بلّغ دمشقَ بأنني أهواها مهما نأتْ فالقلب لن ينساها
سأظلّ أرسمها على دمعٍ جرى من مقلتي شوقاً إلى لقياها
ولسوف أجمعها وروداً يختفي نَتَنُ الحياةِ بعطرها وشذاها
إن باعدَتْنا يا دمشقُ حظوظنا أو ضلّ دربُ غرامنا أو تاها
فجبالُ مجدك في الفؤاد سهولُها وعلى الجباه الشامخات ذُراها
يا أيها الزمن الملطّخُ وجهُهُ بدماء شعبٍ بالوداد تباهى
بلّغ شعوب الأرضِ أن دمشقنا رغم الأسى ستذيب جمر أساها
واحمل رسائلنا إلى من هلّلوا للشام لمّا شيّعت قتلاها
بلّغهمُ أن العدالةَ موعدٌ تأتي متى داعي الحقوق دعاها
قل للذين تمزّقَتْ أجسادهم في أرضها وتمرّغوا بثراها
يوماً ستصدق أمنياتُ جدودنا وترى دمشقُ وجوهَنا ونراها
ودماؤهم ستكون جيلاً حاضراً روحاً وقلباً نابضاً وشفاها
أما الذين تصيّدوا من أزهروا بربوعها أو أثمروا برباها
سيرد ربي كيدَهم لنحورهم في ساعةٍ عينُ القضاء تراها
هي سنةٌ واللهُ ينجز وعده بمشيئةٍ في الغيب سرُّ سناها