ينتقد النظام السوري القمع للمتظاهرين في تركيا، بلغة نابذة للعنف!، والأمم المتحدة تراقب بانزعاج بالغ ما يحصل في القصير، وتسليح المعارضة السورية، وصفه المالح بأنه شراء ولاءات، في حين يعيش الآلاف من المدنيين في حصار وجوع وظمأ وخوف من القتل والتشريد.
تعزيزات أمنية إلى القصير:
عزز الجيش السوري -بدعم من مقاتلي حزب الله- مواقعه في القصير، وسط استعداد للجيش السوري الحر لهجمات جديدة، مما يثير المخاوف بشأن مصير المدنيين المحاصرين في المدينة، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان -الذي يتخذ من لندن مقرا له- أن آلاف المدنيين لا يزالون في مدينة القصير ومن بينهم نحو ألف جريح، لافتا إلى أن الوضع الصحي والطبي "سيئ جدا". (1)
قصف على شرق لبنان:
سقطت ستة صواريخ الليلة الماضية وصباح اليوم على مناطق في شرق لبنان قريبة من الحدود السورية مصدرها الجانب السوري، من دون أن تسبب إصابات، بحسب ما أفاد مصدر أمني لوكالة الأنباء الفرنسية، في حين قالت وكالة الأنباء الألمانية إن 16 قذيفة سقطت في تلك المنطقة.
وتساقطت الصواريخ في مناطق غير مأهولة تقع كلها في قضاء بعلبك، حيث يتمتع حزب الله بنفوذ كبير. وقال المصدر الأمني إن "أربعة صواريخ سقطت ليلا بين بلدات سرعين التحتا وسرعين الفوقا والنبي شيت، ومصدرها الأراضي السورية". (1)
سيطرة على قرية الجوادية:
تمكن حزب الله من السيطرة على قرية الجوادية التي تعتبر آخر القرى الغربية للقصير، فيما لا تزال المعارك قائمة على أشدها ضد عناصر الجيش الحر باتجاه التوغّل لاقتحام المدينة. وبدوره أرسل النظام مزيداً من تعزيزاته العسكرية إلى تخوم المدينة. (2)
ذبح عائلة كاملة:
نقلت تنسيقية «مدينة القصير الحرّة»، عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن عناصر حاجز الضبعة دخلوا منزلا قريب من الحاجز، وقاموا بذبح عائلة مكونة من 5 أفراد من آل القيسي. (3)
وطلبت المعارضة مساعدة عسكرية ومعونة طبية لمئات الجرحى الذين أصيبوا في الهجوم الذي تشنه القوات الحكومية التي تقاتل أيضا بضراوة حول العاصمة دمشق وفي جنوب البلاد ووسطها. (6)
تعزيزات عسكرية من المجاهدين:
استقدم الجيش الحر تعزيزات كبيرة إلى القصير من مختلف الجبهات القتالية، ما ساهم في منع عناصر حزب الله المتمركزين في الجانب الغربي الجنوبي للمدينة من اقتحامها رغم القصف العنيف بالدبابات والصواريخ وطيران الـ"ميغ" الذي تشنّه قوات النظام المتمركزة في المربع الأمني في الجبهة الشرقية للقصير. (2)
إشادة بجهود الثوار:
قام الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية بتحية «أبطال الجيش الحر الذين يثبتون في كل يوم أنهم أهل للمسؤولية التي أناطها الشعب بهم، بعد أن سطروا أسمى آيات الشجاعة والصمود في ملحمة القصير التاريخية». وأضاف في بيان أن المقاتلين في القصير «أجمعوا على كلمة واحدة وتحت لواء واحد وهدف واحد، هو دحر الغزاة وطرد المعتدين وتحرير البلاد».(3)
شراء ولاءات بالتسليح:
قال هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية للائتلاف السوري المعارض، إن «اللجنة تجري مشاورات مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي لعقد اجتماع انتخاب رئيس الائتلاف داخل الجامعة العربية بعد نحو 10 أيام»، مشككا في إقدام دول أوروبية على تسليح المعارضة، معربا عن اعتقاده بأن الإعلان عن تسليح المعارضة محاولة لشراء ولاءات، إنجاح مؤتمر «جنيف 2».
