بدأت الشكوك في انعقاد مؤتمر جنيف 2 تأخذ محلها من خارطة طريق الحلول السياسية، واليابان تعتزم تقديم مساعدات غير قتالية للمعارضة السورية، كخطوة تفاعلية مع القضية السورية، تزامنا مع إجراءات أمنية واقتصادية خليجية ضد تدخل إيران وحزب الله في سوريا.
أعداد القتلى:
ارتفع عدد القتلى في سوريا لهذا اليوم إلى 119 شخصا، معظمهم في ريف دمشق وحلب، حيث ارتقى 28 شهيدا من مقاتلي الجيش الحر في منطقة المرج بكمين لقوات النظام على طريق الضمير، أما في دير الزور فخلفت الاشتباكات في بلدة حطلة 11 شهيدا من الثوار أيضاً، بينما قضى 8 آخرون في معركة الإسكان العسكري في ريف ادلب و5 شهداء من قرية بنش بادلب ارتقوا جراء سقوط صاروخ أثناء إسعافهم للجرحى، والاشتباكات في معارة الإرتيق بريف حلب لا زالت مستمرة وخلفت 4 شهداء، وبين الشهداء 8 نساء و11 طفلا، وتوزع أعداد القتلى في المحافظات على هذا الترتيب:
ريف دمشق: 35 بينهم 5 امرأة، وحلب : 27 بينهم 4 أطفال وامرأة، ودير الزور : 19، وادلب : 16 بينهم 3 أطفال، ودرعا : 8 بينهم طفلان وامرأتان، وحماة : 4، وحمص : 5 بينهم طفل، والحسكة : 3، والرقة : 1 طفل، والسويداء : 1 علاوة على العشرات من الجرحى. (1)
مجزرة جماعية:
وفي ريف دمشق ارتكبت قوات الأسد مجزرة جماعية للمدنيين راح ضحيتها 27 شهيدا على الأقل معظمهم من الغوطة الشرقية، حيث تعرضوا لكمين على طريق ضمير من قبل أحد الحواجز التابعة لقوات النظام وتم إعدامهم ميدانياً ودفنوا في مقبرة جماعية. (1)
هدم وتدمير:
وفي حرستا استمرت قوات النظام في هدم مباني شركات السيارات والمنازل وقطع أشجار الزيتون على أطراف المدينة مدعومين بجرافات وآليات مصفحة، وقد قامت قناصة الجيش الحر بقنص عناصر منهم لتسقط جثثهم على الأرض قرب الطريق الدولي. (1)
مجزرة بقصف جنازة:
أفاد مركز حلب الإعلامي والمركز الإعلامي السوري بارتكاب قوات النظام "مجزرة" بقصف جنازة بحي طريق الباب في مدينة حلب، مما أسفر عن سقوط ثمانية قتلى على الأقل وإصابة عدد كبير من حشود المشيعين. (2)
اعتقال نساء ودمار واسع:
وأفادت شبكة "سانا الثورة" باعتقال قوات الأمن والشبيحة عدة نساء محجبات من أبنية الكورنيش في حي الميدان في العاصمة دمشق.
