الخميس 19 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 21 نوفمبر 2024 م
التقرير الإعلامي التاسع عشر - 11 يناير/كانون الثاني 2012
الخميس 18 صفر 1433 هـ الموافق 12 يناير 2012 م
عدد الزيارات : 3273
التقرير الإعلامي التاسع عشر - 11 يناير/كانون الثاني 2012
أولاًـ مضمون خطاب "الأسد" الرابع(1)
ثانيًاـ المواقف وردود الفعل
ثالثًاـ قراءة في خطاب "الأسد" الرابع
رابعاً: عناوين صحفية

"الأسد" يلقي خطابه الرابع منذ بدء الاحتجاجات بدون حلول للأزمة.. المضمون والتقييمات

* بينما تتواصل عمليات القتل والتعذيب والاعتقالات العشوائية على أشدها بحق المتظاهرين أو المعارضين في سوريا من جانب النظام، كسر الرئيس "بشار الأسد" من مدرج جامعة دمشق وسط العاصمة دمشقتقليدًا بارزًا في الثورات العربية أثناء لقائه خطابه الرابع يوم 10/1/2012 الذي استغرق قرابة الساعتين ـ والذي انتظره السوريون عدة أشهر على أمل أن يحمل لهم جديدًا بخصوص الأزمة في سوريا التي تزداد سوءًا يوما بعد آخر ـ  دون أن يتضمن أي مفاجآت جديدة أو حلولاً تذكر كما هو متعارف عليه من خطابات حلولية إبان الأزمات الداخلية بين النظام والمعارضة، وإن كان البعض يعتبر أن إضافته لأولوية محاربة الإرهاب، جنبًا إلى جنب مع مواجهة المؤامرة الخارجية، هي "خريطة طريق" جديدة لمزيد من أعمال العنف والقتل في الأسابيع والأشهر المقبلة.

أولاًـ مضمون خطاب "الأسد" الرابع(1)

* ارتكز الرئيس السوري في خطابه على عدة عناصر تخلى فيها عن مسؤوليته ونظامه عن الهجمات وإطلاق النار بشكل عشوائي على المتظاهرين في مختلف المدن راح ضحيتها أكثر من 6 آلاف قتيل ومئات الآلاف من المصابين، معتبرًا أن ما تمر به البلاد سببه أطراف عربية ودولية تتلاعب بالدولة السورية من اجل الإطاحة بالنظام، هذه العناصر هي:

1ـ  اتهامه أطرافًا خارجية "عربية وغربية" بإشعال الأزمة:

ـ "التآمر الخارجي لم يعد خافيًا على أحد، لأن ما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف أمام أعين الناس واضحًا جليًا ولم يعد الخداع ينطلي على أحد إلا على من لا يريد أن يرى ويسمع، فالدموع التي ذرفها على ضحايانا تجار الحرية والديمقراطية لم تعد قادرة على إخفاء الدور الذي لعبوه في سفك دمائها للمتاجرة بها، فقد انقشع الآن الضباب ولم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سورية".

ـ "التدخل الخارجي أصبح مزيجًا من الأجنبي والعربي. وفي كثير من الحالات يكون هذا الجزء العربي أكثر عداءً وسوءًا من الجزء الأجنبي، وأنا لا أريد التعميم. الصورة ليست بهذه السوداوية. الدول العربية ليست واحدة في سياساتها.

ـ "الدور العربي الذي رأيناه الآن في شكل مفاجئ لا نراه عندما تكون هناك أزمة أو ورطة في دولة عربية ما، لكن نراه في أفضل حالاته عندما تكون هناك ورطة لدولة أجنبية، كبرى. وغالبًا ما يكون إنقاذ تلك الدولة من ورطتها على حساب دولة أو دول عربية. وغالبًا ما يكون من خلال تدمير دولة عربية. وهذا ما حصل في العراق وليبيا. وهذا ما نراه الآن في الدور العربي تجاه سوريا، فبعد أن فشلوا في مجلس الأمن لعدم إمكان إقناع العالم بأكاذيبهم كان لا بد من غطاء عربي. وكان لا بد من منصة عربية ينطلقون منها، فهنا أتت هذه المبادرة.

ـ "أنا من طرح المبادرة وموضوع المراقبين في لقائي مع وفد الجامعة العربية في دمشق منذ أشهر عدة لمعرفة الحقيقة، ولكن حينها لم يكن هناك أي اهتمام بهذا الطرح الذي قدمته، وفجأة، وبعد أشهر عدة نرى أن هذا الموضوع أصبح محل اهتمام عالمي، ليس اهتمامًا مفاجئًا بما طرحناه على الإطلاق، وإنما لأن المخطط بدأ من الخارج تحت هذا العنوان".

ـ "نحن اليوم لسنا في صدد الهجوم على الجامعة لأننا جزء منها، وإن كنا في زمن الانحطاط العربي. ولا أتحدث لأن الجامعة أو لأن الدول العربية اتخذت قرارًا بإخراج سوريا أو بتجميد عضويتها، فهذا الموضوع لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد، وإنما أتحدث لأنني لاحظت مدى الإحباط الشعبي الذي يجب أن نضعه في إطاره الطبيعي".

ـ "الخروج من الجامعة العربية أو تعليق العضوية ليس هو القضية. السؤال: من يخسر؟ هل تخسر سوريا أم تخسر الجامعة العربية؟ بالنسبة لنا خاسرون مع الدول العربية طالما أن الوضع العربي سيء. وهذه حالة مزمنة ولا شيء جديد ولا يوجد ربح. ونحن نعمل منذ سنوات لتخفيف الخسائر لأن الأرباح غير ممكنة. لكن خروج سورية من الجامعة العربية يطرح سؤالاً: هل يمكن للجسد أن يعيش من دون قلب؟ ومن قال إن سوريا هي قلب العروبة النابض ليس سوريًا بل الرئيس المصري الراحل "جمال عبد الناصر" هو من قال هذا الكلام، وما زال مستمرًا.

ـ "القضية بالنسبة لنا إذًا ليست شعارًا. وإذا كانت بعض الدول تسعى لتعليق عروبتنا في الجامعة فنحن نقول: إنهم يعلقون عروبة الجامعة ولا يستطيعون تعليق عروبة سوريا. فالجامعة بلا سوريا تصبح عروبتها معلقة. وإذا كان البعض يعتقد أنه يستطيع أن يخرجنا من الجامعة فإنه لا يستطيع إخراجنا من العروبة لأن العروبة ليست قرارًا سياسيًا بل هي تراث وتاريخ".

