هل تفرض روسيا ممثلي دمشق في مؤتمر جنيف 2 أم تقتصر على تثبيت أصل المشاركة من قبل الطرف الأسدي، إزاء معارضة 6 دول عربية تأييدا للمعارضة السورية في موقفها من نأي الأسد أو من يمثله عن الحضور، ويتمسك كيري بتحذيراته للنظام من مغبة تغيبه عن المؤتمر.
أعداد متزايدة من القتلى:
كانت حصيلة القتلى لهذا اليوم 70 شهيدا معظمهم في ريف دمشق وحماة ، و4 شهداء من تدمر بريف حمص ارتقوا تحت التعذيب في فرع الأمن العسكري بدمشق و8 شهداء في القصف العنيف على أريحا بريف إدلب و3 شهداء ارتقوا خلال الاشتباكات في داريا بريف دمشق وشهيدان في حي القابون بدمشق وشهيدان آخرين في حلفايا ارتقوا خلال الاشتباكات ومثلهم في خطاب ارتقوا بالقصف من قبل قوات النظام ، وبين الشهداء 6 شهداء تحت التعذيب وناشط إعلامي 5 نساء و3 أطفال.
توزيع عدد القتلى:
وكان عدد القتلى قد توزع في دمشق وريفها: 20 بينهم امرأتان، و6 شهداء تحت التعذيب، وفي حماة: 12 بينهم امرأة وطفلان، وفي إدلب: 10 بينهم 5 أطفال وامرأتان، وفي حلب: 9 بينهم امرأتان وطفلة، وفي حمص : 7 بينهم 4 شهداء تحت التعذيب، وفي دير الزور: 4 بينهم امرأتان، وفي درعا : 2، وفي اللاذقية : 2، وفي الرقة : 2، وفي السويداء : 1، وشخص من جنسية أخرى. (1)
وتحدثت شبكة شام عن حملة اعتقالات واسعة طالت العديد من الطلاب في الحرم الجامعي بمدينة حمص. (2)
قصف عنيف:
قصفت أحياء سكنية في بلدة أريحا في ريف إدلب بالمدفعية الثقيلة والدبابات، مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص بينهم أطفال وجرح العشرات.
كما شهد ريف دمشق قصفا من الطيران الحربي على بلدة المليحة مع قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات النشابية وداريا والزبداني ومعضمية الشام وعربين وحرستا ودوما والسبينة وبيت سحم وخان الشيح وجسرين، وعدة مناطق بالغوطة الشرقية. (2)
حشود تجاه القصير:
وأرسل جيش النظام السوري حشودا عسكرية ضخمة باتجاه مدينة القصير في ريف حمص، وسط تحذيرات أطلقها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة من جريمة جديدة قد يرتكبها نظام الرئيس بشار الأسد بحق الأهالي في المنطقة، وأوضح الائتلاف في بيان أن حشود النظام تتضمن أكثر من ثلاثين دبابة وأعدادا كبيرة من الجنود يتجمعون قرب قرية العبودية بريف المدينة ومحيطها، حيث تدور منذ أسابيع معارك عنيفة بين القوات النظامية، مدعومة من حزب الله اللبناني، والمجموعات المقاتلة المعارضة. (2)
اشتباكات متواصلة:
استمرت الاشتباكات بين الثوار وقوات النظام في حي الإذاعة وفي محيط فرع المخابرات الجوية من جهة حي الليرمون، وشهد ريف حلب قصفا براجمات الصواريخ على بلدة بيانون مع اشتباكات عنيفة داخل مطار منغ العسكري بين الجيش الحر وقوات النظام، بحسب الناشطين. (2)
اقتحام سجن حلب:
اقتحم الثوار السجن المركزي في حلب، بعد أن اندلعت اشتباكات عنيفة، ومن ثم نفذ الجيش النظامي قصفا جويا عقب اقتحام الجيش الحر لسجن حلب. (2)
تأهب لاسترداد خربة غزالة:
قال الجيش الحر إن مقاتليه في محافظة درعا يتأهبون لاسترداد قرية "خربة غزالة"، بعد اقتحام الجيش النظامي لها قبل يومين، وتعد "خربة غزالة" مفتاح منطقة إستراتيجية تتيح لمن يسيطر عليها التحكم بالطريق الدولي الممتد من معبر نصيب على الحدود السورية الأردنية ودمشق.(2)
سيطرة وانتصارات:
وفي حماة، قالت مصادر في المعارضة إن الجيش الحر سيطر على قرية الحردانة بعد اشتباكات عنيفة.
