تقرير شبه يومي يتضمن مسحاً بأهم ما ورد من أخبار الثورة السورية في مختلف الصحف العربية والعالمية.
واشنطن تلمح لتدويل الأزمة السورية حال فشل المبادرة العربية
ودمشق تنتقد تدخلها
في مؤشر على تفاقم الأزمة السورية إقليميًا ودوليًا، لوحت الولايات المتحدة الأمريكية بتدويل القضية وتحوليها إلى مجلس الأمن حال فشلت البعثة العربية، في تحقيق أهدافها في سوريا الأمر الذي رفضته دمشق واتهم واشنطن بالتدخل في شأنها الداخلي. وإقليميًا تسعى تركيا إلى دفع إيران للضغط على دمشق بغية التعاون مع المعارضة، هذا فيما قرر الأمين العام للجامعة العربية "نبيل العربي" عقد مؤتمر على مستوى وزراء الخارجية لبحث التقرير الأول للبعثة العربية الذي سيقدمه رئيسها "محمد الدابي".
1ـ رفض التدخلات الأمريكية:
* المتحدث باسم وزارة الخارجية "جهاد مقدسي":
ـ الاتهامات الباطلة التي ساقتها المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "فيكتوريا نولاند"، بعدم التزام سوريا بما اتفق عليه ضمن البروتوكول الموقع مع الجامعة العربية تسيء للجامعة العربية، وتمثل تدخلاً سافرًا بصلب عملها وسيادة دولها.
ـ تصريحات "نولاند" هي محاولة لتدويل مفتعل غير مبرر للوضع في سوريا، وهي موقف استباقي يضر بأداء بعثة المراقبين العرب قبل صدور تقريرهم الأولي.
ـ سوريا ليست في وارد تقديم حساب لأمريكا حول مدى الالتزام من عدمه ببروتوكول ليست أصلا طرفا فيه بل هي طرف في عملية إذكاء العنف عبر التحريض والتجييش.
ـ بغض النظر عن إسقاط نظام أو غيره نحن ننظر إلى الأمر بأنه استهداف لسوريا وليس للنظام، وكل ما نأمله أن تنتهي الأزمة السورية وأن يكف التحريض من الخارج.
ـ لا توجد سياسة قمع في سوريا، فهناك من يحمل السلاح في وجه الدولة، وسنرد بحزم على هذا الأمر، لأن سوريا حريصة بالأصل على كل مواطنيها والجيش في سوريا بحالة دفاع وليس بحالة هجوم.
2 ـ انشقاق مسؤول بارز عن النظام السوري:
* مصدر سوري:
ـ أعلن المفتش الأول بالجهاز المركزي للرقابة المالية بمجلس الوزراء السوري والمفتش المالي بوزارة الدفاع "محمود سليمان الحاج أحمد"، انشقاقه عن النظام السوري، نظرًا لأعمال العنف التي يقوم بها النظام تجاه المتظاهرين العزل والسلميين.
ـ "الحاج أحمد" كشف عن:
· أنه تم تخصيص نحو ثلث الموازنة العامة للدولة لوزارة الدفاع، من أجل قمع المظاهرات.
· أن جميع المسؤولين والوزراء والموظفين السوريين موضوعون رهن الإقامة الجبرية، مما يمنعهم من الانشقاق على النظام.
1ـ استمرار الخلاف بين قوى المعارضة:
أـ المجلس الوطني:
* عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني "جبر الشوفي":
ـ موقفنا لا يعني أننا أغلقنا باب التفاوض مع "الهيئة التنسيقية الوطنية"، لكننا نقول إن الورقة التي تم توقيعها ليست وثيقة وهي لم تقر من الأمانة العامة.
ـ لم يتم إقرار وثيقة ينبغي أن تكون قائمة على مفاهيم مصاغة ومقرّة من قبل الهيئات والتشكيلات السياسية المنضوية في إطار الأمانة العامة للمجلس الوطني ومكتبه التنفيذي.
ـ كما يحق للجامعة العربية أن تطلب ما تشاء، فللمعارضة الحق بأن تجد طريقها كما تستطيع ويفرضه الظرف، ورفضنا للورقة هو من موقع قوة وليس ضعف ولا يعبر إطلاقًا عن دونية.