ـ "أما تلك الدول التي تعرفونها، فهي لم تدخل العروبة ولن تدخلها لأنها لا تملك تراثًا ولا تقرأ التاريخ. وإذا كانوا يعتقدون أنهم بالمال يشترون بعض الجغرافيا ويستأجرون ويستوردون بعض التاريخ من هناك فنقول لهم: إن المال لا يصنع أممًا ولا يخترع حضارات. وبالتالي ووفق ما سمعت من كثير من السوريين، وأنا أوافق حول هذه النقطة، ربما بموقعنا الحالي نكون أكثر حرية في ممارسة عروبتنا الحقيقية والصافية التي كان المواطن السوري أفضل من يعبر عنها عبر تاريخه".

ـ "بهذه المحاولة قد لا يركزون كثيرًا على إخراج سوريا من الجامعة، وإنما يركزون أكثر على تعليق العروبة كي يبقى اسمها فقط جامعة عربية، لكنها لن تكون لا جامعة ولا عربية وإنما ستكون جامعة مستعربة كي تتناسب مع سياساتهم ومع الدور الذي يقومون به على الساحة العربية. وإلا كيف نفسر هذا اللطف غير المعقول وغير المسبوق مع العدو الصهيوني في كل ما يمارس، وهذا الحسم والتشدد مع سوريا؟".

ـ "من منطلق العروبة الصادقة واستعادة الفكرة الأساسية للجامعة العربية والتي تساندنا فيها بعض الدول الشقيقة الحريصة على أن تعود الجامعة العربية جامعة وعربية، لم نغلق الباب على الحلول والاقتراحات ولن نغلق أي باب على أي مسعى عربي طالما أنه يحترم سيادة بلادنا واستقلالية قرارنا ويحرص على وحدة شعبنا".

ـ "قلت في عام 2000: أنا لا أسعى إلى منصب ولا أهرب من مسؤولية، فالمنصب ليس له قيمة، كما انه مجرد أداة ومن يسع إلى منصب لا يحترم".

ـ "أكون في هذا الموقع (أي المنصب) بدعم من الشعب، وعندما أترك هذا الموقع يكون أيضًا برغبة من هذا الشعب، فلن أتركة إلا برغبة الشعب".

2ـ  التأكيد والاهتمام بالإصلاحات الداخلية:

* تناول "بشار" الوضع الداخلي وعملية الإصلاح في سوريا مع ضرورة التعامل مع الوقائع على الأرض، قائلاً:

ـ "نتعامل مع جانبين في الإصلاح الداخلي:

·         الأول: الإصلاح السياسي، ففي العملية الإصلاحية هناك من يعتقد بأن ما نقوم به الآن هو طريق لحل الأزمة أو هو كل الحل للأزمة، وهذا كلام غير صحيح. نحن لا نقوم به لهذا السبب فعلاقة الإصلاح مع الأزمة علاقة محدودة. وفي البداية كان لها دور أكبر عندما قررنا أن نقوم بعملية فرز بين من يدعي الإصلاح لأهداف تخريبية وبين من يريد الإصلاح فعلاً. وهنا يصبح التساؤل ما هي العلاقة بين العملية الإصلاحية والمخطط الخارجي؟ وإذا قمنا اليوم بالإصلاح هل ستتوقف المخططات الخارجية تجاه سوريا؟ نحن نعرف الكثير من الحوارات التي تدور في الخارج وخاصة في الغرب حول الوضع في سوريا. لا أحد من هؤلاء يهتم لا بعدد الضحايا ولا بالإصلاحات ولا ما سيأتي ولا ما تم إنجازه. الكل يتحدث عن سياسة سورية، وهل تغير سلوكها من بداية الأزمة حتى هذا اليوم؟.

·         الثاني:مكافحة الإرهاب، الذي انتشر في شكل كبير مؤخرًا في مناطق مختلفة من سوريا. ويصبح التساؤل أيضًا إذا قمنا بالإصلاح هل سيتوقف الإرهابي؟ وهل هذا الإرهابي الذي يقتل ويخرب يسعى لقانون أحزاب أو لانتخابات أو لإدارة محلية أو ما شابه؟ الإصلاح لا يعني الإرهابي ولا يهمه، والإصلاح لن يمنع الإرهابي من القيام بإرهابه.

ـ الأولوية القصوى الآن والتي لا تدانيها أي أولوية هي استعادة الأمن.. وهذا لا يتحقق إلا بضرب الإرهابيين القتلة بيد من حديد، فلا مهادنة مع الإرهاب، ولا تهاون مع من يستخدم السلاح الآثم لإثارة البلبلة والانقسام، ولا تساهل مع من يروع الآمنين، ولا تسوية مع من يتواطأ مع الأجنبي ضد وطنه وشعبه.

ـ "تطورات الخطوات الإصلاحية التي جرت في البلاد من رفع حالة الطوارئ إلى قوانين الأحزاب والإدارة المحلية والإعلام وقانون مكافحة الفساد، إضافة إلى موضوع دستور جديد في سوريا".

ـ "مشروع الدستور الذي وصل إلى مراحله الأخيرة سيركز على نقطة أساسية جوهرية هي التعددية الحزبية والسياسية. كانوا يتحدثون عن المادة الثامنة فقط، وقلنا انه يجب أن نعدل كل الدستور لأن هناك ترابطًا بين المواد. والدستور سيركز على أن الشعب هو مصدر السلطات وخاصة من خلال الانتخابات وتكريس دور المؤسسات وحريات المواطن وغيرها من الأمور والمبادئ الأساسية".

ـ "بعد انتهاء اللجنة من صوغ مشروع الدستور هناك طروحات عدة: إما أن يقوم الرئيس بإصدارها بمرسوم أو أن تذهب إلى مجلس الشعب (البرلمان) وتصدر بقانون، وسيكون هناك استفتاء شعبي لأن الدستور ليس دستور الدولة بل هو قضية تخص كل مواطن سوري. ولذلك سنذهب إلى الاستفتاء بعد أن تنهي اللجنة أعمالها وتقدم الدستور وسنضعه في الأقلية الدستورية بهدف الوصول إلى الاستفتاء، ومن الممكن أن يكون الاستفتاء على الدستور في بداية مارس المقبل".

ـ "وافقنا نزولاً عند رغبة معظم القوى السياسية على أن تكون الانتخابات مرتبطة بالدستور الجديد كي تعطي الوقت لهذه القوى لتؤسس نفسها وقواعدها وتحضر نفسها للانتخابات بحيث تكون في بداية مايو المقبل أو بداية يونيو المقبل وفق الدستور الجديد".