أما في دمشق فشهدت منطقة المتحلق الجنوبي اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام تخلله قصف براجمات الصواريخ.
وذكرت "سانا الثورة" أن الجيش الحر استعاد السيطرة على بلدة البحارية في الغوطة الشرقية ضمن معركة الفرقان. (4)
تقطيع جثة عسكري، وإدانة للوحشية:
أقر مقاتل سوري معارض بقيامه بتقطيع جثة عسكري نظامي وانتزاع أعضاء من جسده والإيحاء بأنه على وشك التهامها، قائلا إنه أقدم على ذلك ردا على ارتكابات قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب ما قال لمجلة أميركية. (3)
وأضاف الحمد، "لدي فيديو آخر سأرسله إلى جنود بشار الأسد، وسترون كيف أقوم بتقطيع أحد عناصر الميليشيات المسلحة الموالية للنظام 'الشبيحة' لقطع صغيرة وكبيرة باستخدام السيف."
وأشار إلى أن جنود النظام يستخدمون أيضا مقاطع الفيديو في محاولة لترهيب الثوار، إلا "أنني آمل الآن وبعد أن رأوا هذا المقطع أن لا يقتربوا من المكان الذي يتواجد فيه أبو صقار،" قاصدا كنيته ومبينا اسم المنطقة التي يتواجد فيها. (5)
في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مقاتلين إسلاميين قتلوا من قالوا إنهم ثلاثة ضباط من القوات النظامية في مدينة الرقة في شمال البلاد.
وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ندد بـ«العمل الوحشي» الذي أقدم عليه المقاتل، بينما طالبت منظمة «هيومان رايتس ووتش» المعارضة بمنع عناصرها من ارتكاب أفعال كهذه. وبرر خالد الحمد، وهو أحد قادة كتيبة «عمر الفاروق» ويقاتل في منطقة القصير بمحافظة حمص، كما قدم نفسه لمجلة «تايم» الأميركية التي حاورته عبر «سكايب»، ما أقدم عليه بالقول: «أنتم لا ترون ماذا يفعلون بنا (في إشارة إلى القوات النظامية) ولا تعيشون ما نعيشه. أين إخوتي، أصدقائي، بنات جيراني اللاتي اغتصبن؟». وأوضح الحمد الذي قالت المجلة إنه سني، أنه أقدم على هذا العمل «بعدما عثرنا في هاتف الجندي الجوال على شريط مصور لامرأة وابنتيها عاريات ويتعرضن للإذلال». (3)
دعوة إلى حماية المدنيين وضبط حدود لبنان:
ودعا الائتلاف منظمات المجتمع الدولي المعنية بحقوق الإنسان وحماية المدنيين إلى التوجه لمنطقة القصير الحدودية مع لبنان على وجه السرعة، لإنقاذ نحو ثلاثين ألفاً من المدنيين قال إن كلهم في خطر محدق.
كما جدد الائتلاف دعوته المجتمع الدولي للتحرك بسرعة من خلال مجلس الأمن، لإصدار قرار يلزم لبنان بضبط حدوده، بما يضمن انسحاب عناصر حزب الله اللبناني من الأراضي السورية. (2)
الأسد له دور محوري:
قالت دمشق، على لسان وزير الإعلام عمران الزعبي، إن «سوريا لن تكون طرفا في أي جهد سياسي يمس سيادتها الوطنية، في تأكيد على أن الأسد سيلعب دورا محوريا في المرحلة الانتقالية». (3)
وأوضح الزعبي لمحطة "المنار" اللبنانية أن الحكومة لم تقرر بعد ما إذا كانت ستكون جزءا من هذه المحادثات وأنها لا تزال في انتظار التفاصيل. وأضاف "لكن قرار الحكومة السياسي واضح ويتمثل في دعم التوصل إلى حل سياسي والجهود الإيجابية الدولية في هذا الصدد، بالإضافة إلى محاربة الإرهاب".(2)
وكان الزعبي قد قال إن سوريا تريد تفاصيل عن مؤتمر السلام الذي اقترحته الولايات المتحدة وروسيا لإنهاء الحرب قبل أن تتخذ قرارها بخصوص المشاركة فيه. (4)
غازات سامة:
قال أحد المصابين: إن المنزل الذي يحتضن أطفاله وزوجته ووالديه أصيب بقذيفة، فيما تظهر فيه علامات الإعياء واضحة بعد أن تناثرت فيه الشظايا، أما التحاليل المخبرية فأظهرت إصابته بغازات سامة.