قائلا: إن «قرار رفع حظر إرسال السلاح إلى المعارضة السورية يعد دعاية سياسية من قبل الدول التي اتخذته»، معربا عن اعتقاده بأن هذه الخطوة تأتي في محاولة لإنجاح مؤتمر «جنيف 2».
وأضاف المالح: أن التلويح بتسليح الثورة السورية التي تدخل عامها الثالث يستخدم لأغراض وأهداف أخرى من أجل كسب ولاءات، مشيرا إلى أنه سبق له الحديث مع جهات غربية حول هذا الموضوع وأدركت أن إنجلترا تتعامل مع قسم من الثوار وقسم من الجيش الحر وكذلك فرنسا وهذه السياسة تمزق الجيش الحر ولا تؤدى إلى نتائج إيجابية. (3)
شروط المعارضة للحوار:
كررت المعارضة السورية شروطها للمشاركة في المؤتمر الدولي، مجددة مطالبتها بتنحي الرئيس بشار الأسد وبوقف العمليات العسكرية لقوات النظام وحزب الله وإيران. (2)
وجدد الائتلاف السوري في بيان له اشتراطه وقف العمليات العسكرية ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد، للمشاركة في أي مؤتمر دولي لإيجاد تسوية للأزمة السورية، التي أودت بأكثر من 94 ألف قتيل، بحسب الإحصائيات الدولية. وجاء في البيان «يؤكد الائتلاف على أن رحيل الأسد والوقف العاجل للأعمال العسكرية لقوات النظام وحزب والله وإيران في سوريا شروط أولى للذهاب إلى مباحثات (جنيف 2)، لأن الأسد لم ولن يحترم أي جهود لاتفاق مستقبلي، بل سيستدرجها لكسب مزيد من الوقت في التدمير والقتل والإرهاب المنظم». (3)
قطع المياه عن المدنيين:
دانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قطع المياه عن المدنيين في بعض بلدات القصير التي سيطر عليها مسلحو حزب الله وقوات النظام، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك لدرء خطر كارثة إنسانية محتملة.
واتهمت الشبكة حزب الله بقطع المياه عن بلدات في القصير وأحياء في حماة منذ 14 يوماً بعد أن سيطروا على محطة توريد المياه، ما دفع الأهالي إلى اللجوء إلى مياه الآبار غير الصالحة للشرب وتوزيعها فيما بينهم. وذكّرت الشبكة أن حالات جفاف بدأت تظهر على السكان وبالأخص الأطفال.
وفي سياق متصل، استنفدت بلدات الغوطة الشرقية مخزونها من الطحين منذ ثلاثة أيام. وأكد مجلس قيادة الثورة في دمشق وريفها أنه لم يوزع أي رغيف خبز. (2)
آلاف المحاصرين والمصابين:
طالبت الأمم المتحدة والصليب الأحمر بضرورة الوصول إلى مدينة القصير السورية فورا لمساعدة المدنيين المحاصرين فيها.
ووصفت الأمم المتحدة والصليب الأحمر في نداءات الأوضاع في القصير بأنها بائسة بعد أسبوعين من الهجمات التي تشنها قوات الجيش السوري للقضاء على قوات المعارضة المسلحة في المدينة.
وقالت فاليري آموس، منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة ونافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إنهما تخشيان من أنه ربما يكون آلاف المدنيين محصورين في القصير.
وأضافتا في بيان مشترك "ندرك أنه قد يكون هناك أيضا 1500 مصاب في حاجة ماسة للإجلاء الفوري لتلقي علاج طبي عاجل وأن الوضع العام في القصير في غاية البؤس". (4)
سوريا ضد أعمال العنف في تركيا!:
وبّخت سوريا رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، بشأن رده العنيف على المظاهرات المناهضة للحكومة، ودعته لوقف القمع ضد الاحتجاجات السلمية أو الاستقالة.
وانقلب أردوغان وهو حليف سابق لبشار الأسد على الرئيس السوري بعد أن سعى الأخير إلى سحق احتجاجات سلمية اندلعت في مارس/أذار2011، وانزلقت سوريا إلى حرب أهلية منذ ذلك الحين خلفت أكثر من 80 ألف قتيل.