ـ بعد أن أخذت جامعة الدول العربية الملف السوري وحاولت أن تعالج الأزمة وفشلت في ذلك، طالبنا بتحويل الملف إلى الهيئات القانونية والإنسانية في الأمم المتحدة، أو مجلس الأمن الدولي، بيد أن "هيئة التنسيق" لم توافق على ذلك، ونحن أيضا نرفض التدخل العسكري الذي يمس بسوريا وسيادتها، ولكن في المقابل ثمة مدنيون ينبغي حمايتهم.
ب ـ هيئة التنسيق:
* رئيس هيئة التنسيق الوطنية "هيثم مناع":
ـ "موقف المكتب التنفيذي حق طبيعي له، وإن كنا نتمنى أن يأخذ بعين الاعتبار وجهة نظر من شاركوا من المجلس الوطني وعددهم 17 عضوًا وليس غليون فحسب، لأنه محكوم علينا وعليهم بالنجاح، عاجلاً أم آجلاً، ولا حق لدينا بالفشل إطلاقًا".
ـ نص الاتفاق الموقع على الطرفين بطلب الحماية الدولية في إطار حماية حقوق الإنسان، وليس كما يريد البعض في إطار مبادرات حلف (الناتو)، الذي نعتبره طرف هيمنة وليس جمعية خيرية، ومن هنا رفضنا لتدخله العسكري بأي تعبير من تعبيراته.
ـ المسؤولون عن "الجيش السوري الحر" يعترفون بأن عدد المنشقون عن الجيش أقل من 3 % من الجيش السوري، وهناك 97% من الجيش السوري مازالوا يعملون مع النظام.
2ـ دعوة "العربي" لتدول القضية:
* منسق الجالية السورية بالقاهرة "مأمون الحمصي":
ـ نتمنى أن يكون مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية "جيفري فيلتمان" قد بحث مع الأمين العام للجامعة العربية "نبيل العربي"، نقل ملف سوريا إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل العمل على إقامة ممرات إنسانية آمنة لنقل المساعدات والأدوية وحليب الأطفال إلى الشعب السوري الأعزل.
ـ إقامة الممرات الآمنة في سوريا أصبح ضرورة لإنقاذ الشعب السوري، حيث يسقط يوميًا أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى.
ـ الجامعة العربية تتحمل دماء الشهداء الذين يسقطون يوميا منذ أكثر من 10 شهور بإعطائها المهلة تلو الأخرى للنظام السوري لكي يقتل أبناء الشعب السوري، ويجب على الجامعة إحالة الملف للأمم المتحدة.
ـ المراقبون يقيمون في فنادق 5 نجوم وفرها لهم النظام، ويسيرون في حراسة رجال مخابرات النظام، ولا يرون إلا ما يسمح به النظام.. لذلك نرى أن مهمتهم فشلت ويجب إنهاء هذه المسرحية فورًا.
3 ـ دعوة لاستخدام القوة العسكرية لإسقاط "الأسد":
* نائب الرئيس السوري السابق "عبد الحليم خدام":
ـ ندعو رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" إلى استخدام القوة لعسكرية لإسقاط نظام الرئيس "بشار الأسد".
ـ إن الشعب لا يواجه هذا النظام المستبد فقط وإنما يواجه التحالف القائم بين إيران وروسيا الهادف إلى تحقيق السيطرة على المنطقة وعلى موقعها الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية، بما فيها النفط، بهدف الإمساك بالاقتصاد العالمي ووضع بلادكم تحت أحد خيارين: إما القبول في قرارات هذا التحالف أو الحرب ضد إيران.
4 ـ الجيش السوري الحر يتوعد بتنفيذ هجوم ضخم:
* قائد الجيش السوري الحر العقيد "رياض الأسعد":
ـ قوات الجيش السوري الحر تخطط لبدء "عمليات كبيرة" ضد "مصالح حيوية" لنظام الرئيس السوري "بشار الأسد"، حيث أننا جهزنا أنفسنا لهذه المرحلة ولا نستطيع الإطاحة بـ"بشار الأسد" عن طريق التظاهرات السلمية، لذلك سوف نجبره على التنحي بواسطة السلاح.