ـ "بعد الدستور الجديد والانتخابات وظهور قوى سياسية جديدة، يمكن أن يسهم في حكومة جديدة، فالحكومة هي حكومة الوطن وليست حكومة حزب أو دولة. وكلما وسعنا المشاركة كان هذا أفضل من كل النواحي وللشعور الوطني في شكل عام. فتوسيع الحكومة فكرة جيدة. ولا أعرف ما هي التسمية التي نطلقها. فالبعض سماها وفاقًا وطنيًا والبعض توسيع مشاركة، المهم أننا نرحب بمشاركة كل القوى السياسية".

ـ "لا نريد معارضة تجلس في السفارات أو معارضة تأخذ المؤشرات من الخارج حيث يقولون لها: الآن لا تحاوروا الدولة، يعني أن الموضوع منته. الانهيار بقي له بضعة أسابيع، أجّلوا الحوار الآن. نحن لا نريد معارضة تجلس معنا وتبتزنا تحت عنوان الأزمة لتحقق مطالب شخصية، ولا نريد معارضة تحاورنا بالسر كي لا تغضب أحدًا ويقولون لنا نحاوركم لكن بالسر.

ـ "إذا أخذنا المعايير الوطنية والأشخاص أو الشخصيات الوطنية فإنها موجودة ونستطيع أن نبدأ مباشرة الآن بالعمل من أجل هذه الحكومة، وليسموها ما شاءوا: حكومة وحدة وطنية (...) لم يعد هذا الأمر مهماً على الإطلاق".

ـ لا يوجد "أي أمر على أي مستوى" لإطلاق النار على المحتجين إلا في حالات "الدفاع عن النفس ومواجهة المسلحين".

الربط بين الإرهاب والمعارضين:

ـ "الدول تعيد ترتيب أولوياتها في حالة الحرب أو المواجهة، والأولوية القصوى الآن والتي لا تدانيها أي أولوية هي استعادة الأمن الذي نعمنا به لعقود، وكان ميزة لنا ليس في منطقتنا فحسب بل على مستوى العالم، وهذا لا يتحقق إلا بضرب الإرهابيين القتلة بيد من حديد، فلا مهادنة مع الإرهاب ولا تهاون مع من يستخدم السلاح الآثم لإثارة البلبلة والانقسام، ولا تساهل مع من يروع الآمنين، ولا تسوية مع من يتواطأ مع الأجنبي ضد وطنه وشعبه".

ـ "الحزم والحسم ضروريان، لكن الاستمرار بالتسامح والعفو من وقت لآخر ضمن أسس واضحة وبآليات سليمة هو شيء ضروري ويجب أن نستمر به من دون توقف".

ـ ختم بـ"التحية لكم يا أبناء هذا الشعب العظيم بمختلف مواقعكم الفكرية وانتماءاتكم السياسية"، قائلاً: "بك أيها الشعب الأبي نصمد وبك نستمر وبك ننتصر وسوف ننتصر بإذن الله".

ثانيًاـ المواقف وردود الفعل

1ـ على الصعيد السوري(2):

* اعتبرت المعارضة خطاب "الأسد" "خطاب الانهيار"، لكنها اتهمته في الوقت نفسه بجر البلاد إلى حرب أهلية بعد أن توعد معارضيه الذين وصفهم بـ"الإرهابيين" بـ"يد من حديد"، ويعكس ذلك:

ـ اتهام "برهان غليون" رئيس المجلس الوطني السوري المعارض الرئيس "الأسد" بجر البلاد إلى حرب أهلية وطالب الجامعة العربية برفع الملف السوري إلى مجلس الأمن، ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل من أجل حماية المدنيين في سوريا، مضيفًا:

·         الرئيس "الأسد" اعتبر بخطاب خطير الثورة مؤامرة، وبالتالي قطع الطريق على أي مبادرة عربية أو غير عربية لإيجاد مخرج سياسي للأزمة وتجنيب سوريا ما هو أسوأ، كما أكد استمرار استخدام العنف ضد شعبنا.

·         لم يتعلم النظام شيئًا من عشرة أشهر من الأزمة ومن الدماء التي أسالها ولا يزال مستمرًا في التصعيد الإرهابي ليؤكد أنه أكثر تطرفًا اليوم من أي وقت مضى.

·         لقد أخفق رأس النظام في لفظ العبارة الوحيدة التي كان الشعب السوري ينتظرها منه وهي الإعلان عن تنحيه الفوري عن السلطة وتسليم الحكم للشعب ليختار ممثليه بحرية.

·         على المجتمع الدولي والهيئات الإنسانية العمل من أجل تأمين الحماية الدولية للمدنيين السوريين، وعلى الجامعة العربية رفع الملف إلى مجلس الأمن والهيئات الدولية ليتحقق ذلك.

ـ اعتبار العضو في المجلس الوطني السوري "بسمة قضماني" إن الخطاب ينطوي على تحريض على العنف، وتحريض على الحرب الأهلية، ويتضمن كلامًا عن التقسيم الطائفي الذي يؤججه النظام نفسه ويشجع عليه، موضحة: ما يقلقنا أن هذا الخطاب يشير بقدر كاف من الوضوح إلى أن النظام يتجاهل تمامًا المجتمع الدولي، هذا مؤشر إلى أننا نتجه نحو ممارسات أكثر إجرامًا وأكثر تهورًا من قبل النظام في الأيام والأشهر المقبلة.

ـ ما قالته "جماعة الإخوان المسلمين في سوريا" بأن خطابه الذي وصفهم بأنهم إخوان الشياطين "إنشائي فارغ من المضمون" (3).

2ـ على الصعيد الخارجي:

أ ـ الولايات المتحدة(4):

* علقت المتحدثة باسم الخارجية "فيكتوريا نولاند" على خطاب الأسد قائلة يبدو أنه ينكر بقوة أي مسؤولية عن أعمال العنف في سوريا.

ب ـ إسرائيل(5):

* انتقد رئيس الأركان الجنرال "بيني غانتز" الخطاب، مضيفًا إنه يتوجب على إسرائيل الاستعداد لاستقبال لاجئين علويين سوريين في هضبة الجولان في حال سقوط نظام الأسد.

ج ـ لبنان(6):

* رأى رئيس حزب القوات اللبنانية "سمير جعجع"، أن الرئيس السوري أمضى ساعة يتكلم في كل شيء إلا في حقيقة الأزمة، ورسم واقعاً لا علاقة له بالواقع المعاش، وأول ما تبادر إلى ذهني هو اختيار "مفاهيم سفسطائية" في منطق "بيزنطي"، مضيفًا:

ـ "حاولت الاقتناع أو الانسجام مع ما يرسمه الأسد، لكني لم أستطع، لأن الواقع بعيد جدًا عما يقوله".

ـ "المفاهيم التي طرحها "الأسد" غير صحيحة (الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر) قال "إن سوريا قلب العروبة النابض"، لكنه قصد سورية وليس النظام السوري، الأسد يخلط دائماً بين سورية والشعب السوري وبين النظام السوري".