وأذاع التلفزيون الحكومي السوري ساعات من اللقطات الحية من اسطنبول، حيث اشتبك آلاف المحتجين لليوم الثاني مع قوات الأمن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه. (2)
ونقل التلفزيون السوري عن وزير الإعلام، عمران الزعبي، قوله: "مطالبات الشعب التركي لا تستحق كل هذا العنف". وأضاف "على أردوغان إذا كان عاجزاً عن اتباع وسائل غير عنيفة التنحي، والشعب التركي لديه كوادر كثيرة وعاقلة".
وتابع الزعبى "إن قمع رجب طيب أردوغان، رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية التركي للمظاهرات السلمية، أمر غير واقعي ويكشف انفصاله عن الواقع". (2)
واتهم الزعبي رئيس الوزراء التركي، الذي اتخذ موقفاً مناهضاً للنظام السوري بدعمه انتفاضة شعبية مناوئة له، بأنه: "يقود بلاده بأسلوب إرهابي ويدمر مدنية الشعب التركي وانجازاتها" . (5)
دعوة إلى السماح للمدنيين بالخروج من أرض المعركة:
دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مقاتلي المعارضة السورية في القصير وقوات الجيش السوري النظامي المدعومة بعناصر من حزب الله إلى السماح للمدنيين بمغادرة المنطقة، وحذر جميع الأطراف من المحاسبة.
وقال المتحدث باسم بان مارتين نيسيركي في بيان إن الأمين العام "يحض جميع الأطراف على بذل أقصى جهدهم لتفادي الخسائر في صفوف المدنيين"، محذرا من أن جميع الأطراف "سيتحملون المسؤولية عن أي فظاعة ترتكب بحق السكان المدنيين في القصير".
وأضاف المتحدث أن الأمين العام يذكر الحكومة السورية بمسؤوليتها تجاه حماية المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها. (1)
انزعاج بالغ:
وقالت الأمم المتحدة إن أمينها العام بان جي مون يراقب القتال في القصير "بانزعاج بالغ" ودعا الطرفين إلى السماح للمدنيين بمغادرة البلدة التي كان يقطنها 30 ألف نسمة. (6)
دعوة إلى تسليح الثوار:
جدد السيناتور الأميركي جون ماكين دعوته لتسليح الجيش السوري الحر، قائلا إن «عناصر المعارضة السورية على الأرض بحاجة إلى ذخيرة وأسلحة ثقيلة، لمواجهة دبابات نظام الرئيس بشار الأسد وطائراته المقاتلة، وإلا فسيكون مستحيلا عليهم تحقيق النصر». (3)
عرقلة روسية لبيان :
أفادت مصادر دبلوماسية أن روسيا عرقلت، في مجلس الأمن إصدار بيان يعرب عن القلق من حصار وقصف قوات النظام وميليشيات حزب الله لبلدة القصير بريف حمص.
وأعرب البيان، الذي تقدمت به بريطانيا الرئيسُ الحالي لمجلس الأمن، عن القلق العميق إزاء الوضع الإنساني في القصير، لاسيما تأثير القتال على المدنيين.
ودعا البيان طرفي النزاع إلى بذل أقصى الجهود لتفادي سقوط ضحايا من المدنيين، وحث النظام السوري على تحمل مسؤوليته تجاه حماية المدنيين.
كما طالب البيان نظام الأسد بالسماح للمنظمات الإنسانية والهيئات الأممية بالوصول فورا ودون إعاقة إلى المدنيين المحاصرين في القصير. (2)
وقال دبلوماسي في المجلس شريطة عدم نشر اسمه لرويترز: إن روسيا أعاقت مسودة البيان قائلة إنه "ليس من المستحسن إصدار بيان لأن مجلس الأمن الدولي لم يفعل ذلك عندما سيطرت المعارضة على القصير"، وأكد دبلوماسي آخر هذه التصريحات. (1)
تهم متبادلة بتقديم السلاح:
وقال دبلوماسيون إن روسيا أبلغت أعضاء المجلس أن أفضل السبل للتعامل مع سوريا هو من خلال الدبلوماسية المكثفة، ولكن أحد دبلوماسيي المجلس أشار إلى أن روسيا تواصل بيع السلاح لحكومة الأسد.