ـ لا نعتقد أن بعثة الجامعة العربية في سوريا مفيدة، هم يقومون بتغطية النظام ومنع أي تدخل دولي لمساعدة الشعب السوري، ويجب على المجتمع الدولي إلى تقديم المال والسلاح لإسقاط "الأسد".
ـ "سنواصل القتال حتى نسقط النظام.. هذا الأسبوع سوف يشهد العالم على عمليات ضخمة في جميع أنحاء البلاد ضد جميع مصالح الجيش النظام والمواقع الحيوية".
5 ـ اتهام النظام بخداع البعثة العربية:
ـ الموالين للنظام يقومون بطلاء مدرعات الجيش التي لا تزال داخل المدن باللون الأزرق لتبدو وكأنها تابعة للشرطة، ما يسمح للنظام بالقول انه سحب الجيش من المناطق السكنية، كما تقضي الخطة العربية.
ـ المرافقون الحكوميون للمراقبين يقومون بتوجيههم إلى أماكن موالية للنظام، أو ينقلون مؤيدين من خارج المناطق التي يزورها المراقبون، وعندما يصل هؤلاء تبدأ التظاهرات التي ترفع شعارات مؤيدة للرئيس السوري ولإصلاحاته.
ـ قتل 12 شخصًا على يد قوات الأمن في حمص وإدلب ودرعا وحماة، في محاولات النظام لقمع التظاهرات الواسعة بها.
ـ قامت مجموعتان إرهابيتان على قتل مواطنين في حيي باب الجسر والصابونية في مدينة حماة، بعدما رفضوا الإضراب الذي دعا إليه معارضون.
ـ قتل ثلاثة مدنيين قتلوا على يد القوات الحكومية في حمص، فيما اغتال قوات منشقة عن الجيش 18 من القوات النظامية في مدينة جاسم.
1ـ عربيًا:
أ ـ الجامعة العربية:
* نائب الأمين العام للجامعة العربية "أحمد بن حلي":
ـ تقرر تأجيل عقد اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية إلى 8 يناير الجاري، للنظر في التقرير الأولي التمهيدي لرئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا الفريق أول "محمد أحمد الدابي" حول أهم ما رصده الفريق على أرض الواقع بعد أكثر من أسبوع على المراقبة.
ـ تأجيل الاجتماع يأتي من أجل إعطاء الفرصة لعدد أكبر من وزراء الخارجية العرب للمشاركة، حيث طلب عدد من وزراء خارجية العرب، منهم السعودية والمغرب، حضور الاجتماع لبحث تطورات الأوضاع في سوريا ومستجدات الواقع على الأرض.
ب ـ لبنان:
* في مؤشر على تحوله مرة أخرى وانحيازه لمعسكر المعارضة اللبنانية بعد سنوات كان خلالها مؤيدًا لـ"حزب الله" والنظام السوري، دعا النائب اللبناني الدرزي "وليد جنبلاط"، مواطني طائفته في سوريا لعدم الاشتراك مع النظام في قمع التظاهرات، لاسيما وأن سوريا بها أكثر من ربع مليون درزي، يقطنون بشكل رئيس في منطقة "جبل العرب" في جنوبي البلاد، وقد شهدت بعض بلداتهم تحركات خجولة على هامش المسيرات المعارضة لنظام الرئيس "بشار الأسد" الذي يتهمه خصومه بتخويف الأقليات من الأكثرية السنية لضمان الحصول على دعمها.
* النائب اللبناني "وليد جنبلاط":
ـ ندعو أبناء الطائفة الدرزية في سوريا إلى الإحجام عن المشاركة مع الشرطة في عمليات القمع ضد الشعب السوري، كون حركة الشعوب تتقدم إلى الأمام.
ـ كل التجارب التاريخية أثبتت أن حركة الشعوب تتقدم إلى الأمام ولا تتراجع إلى الخلف، وأن ما بني على باطل لا يكتب له الاستمرار على قاعدة، لأن قوة الضعفاء هي التي حركت وتحرك الثورات العربية للمطالبة بالحرية والكرامة والعزة.