كما شهدت منطقة السيدة زينب في ريف دمشق قصفاً عنيفاً شنّته دبابات النظام وطيرانه الحربي بدعم من ميليشيات أبي الفضل العباس الإيراني ما خلّف دماراً واسعاً في الأحياء السكنية وأجبر سكانها على النزوح منها. (3)
عشرات القتلى من الموالين للنظام:
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 60 شخصا على الأقل -غالبيتهم من المسلحين الموالين للنظام السوري- قتلوا في اشتباكات مع مسلحين من المعارضة في دير الزور، فيما تكبدت قوات النظام خسائر كبيرة في هجوم شنه مسلحون من المعارضة بريف حلب.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن القتلى سقطوا إثر هجوم شنه عناصر من المعارضة المسلحة في بلدة حطلة في دير الزور، وذلك غداة شن مسلحين موالين لنظام الرئيس بشار الأسد هجوما على مركز للمقاتلين المعارضين له. وأشار عبد الرحمن إلى أن عشرة مقاتلين معارضين قتلوا في المعارك، يضاف إليهم اثنان قضيا في الهجوم الأول. (2)
كمين في حلب يخلف عشرات القتلى من النظام:
قال المركز الإعلامي السوري إن أكثر من 40 عنصرا من قوات النظام وحزب الله اللبناني قتلوا في هجوم للجيش الحر بريف حلب. وقالت مراسلة الجزيرة في حلب سلام هنداوي إن الجيش الحر استهدف رتلا عسكريا لقوات النظام وحزب الله بين قريتي خناصر التي يسيطر عليها النظام والبوز التي يسيطر عليها الجيش الحر، مشيرة إلى أن الرتل تفاجأ بالكمين. (2).
انتصارات ثورية:
وفي مدينة حلب سيطر الثوار على مبنى الرادار وبعض المباني الأخرى في مطار منغ العسكري. فيما أسقط الجيش الحر طائرة مروحية تابعة للنظام فوق نبل كانت تنقل إمدادات لحزب الله.
وعلى محور درعا تجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والجيش الحر في محاولة من الأخير لاستعادة السيطرة عليه في بلدة النعيمة بريف درعا. (3)
العم سام هو من يحجب الأسلحة:
قال العقيد الركن المنشق عبد الباسط طويلة: نحن نعتقد أن "العم سام" هو من يحجب عنا وصول الأسلحة والذخائر لإطالة أمد الحرب وإطالة عمر الصراع لتدمير قدرات سوريا بهدف حماية أمن إسرائيل".
واعتبر طويلة أن المدنيين هم من قاموا بالثورة بالتظاهرات الأولى في المدن السورية ثم انتقلت المعاناة للجانب العسكري الذي بدأ في الانشقاقات والانضمام لجانب الثوار. (2)
85 % من قادة الجيش:
وأوضح العقيد المنشق أنه لا يمكنه أن يتحدث عن نسبة دقيقة لعدد المنشقين من الجيش مقارنة بالعدد الكلي "للجيش الأسدي" وأضاف "لكن قادة الجيش هم بنسبة 85% من الطائفة العلوية وتكون النسبة معكوسة في حالة الجنود، أي 85% منهم من السُنّة. (2)
استخدام أسلحة كيماوية:
وفيما يتعلق بالسلاح الكيمياوي قال "قمنا بالتحقق الميداني من استخدام النظام السوري للسلاح الكيمياوي، حيث قامت لجنة سورية من أشخاص لهم خبرات كبيرة في هذا المجال بإجراء بحث جنائي وتقني أثبت استخدام الكيمياوي في أكثر من مكان، ونمتلك الإثباتات على ذلك". (2)
انسحاب النمسا من الجولان:
تزامنا مع اشتباكات بين القوات السورية من جهة والمعارضة من جهة أخرى تدور في منطقة القنيطرة، بدأ خروج جميع القوات النمساوية البالغ عددها 380 جنديا من المنطقة المنزوعة السلاح وتوجهها إلى مقر "الأندوف" اللوجستي، تمهيداً لانسحابهم من القوة الدولية.
وجزء من القوات الفلبينية المتبقية في "الأندوف" انسحب أيضا مع النمساويين مما جعل "الأندوف" أكثر ضعفاً، وأدى هذا إلى رفع حالة التأهب في إسرائيل وهذا يثير قلق تل أبيب.
