الثلاثاء 14 شوّال 1445 هـ الموافق 23 أبريل 2024 م
تربية الأطفال في ظل الكوارث والازمات (1)
السبت 15 ذو القعدة 1434 هـ الموافق 21 سبتمبر 2013 م
عدد الزيارات : 4579

 
* يتأثر الأطفال بالأحداث والظروف التي تقع حولهم بل قد يقودهم عقلهم الصغير للاعتقاد بأنهم هم سبب ما يحصل وهذا عائد لما يسمعونه ويشاهدونه من الكبار حولهم. غير أن طريقة تعبيرهم عن ذلك تختلف عن الكبار؛ ما جعل كثيرين يعتقدون أن الاطفال لا يتأثرون بما يحصل حولهم من أزمات وكوارث، الأمر الذي قاد –ويقود- الى عدم تلقيهم دعما ورعاية مناسبين.
وأرى أنه من الأهمية بمكان الإشارة للظروف والآثار النفسية الصعبة على الأطفال؛ بهدف الانتباه إليها والتعامل معها مبكرا قبل أن تتفاقم وتزداد سوءاً.
وتشتد الحاجة في بلادنا وفي ظل الظروف القاسية والأحداث المهددة التي تمر بها إلى توعية الأسرة والمربين لكيفية بث الطمأنينة في نفوس هؤلاء الأطفال، وتسعى هذه المقالات الى تقديم المعلومات والطرق التي تساعد في التدخل في هذه الظروف الصعبة. ليستفيد منها أكبر قدر ممكن من الأهل والمهتمين والمربين  ليمتلكوا عددا من الوسائل التي تؤهلهم وترشدهم للتعامل الصحيح مع الأطفال خلال الظروف الصعبة وحالات الطوارئ.


* ينضج الأطفال وينمون انفعاليا من خلال التفاعلات الاجتماعية الناجحة مع الآخرين؛ وتبين أن فاعلية وتأثير أي علاقة ناجحة مع الطفل تتطلب تواصلاً يتسم بالثقة والتقبل والاحترام من الراشدين نحو الاطفال.
فإذا اردنا مساعدة الطفل في اجتياز تجربة توتر حادة، فعلينا التعامل مع آرائهم وأفكارهم على أنها مصادر تعلم وقوة، حيث إن أكثر ما يوتر الأطفال ويشغلهم هو المجهول، أي عدم وجود تصورات وتوقعات واضحة لما سيأتي بالمستقبل القريب والبعيد، كما أن تسارع الأحداث وشدتها يزيد من خوفهم وتوترهم وقلقهم.
الأطفال لم تتكون لديهم المفاهيم بعد _كالحرية والعدالة/ والابتلاء من الله / الجهاد في سبيل الله_ كما أنهم عاجزون عن الوصول لقيم سامية في حياتهم، وهذا هو الذي يفرق الأطفال عن الكبار الذين تهون عليهم مصائبهم أو يستطيعون حملها والتأقلم معها في سبيل تحقيق هذه المعاني.
لكن الله -عز وجل- ميّز الأطفال بالقدرة على التعافي بأقل الآثار النفسية. وذلك من خلال توفير بيئة مناسبة لهم تتسم بالعلاقات الدافئة التي تتميز بالقبول والتقدير والاحترام لهم. كذلك منحهم الثقة بقدراتهم ومنحهم الحرية للتعبير والانفعال في نطاق مريح يكون الكبار قدوات لهم في هذه البيئة يتقبلونهم ويقدمون لهم المعلومات بطرق مبسطة تساعدهم في فهم ما يجري.