ـ "حبذا لو تنظر القيادة الروسية إلى مبدأ قوة الضعفاء في مقاربتها للوضع الحالي الذي تمر به حليفتها سوريا وضرورة الإقرار بأن الحلول الأمنية لا يمكن أن تشكل حلا للازمة القائمة التي لن تحل إلا بتغيير جذري للنظام".
2ـ إقليميًا:
أ ـ تركيا:
* يقوم وزير الخارجية التركي بزيارة لطهران أكدت مصادر ببلاده أن محورها سيكون الملف السوري باعتباره مؤشرا على تقدم أو تراجع العلاقات بين أنقرة وطهران.
* وزير خارجية "أحمد داود أوغلو":
ـ "دعوني أقول صراحة إن هناك البعض ممن يريد أن يشعل حربا باردة إقليمية، ونحن مصممون على منع حرب باردة إقليمية. لأن التوترات الطائفية الإقليمية ستكون بمثابة انتحار للمنطقة برمتها، وتداعيات حرب كهذه ستستمر عقودا".
* مسؤول تركي:
ـ من حق إيران أن تطلب منا تعديل الموقف من الوضع في سوريا، لكن في المقابل من حقنا أن نطلب منها الشيء نفسه في ظل الدور الإيراني في دعم النظام، لأن موقف تركيا في الأزمة السورية "مبدئي" ويتعلق برفض هدر الدم السوري كما يجري يوميًا.
ب ـ إيران:
* رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى "علاء الدين بروجردي":
ـ إذا عدلت تركيا سياساتها تجاه سوريا، فستتوفر الأرضيات اللازمة للدبلوماسية المشتركة بين طهران وأنقرة بشأن القضية السورية.
ـ زيارة وزير الخارجية التركي "داوود أوغلو" لطهران فرصة جيدة للجهاز الدبلوماسي لدى البلدين للتفاوض بشأن آليات إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.
ـ أن أهم محاور محادثات وزير خارجية إيران "علي أكبر صالحي" مع نظيره التركي "أحمد داوود أوغلو" ستتركز حول القضية السورية.
ـ إذا عدلت تركيا سياساتها السابقة تجاه سوريا وتقبّلت الحقائق الموجودة في الساحة السورية، نظرًا لاستقرار سوريا وضرورة حفظ الأمن في هذه المنطقة.
ـ إيران ترحب دومًا بتبادل وجهات النظر مع المسؤولين الأتراك والمساعي المشتركة بين البلدين لإرساء الاستقرار في المنطقة.
3 ـ دوليًا:
أ ـ الولايات المتحدة الأمريكية:
* المتحدث باسم البيت الأبيض "جاي كارني":
ـ الرئيس "باراك أوباما" لم يسحب أي خيار من فوق الطاولة بشأن الأزمة في سوريا، وإذا لم تطبق مبادرة جامعة الدول العربية سيتعين على المجتمع الدولي النظر في اتخاذ تدابير جديدة لوقف عنف هذا النظام ضد مواطنيه.
* المتحدثة باسم وزارة الخارجية "فيكتوريا نولاند":
ـ مساعد وزيرة الخارجية "جيفري فيلتمان" سيقوم بالتشاور مع المسؤولين في الجامعة العربية حول الموضوع السوري، على هامش زيارته الحالية للقاهرة ثم إلى الرياض.
ـ هناك قلق واضح داخل الجامعة العربية نفسها حول المراقبين، ووزراء الخارجية العرب سوف يجتمعون لمراجعة الموقف، وواشنطن لا تريد أن تحكم على المراقبين قبل أن تحكم عليهم الجامعة العربية نفسها.
ـ السفير الأمريكي بدمشق "روبرت فورد"، يجري اتصالات مع شريحة واسعة من أعضاء المعارضة، في محاولة لمساعدتهم على الاستفادة القصوى من وجود المراقبين، ويدعو قادة المعارضة لتقديم برنامج موحد للمرحلة الانتقالية، لمساعدة مواطنيهم على التأكد أن هناك مستقبلاً أفضل بعد نظام "الأسد".