و"الأندوف" تمنع اشتعال الأمور في الجولان على الجانبين، حيث تعمل بالتنسق بين القوات السورية وإسرائيل بهدف منع الصدام المباشر. (3)
إسرائيل ستحتل المنطقة الحرام:
وفي المقابل جددت إسرائيل تهديداتها بإعادة احتلال «المنطقة الحرام» في حال انهيار القوات الدولية، لكن قادة هذه القوات من تشيلي والهند وكرواتيا أكدوا أنهم مستعدون للبقاء هناك، مطالبين، في الوقت ذاته، بتغيير وضعيتهم وتوسيع صلاحياتهم حتى يصبحوا «قوة عسكرية ذات أسنان تستطيع التدخل لمنع الصدامات». (4)
بوتين: كان بوسع الأسد تفادي الحرب:
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه كان بوسع الرئيس السوري بشار الأسد تفادي نشوب الحرب في بلاده من خلال تلبية مطالب التغيير بقدر أكبر من السرعة.
وأضاف بوتين في تصريحات أدلى بها لشبكة "آرتي" التلفزيونية الرسمية الروسية أن سوريا كانت جاهزة لتغييرات جادة، وكان يتعين على القيادة السورية إدراك ذلك في الوقت المناسب والبدء بإجراء هذه التغييرات.
وجدد بوتين التأكيد على أن روسيا لا تدافع عن الأسد، إلا أنه ألقى باللوم على الغرب بسبب ما سماها الاضطرابات العنيفة في منطقة الشرق الأوسط. (2)
وحذر بوتين من خطورة «جبهة النصرة» الموجودة في سوريا والتي قال إنها لا تخفي علاقاتها مع «القاعدة»، وتعتبر عنصرا أساسيا من عناصر المعارضة السورية المسلحة ومدرجة ضمن قائمة الإرهاب الأميركية، ومع ذلك يفتقر الغرب إلى سياسة واضحة تجاه هذه الجماعة. وقال إنه من الممكن قبول أي معارضة في حال إذا كانت تتصرف في إطار القانون. (4)
دعم ياباني غير عسكري:
أعلنت الحكومة اليابانية، عزم طوكيو على تقديم مساعدات غير عسكرية لسكان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية بالتعاون مع مجموعات المساعدة التابعة لها والمنظمات غير الحكومية.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا أن رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي يعتزم الكشف عن خطة تقديم مساعدة غير عسكرية بداية الأسبوع المقبل خلال اجتماع قاعدة مجموعة الدول الثماني في إيرلندا الشمالية.
وأضاف أن هذه المساعدة تنحصر في مجال السلع التي لا يمكن أن تحوّل لتستخدم في أهداف عسكرية. (3)
فرنسا: ثمت نتائج مهمة:
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو في ندوة صحفية إن ثمة نتائج مهمة تستخلص مما حصل في مدينة القصير بريف حمص التي استعادها الجيش النظامي السوري الأسبوع الماضي وما يرتسم لحلب في شمال البلاد، مشيرا إلى أن قرار تسليم أسلحة لم يتخذ، لكنه موضع مناقشات ومشاورات مع الشركاء الأميركيين والسعوديين والأتراك وأطراف أخرى. (2)
تشكيك فرنسي في انعقد مؤتمر السلام:
وصلت باريس إلى حد التشكيك حتى في مبدأ عقد مؤتمر جنيف اثنين في ضوء ما أفرزته معركة القصير في سياق تصعيد غير مسبوق في لهجتها ضد إيران.
وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية: "إيران أصبحت شريكة في الحرب السورية ولا يجب عقد مؤتمر يشعر أحد طرفي النزاع فيه بالضعف والآخر بالقوة".
ويقول المسؤولون الفرنسيون إن لديهم حيال الأزمة السورية تحليلاً يقترب من تحليل السعودية التي يكثفون المحادثات معها وكذلك مع الأتراك والأميركيين.
وبحسب محللين فرنسيين فإن البرودة التي تتعاطى بها باريس مع التحضيرات لجنيف اثنين تعكس رفضاً خفياً لعقد المؤتمر في هذه الظروف. (3)
دعوة شفوية إلى المشاركة في جنيف2:
قال حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني إن بلاده تلقت قبل عشرة أيام دعوة شفوية للمشاركة في مؤتمر السلام المقترح حول سوريا، إلا أنه لم يحدد الجهة التي وجهت الدعوة.