واتهمت موسكو بدورها الحكومات الغربية والعربية الخليجية بتقديم المال والسلاح وأشكال الدعم الأخرى لمقاتلي المعارضة، وهذا ادعاء أعلنته أيضا حكومة الأسد مرارا. (1)
دعوة إلى سحب السفراء من روسيا:
دعا الأمير السعودي طلال بن عبد العزيز الدول العربية إلى سحب سفرائها من روسيا ردا على قيامها بدعم النظام السوري بصواريخ (اس 300).
وقال الأمير طلال، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه "أزعجني ما تناقلته وسائل الإعلام عن تسليح روسيا لسورية بصواريخ (اس 300)".
وأضاف "كان بودي لو اتخذت جامعة الدول العربية بدولها مجتمعة قرارا بسحب سفرائها من روسيا للتداول ردا على تسليحها للأسد".
وأوضح أن هذا "التصرف بحد ذاته سوف يحرك المياه الراكدة في العلاقات الروسية العربية أما هذا الصمت المطبق فستكون له عواقبه الوخيمة عند الرأي العام العربي". (4)
مضايقة وتهديد بالقتل:
تعرض بعض أفراد الطائفة الشيعية في جنوب لبنان إلى العديد من المضايقات من قبل حزب الله، وذلك بسبب مواقفهم المناهضة لتدخل الحزب في القتال الدائر في سوريا.
وأقام الكاتب اللبناني، رامي عليق، الذي كان واحداً من أفراد حزب الله قبل أن ينشقَّ عنه عام 1996، مؤتمراً صحافياً قبل أيام في منزله بعد أن تراجعت نقابة الصحافة وأحد الفنادق في بيروت عن استضافته.
وتحدث عليق عن حملة التهديدات والتخوين التي تطاله مؤخراً بسبب مواقفه وآخرها رفضه لتورط حزب الله في القصير.
واعتبر أن "بعض القادة المتهورين في الحزب باعوا قضيتنا وقضية الشيعة وقضية لبنان، وكل ما أنجزناه لمجموعة من السياسيين الإيرانيين الذين لا يقرؤون لبنان في إطار مشروعهم الكبير"، مضيفاً "نحن لسنا وقوداً".
وتعرضت طالبة الإعلام، مروة عليق، إلى حملة وصلت لحد التهديد بالموت واتهامها بالفجور، بسبب كتاباتها على صفحتها الخاصة على "فيسبوك". (2)
دعوة إلى الجهاد:
دعا رجل الدين السني البارز الشيخ يوسف القرضاوي إلى "الجهاد" ضد الحكومة السورية بعد تدخل مقاتلين من جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية في الحرب الأهلية هناك لمساعدة الرئيس بشار الأسد.(6)
ووجه الشيخ يوسف القرضاوي دعوة للسنة في المنطقة للتوجه إلى سوريا والانضمام إلى القتال الدائر ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وانتقد القرضاوي حزب الله وحليفته إيران متهما إياها بأنها تريد "إبادة السنة"، على حد تعبيره. (4)
قبرص تسحب جنسية مخلوف:
قالت السلطات القبرصية: إنها سحبت جنسيتها التي منحتها قبل فترة قصيرة لملياردير سوري يشتبه الاتحاد الأوروبي بأنه ساعد في تمويل حكومة الرئيس بشار الأسد.
ويعتقد على نطاق واسع أن رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري ضمن الدائرة المقربة من بشار ومن أقوى الرجال نفوذا في البلاد.
ومنحت قبرص مخلوف جنسيتها في يناير كانون الثاني عام 2011 ثم لزوجته وابنائه الثلاثة. وفي أغسطس آب عام 2012 قررت الحكومة سحب الجنسية من الأسرة بأسرها وهو ما أقرته لجنة قانونية في مارس/آذار. وصدقت الحكومة القبرصية على القرار في اجتماعها الأسبوع الماضي.
ونشرت صحيفة قبرصية أن مخلوف لم يستجب لطلبات بمثوله أمام لجنة مراجعة قانونية وأرسل محامين من سوريا وباريس نيابة عنه.
وقال متحدث باسم الحكومة القبرصية دون التطرق لتفاصيل "القرار يستند لأسباب تتعلق بالمصلحة العامة".