وكان المتحدث قابعا في أحد المستشفيات شمال لبنان، فيما يعج الطابق المخصص للجرحى السوريين في المشفى بحالات مماثلة، وقالت دكتورة هي المشرفة المتخصصة على المختبر في المشفى: إن بعض المصابين يعاني ضعفاً شديداً بعد أن خسر عشرين كيلوغراماً من وزنه نتيجة نقص المواد الغذائية".
وكشف أبو يامن، عضو تجمع الجرحى السوريين في لبنان عن تكاليف الدواء قائلا: "يكلفنا الدواء أحياناً ألف دولار يومياً للمريض الواحد، وإذا لم نحصل على مساعدات سننتهي".
ويأمل القيِّمون أن تصل مساعدات إضافية مع اشتداد حدة معارك الداخل السوري.
هذا وإصابات الكبد والرئة تصل يومياً من سوريا لينضمَّ أصحابها إلى العديد من الجرحى والمرضى السوريين الذين يشتكون دائماً من صعوبة توافر العلاج اللازم. (4)
تحذير من ضياع جيل كامل من الأطفال:
نبهت المفوضة الأوروبية المكلفة بشؤون إدارة الأزمات والمساعدات الإنسانية إلى ضرورة العمل وبشكل سريع لإنقاذ جيل كامل من الأطفال السوريين من الضياع، جراء الحرب المشتعلة في بلادهم منذ أكثر من عامين، فيما أعلنت الأمم المتحدة أن أعداد المدارس المدمرة في سوريا في ارتفاع مستمر.
ولم يذهب غالبية الأطفال في المناطق السورية المشتعلة إلى مدارسهم منذ أشهر بسبب تهدم بعضها وتحول البعض الآخر إلى ملاجئ للنازحين.
ومن جانبها، أعلنت منظمة "اليونيسيف"، التابعة للأمم المتحدة، أن عدد المدارس المتضررة والمدمرة في سوريا بلغ 2960 مدرسة، في وقت بلغ فيه عدد موظفي قطاع التعليم الذين قتلوا في الصراع أكثر من 200 موظف. (4)
الأردن يستضيف مؤتمر أصدقاء سوريا:
أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أن اجتماعا لمجموعة "أصدقاء سوريا" على مستوى وزراء الخارجية سيعقد في الأردن منتصف الأسبوع المقبل.
وقال المتحدث باسم الوزارة صباح الرافعي إن المجموعة الأساسية ضمن أصدقاء سوريا -والتي تضم الأردن ووزراء خارجية السعودية، والإمارات، وقطر، ومصر، والولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وفرنسا، وتركيا، وألمانيا، وإيطاليا- ستعقد اجتماعا في الأردن منتصف الأسبوع المقبل. (2)
خطط عقد مؤتمر السلام:
بحث وزير الخارجية الأميركية جون كيري في وقت متأخر من النهار مع نظيره الروسي الوضع في سوريا وخطط عقد مؤتمر سلام دولي حول سوريا كانا قد أعلنا عنه خلال لقاء بينهما بموسكو في السابع من الشهر الجاري.
ووفق ما صرح مسؤول رفيع بالخارجية الأميركية، فقد أحاط كيري لافروف علما بنتائج محادثاته مع المعارضة السورية ومسؤولين من بلدان معنية بالمحادثات وخططه للمشاركة في اجتماع يعقد بالأردن الأسبوع المقبل قبل المؤتمر الدولي. (2)
5 ممثلون، وتحذير من تغيب دمشق عن جنيف2:
واندلع جدل حول ممثلي دمشق في المؤتمر. وحذر كيري دمشق من التغيب. وأضاف أنه «لو قرر نظام الأسد عدم الحضور إلى مائدة المفاوضات سيكون ذلك سوء تقدير للحسابات مرة أخرى من جانبه، كما أخطأ في حساب مستقبل بلده العام الماضي»، وأضاف كيري: أن عدم حضور نظام دمشق للمفاوضات من أجل المرحلة الانتقالية «سيثبت للعالم أن حديثه فارغ وسيدرك الجميع نياته». فيما كانت موسكو قد اقترحت خمسة أسماء لتمثيل نظام الأسد في مؤتمر «جنيف 2». غير أن من بين هذه اللائحة ثمة أسماء «لا يمكن قبولها». وأضافت المصادر أن البلدان الغربية لم تقم من جانبها باقتراح أسماء لتمثيل المعارضة السورية باعتبار أنه «يعود للمعارضة». (3)
في المقابل نفى مصدر روسي أن تكون موسكو قد تسلمت من دمشق لائحة بأسماء وفدها المشارك في مؤتمر جنيف2، وأكد المصدر أن موسكو بدورها لم تسلم وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أي لائحة بأسماء الوفد السوري المشارك .