وقال عبد اللهيان للصحفيين في موسكو إن هذا المؤتمر سينجح إذا شاركت فيه جميع الدول المؤثرة. (2)
مقاطعة البضائع الإيرانية:
رداً على موقف حزب الله وطهران الداعم لنظام الأسد بدأت في الكويت حملة "شعبية" لمقاطعة البضائع الإيرانية، حيث أعلن عدد من الجمعيات التعاونية رفعها من على "أرففها"، وطالبت بأن تتبع باقي الجمعيات التي تمثل المصدر الأول للبضائع الاستهلاكية هذا التوجه وتقاطع كل ما يرد من إيران.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية "بيان" التعاونية ياسر الكندري إن الهدف من ذلك جعل القيادة الإيرانية تعيد النظر في دعم ومساندة ومشاركة النظام السوري بقتل شعبه.
وتابع أن إيران تجهر بدعمها العسكري لنظام الأسد عبر ذراعها حزب الله اللبناني وتفتك بالمواطنين السوريين.. كل فلس يدفع ثمناً للبضائع الإيرانية يتحول إلى رصاصة في صدر إخواننا السوريين المظلومين. (3)
ملاحقة عناصر من حزب الله في الخليج:
وعلى خلفية التدخل في سوريا من قبل حزب الله اللبناني: قال الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، أمين عام مجلس التعاون الخليجي لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك إجراءات ستتخذ ضد المنتسبين لحركة حزب الله اللبناني، في دول الخليج، في جوانب تتعلق بالنواحي المالية والتجارية.
وأشار إلى أن هناك إجراءات سياسية ستتخذ ضد المنتمين لحزب الله اللبناني في دول التعاون، مؤكدا أن التعرف على منتسبي الحزب في دول المجلس عن طريق إجراءات أمنية تتبعها كل دولة وفق تفصيلات ذات خصوصية لكل منها. (4)
مظاهرات في الأردن والكويت:
نظم عشرات المحتجين مظاهرات أمام سفارتي لبنان بالأردن والكويت، احتجاجا على مشاركة حزب الله اللبناني في الصراع الدائر في سوريا. ورفع المحتجون عددا من اللافتات طالبوا من خلالها بوضع حد لتدخلات الحزب في سوريا.
وندد المحتجون الأردنيون -خلال وقفتهم أمام السفارة اللبنانية في عمّان- بتدخل حزب الله في القتال الدائر في سوريا، ووقوفه إلى جانب النظام السوري.
ورفع المشاركون في الاحتجاج -الذي نظمته الهيئة الأردنية لنصرة الشعب السوري- لافتات رفضت تدخل حزب الله في سوريا، وقتله للأبرياء من الشعب السوري، وطالبت الأمين العام للحزب حسن نصر الله بتحرير فلسطين، بدلا عن إعلانه تحرير القصير. (2)
الموقف العراقي من المقاتلين:
تصر حكومة بغداد، التي يقودها «التحالف الوطني (الشيعي)» على أنها لا تستطيع وقف تدفق المقاتلين الشيعة المتجهين إلى سوريا، لكنها تؤكد في الوقت ذاته على النأي بنفسها عن هذه الممارسات، حسبما أكد علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي.
وفي السياق قال العراقي أبو محمد الموسوي: نحن ندافع عن ديننا. هذا ما تربينا عليه. وواجبنا يفرض علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي عندما نرى الأضرحة الشيعية تتعرض للهجوم». ويضيف الموسوي، وهو اسم مستعار اختاره لنفسه، أن عائلته ترجوه عدم الذهاب إلى سوريا و«المغامرة» بحياته هناك، لكنه مصر على حماية «الأضرحة» وقد وعد، إن ذهب هذه المرة، بالحصول على بندقية من نوع «كلاشنيكوف» من مخازن الجيش النظامي. (4)
أوباما وتسليح الثوار السوريين:
بمضمون هذا العنوان تحدث طارق الحميد وقال:
ها هي الأخبار تتوارد عن عزم الإدارة الأميركية على حسم أمرها حول تسليح الجيش السوري الحر هذا الأسبوع، وذلك على ضوء المتغيرات على الأرض بعد تدخل ميليشيات حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية في سوريا مدعومة من قبل نظام إيران.
