الثلاثاء 14 شوّال 1445 هـ الموافق 23 أبريل 2024 م
كلمة العدد الثالث عشر
الأربعاء 12 ذو القعدة 1434 هـ الموافق 18 سبتمبر 2013 م
عدد الزيارات : 2440

 

خطوط حمراء وضعها (المجتمع الدولي) للنظام المجرم على أرض الشام المباركة، فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية، وما يلبث أن يدخل في جدالات ونقاشات حول التأكد من هوية المستخدم لها، وطرق التأكد، والاتهامات والاتهامات المضادة.. إلى أن تضيع القضية.

 

لكن الاستخدام الأخير في الغوطة فاق القدرة على التغطية والتلاعب، وترقب الجميع الضربة المنتظرة ما بين متحفظ ومحذر، ومرحب لا يجرؤ على التصريح!

ثم ظهر الاتفاق على أن يسلم المجرم أسلحته الأشد فتكًا، ويحتفظ بالأسلحة الأخرى التي يستعملها ليل نهار، عبر دوامة من الاتفاقات والتفتيشات والمراقبات تستمر لعدة شهور، ما يذكر بالمسلسل الهزيل أيام حرب العدوان على العراق!

إن هذه الأحداث وغيرها لا تزيدنا إلا يقينًا بما أخبرنا به ربنا تبارك وتعالى في كتابه: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال: 73]، وقوله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} [آل عمران: 118].

وما أخبرنا به صلى الله عليه وسلم في قوله: (يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا).

ولعل من بشائر الخير بأرض الشام المباركة، أن فطن الناس إلى هذا المكر الكبَّار الذي يراد بثورتهم الحرة، فأعلنوا تخليهم عن المجتمع الدولي ونصرته، والتعلق بحبل الله تعالى وحده، موقنين أنه {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 51]، وأن عاقبة هذه المحنة منحة، : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55].

وأنه على الرغم من هذه المؤامرات فإنه: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [آل عمران: 160].