ـ هناك بُعدًا ديماغوجيًا في الخطاب، فإسرائيل شيء، وانقضاض النظام السوري على المتظاهرين ملحِقاً أضراراً أكثر مما ألحقت الحروب الإسرائيلية، شيء آخر.

ـ "لا أستطيع أن أفهم ما هي هذه المؤامرة التي تحرك على الأقل مئات الآلاف من السوريين منذ بدء الثورة؟ وكيف يقتل أكثر من 10 آلاف سوري جراء أنهم عملاء لقوى خارجية؟"، وإذا كانت هذه مؤامرة خارجية يشترك فيها معظم الدول ووسائل الإعلام، كان الأمر ليحسم بالدعوة لاستفتاء بإشراف الأمم المتحدة".

ـ "الأسد يستطيع أن يوفر كل هذا العناء بالذهاب إلى استفتاء، وعندها ينكشف إن كان الأمر مؤامرة خارجية أو واقعاً شعبياً كي يستعيد الشعب كرامته ووجوده وحريته".

ـ "شخصيًا لا أصدق أي شيء يقوله النظام، وأقولها بكل شفافية بعد خبرة 35 عامًا، وذلك تبين مع أفلام وليد المعلم والأفلام التي ركّبوها حين أخذونا إلى الاعتقال".

ثالثًاـ قراءة في خطاب "الأسد" الرابع

1ـ الملامح العامة للخطاب(7):

ـ تحدث "الأسد" بخطاب قارب عدد كلماته 8000 آلاف كلمة، تلاها في مدة زمنية بلغت الساعة وخمسًا وأربعين دقيقة، ما أدى إلى أن جمهور المستمعين في المنازل انصرفوا إلى ممارسة أعمالهم بعد نصف ساعة من بدئه كونه لم يأتي بالمختصر المفيد عما وصلت إليه الأوضاع في البلاد، وعما ينوي نظام "الأسد" فعله لتجنيب البلاد الانزلاق إلى الهاوية.

ـ الخطاب جاء أقرب إلى "شرح فلسفي مطول لقضايا تفصيلية مملة" بحسب غالبية المتابعين السوريين، الذين رأوا أنه كان موجها لمؤيدي النظام وشد عزيمتهم، لاسيما أن دعوات كثيرة روجها الإعلام المحلي عن مطالبتهم "الأسد" بارتداء البزة العسكرية والضرب بيد من حديد.

ـ حاول الرئيس السوري شق صفوف المعارضة بالقول إن منهم من يتحاور سرا مع النظام، مؤكدا على أنه لن يتخلى عن السلطة، قائلا لمن يريد ذلك "خسئتم؛ لست أنا من يتخلى عن مسؤولياته".

ـ لم يتحدث عن الوضع الداخلي إلا بعد أن استهلك من الوقت نحو الساعة كان خلالها يقدم تحليلات فكرية فلسفية لمفاهيم العروبة، والوطنية، وحين وصل إلى الشأن الداخلي، قال: "يجب أن توضع بعض تعاريف قبل الدخول في التفاصيل"، ليدخل في شرح جدلية العلاقة بين الأزمة والإصلاح، متجنبًا الخوض في تفاصيل الحديث عن القتلى الذين يسقطون يوميًا والمعتقلين في السجون والوضع المعيشي المتردي للناس.

ـ لم يوجد أي نوع من التغيير النوعي في محتوى الخطاب السياسي للأسد، بل منطق الأفكار بني على المعطيات التالية(8):

·         هناك مؤامرة كبرى على سوريا العروبة بسبب موقفها الممانع، وكل ما يحدث الآن محليا وإقليميا ودوليا هو مؤامرة تشترك فيها أطراف سورية وعربية ودولية تهدف إلى ضرب التجربة السورية الرائدة.

·         "لا داعي لفكرة حكومة وحدة وطنية"، على حد وصف الرئيس؛ لأن مثل هذه الحكومات تأتي في بلاد فيها انقسامات، أما نحن فلا يوجد لدينا هذا الانقسام.

·         الدولة تتابع إذا ما كانت هناك أخطاء في التعامل مع بعض الأعمال المسلحة من جانبها والتأكيد أنه لم يصدر أي أمر بممارسة أي عنف ضد المتظاهرين، ولا أسف لدماء الشهداء (لاحظ أن عدد الشهداء المعلن تجاوز السبعة آلاف، والجرحى عشرات الآلاف، والمفقودين غير معروف، والنازحين إلى تركيا ولبنان والأردن تجاوز الـ50 ألفا).

·         ما زال خطاب الرئيس السوري قائمًا على الأسلوب البعثي القائم على المحاضرة الطويلة المرهقة المعتمدة على الفلسفة وتعابير تحرير المفاهيم والغوص في صك مصطلحات ومفاهيم خاصة تخدم النظام لا مرجعية لها في العلوم السياسية المعاصرة.

·         أكد الرئيس، في خطابه، أن سوريا تستطيع أن تعيش دون الجامعة العربية، لكن كيف يمكن أن تعيش الجامعة دون سوريا، قلب العروبة النابض، على حد وصفه؟ هذا المنطق الإنكاري الاستعلائي، الذي اتبعه، منذ بدء التاريخ، نيرون وقارون وفرعون وهتلر وموسوليني وبينوشيه وبابادوك وموبوتو وصدام وبن علي والقذافي، أدى بأصحابه إلى التهلكة وأدى بشعوبهم إلى دفع فاتورة شديدة التكلفة.

·         أكد الرئيس السوري، في خطابه، أن البلاد مقبلة على تبديلات لصالح جيل الشباب. ولم يستخدم، بل ولم يجرؤ على استخدام، وصف تغييرات!

·         رفض الرئيس وصف هذه التبديلات على أنها تهدف إلى بناء سوريا الجديدة، لكن ما سماه سوريا المتجددة. لاحظ أنه يخشى كلمتي تغيير أو تجديد؛ لأن ذلك فيه ولو أدنى اعتراف بأن البلاد كانت ذات يوم في عهده تعاني أي مشكلة من أي نوع يحتاج إلى تغيير أو تجديد! هذه العقلية لا بد حتمًا أن تصطدم في حائط التاريخ اصطدامًا مخيفًا ومدويًا سوف يؤدي إلى انشطارات في الداخل وفي المنطقة. قد تطول فترة رحيل هذا النظام، لكن بعد كل ما حدث، فإن حالة النظام السوري ميئوس منها تمامًا، كما وضح بشكل محزن للغاية في خطاب الأمس.

