الخميس 9 شوّال 1445 هـ الموافق 18 أبريل 2024 م
عقيدة المسلم (2) الركن الأول من أركان الإيمان: الإيمان بالله
الخميس 13 ذو القعدة 1434 هـ الموافق 19 سبتمبر 2013 م
عدد الزيارات : 5414

الركن الأول من أركان الإيمان: الإيمان بالله

 

الإيمان بالله: هو الاعتقاد الجازم بربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته.

 

الإيمان بربوبية الله تعالى: الإيمانُ الجازم بأنه موجود، وأنه وحده الخالق المالك المتصرف.
فالرب: من يملكُ الشيء ويُحسن رعايته.


الإيمان بوجود الله تعالى:
لقد دلَّ على وجوده  تعالى: الفطرة، والعقل، والشرع، والحِسُّ.

 

1- أما دلالة الفطرة: فإنَّ كل مخلوق قد فُطِرَ على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير أو تعليم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ)، رواه البخاري ومسلم، و(يُمَجِّسَانِهِ): يغيران دينه إلى دين مجوسي.


2- وأما دلالة العقل على وجود الله –تعالى- فلأن هذه المخلوقات، لابد لها من خالق أوجدها؛ إذ لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها، ولا يمكن أن توجد مصادفة؛ لأن كل حادث لابد له من محدث، ولأن وجودها على هذا النظام البديع، والتناسق المتآلف، يمنعُ منعًا باتًّا أن يكون وجودها مصادفة، فيتعيَّن أن يكون لها موجد، ولا أعظم ولا أقدر من الله –تعالى- رب العالمين.
وقد ذكر الله تعالى هذا الدليل العقلي، حيث قال: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [الطور: 35]،  ولهذا لما سمع جبير بن مطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الطور فبلغ هذه الآيات وكان يومئذ مشركًا قال: (كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرُ) رواه البخاري.


3- وأما دلالة الشرع على وجود الله تعالى: فلأن الكتب السماوية كُلَّها تنطقُ بذلك، وما جاءت به من الأحكام العادلة المتضمنة لمصالح الخلق؛ دليل على أنها من رب حكيم عليم بمصالح خلقه، وما جاءت به من الأخبار لتي شهد الواقع بصدقها؛ دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به.


4- وأما أدلة الحِس على وجود الله؛ فمن وجهين:
أحدهما: أننا نسمعُ ونشاهدُ من إجابة الداعين، وغوث المكروبين، ما يدلُ دلالة قاطعة على وجوده سبحانه، قال تعالى: {إِذ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} [الأنفال: 9] .
الوجه الثاني: أنَّ آيات الأنبياء التي تسمَّى المعجزات برهان قاطع على وجود مرسلهم، وهو الله تعالى؛ لأنها أمور خارجة عن نطاق البشر، يجريها الله تعالى؛ تأييدًا لرسله، ونصرًا لهم، كآيات موسى، وعيسى، ومحمد عليهم صلوات الله وسلامه.
ولم يعلم أن أحدًا من الخلق أنكر ربوبية الله سبحانه، إلا أن يكون مكابرًا معاندًا، كما حصل من فرعون، حين قال لقومه: {أَنَا ربُّكم الأَعلى} [النازعات: 24]، وقال الله تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} [النمل: 14].
ولهذا كان المشركون يقرُّون بربوبية الله تعالى، مع إشراكهم به في الألوهية، قال تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} [سورة الزخرف: 9].
وقال سبحانه: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} [سورة الزخرف: 87].