ويقول مخلوف الذي امتدت أنشطته من البنوك إلى شبكة هاتف محمول وعقارات إنه رجل أعمال يحترم القانون وكل تعاملاته علنية. (2)
كتب فايز سارة سؤالا نصه: هل يستحق السوريون كل هذا؟ وقال:
عاشت دول المنطقة ومحيطها عشرات الكوارث الإنسانية في العقود الستة الأخيرة، وكان جيلنا السوري شاهدا يوميا على ما أحاط بها، وعرف وتفاعل مع كثير من تفاصيلها اليومية والإنسانية. وإذ كانت بعض تلك الكوارث من صنع الطبيعة كما هي الزلازل والعواصف والسيول الجارفة، فإن أغلب الكوارث كانت من صنع البشر وأغلبهم من أعداء أو حكام أطاحوا بحقوق شعوبهم وكرسوا الاستبداد والاستئثار بالسلطة في مواجهة شعوبهم، والبعض منهم قاد بلاده إلى حروب مدمرة مع الجوار أو أنه دخل ببلاده أتون حرب أهلية، بعد أن استنزف قدراتها البشرية والمادية عقودا من السنوات، وتركت تلك السياسات كوارث وآثارا لا تقل سوءا عما خلفته الكوارث الطبيعية، بل كانت أشد قسوة وأثرا.
وعلى الرغم من أنه لم يكن للسوريين في غالب الأحيان دور فيما أصاب تلك الدول وشعوبها من كوارث ومصائب، وعلى الرغم من أن حال السوريين لم يكن أفضل بكثير من أحوال الشعوب المحيطة بهم والقريبة منهم، فإنهم وقفوا، كما ينبغي للإخوة والبشر أن يقفوا، إلى جانب إخوتهم وجيرانهم في المحن التي تعرضوا لها، والسلسلة في ذلك ممتدة إلى بلاد وشعوب تقارب في كثير من أحوالها حالة الشعب السوري.
وإذا كان من الطبيعي، أن يساهم السوريون في حملات الدعم والمساندة الإنسانية لضحايا الكوارث الطبيعية، فليس من باب المنة قول إن السوريين، كانوا أكثر من وقفوا إلى جانب إخوتهم الفلسطينيين في المحنة الكبرى التي تعرضوا لها طوال قرن مضى، وكانوا أنصارهم وملجأهم في أغلب حلقات المحنة، ووفروا لهم ليس ملاذا آمنا فقط، وإنما حياة تماثل وتقارب حياة السوريين، كما وقف السوريون في مواجهة محنة الحرب بين الهند وباكستان بداية السبعينات، ووفروا ملاذا آمنا لعشرات آلاف الضحايا والهاربين من الحرب، واحتضن السوريون ضحايا الصراعات التي جرت في أفغانستان أواسط السبعينات، واستمرت سنوات طويلة، كما استقبل السوريون أردنيين وفلسطينيين وصلوا إلى الأراضي السورية نتيجة الصراع الدامي في الأردن بين المقاومة الفلسطينية والسلطات الأردنية بين عامي 1970 و1971، ثم استقبلوا اللبنانيين في سنوات الحرب الأهلية 1975 - 1990، وزادوا على ذلك استقبال لبنانيين وفلسطينيين في كل الحروب الإسرائيلية على لبنان وخاصة في حروب 1978 و1982 و1996 وصولا إلى حرب عام 2006، التي جاءت ردا على عملية قام بها حزب الله عبر حدود لبنان الجنوبية، واستقبل السوريون إخوانهم من الكويت بعد اجتياح القوات العراقية للكويت عام 1990، ثم استقبلوا اللاجئين العراقيين الهاربين من الحرب الدولية على العراق مرتين؛ الأولى عام 1991، والثانية في عام 2003 التي انتهت بسقوط نظام صدام حسين واحتلال العراق.
ولم يقتصر استقبال السوريين على اللاجئين والهاربين من الحروب، وتقديم كل مساعدة ممكنة لهم، بل امتد الأمر إلى استقبال ضحايا الاضطهاد السياسي من بلدان كثيرة في سوريا، التي عاش فيها لاجئون سياسيون وأصحاب رأي عراقيون ومصريون ويمنيون ومن دول عربية أخرى، ومن بلدان أفريقية وآسيوية، ووفرت لهم احتياجات إنسانية بعد أن تعذر عليهم العيش في بلادهم على نحو ما عاش معظم قادة العراق الحاليين في سوريا وسط أفضل شروط وفرها الشعب السوري.