وقال المصدر إن موسكو اقترحت على دمشق أن يرأس وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، وفد دمشق إلى جنيف، إلا أن الأسد لم يرد على المقترح الروسي. (4)
تباين المواقف:
أيّد عدد من وزراء الخارجية العرب، إضافة إلى تركيا، المعارضة في موقفها الرافض لأي حل سياسي لا ينص على تنحي الأسد، فيما قالت دمشق، على لسان وزير الإعلام عمران الزعبي إن سوريا «لن تكون طرفا في أي جهد سياسي يمس سيادتها الوطنية». (3)
وكانت كل من السعودية، والأردن، وقطر، وتركيا، والإمارات، ومصر قد أكدت في اجتماعها على مستوى وزراء الخارجية بأنه لا مكان للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا.
وحسب وكالة الأنباء الإماراتية فإن وزراء خارجية هذه الدول بحثوا خلال اجتماعهم في أبو ظبي فكرة المؤتمر الدولي (جنيف-2)، الذي اقترحت الولايات المتحدة وروسيا عقده حول سوريا، بهدف استئناف عملية جنيف، أي الاتفاق الذي تم التوصل إليه بتاريخ 30 يونيو/حزيران الماضي في سويسرا بين القوى الكبرى، للوصول لانتقال سياسي في سوريا. (2)
واعتبر وزراء خارجية الدول الست أن اتفاق جنيف يشكل أساساً مناسباً للوصول إلى الحل إذا ما تمت تلبية التطلعات الشرعية للشعب السوري.
وشدّد الوزراء الستة المجتمعون في أبو ظبي على مسؤولية النظام السوري في استمرار العنف، مجددين دعمهم للمجلس العسكري السوري وللائتلاف المعارض ودورهِما في إحداث تغييرات إيجابية على الأرض. (4)
وفي هذا الشأن، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا يجمع ممثلي المعارضة والنظام "صعب جدا"، مؤكدا في الوقت ذاته أن بلاده تؤيد فكرة عقد هذا المؤتمر. (2)
تحذير من أي تدخل أجنبي:
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن «من المهم عدم القيام بأي تحرك قد يؤدي إلى زيادة الصراع في سوريا سوءا»، في تحذير مبطن من أي تدخل عسكري أجنبي أو تسليح لقوات المعارضة السورية. وأضاف بوتين، بعد محادثات أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتجع سوشي على البحر الأسود، إن من المهم في هذه المرحلة الحاسمة تفادي أي إجراءات قد تؤدي إلى تفاقم الصراع. وفي ختام اللقاء الخاطف، الذي استمر 3 ساعات متواصلة، عرض رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أفيف كوخافي، «وثائق تبين أن نظام الرئيس بشار الأسد استخدم السلاح الكيماوي في حربه ضد المعارضة». (3)
رفض تركي للاشتراك في التحقيق:
على صعيد آخر: رفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بشدة، الاقتراح السوري بإجراء تحقيق مشترك في تفجير السيارتين المفخختين في بلدة الريحانية الحدودية، والذي أدى الى مقتل 51 شخصاً. (4)
خوف اللاجئين بعد تفجيرات الريحانية:
وفي تركيا اشتعل فتيل غضب الأتراك على اللاجئين السوريين بعد التفجيرين الذين شهدتهما المدينة، فالسوريون يصطفون في طوابير على الحدود التركية بانتظار مناداة أسمائهم لكي يعودوا إلى بلادهم التي يلفها الحزن. (5)
رفسنجاني ينهي دعم إيران:
قال صادق زيبا كلام، أحد أهم مستشاري هاشمي رفسنجاني وأبرز المنظرين القربين منه، إنه في حال انتخاب رفسنجاني رئيساً للجمهورية بإيران قد تتغير سياسة طهران تجاه سوريا ويتوقف الدعم اللامحدود الذي يتلقاه نظام بشار الأسد. (4)
كتب إياد أبو شقرا تحت عنوان: خذلان السوريين.. بعد الفلسطينيين، ما يلي:
بديهي أن أولويات ثوار سوريا تختلف عن أولويات رئيس الولايات المتحدة ورئيس وزراء بريطانيا.