2ـ رسائل وأهداف الخطاب(8):

ـ الرئيس السوري أراد أن يوجه كلامه إلى أنصاره فحسب، ذلك أنه لا يهتم بمواقف الآخرين، كما قال مرارًا في خطابه، فاهتمامه انصب على تصليب الجبهة الداخلية كما يفهمها، أي مجموعة الأنصار والمؤيدين، أي المرتبطين مباشرة بالحكم، من عسكريين وإداريين وشبيحة ومنتفعين. وهو أكد الهدف من الخطاب عندما خاطب هؤلاء بالقول: لا أعتقد أن عاقلاً يستطيع اليوم إنكار تلك المخططات التي نقلت أعمال التخريب والإرهاب إلى مستوى آخر من الإجرام استهدف العقول والكفاءات والمؤسسات بهدف تعميم حالة الذعر وتحطيم المعنويات، أي إن على الأنصار ألا يصابوا بالذعر نتيجة استمرار الحركة الاحتجاجية ومفاعيلها السياسية، وان تبقى معنوياتهم عالية، لأن سياسة الأولوية القصوى للأمن هي التي ستنجح كما بشر الرئيس السوري في خطابه.

ـ الأسد أراد إرسال رسالة واضحة إلى السوريين والعالم بأسره، مفادها أن استتباب الأمن ومحاربة الإرهاب يتقدمان على كل شيء، فلا إصلاح حقيقيًا، ولا مصالحة وطنية، قبل تحقيق هذين الهدفين.

3ـ دلالات وتقييمات الخطاب(9):

ـ الخطاب الرابع جاء مختلفًا عن خطابيه الأول والثاني، اللذين تحدث فيهما عن الإصلاحات، وإلغاء حالة الطوارئ، وإطلاق الحريات الإعلامية والتعددية السياسية، حيث فتح النار بقوة على الجميع دون أي استثناء، فتح النار على الجامعة العربية، وعلى دول الخليج وفضائياتها المضللة، وشكك في عروبة الجميع تقريبًا، بحيث لم يترك شعرة معاوية مع أحد.

ـ لا يمكن وصف خطاب "الأسد"، إلا أنه خطاب استجداء، ودليل انفصال عن الواقع، فقراءة الخطاب، وليس الاستماع إليه أو مشاهدته، تشعرك بأنك أمام رجل يعيش في عالمه الخاص، مثله مثل القذافي، وتحديدًا يوم كان يخاطب أشهر عوائل ليبيا بالأسماء!

ـ أراد "الأسد" إن يقول للسوريين إن هناك مؤامرة خارجية، وإنه موجود ولم يغب، حيث إن خطابه الرابع جاء بعد طول صمت، حيث يقول "أعلم أنني غبت فترة طويلة"! ثم شرع يشرح ويبرر، وينفي، فحوى حديثه مع القناة الأميركية، يوم قال إن القوات الأمنية ليست قواته، وإن من يقتل شعبه يعتبر مجنونا، وأفرط وأسهب بذلك، إلا أن اللافت أنه عاد ليكرر نفس الكلام الذي نفاه وهو أنه لم تكن هناك أوامر بالقتل! وهذا يعني أن تداعيات ذلك الحوار ما زالت متفاعلة، وتسبب له إحراجا داخل الدوائر النافذة بالنظام، خصوصا أن الأسد كان يستجدي التعاطف الشعبي للأمن، مذكّرا السوريين بأن الجنود لم يروا عوائلهم منذ أشهر. ولم يكن ذلك دليل الاستجداء فقط، فحتى ما رآه البعض بأنه تهجم غير مسبوق على الجامعة العربية، والعرب، فإنه أمر غير دقيق. فهناك سوابق لهجوم النظام الأسدي تفوق ما قاله "الأسد"، سواء على لسانه هو سابقًا، أو من خلال سفيره لدى الجامعة، لكن حديثه بالأمس كان محاولة لتبرير موقفه، ولماذا أدانه العرب، فقد كان يستجدي السوريين لأنه يعرف خطورة أن يكون منبوذا من العرب، والمجتمع الدولي، مما يرفع عنه الشرعية، ويجعله عرضة لانقلاب داخلي، ربما لن يتأخر كثيرا، وقد أفاض بذلك خاصة عندما ادعى أن العرب يتعاملون بلطف مع إسرائيل، بينما هناك حسم وتشدد مع سوريا!

ـ جاء خطاب الرئيس "بشار الأسد" ليكمل ويشرح ما قاله في خطابات سابقة، فالوصف نفسه والتحليل نفسه والسياسة نفسها، ما يعني أن المعالجة الرسمية للأزمة السورية منذ اندلاعها قبل أكثر من عشرة شهور صحيحة، بنظر السلطات، ولذلك لا لزوم لأي تغيير أو مبادرة جديدة. لقد لخص الرئيس السوري مرة أخرى جوهر هذه المعالجة بتشديده على أن الأولوية القصوى الآن هي استعادة الأمن الذي تميزنا به لعقود حتى على المستوى العالمي، وهذا لا يتحقق إلا بضرب الإرهابيين والقتلة ومن يحمل السلاح الآثم بيد من حديد.. أي أن كل ما جرى منذ اندلاع الأزمة من تظاهر سلمي وقتل، وتشكيل هيئات معارضة ترفع مطالب محددة، ومبادرات خارجية إقليمية ودولية، وعقوبات عربية ودولية، ولاسيما التوقيع السوري على مبادرة الجامعة العربية ومضامينها السياسية والميدانية، كل ذلك لم يؤثر في القراءة الرسمية السورية للحركة الاحتجاجية وكيفية الخروج السلمي من الأزمة.

ـ جاء هذا الخطاب في وقت تضيق حلقة الأصدقاء لسوريا، وحتى الحلفاء باتوا يتذمرون من قلة المبادرة الرسمية. وفي وقت أنهكت فيه القوات المسلحة المنتشرة في طول البلاد وعرضها، وزيادة الانتقاد لاعتمادها القوة العارية في مواجهة المتظاهرين. وفي وقت بدأت فيه الحلقة الواسعة في المؤسسات العسكرية والإدارية تطرح أسئلة عن جدوى المعالجة الأمنية، وعن كيفية إدارة شؤون الدولة، وبدأت مع ذلك انشقاقات عسكرية وإدارية متزايدة. كما جاء في وقت تبدو فيه مهمة المراقبين العرب تتجه إلى مزيد من كشف الممارسات القمعية لآلة القتل السورية وعدم التقيد بالتزام سحب القوات المسلحة من الشوارع وإطلاق المعتقلين وعدم التعرض للتظاهر السلمي والسماح بدخول الصحافة العربية والدولية.