وإن كان ثمة من يرى أن بعض تلك الحالات، تتوافق وسياسات النظام ومواقفه في ضوء الصراعات الإقليمية والدولية وموقفه منها، فإن ذلك لا يعني أن الشعب السوري كان يستجيب لتلك الحالات تناغما مع مواقف النظام وسياساته، إنما كانت مواقفه نتيجة الحس الإنساني والتضامني الذي ميز سلوك السوريين حيال أصحاب الحاجة إلى الملاذ الآمن والباحثين عن فرصة لحياة طبيعية بعد أن تعذر الحصول عليها في بلدانهم ووسط أهلهم وفي ظل حكوماتهم الباغية، وهذا سلوك سوري قديم، تؤكده فصول من تاريخ سوريا في استقبالها لمغاربة وجزائريين وشركس وأرمن وأرناؤوط وغيرهم ممن وفدوا إلى سوريا في ظروف صعبة، ثم اندمجوا في النسيج السكاني للسوريين.
وسط ذلك الإرث من مساعدة الآخرين باعتبارها واجبا أخلاقيا وأخويا وإنسانيا، تنطلق الأسئلة تباعا عن الأوضاع التي تحيط بالسوريين في بلدان الجوار وغيرها، حيث ثمة شكاوى من مواقف تمييزية كما الحال في لبنان، ومن سياسات احتجاز في مخيمات متواضعة الخدمات على نحو ما هو عليه الحال في الأردن وبعض مخيمات تركيا، ومن تقييد لاستقبالهم كما في العديد من الدول العربية، أو التشدد في منحهم أذونات الدخول إلى كثير من بلدان العالم. بل إن الأفظع مما سبق، مشاركة دول مثل روسيا وإيران في الحرب على السوريين بتقديم السلاح والمال والخبرات لنظام يقتل الشعب، وأن يسمح العراق بمرور شحنات الأسلحة عبر أراضية لقتل السوريين، وأن تسكت السلطات العراقية إن لم نقل إنها تدعم مرور عناصر الميليشيات الشيعية للمشاركة في الحرب على السوريين، ولعل أبشع ما يمكن في هذا المسار قيام قوات حزب الله بالهجوم على مناطق سورية وتدميرها على نحو ما يحصل في منطقة القصير وفي ريف دمشق في خطوة ستؤدي إلى تعزيز فرص حرب طائفية بين المسلمين الشيعة والسُنة، التي هي جزء من استراتيجية إيران في المنطقة.
إن الأسئلة المثارة كلها، يمكن اختصارها في سؤال جوهري خلاصته: هل يستحق السوريون ما يحصل لهم؟ (3)
وكتب جمال خاشقجي مقالا بعنوان: "كلمة السر في «جنيف - 2»... وقف إطلاق النار" وقال:
إذا سمعتهم في اجتماعات «جنيف - 2» يتحدثون عن وقف ملزم لإطلاق النار في سورية، وفق الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، فاعلم أن ثمة جديةً هذه المرة لوضع حد لمأساة الشعب السوري، التي أهملها العالم طويلاً، فكلمة السر هي «وقف إطلاق النار» ثم ليقولوا بعدها ما شاءوا من عبارات تدعو إلى حكومة انتقالية واسعة الصلاحيات، يتمثل فيها النظام والمعارضة، أو حتى انتخابات تُجرى في العام الذي يليه من حق كل الأطراف الترشح لها.
ستُتعب المعارضة السورية نفسها، وستختلف في ما بينها، وتتماحك مع حلفائها، لو اندمجت كثيراً في تحليل اللاأخلاقية في ترشح بشار الأسد لرئاسة البلاد مرة أخرى، أو اللامنطقي في حكومة انتقالية تتقاسم فيها المسؤولية مع عناصر ملطخة أيديهم بدماء الشعب، فلا انتخابات ستجري في سورية عام 2014، ولا حكومة انتقالية ستشكل من دون «وقف إطلاق النار».