والواضح أن إدارة أوباما قد استوعبت أنها تعرضت لحيلة سياسية روسية، حيث ألهت موسكو الأميركيين بمبادرة مؤتمر «جنيف 2»، بينما سارعت، ومعها إيران، في زيادة دعم الأسد بالأسلحة لتمكينه من فرض واقع على الأرض من شأنه أن يصعب فرص المعارضة السورية، في حال عقد المؤتمر، كما أن تلك الحيلة تمكن الأسد من سحق الثوار على الأرض، وهذا ما يتضح من خلال تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين، والتي جاءت على شكل تسريبات إعلامية، حيث شددوا على أن الأوضاع على الأرض تتغير بشكل متسارع، مع وجود قرابة خمسة آلاف مقاتل من حزب الله، إضافة إلى عناصر فيلق القدس الإيراني، والميليشيات الشيعية العراقية، مما يتطلب إعادة النظر في الموقف الأميركي من تسليح الثوار.
وفي حال تم اتخاذ القرار الأميركي بتسليح الثوار فإن هناك أسئلة ملحة تستحق التوقف عندها، وخصوصا أنه لا يكفي مثلا أن يعلن عن تسليح الثوار وحسب، فهل سيكون قرار التسليح فوريا أم أنه تلويح لتعزيز التفاوض مع روسيا، وخصوصا أن المساعدات الأميركية غير القاتلة لم تصرف للمعارضة السورية بعد؟ وهل سيكون قرار التسليح الأميركي منفردا أم سيأتي مصاحبا لقرارات مماثلة من قبل الفرنسيين والبريطانيين؟ وهل قرار التسليح سيأتي مع إدراك أن الأسد وإيران وأتباعهما لن يتوانوا عن التصعيد ومحاولة الهروب للأمام؟ فهل لدى الأميركيين خيارات للتعامل مع الأسوأ؟ وهل سيتم إنشاء غرفة عمليات فور اتخاذ قرار التسليح تتكون من تحالف الراغبين عربيا وإقليميا ودوليا؟ فمن يضمن ألا يستخدم الأسد الأسلحة الكيماوية مثلا، أو أن يتم استهداف تركيا أو الأردن بعمليات إرهابية ضخمة؟ ومن يضمن ألا تنفجر المواجهات في لبنان؟
المؤكد أننا بتنا أقرب من أي وقت مضى للحظة المواجهة المؤجلة سوريا، وبعد طول تردد وإهمال من قبل الإدارة الأميركية، ونقول لحظة مواجهة سواء قررت إدارة أوباما تسليح الثوار من عدمه، فما يحدث على الأرض في سوريا يشي بأن لحظة الانفجار قد اقتربت، فالأسد، ومعه إيران وحلفاؤها، ينوون المضي في اجتياح باقي المناطق السورية الخاضعة تحت سيطرة الثوار، مما يعني مزيدا من الجرائم، والكوارث، كما أن الطوق الإيراني بات يشتد على سوريا ولبنان والعراق، مما يعني أننا مقبلون على معارك طائفية بشعة.