ـ كل هذه الظروف تزيد هشاشة الموقف السوري الرسمي في مواجهة اتساع الجبهة الداخلية والإقليمية والدولية التي تطالب دمشق بضرورة اتخاذ مبادرة جدية تضع حدًا للانزلاق إلى حرب داخلية معممة، وربما إلى اشتباك إقليمي واسع، مع ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر، ليس على سيادة دول المنطقة فحسب، وإنما أيضًا على النسيج الاجتماعي فيها والتعايش بين مكوناتها.

ـ بشار الذي تحدث حوالي ساعتين بلغة التخوين والوعيد، لم يتوان عن التأكيد مرارًا في ثنايا خطابه على الرد بعنف على معارضيه، وهذا يعني بوضوح أن آلة الموت ستستمر في حصد أرواح من تسول لهم أنفسهم بقول "لا" للنظام، بل وبوتيرة أعلى مما كانت عليه.

4ـ تناقضات وثقوب الخطاب(10):

ـ مثلما كان متوقعًا، لم يحمل خطاب الرئيس السوري، جديدًا، إذ جاء مكرسًا لاستراتيجية القمع التي اعتمدها نظام دمشق للرد على المحتجين، فالرئيس توعد دعاة التغيير بـ"الويل والثبور" وهدد من أسماهم "القتلة والإرهابيين" بالضرب "بيد من حديد".

ـ الخطاب في مجمله جاء مليئًا بالثقوب والمتناقضات؛ ففي حين تحدث عن الإصلاح، تحدث أيضا عن العملاء والخونة الذين "يستنجدون بالمجتمع الدولي لحمايتهم من حملات الموت المجاني".

ـ الرئيس السوري يتغافل عن أنه لم يعد بمقدوره الآن، أن يسوق هذا الخطاب للداخل أو الخارج، لأن ذلك يستلزم أن تكون هناك نوايا حقيقية للإصلاح وليس مجرد مراوغات كما تؤكد شواهد الحال.

ـ لقد بات واضحا أن "الأسد" وزمرته إما إنهم يكابرون، أو إنهم لم يستوعبوا رياح التغيير العاصفة التي تمر بها المنطقة ومن ثم لم يدركوا جيدا حقائق المشهد العربي المماثلة. وبالنظر إلى أحدث محطات الربيع العربي، نلحظ أن نفس اللغة التي استخدمها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في وصف شعبه وتحديه لإرادة التغيير، يكررها بشار الآن بطريقة أخرى رغم أن المفردات ترجع إلى "قاموس واحد".

ـ الحقيقة أن أبرز ملهم للثورة السورية طوال 10 أشهر هو "الأسد" نفسه، حيث استطاع بأخطائه الفادحة أن يساعد الثورة على أن تحافظ على زخمها الداخلي، مثلما أجبر العرب والمجتمع الدولي على ضرورة الوقوف ضده، وهذا ما كرسه بالأمس بكل اقتدار.

ـ الخطاب هو مرافعة بائسة لواقع لم يعترف به، ولعل إطلاق العرب المستعربة على الدول الأعضاء في الجامعة العربية، تفريغ لشحنة غضب من إنسان يائس، إذ رغم تظاهره بالتماسك في خطابه المطول الذي يذكّرنا بمطولات «كاسترو» نجد المضامين هي هي، أي أن المؤامرة أُعدت سلفًا من فئات عربية وأجنبية جندت إرهابيين وسلحتهم من خلال التهريب، ولا ندري إذا كان الرئيس الذي لم يحدد مسافته من الشعب السوري الثائر، هل الانتفاضة جاء بها أشباح من عوالم خارجية، أم إنها نتيجة طبيعية لمحاكاة الثورات العربية من ظلم خيم على سورية لنصف قرن؟! ثم هل زعم الأسد أنه جاء بإرادة شعبية ويذهب بنفس الإرادة، وهو الذي جاء من خلال اغتصاب السلطة بالانقلاب العسكري الذي قاده أبوه، ثم أعطاه، بالتوريث، مفاتيح السلطة، وهل كان للشعب إرادة بكلا الحكمين والسلطتين أم هي فرضية جاء بها عسكر موالون للعائلة؟!

ـ الجامعة العربية التي قال الأسد عنها إنها لا تملك إرادتها لأنها تمثل قوى أخرى تهيمن على قراراتها، وهذه المرة الكلام جاء ليس من سفير، أو وزير، بل من رئيس دولة، ما هو جواب أمينها العام في هذا الطعن التام، والذي وصل إلى حد الاستهزاء بالعرب المستعربة الذين هم في صلب المؤامرة على سورية، وكيف نوفق بين هذا القول، وحرية المراقبين ، وأي دور للجامعة التي أبقت على شعرة معاوية أمام حكم لا يظهر أي قيمة للعلاقات العربية، ويهين شعبه ليس فقط في الاستجداء له، بل بضربه تحت رؤية العالم كله الذي يشهد بهذه الممارسات ويكذبها الرئيس؟!

ـ رجل سبق له إهانة زعماء عرب في عمر أبيه عندما قال مخاطبًا إياهم "إنهم أشباه رجال" لا يتورع أن يعمم مرة أخرى على الزعماء العرب أنهم بلا هوية ولا جذور، طالما أنهم عرب مستعربة، وهم مجرد كمّ بلا معنى تجاه دولة، ولا نقول شعباً، ضحت وأطعمت البائس والفقير رغم شح مواردها!!

ـ المغالطات في خطاب الأسد كثيرة، لكن ما يهمنا أنه لم يعترف بالحقيقة، ليعالجها، لأنه فقد شعور المسئول، طالما أصبح الوضع السوري في حالة ثورة شاملة، وعملية أن يجد في الشعب السوري الثائر قطيعاً صغيرًا تديره دول اعتمدت المؤامرة، فهي من مخلفات فكر انتهى في أواخر الستينيات، والذي لا يعلمه الأسد أن الشعب السوري، هو القارئ الأول عربياً، وثقافته مناعة ذاتية من أن تخدعه كلمات قاتل مع سبق الإصرار.

ـ وإذا كان الرئيس اتجه، كما يقول، شرقاً، لأن الغرب استعماري بطبيعته وتكوينه فإن أبسط معارف العلاقات الدولية، أن المصالح لا تتجزأ، ولم تعد سياسة الكتل الشرقية والغربية، هي من يحكم التعاون من أجل المكاسب، وإلا كيف نرى معدلات الاستثمارات بين الصين الشيوعية، وأمريكا، وأوروبا، تفوق أي علاقات اقتصادية بين نظامين لا يلتقيان أيديولوجيًا، ولكن تجمعهما المصالح المشتركة؟

5ـ التشابه بين خطاب "الأسد" وخطابات "القذافي" (11):

ـ الخطاب يؤكد أنه خطاب رجل منفصل عن الواقع، كما كان القذافي أيضًا فهو يريد العرب أن يصمتوا عن جرائم نظامه، مثل جريمة قتل الطفلة التي لم يتجاوز عمرها خمسة أشهر، فقط لأن القاتل سوري، وليس إسرائيليًا، وهذه سذاجة عمرها هو عمر النظام الأسدي في سوريا، وآن الأوان لأن تنتهي. وهذا ليس كل شيء، فدليل الانفصال عن الواقع اتضح أيضا وهو ينتقد ما حدث بحق صدام والقذافي، وهذا نفس ما فعله القذافي قبل سقوطه يوم دافع عن مبارك وبن علي!