في «جنيف - 2»، هذا إن عقد في منتصف الشهر الجاري، ستتركز الأنظار ليس على وفدي الحكومة والمعارضة، بل على وزيري الخارجية الأميركي والروسي، فالتفاوض الحقيقي يجري بينهما، أو بالأحرى أنه مسعى أميركي- سعودي دولي، لجر الروس إلى مجلس الأمن، وهو ما ظل الروس يقاومونه طوال سنتي ذبح الشعب السوري الأخيرتين، فيصرخون في العالم، ومن ورائهم الإيرانيون «لا حل إلا الحل السلمي» ويذكّرون باتفاق جنيف الأول الذي نصّ على وقف إطلاق النار والتفاوض لتشكيل حكومة انتقالية، فمضى الجميع يتجادلون حول «التفاوض» ومتى وأين سيكون وكيف سيجري وتشكيل الحكومة الانتقالية التي ستجمع الحكومة والمعارضة من دون تركيز على الشرط الرئيس «وقف إطلاق النار».
... في جنيف سيسعى النظام السوري للهروب من هذا الاستحقاق الكبير. قد يطرح فكرة تشكيل مجلس تأسيسي لصياغة دستور جديد، كي يهرب من استحقاق إسقاط النظام. قد يطالب باستبعاد القوى التي يصفها بالتكفيرية (وهي القوى التي تمناها وسعى لجلبها للصراع منذ اللحظة الأولى)، أو يطالب بإخراج المتطوعين الأجانب من سورية، أو يزعم أنه النظام الشرعي فيطالب بتقديم هذا أو ذاك إلى العدالة، وربما يتواضع فيسعى إلى إضاعة الوقت والجهد بالدعوة إلى اتفاق للمصالحة الوطنية العامة، ولكنه سيحاول أن يتملص قدر الإمكان من التوقيع على وثيقة ملزمة بوقف كامل لإطلاق النار.
...
إذا كان أصدقاء سورية يريدون وضع حد لمعاناة الشعب، فهذا ما يجب أن تتجه إليه الأمور بعد «جنيف - 2»، فالنظام لن يحتمل وقفاً لإطلاق النار، فاللحظة التي يفعل فيها ذلك ستنتفض كل مدينة سورية، ويخرج الشعب ضده في مظاهرات سلمية، وهذا ما لم يحتمله من قبل ولن يحتمله لاحقاً بعدما سالت كل الدماء وتكرست كراهيته في نفوس السوريين. لا بد من أنه سينتهك وقف إطلاق النار، مثلما فعل ميلوسوفيتش، وحينها يجب أن ينتقل الجميع إلى مجلس الأمن بما في ذلك الروس، فاتفاق «جنيف - 2» ملزم للجميع، أتوقع أن يوافق عليه ائتلاف المعارضة، واللواء سليم إدريس أبرز قادة «الجيش الحر». سيعلم قادة الجيش والفصائل المقاتلة، ولا سيما «جبهة النصرة» أنهم لو أخلوا بالاتفاق سيتعرضون هم أيضاً للقصف، وليس النظام وحده، الذي سيعجز عن الالتزام به، فالطبع سيغلب التطبع، وكلفة احترام وقف إطلاق النار باهظة عليه، وبالتالي أشكُّ في أن يعقد «جنيف - 2»، إلا إذا حدث تغيير حقيقي في موسكو وليس في دمشق أو طهران، وإذا عُقد لنراقب كلمة السر «وقف ملزم لإطلاق النار». (7)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(8)
أحمد مصلح البوظان - حمص - القصير
محمود أحمد شحادة - حمص - القصير
فاروق علوان - حمص - الرستن
خالد إبراهيم إسماعيل بكور - حمص - غرناطة
حسن صلاح عامر - حمص - القصير
محمد محمود سعد الدين - حمص - الحولة: كفرلاها
حسام عبدو سليمان - حمص - الحوله
عامر داوود - حمص - الحولة
فالح موسى الصياح - درعا - طفس
محمد كيوان - درعا - طفس
عمر البطران - دير الزور - الميادين
محمد شقروف / شقروق - حلب - جبل سمعان: المنصورة
أحمد عوض العمر - ادلب - أريحا
محمد العص - ريف دمشق - حرستا
محمود العص - ريف دمشق - حرستا