والمفترض اليوم، وخصوصا في حال قرر الأميركيون تسليح الثوار، أن يكون التنفيذ سريعا، والتنسيق عالي المستوى والفاعلية، مع الاستعداد لما هو أسوأ، وإلا فإن إدارة أوباما المترددة بطبعها ستكون قد ارتكبت خطأ فادحا، حيث لا مجال لأنصاف الحلول، فعلى من يشهر سلاحه أن يستخدمه، وإلا تلقى ضربة خاطفة من العدو، وهذه هي قواعد الاشتباك دائما، وخصوصا مع الأسد وإيران. (4)
وسأل إياد أبو شقرا، فقال: ... هل سيصدق السوريون وعود واشنطن؟
ألى جانب احداث تركيا وانتخابات ايران, كان اللافت حقا خلال الأيام الأخيرة حدثان مثيران آخران في الشرق الأوسط, هما: عرض موسكو إرسال عسكريين روس للانضمام إلى قوات الفصل الدولية في هضبة الجولان السورية المحتلة وسط ترحيب ضمني إسرائيلي. والتسريبات الأميركية عن «إمكانية» اتخاذ الرئيس باراك أوباما قرارا بإرسال أسلحة فتاكة (؟) إلى المعارضة السورية «غير الراديكالية».
الحدث الأول مثير لجملة من الأسباب، في طليعتها:
أولا، أن روسيا دولة عظمى لها حق النقض (الفيتو)، وبالتالي، من غير المألوف لقوة دولية بهذا الحجم والوزن المشاركة في قوة حفظ سلام دولية.
ثانيا، أن روسيا منذ استخدامها «الفيتو» ثلاث مرات إزاء الوضع في سوريا منذ اندلاع الثورة على نظام آل الأسد في منتصف مارس (آذار) 2011، غدت طرفا فاعلا في النزاع السوري. ثم إنها أكدت عمق تحالفها مع النظام وإصرارها على بقائه عبر تسليحها المستمر، بل والمتصاعد، لقواته العسكرية وتغذيتها ترسانته الحربية.. وصولا إلى الصواريخ المتطورة.
ثالثا، أن روسيا حليف تكتيكي للنظام الإيراني، وراعٍ نشط لبرنامجه النووي، وشريك فعلي له في تنفيذه «مشروعه الإقليمي» على حساب عشرات الملايين من العرب.
رابعا، أن النظام السوري، الذي أسقط على امتداد أربعة عقود تحت شعار «الممانعة» كل مبادرات السلام العربي - الإسرائيلي، ورشق خصومه بتهم الخيانة.. فأهدر دمهم وأيد تصفيتهم، يبدو اليوم موافقا على العرض الروسي الذي من شأنه ضمان ديمومة الاحتلال الإسرائيلي للجولان. وأصلا ما كان واردا أن يطلق فلاديمير بوتين فكرة نشر قوات روسية في الجولان من دون إعلام بشار الأسد وبنيامين نتنياهو.
خامسا، كان رد الفعل الإسرائيلي الأولي على العرض الروسي إيجابيا، أو على الأقل غير ممانع، ما يوحي بتصور مشترك ما لمستقبل نظام الأسد، واحتمالات تعايش إسرائيل معه.
سادسا، بعد ذهاب حزب الله بعيدا في تورطه الدامي في الأزمة السورية، بالتوازي مع تزايد الذرائع، وآخرها ضرب «التكفيريين» باعتبارهم - وفق قيادة «الحزب» - حلفاء لواشنطن وتل أبيب، لا بد من مساءلة هذه القيادة عن مصير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي سيضمن الوجود الروسي في الجولان بقاءها تحت الاحتلال الإسرائيلي.
ولكن ماذا عن الموقف الأميركي؟
للأسف، من واقع التجربة السيئة، غدت الثقة بأي موقف أميركي فاعل من الأزمة السورية شبه معدومة. إذ صدر كلام كثير عن واشنطن خلال السنتين الأخيرتين ليتبين لاحقا أنه كان بلا معنى ولا مضمون. لقد كانت كل خطوة اتخذتها واشنطن، ومعها الدول الأوروبية الحليفة، إزاء سوريا إما ناقصة أو متأخرة أو ناقصة ومتأخرة معا. فعندما تفجرت الثورة كانت انتفاضة سلمية بسيطة ومحدودة، لكن رد الفعل الغربي كان لفظيا لا أكثر ولا أقل.