الهم السوري هو الهم الأساسي لشعب فقد أكثر من 100 ألف قتيل، وعانى من تهجير ما لا يقل عن سبعة ملايين مواطن، داخل سوريا وخارجها. لكن، إذا ما تجاوزنا سذاجة التصديق أن حقوق الإنسان، ولا شيء غير حقوق الإنسان، هي العامل الذي يسيّر السياسات الدولية الكبرى.. لا تعود الحصيلة التي خرجت بها القمة الأميركية - البريطانية بالأمس مفاجئة.
ما عاد الأمر بحاجة إلى عبقري للاستنتاج أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سلّم بالتفسير الروسي لـ«اتفاق جنيف» حول سوريا، بل غدا حقيقة واقعة قبول واشنطن ببقاء بشار الأسد على رأس السلطة في سوريا حتى نهاية ولايته الرئاسية في العام المقبل.. تماما كما ترى موسكو وطهران.
أكثر من هذا، أحسب أن أحدا لن يصدق بعد اليوم تعهدات أوباما، ومعه حليفه البريطاني الذي خُدع كثيرون بوهم تصعيده اللفظي خلال الأشهر القليلة الفائتة، عن «سوريا من دون الأسد» من دون تحديد مهلة زمنية، ومن دون اعتبار خروج الأسد من الصورة مقدمة ضرورية لأي تسوية سياسية. كل هذا الكلام الجميل محاولة لستر عورة في سياسة خارجية خرقاء وقاصرة عن الفهم، أو متآمرة كليا على مصير منطقة حيوية من العالم لا ترى واشنطن ضيرا في تجاهل مصالح شعوبها والمتاجرة بمصائرهم إلى ما لا نهاية.
المسألة، باعتقادي، تجاوزت الحذر من هيمنة الأصوليين الجهاديين والتكفيريين على سوريا. وأساسا كان إدخال الجهاديين والتكفيريين إلى سوريا جزءا من الاحتياطي المستتر للنظام. فالنظام بعدما ضمن «الفيتو» الروسي - الصيني المزدوج والدعم الإيراني الاستراتيجي المباشر حظي بالهامش الزمني الكافي للصمود في وجه الثورة. ولقد كان محسوبا تماما دخول هذه الجماعات إلى الأراضي السورية، بالنظر إلى سوابق نظام دمشق مع كل من لبنان والعراق، ذلك إن تسلل هذه الجماعات كان كثيرا ما يحدث بمباركة النظام ومساعدته بهدف خلق «الفزاعة» المطلوبة لتبييض صفحته.. وتخويف المجتمع الدولي من عواقب الاستغناء عن خدماته.
ولكن لندع ظروف الأزمة السورية نفسها، ونتابع ما يحدث خارج حدود سوريا..
قبل نحو سنة ونصف السنة كان الكلام الصادر عن كبار القادة الأتراك تهديديا وحازما من نوعية «لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء مجازر النظام في سوريا». أما الآن، بعدما تجاوز نظام الأسد عددا من «الخطوط الحمراء» الوهمية.. من قصف آقجه قلعة، إلى استهداف مخيمات اللاجئين السوريين عبر الحدود، ومن إسقاط طائرة حربية تركية فوق المياه الدولية إلى تفجيري الريحانية، فقد تغيّر خطاب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، كليا، مشددا بنزعة دفاعية مرتبكة على أن تركيا «لن تنزلق إلى مستنقع الاستدراج السوري المتعمد»!
