هناك.. وفي ذلك القصر الكبير، يعيش بالرفاهية، أنعم الله عليه بكثير من النعم، ولكنه جحدها.
كان له ملك عظيم، يحكم شعبا، يحكم وطنا، لكنه دمره بيديه، قتل هذا وعذب هذا، حتى ثار عليه الشعب. هل استسلم؟ هل تنازل عن حكمه؟ ويا ليته فعلها، بل سار على درب أبيه. يوجد الآن من يُعذَّب ويُقتَل، وهو يضحك! يوجد من يموت جوعا وعطشا، وهو يأكل ويشرب! يوجد من غادر وطنه وهو يتألم لفراقه عنه، ليس له وطن غيره، إلى أين سيذهب؟ ليس له وطن آخر! ولا بيت يأويه ويحميه من البرد والحر! ولكنهم أيقنوا بأن الله معهم، لن يضيعهم، رغم كل المصاعب والعناء مازالوا يتوكلون ويفوضون أمرهم إلى الله.
هم كذلك، فكيف إذن ذلك الظالم الذي جحد نعمة الله وأنكرها وهو بين الثراء؟ هل يظن أن تكبره سيقيه من عذاب الله؟ هل يظن أن جنوده وخدمه سيشفعون له يوم القيامة؟ لا وألف لا. ألم يسمع قول الرسول الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وذكر منهم: (إمام عادل)؟ ألم يسمع قول الله تعالى: {إن الله يأمر العدل والإحسان}؟ سوف يعود وطننا يوما، سوف يعود إلينا، ونرفع راية الإسلام.