ومرت على القمع الدموي للانتفاضة عتبة الـ«14 يوما»، التي كانت أعطيت للرئيس المصري السابق حسني مبارك.. ولم يترجم استنكار قتل المتظاهرين بالرصاص الحي إلى خطوات رادعة فعالة، فاستمرأ النظام طعم الدم وولغ فيه أكثر.
وتطورت أساليب القمع من الرصاص الحي إلى القصف المدفعي بعدما بدأ تشقق الجيش، وانطلقت المطالبات بموقف دولي مناسب يشمل التسليح النوعي لـ«الجيش الحر».. ولكن مجددا جاء الرد ناقصا ومتأخرا.
وانتقل القمع من القصف المدفعي إلى القصف الجوي - مستقويا بـ«الفيتو» الروسي - الصيني.. وعند هذه النقطة بدأت المطالبات بمناطق حظر طيران وصواريخ «ستينغر». ومرة أخرى، تأخر الرد الحاسم ما برر لكثيرين تقبل تسلل الجماعات «الجهادية» و«التكفيرية» إلى صفوف الثائرين للقتال معهم، وهو ما صار «ورقة توت» تتستر بها واشنطن وحليفاتها للإحجام عن اتخاذ موقف جدي.
عندها تشجع النظام على رفع مستوى القصف من الهليكوبترات العسكرية إلى الطيران الحربي المُجنح (طائرات الميغ والسوخوي) أيضا أمام مزيد من الجعجعة الاستنكارية الغربية من دون طحين. ومن ثم فات أوان المطالبة بـ«مناطق حظر طيران» عندما بدأ النظام استخدام صواريخ الـ«سكود»، وبعدها السلاح الكيماوي ومنه غاز السارين.
الكلام المسرب من واشنطن أخيرا عن وجود توجه أميركي لتسليم المعارضة «غير الراديكالية» أسلحة توصف بـ«الفتاكة» كلام يمكن أن يريح المعارضة السورية، المدفوعة دفعا إلى مفاوضات عبثية لا تتضمن مسبقا رحيل بشار الأسد عن السلطة، لكن المعارضة لا تُلام إن هي رفضت تصديقه.. على طريقة «لا يلدغ المؤمن....». فكيف يصدق أي مراقب، يتمتع بالحد الأدنى من الفهم، هذا الكلام عندما لا يكون لدى واشنطن أي إدراك لأبعاد الأزمة وأي تنبه لما قد تؤول إليه، ولا سيما في ضوء ما حصل في مدينة القصير؟
وكيف يكون لهذا التغير في الموقف الأميركي المزعوم أي قيمة على الأرض إذا كانت واشنطن ما زالت مقتنعة بأن موسكو وطهران جزء من الحل؟
وكيف يستطيع المرء تفسير المناورات الإسرائيلية الكلامية في موضوع مستقبل نظام بشار الأسد، وطبيعة علاقاته الإيرانية والطائفية الاستراتيجية، التي فضحها دور حزب الله القتالي على امتداد الأراضي السورية؟
بكل صراحة، المنطقة تشهد راهنا مأساة تمثل فصولا أمام شعوبها وعلى حساب وجودهم واستقرار مجتمعاتهم، وتتكشف «حبكتها» لتظهر زيف كل المقولات عن «الشيطان الأكبر» و«الشيطان الأصغر» و«الصمود والتصدي» و«الممانعة والمقاومة».