ـ خطاب الأسد وحديثه عن العرب، والعرب المستعربة، وغيرها، لم يكن سوى استجداء، وانفصال عن الواقع، مثلما أنه نسخة مطورة عن خطاب القذافي الشهير، دار دار وزنقة زنقة، لكنها نسخة شبيهة بخطاب سيف الإسلام القذافي يوم قال انسوا الماء والكهرباء وانسوا البترول، خصوصا عندما أسهب الأسد في الحديث عن الزيت والزيتون.

(1) الحياة، الشرق الأوسط، القدس العربي، الشروق، المصري اليوم، الأهرام، الأخبار، رويترز، وكالة الأنباء الإيطالية، أسوشيتد برس انترناشونال، رويترز، جيروزاليم بوست، وكالة الأنباء الألمانية، وكالة الأنباء الفرنسية، العربية نت، الجزيرة نت، إيلاف، راديو سوا، إذاعة سويسرا، جارديان، اندبندنت، نيويورك تايمز، واشنطن بوست، صنداي تليجراف، صنداي تايمز، الخليج الإماراتية، الجريدة الكويتية، 10و11/1/2012.

(2) الخليج الإماراتية، 11/1/2012.

(3) الشرق الأوسط، رويترز، 11/1/2012.

(4) واشنطن بوست، العربية نت، 10/1/2012.

(5) رويترز، 10/1/2012.

(6) الحياة، 11/1/2012.

(7) تقرير للشرق الأوسط، 11/1/2012.

(8) عماد الدين أديب، الشرق الأوسط، 11/1/2012.

(8) يوسف الكويليت، الرياض السعودية، 11/1/2012.

(9) افتتاحية الوطن السعودية، 11/1/2012.

(10) عبد الباري عطوان، القدس العربي، طارق الحميد، الشرق الأوسط، 11/1/2012.

(11) عبدالله إسكندر، الشرق الأوسط، 11/1/2012.

رابعاً: عناوين صحفية

الإمارات: المراقبون العرب في سوريا خضعوا لقيود واستهدفوا

وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان

أبوظبي- (رويترز: 11/1/2012): قال وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الثلاثاء إن بعثة المراقبين التي أرسلتها جامعة الدول العربية إلى سوريا لمراقبة التزام الحكومة بوقف حملة القمع العنيفة ضد المحتجين استهدفتها عناصر "غير معارضة" ولا يسمح لها بالحركة بحرية.

وقال الشيخ عبد الله للصحفيين في أبوظبي "لا شك أن مهمة المراقبين تتزايد صعوبتها يوما بعد يوم لأننا لا نرى تراجعا في أعمال القتل".

وأضاف "ليس لدينا أي التزام من الجانب السوري بالسماح للمراقبين بالحركة على نحو يتيح لهم أداء واجبهم.. للأسف وقعت هجمات على مراقبين خصوصا ممن ينتمون إلى دول مجلس التعاون الخليجي.. هجمات من عناصر غير معارضة".

وأصدرت وزارة الخارجية السورية بيانا قالت فيه إنها مستمرة في تأمين المراقبين وتدين أي عمل يعرقل مهمتهم.

الأسد أهدر آخر فرصهِ في التواصل مع العرب والغرب

نشرت صحيفة الجارديان (11/1/2012) تحقيقاً جاء فيه، تحمّيَل الرئيس السوري مسؤولية الأزمة التي تمرُّ بها بلاده للمؤامرات الخارجية المدعومة من قبل الدول العربية، ووعده باتخاذ إجراءات صارمة، وبالضرب بقوة للإرهاب، وقالت الصحيفة، إن خطاب الأسد الأخير هو الرابع له منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد نظامه في الخامس عشر من شهر مارس الماضي، مزج فيه بين روح التحدِّي وبين الحديث عن مواصلة المسيرة، والإصلاحات المستقبلية في البلاد، والإشادة بقوَّات حفظ النظام التي حاربت ما وصفه بالإرهاب.

وأضافت الصحيفة مبرزة قول الأسد بعدم استطاعته التراجع عن المعركة في مواجهة الإرهاب، وإلى أن الأسد لم يُبدِ في خطابه أي مرونة يمكن أن تساهم بكسر عقدة المأزق الدامي بين نظامه وبين المعارضة التي قضى فيها آلاف الأشخاص، فلقد أهدر الأسد فرصه مع الدول العربية والغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا فها هي تلك الدول، ومعها أيضا جيران سوريا كتركيا، لا ترى الآن بديلا عن تنحِّي الأسد عن الحكم.

 وختمت الصحيفة بقولها أن الأسد أنهى خطابه متجاهلاً مايدور في بلاده، وواعداً بالقضاء على مصادر الدمار وانه سينتصر في نهاية الأمر وداعياً في النهاية الى التوحد، وذلك بعد خطاب في مدرَّج جامعة دمشق دام  قرابة 100 دقيقة.

وذكرت صحيفة الفاينانشال تايمز(11/1/2012)، في الشأن ذاته، أن نبرة التحدِّي هي أبرز ما ميَّز خطاب الأسد، مشيرة إلى تهديد الرئيس السوري بمواجهة المعارضة "بيدٍ من حديد وبسحق الإرهابيين"، فلقد استخدم الرئيس السوري خطابه العلني الأوَّل منذ أشهر لشنِّ هجوم على الدول العربية، قائلا إنه لن يستقيل من منصبه ولن يسمح للمؤامرات الخارجية بتدمير بلاده، فاستهدف الدول العربية

والخليجية، ومهاجماً للدور القطري في الأزمة. وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد ألقى خطابه هذه المرة في هدوءٍ  وثقة أكبر من ذي قبل، وهذا ما جعل التساؤلات تبرز أكثر حول تأثير الداعمين للنظام السوري ودورهم في تراجع حدة النقد للنظام.