قبل بضعة أشهر في لبنان، كان حزب الله يتكتم على دوره القتالي إلى جانب النظام ضد الشعب السوري، وكان حريصا على الإبقاء على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مجرد غلالة رقيقة تستر ذلك الدور. ولكن، فجأة، قرر الحزب - أو قررت له مرجعيته عبر الحدود - أنه لا حاجة له بعد اليوم لغلالة. وخلال هذه الساعات يشتد التصعيد داخل لبنان مع فتح الحزب، بواسطة أدواته وأتباعه في البرلمان والشارع، معركة «إلغاء» سياسية ضارية. فيهدد صراحة رئيس الحكومة المكلف تمام سلام بالويل والثبور إن هو تجرأ وشكل حكومة من غير السياسيين، معتبرا أن في ذلك تهميشا لمعسكره. وفي الوقت ذاته يعمل على ضرب تحفظات القيادات السنية (بما فيها نجيب ميقاتي) والدرزية عرض الحائط بالنسبة لمناقشة «قانون الانتخاب الأرثوذكسي» حصرا. ثم على مستوى أدنى بكثير يدفع الحزب أدواته وأبواقه الإعلامية للتحريض على خصومه وخصوم النظام السوري والشماتة فيهم.
ولا يختلف الوضع كثيرا في الأردن، الذي كان قبل بضع سنوات أول المحذرين علنا من مشروع «الهلال الشيعي» برعاية إيران، والذي يحاول الآن احتواء تداعيات أزمة معيشية وسياسية وأمنية حاول نظام الأسد مرارا تصديرها إلى الأردن على مختلف المستويات.
هذه الصورة القاتمة التي ترسمها الحالات التركية واللبنانية والأردنية، تضاف إليها تعقيدات الجانب العراقي، يفترض بها أنها تصل إلى واشنطن عبر تقارير سفرائها على الأقل، وهو ما يدعو إلى استبعاد جانب نقص المعلومات. وأيضا يوجد في واشنطن خبراء ومعاهد أبحاث، ناهيك عن تقارير المنظمات الدولية على مختلف أنواعها، وهناك الحلفاء المعنيون بأوضاع الشرق الأوسط والمتأثرون بها، وإن لم يكونوا على تماس حدودي مع سوريا.
وزير الخارجية الإيراني الدكتور علي أكبر صالحي قال بالأمس إن بلاده ضد «تقسيم سوريا»، وهذا جانب تناوله أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. غير أن الحقيقة التي يرفضها القائدان الغربيان، ومعهما قادة طهران، هي أن «التقسيم» كان دائما ملاذ الأقليات عندما تخسر.. مقابل توقها إلى «الهيمنة» عندما تكون كفتها راجحة، في حين أنه لا مصلحة للأكثرية في أي مكان في «التقسيم».
وبناء عليه، تبدو المسألة الآن مسألة قرار سياسي متخذ يقضي بإشاحة النظر عن معاناة السوريين، وترك النظام يرتب أوراقه التفاوضية ميدانيا «على راحته»، وتفويض موسكو وطهران بأمور المنطقة، من دون أن تكون تل أبيب بعيدة عن المشهد. وهنا لا بد أن يؤخذ على محل الجد تحرك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أولا في بكين، وثانيا في موسكو.. ولو بذريعة عرقلة تسليم صواريخ «إس 300».
إن تبني الإدارة الأميركية تفسير موسكو «تفاهم جنيف»، بالكامل، يشكل بعد كل الذي حدث خلال السنتين خذلانا مريرا للشعب السوري يوازي، في كثير من النواحي، خذلان الرئيس أوباما الشعب الفلسطيني بعد وعوده المعسولة خلال زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط. (3)
وكتب يوسف الديني عن: فزاعة «عرقنة» سوريا.. صورة مكبرة!، بالعنوان ذاته، وقال:
لا يزال إهمال المجتمع الدولي وفي مقدمته «الرأس المدبر» الولايات المتحدة للملف السوري يلقي بظلاله على تطورات الأحداث في المنطقة. المؤسف ليس تخبط الإدارة الأوبامية في آليات التدخل وحدوده، لكن ما يمكن تسميته «الحملة» السياسية الأميركية لفزاعة تكرار الوضع العراقي في المنطقة والتي تجاوزت التصريحات الخجولة لأقطاب الخارجية الأميركية، لتشمل مقالات كثيرة في الصحافة الأميركية في الأسابيع الماضية تتحدث عن الخوف من مستنقع عراقي في سوريا، في حين أننا شهدنا في فترات ماضية نمذجة مثالية لعراق ما بعد صدام، خيبها الأداء المتحيز لحكومة المالكي التي أسهمت في إعادة كرة اللهب الطائفية لتصبح واحدا من إمدادات الأتون الطائفي الذي يشتعل الآن، وربما كانت أحداث كركوك الماضية، التي خلفت أكثر من خمسين قتيلا إثر احتجاجات للسنة لم تتوقف منذ عشر سنوات، مثالا واضحا.