لقد شاهدنا، للأسف، على امتداد سنتين كيف تساقطت «الخطوط الحمراء» أمام «الأضواء الخضراء». (4)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(5)
صالح عبد الغني جعفر - ادلب - معراتة
أحمد علي الدوس - درعا - بصرى الشام
حسن الرمان - درعا - انخل
شعلان عوض عز الدين - حمص - الرستن
لؤي الخولي - ريف دمشق - الزبداني
أحمد عدنان الهزاع - دير الزور -
عمار الحماد - دير الزور -
محمد عبد الكريم فاضل - ادلب - سرمين
أحمد سمر العوض - الحسكة - اليعربية "تل كوجر"
ربيع الهلوش - الحسكة - اليعربية "تل كوجر"
مهنا رحال - حماه - حلفايا
زاهر الأسعد - ادلب - بنش
عصام توفيق السيد - ادلب - بنش
محمود مروان خبير - ادلب - سرمين
سميرة الدرة - ريف دمشق - دوما
مصطفى عبد الفتاح كدو - الرقة -
قاسم عبد العزيز سويدان - ريف دمشق - دوما
رائد نصر الدوس - درعا - بصرى الشام
درغام عبدو علاوي - ريف دمشق - صيدنايا
أمجد صالح العلي - دير الزور - حطلة
أمجد العسكر - دير الزور - محيميدة
محمد زيد السلامات - درعا - تسيل
عبدو حسين كوسا - ادلب - تل مرديخ
رامي غنام الصبحي - دير الزور - حطلة
حمادة علي الحديد - دير الزور - محيمدة
معاذ النواف الخليف التركاوي - حماه -
أحمد عبد الحكيم النابلسي - درعا - نامر
إبراهيم محمد لطفي العماري - درعا - نامر
وسام عامر الحرجان - دير الزور -
حمزة يحيى السيد علي - ادلب - بنش
حسين حمدوش السيد علي - ادلب - بنش
محمد حاج حسن - ادلب - طعوم
ياسين ياسين الخوجة - دير الزور -
عمار جاسم الحماد - دير الزور -
خضر حسين العواد - دير الزور - بلدة خشام
مهند عدنان الجاسم المصطفى - دير الزور -
نصر أحمد عبد الكريم - حلب - معارة الأرتيق
عمر جميل محمد - حلب - معارة الأرتيق
بشير مصطفى قرة قاش - حلب - عندان
خالد سعد الدين الواو - حمص - القصير
فادي شفيق الزامل - حمص - باب السباع
عبد المنعم أحمد الخلف - حمص - تدمر
بكري عبد الكريم فاضل - ادلب - سرمين
عبد الحليم مصطفى الخلف - ادلب - قميناس
أمجد قوجة - ادلب -
سليم المحاميد - ادلب - جسر الشغور: عين الحمرا
مصطفى سعد الدين الواو - حمص - القصير
عائشة صالحاني - ريف دمشق - دوما
محمد صبحي العيروط - ريف دمشق - دوما
حسام أبو نايف - ادلب - زردنا
أحمد عبدو الخطيب - ادلب - جبل الزاوية: الرامي
نادرة الخطيب - ريف دمشق - يبرود
آلاء عبدو الخطيب - ادلب - جبل الزاوية: الرامي
مؤمنة عبد اللطيف - ريف دمشق - يبرود
حنان محمود عبد الله - ريف دمشق - مخيم الحسينية
علاء أبو الليل - ريف دمشق - الذيابية
عمار جاسم الحنش - دير الزور - الحسينية
محمد الحسن - دير الزور - بلدة خشام
أحمد مرعي خلف الدخيل - دير الزور -
علي خلف الزرزور - دير الزور - طابية الجزيرة
أحمد حكيم الزحمان - دير الزور - طابية الجزيرة
حمادة سالم الحمادة - دير الزور - طابية الجزيرة
أحمد علي حاج حسن - دمشق -
محمد علي حاج حسن - دمشق -
زينب حسين الغبشة - درعا - بصرى الشام
صفية عطا المطر - درعا - انخل
علاء أحمد القريش - دير الزور -
أحمد وليد البريغل - دير الزور - الميادين
محمد عبد المبارك - دير الزور -
جمال سالم السلمو - حماه - كرناز
عبد القادر عماد كلاس الحلبي - حماه -
محمد أحمد محمود - حلب - بستان القصر
المصادر:
1- الهيئة العامة للثورة السورية.
2- الجزيرة نت.
3- العربية نت.
4- الشرق الأوسط.
5- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.