ونشرت صحيفة الاندبندنت (11/1/2012) تحقيقاً لروبرت فيسك، قال فيه، أن الخطاب تكلم عن صحة المؤامرة الدولية حول سوريا وخضوع الدول العربية المعارضة لسوريا لضغوط خارجية، وأن ما تغيَّر هو حجم وسرعة تدهور الأوضاع في سورية التي تشهد معارك دامية، فأصبح خصوم الأسد فيها أكثر تسليحا من ذي قبل وأكثر استعدادا وجاهزية لمهاجمة قوات النظام، وعودة على ما بدأته الصحيفة حول المؤامرات، قالت بأن الأسلحة تتدفَّق على سوريا من أعداء الأسد في لبنان، وغيرها من دول، وليس في ذلك غرابة إذا كان نظام الأسد يمثل تهديداً على تلك الدول إذا استمر نظامه، فالخطاب لم يأتي بجديد، بل زاد الأزمة تعقيداً وضاعف من سيناريوهات نهاية دموية.

وكتبت صحيفة النيويورك تايمز(11/1/2012)، قائلة إن إسرائيل بدأت في تجهيز استعدادت لاستقبال لاجئين علويين محتملين في هضبة الجولان السورية المحتلة، إذا سقط النظام في دمشق. وتشير الصحيفة إلى المخاوف الإسرائيلية من تداعيات سقوط النظام السوري، والمحور المتشدد على أمنها، واستقرار جبهة الجولان، إذا ما قرر النظام في لحظة يأس أخيرة، دفع قواته لمهاجمة الجولان.

ووصف "عبد الباري عطوان" في صحيفة القدس العربي (11/1/2012) خطاب "الأسد" بأنه كان خطاباً هجومياً على كافة الجبهات، وأنه فتح النار على الجميع بلا استثناء. ويقول الكاتب إن هذا الخطاب يعتبره البعض دليل ضعف، بسبب العزلة السياسية والاقتصادية المتفاقمة عربياً ودولياً، التي تعاني منها سوريا. ويشير الكاتب إلى أن بعض المراقبين يعتبرون الخطاب دليل قوة، بسبب الثقة الكبيرة التي يبديها الرئيس السوري في فعالية الحل الأمني للقضاء على الانتفاضة، والفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن الدولي، وعدم استعداد الدول الغربية للدخول في أي مغامرة عسكرية في سوريا بسبب الأزمة الاقتصادية، والانتخابات المرتقبة. ويدعو الكاتب النظام السوري إلى وقفة تأمل مع النفس والذات، وقراءة جدية للواقع، من أجل حماية سوريا من خطر الحرب الأهلية، والتدخلات الخارجية.

ورأى "ساطع نور الدين" في صحيفة السفير اللبنانية (11/1/2012) أن الحرب الطائفية في سوريا، قد أصبحت واقعاً بالفعل في سوريا. ويقول الكاتب إن الفرز السكاني على أسس مذهبية أوشك على الانتهاء، وأن سوريا دخلت نفقاً طائفياً مظلماً، يشبه حالة لبنان مع بداية الحرب الأهلية في عام 1975. ويشير الكاتب إلى أن النظام السوري يسعى لاستثمار هذا الفرز الطائفي لمصلحته من أجل البقاء في الحكم، وقمع الانتفاضة، دون اعتبار للمسئولية الملقاة على عاتقه، باعتباره الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 40 عاماً، وبدون الاهتمام بالأرواح التي تزهق نتيجة الصراع المستمر في سوريا. ويدعو الكاتب إلى وقف هذه الحرب الأهلية - لأنها وقعت بالفعل وفق الكاتب- حفاظاً على سوريا، ومستقبلها، وحماية للدول المجاورة أيضاً.

ويقول "ياسر الزعاترة" في صحيفة الدستور الأردنية (11/1/2012) إن الخطاب الطويل و"الممل" للرئيس السوري لم ينجح في إقناع أحد من الداخل والخارج. ويرى الكاتب أن استمرار النظام في سياسة الحل الأمني لإسقاط ما يراه النظام السوري "مؤامرة خارجية" لن تنجح في إخماد الانتفاضة، أو في منع التظاهرات من الخروج. ويشير الكاتب إلى أن حاجز الخوف لدى السوريين من القمع الأمني قد انكسر وبشكل نهائي، وأنه من المستحيل أن تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه، وأن الشعب السوري لن يتراجع حتى إسقاط النظام.

ورأت صحيفة القبس الكويتية(11/1/2012) أن الجامعة العربية لا تفعل سوى إعطاء المهل للنظام الوسري، بينما الغرب غير قادر وغير راغب في التدخل في الوقت الحالي، ولم يحدد بعد طريقة السحم مع النظام السوري. وتشير الصحيفة أنه في ظل هذه المعطيات تتجه الأوضاع في وسرية إلى نقطة الللاعودة، ومرحلة الحرب الأهلية. وترى الصحيفة أن هذا التأخر في التحرك تجاه الملف السوري يرتبط بالتشابك بين الملف السوري والملفين العراقي والإيراني، وهو ما فد ينقل الأزمة إلى الخليج، ويهدد أمنها.

أما صحيفة السياسة الكويتية (11/1/2012) فنقلت عن مسؤول سابق في الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" أن الرئيس السوري "بشار الأسد" لن يبقى في السلطة إلى ما بعد مارس المقبل، وأنه سيسلم إلى المحكمة الجنائية الدولية، مرجحاً أن يتدخل "حلف شمال الأطلسي" خلال أسابيع. وكشف المسؤول السابق في الاستخبارات الأميركية "روبرت بير في حوار" أجرته معه مجلة "الشراع" اللبنانية أن الأسد لن يستمر طويلا في الحكم, مضيفاً أن "الأطلسي" سيتدخل بعد بضعة أسابيع لفرض مناطق عازلة, ومتوقعاً أن تشهد سورية حرباً أهلية بعد رحيل الأسد الذي "سيقبض عليه ويقدم لمحكمة الجنايات الدولية".

"جنبلاط " يعتذر عن تأخره في دعم المحتجين السوريين

قالت صحيفة الراي الكويتية (11/1/2012) إن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني "وليد جنبلاط" قدم اعتذاراً للمناضلة السورية "منهى الأطرش"، المعارضة للنظام السوري، ونجلة "سلطان باشا الأطرش"، قائد الثورة السورية الكبرى عام 1925 ضد الاستعمار الفرنسي بسبب تأخره في إعلان دعمه للانتفاضة السورية. وأشارت الصحيفة إلى أن "منتهى الأطرش" كانت قد انتقدت "جنبلاط" لعدم اتخاذه موقفاً من الأزمة السورية. وأضافت الصحيفة أن اعتذار "جنبلاط"، جاء بعد أيام قلائل من دعوته لدروز سوريا بعدم المشاركة في قمع الاحتجاجات المعارضة للنظام، وعدم الانجرار في أتون المواجهات الدائرة في سوريا، بعد أن سقط منهم المئات قتلي جراء هذه المواجهات.