يوسف عبد الحميد برغوث - ادلب - حيلا
سامي الرز - ريف دمشق - دوما
صفاء إبراهيم النابلسي - ريف دمشق - دوما
محمود أبو هبرة - ريف دمشق - سقبا
هناء إبراهيم النابلسي - ريف دمشق - دوما
محمد حسن محرز "اكوم" - حمص - القصير
محمد فهد الشامي - حمص -
أسامة العبار /عبارة - حمص - الحولة
بسام محي الدين بكيرة - ريف دمشق - حرستا
حسن عمر فطوم - ريف دمشق - دوما
محمد بغيطة - ريف دمشق - دوما
حسن عمر نواف - ريف دمشق - دوما
خالد نعيم الشامي - حماه - حربنفسه
أحمد عبد الله المحمد - درعا - النعيمة
مجد البلخي - درعا - نصيب
أبو غازي القيسي - حمص - القصير: الضبعة
علاء القيسي - حمص - القصير: الضبعة
زوجة علاء القيسي - حمص - القصير: الضبعة
ابن علاء القيسي - حمص - القصير: الضبعة
خالد القيسي - حمص - القصير: الضبعة
محمد خالد القيسي - حمص - القصير: الضبعة
علاء محمد القيسي - حمص - القصير: الضبعة
يسرا القيسي - حمص - القصير: الضبعة
رياض القيسي - حمص - القصير: الضبعة
منهل حماد الفاعوري - حمص - بابا عمرو
مثقال خالد السهو - حمص - الحصوية
أنس الشيخ خالد - حمص - الغنطو
عبد الجبار خضر السهو - حمص - الحصوية
أنس العربنية - ريف دمشق - حرستا
حسين عفوف - ريف دمشق - حرستا
ماهر الشعار - ريف دمشق - حرستا
هشام شلة - ريف دمشق - حرستا
مؤيد عفوف - ريف دمشق - حرستا
محمد فلاحة - حلب -
فادي محمد اليوسف - حماه - خطاب
محمد نور أحمد رضوان الناصر - حماه - حلفايا
أحمد جمعة الإسماعيل - ادلب - حيش
كاسر محمد العدل - ادلب - الفطيرة
زهير الصافي - ادلب - أريحا: نحلة
ابنة زهير الصافي - ادلب - أريحا: نحلة
محمد عامر زهير الصافي - ادلب - أريحا: نحلة
محمد رفعت عقيل الديري - درعا - الشيخ مسكين
فواز خليف الحمصي - درعا - الشيخ مسكين
ابن محمد عامر زهير الصافي - ادلب - أريحا: نحلة
صالح البكور - ادلب - خان شيخون
حمدو - ادلب - سان
أحمد عرعش - ريف دمشق - الضمير
محمد البغدادي - ريف دمشق - المعضمية
عبدو أبوهشام - ريف دمشق - المعضمية
بيان السعدي - دمشق - مخيم اليرموك
طاهر الغوش - ريف دمشق - بيت سحم
جمال القاضي - ريف دمشق - كفربطنا
محمد صوان - ريف دمشق - الغزلانية
أحمد الغندور - ريف دمشق - حزة
محمد الشبلي - ريف دمشق - سيدي مقداد
حسين ضرغام - غير ذلك - لبنان
نضال السيد - حلب - سيف الدولة
طفل من آل القطان - حلب - سيف الدولة
كمال حسين قوجة - حلب - بستان القصر
براءة صالحة - حلب - الأنصاري
محمد أديب العثمان - حلب - مساكن هنانو
عبد الرحمن أحمد جنباز - حلب - حي الشيخ سعيد
عبد الرحمن يوسف النجوم - حلب -
أحمد محمود نعسان - حلب - ريف حلب: مارع
أنس محمود حج جنيد - حلب - ريف حلب: السفيرة
حسين علي المطير - حلب - ريف حلب: السفيرة
طفل - حلب - ريف حلب: تل رفعت:كشتعار
منى بركات قطيفان - درعا - درعا: درعا البلد
محمد ريحاني - ريف دمشق - سقبا
عبدو أبو هشام - ريف دمشق - المعضمية
المصادر:
1- الجزيرة نت.
2- العربية نت.
3- الشرق الأوسط.
4- بي بي سي.
5- سي إن إن.
6- وكالة رويترز.
7- الحياة.
8- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.