وبعيدا عن فزاعة «عرقنة» الملف السوري، فإن هذا ليس بمستبعد، ليس بسبب «القاعدة» لأنها نتيجة وليست سببا، وإنما للتأخر كل هذا الوقت في الإبقاء على النظام الأسدي الذي استطاع تحويل مجريات الثورة إلى فرازة طائفية ومناطقية عبر أدوات القمع والتنكيل التي أسهمت في تحويل مسار الثورة السورية، وهنا بيت القصيد الذي لا يقرأه الساسة الأميركان، حيث «القاعدة» والطائفية إفراز لسياسة النظام القمعية وليستا مرتكزا أساسيا في الثورة السورية بدليل سلميتها طيلة الأشهر الأولى، إضافة إلى أنه حتى الآن لا يمكن الحديث عن تكتل منفصل لـ«القاعدة» يمكن أن ينازع الجيش الحر التحكم في إيقاع التحرك المسلح على الأرض. والتشبيه بأفغانستان جديدة على كونه مبالغة لا يخلو من مفارقة أن «قاعدة أفغانستان» كانت ذات يد طويلة بفضل الدعم الأميركي والإقليمي ومستقلة من حيث الموارد والمقاتلين وليست مجموعات «نصرة» من دول مجاورة كلبنان والأردن وفئات من المقاتلين من أوروبا وبعض الدول العربية، وكل هذه المجموعات لا تشكل أرقاما كبيرة يمكن أن تعيد الواقع الأفغاني، ولكن الأكيد أن عودتها إلى ديارها الأصلية قد تخلق موجات ارتدادية في حال بقاء الملف السوري على حاله.
عودا للملف العراقي، فإن سير الأحداث منذ تفاقم الأداء الطائفي المخيب لحكومة المالكي يبدو أن نتائجه الآن خارجة عن السيطرة، حيث تتعاظم كرة الثلج للغبن الذي يعاني منه السنة على مستوى التمثيل السياسي، كما أن أعينهم تحدق في حالة الحصار الذي يمارسه النظام وطهران وحزب الله على الشعب السوري، مما يحول هذه المظلومية السياسية التي كان من السهل حلها بإيجاد صيغة توافقية تمثل كل أطياف الشعب العراقي إلى اصطفاف إقليمي لن يكون في مصلحة العراق، لا سيما أن منسوب الطائفية الآن في أعلى درجاته.
والسؤال: لماذا يتم دائما تسليط الضوء على «القاعدة» وأخواتها في سياق الأزمة السورية مع أن حضورها هو نتيجة لتفاقم الأوضاع وليس سببا فيه؟.. ولماذا يتم تجاهل تنظيمات مسلحة مؤيدة للنظام الأسدي لا يتم الحديث عنها في التقارير الصحافية ولا حتى في الحديث عن التدخل الإيراني المباشر وعبر ذراعه الإقليمية حزب الله؟.. فمما لا يخفى على المتابع للملف السوري أن هناك عددا كبيرا من التنظيمات المسلحة المؤيدة لنظام الأسد مثل «فيلق القدس» الإيراني، وهو واحد من أهم التنظيمات المسلحة التي تعمل على الأرض، هذا عدا المجموعات المتكاثرة لعناصر ومقاتلي حزب الله في منطقة القصير والقرى المحيطة بريف حمص.
الأكيد أن المستفيد من هذه «العسكرة» للحالة السورية هو النظام نفسه الذي بات يستخدمها كفزاعة لتثبيت حكمه وإفراغ الثورة من وقودها السلمي وتعبئتها بفوضى التسليح، مما أسهم في سهولة حشد رأي مضاد عالمي روسي صيني وحتى لبعض دول أميركا اللاتينية التي ترى في ما يحدث اقتتالا مسلحا أقرب إلى الافتئات على النظام المدني العلماني، وهي أكذوبة على سذاجتها تم تمريرها بسهولة على دول كان لديها تحفظ على التدخل في المنطقة تحت شعار «الديمقراطية» وهي الخطيئة الأميركية التي أصابتها بالفوبيا وعقدة الذنب.
