليه الذنوب حتى يغطيه الرّان فتعمى.
أنك إذا ألححت على شيء مصراً في طلبه، متسخطاً على قدر الله، يعطيك إياه حتى تذوق حقيقته فتبغضه، وتعلم أن اختيار الله لك كان خيرًا لك.
أن تكون في بلاء، فيُريك من هو أسوأ منك بكثير في البلاء نفسه، حتى تشعر بلطفه بك، وتقول من قلبك: الحمد لله!