عسكرة الواقع السوري كانت هدف النظام الأسدي، لكن هدفه الأساسي لتدمير الداخل هو اللعب على الوتر الطائفي الذي كان في البداية أقرب للمزحة، إذا ما أخذنا في الاعتبار رد الفعل العنيف من قبل أطياف الثورة السورية على الخطاب الطائفي الذي صدر من بعض الدعاة السوريين في الخارج، لكن هذه اللعبة الآن هي وقود تأجيج الصراع في الداخل السوري، لأنها تضمن تدفق مقاتلين للنصرة، كما تؤدي إلى سهولة تمرير فصائل إيرانية مسلحة وأفراد لحزب الله على قاعدة إنقاذ الأقليتين العلوية والمسيحية، وبالطبع هذه النغمة المحببة للدوائر الغربية تم نقلها بامتياز عبر حلفاء النظام السوري هناك من إعلاميين وسياسيين، والذين لا يتوانون عن التذكير بتجربة الحرب الأهلية اللبنانية.
ما يحدث الآن هو اختيار أسوأ ما في المنطقة، «الطائفية» و«القاعدة» و«التمدد الإيراني» و«التلويح بشبح الحرب الأهلية»، ويعاد تدويره من قبل النظام لخلق فزاعة ملائمة تطيل من مدة بقائه وربما تسهم في إضعاف انتهاء هذا الملف قبل أن يتحول إلى صراع إقليمي بدأنا نشهد بوادره في الحدود التركية السورية والعراقية السورية، والقادم أسوأ. (3)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(6)
محمد عبد العزيز المجبر - حماه - حلفايا
محسن عويد - حماه - الحويجة
شمسة دهينة - حماه - الحويجة
محمد مأمون سويدان - درعا - الكرك الشرقي
يحيى طيباتي - ادلب - جسر الشغور: مشمشان
نزار حسين القيسي - حمص - القصير: الضبعة
محمد أيمن جادو - دمشق - القابون
عمرالهبول - دمشق - القابون
وليد المروح - حمص - تدمر
عبد الحكيم أحمد المروح - حمص - تدمر
أنور المحيميد - حمص - تدمر
والد أنور المحيميد - حمص - تدمر
علاء أرناؤوط - حمص -
ربيع زيد عذاب الربع - حمص - تدمر
جمعة عبد الحميد قاسم - حلب - تقاد
أحمد بشير حوى - ريف دمشق - دوما
مهيار محمد العكل - دير الزور - حي الجورة
نجاة إبراهيم الحيدر - دير الزور - حي الجورة
منى عبد العزيز - دير الزور - حي الجورة
نضال جهاد سعدية - دمشق - مخيم اليرموك
يامن جهاد سعدية - دمشق - مخيم اليرموك
مصطفى حسين مظلوم - ريف دمشق - الزبداني: الروضة
محمد العتر - ريف دمشق - داريا
محمد أبو تيسير - ريف دمشق - داريا
علي أبو سليم - ريف دمشق - داريا
محمد أحمد زين الدين - ريف دمشق - التل: عين منين
خليل الرنكوسي - ريف دمشق - سقبا
صائب محمد علي الشيخ - ريف دمشق - زملكا
أحمد حمادة - دير الزور -
فلك إبراهيم حايك - حلب - حي البياضة
سلمان الحبشي - ريف دمشق - التل
سالم حسن الدوس - درعا - المسيفرة
سامر السلطة - ريف دمشق - دوما
فيصل دلوان - ريف دمشق - دوما
شادي أبو أحمد - ريف دمشق - المعضمية
وليد الأسعد - ريف دمشق - جيرود
مهند قدحنون - ادلب - أريحا
قصي أحمد العرم - ادلب - أريحا
فاطمة خطاب - ادلب - أريحا
تيم الله خطاب - ادلب - أريحا
آية شرجولي - ادلب - أريحا
طفل من آل خطاب - ادلب - أريحا
خالد سمان - ادلب - أريحا
بلال محمد مسطو - حماه - قسطون
يونس حمزة عكيدي - حلب - زيتان
محمود محمد شريف الحافظ - حلب - مارع
فيصل حمود - حلب - تل رفعت
محمد علي الرحيم - حلب - تل الضمان
أبو يعقوب التونسي - غير ذلك - تونس
خيرية خطاب - ادلب - أريحا
محمد الحمادة - دير الزور -
المصادر:
1- الهيئة العامة للثورة السورية.
2- الجزيرة نت.
3- الشرق الأوسط.
4- العربية نت.
5- سي إن إن.
6- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.