ـ رأينا الثابت والذي تتفق فيه معنا الغالبية العظمى من السوريين في المعارضة، هو أن مواصلة تسليح الوضع في سوريا، وأن مزيدا من العنف، ليسا هما الحل نحن نرى أن المعارضة أقوى كثيرًا عندما تمارس حقها في الاحتجاجات السلمية.
ب ـ فرنسا:
* وزير الخارجية "آلان جوبيه":
ـ على المراقبين العرب الموجودين في سوريا "ألا يسمحوا بالتلاعب بهم" من قبل النظام.
ـ جامعة الدول العربية كان لها الفضل باتخاذ مبادرة، لكن ينبغي على مراقبي الجامعة العربية عدم السماح للنظام بالتلاعب بهم، كما يحاول هذا النظام أن يفعل.
ـ "إذا كان من غير الممكن أن تحقق البعثة العربية أهدافها، فإننا مصممون على العمل معًا في مجلس الأمن، لكي يتخذ مجلس الأمن الدولي في النهاية موقفًا من الوضع في سوريا".
1ـ ضرورة الانتظار لنرى ما ستصل إليه البعثة العربية(2):
ـ بعثة الجامعة العربية خطوة على الأقل، في ظل غياب أي مبادرات أخرى، وأنا متفهم أن الناس نفد صبرهم، يريدون أن يروا نتائج فورية بحيث يتوقف العنف فورًا.
ـ أعتقد أن على الرغم من أن البعثة لم تتمخض عما كانت تريده المعارضة السلمية، فإن من السابق لأوانه استنتاج فشلها.
ـ أقترح أن ننتظر لنرى، إذا خلصت البعثة إلى أن الوضع بالسوء أو حتى نصف السوء الذي تتحدث عنه المعارضة، فهذا في حد ذاته إنجاز قد تحال القضية إلى مجلس الأمن الدولي.
2 ـ أسباب بقاء نظام "الأسد"(3):
* هناك العديد من الأسباب التي جعلت نظام "بشار الأسد"، يصمد في وجه الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ قرابة عشر أشهر، ومنها:
ـ أن سوريا بتجربتها الطويلة منذ أول انقلاب عسكري في نهايات عقد أربعينيات القرن الماضي، وإلى أن انتهى الحكم إلى عائلة "الأسد" التي استبدت بها، والشعب السوري بعد كل هذه المعاناة لن يقبل بأقل من تجربة ديمقراطية حقيقية.
ـ القوات المسلحة في تونس ومصر قد بادرت إلى حسم موقفها بسرعة بالانحياز إلى الثورة هنا وهناك، بيد أن الجيش السوري يدعم النظام حتى الآن، وذلك بسبب طبيعة بنية الجيش السوري، فهو بني على مدى أكثر من أربعين عاما في عهد "حافظ الأسد"، على أسس طائفية جعلت ولاءه وبالقوة وعلى أساس الأمر الواقع ليس للوطن ولا للشعب، وإنما للنظام وأهله.
ـ الوضع العربي تجاه ما جرى في سوريا ظهرت فيه اختراقات كثيرة، وأن إيران ومعها "حزب الله" اللبناني، وبعض الأطراف العراقية الحاكمة، قد أصبحت طرفًا في الأزمة السورية، وهناك الموقف الروسي والصيني اللذان حالا دون إصدار أي قرار فاعل من قبل مجلس الأمن الدولي.
ـ النظام السوري أفرط في استخدام القوة العسكرية والعنف الأمني ضد مواطنيه، فضلاً عن المناورات السياسية التي قام بها مع الجامعة العربية.
ـ تأخر الحسم في سوريا كان خشية من أن تتحول لساحة صراع إقليمي ودولي، حيث:
· إيران تعتبر أن معركة سوريا معركتها وأنه سيتوقف على نتائجها مستقبل دورها الإقليمي في المنطقة كلها.
· تركيا لديها تخوفات تجاه مستقبل سوريا في ضوء واقع المعارضة وفي ضوء التركيبة الطائفية والإثنية القائمة.
· إسرائيل والولايات المتحدة لا تملكان وضوح رؤية فعلية وحقيقية تجاه هذا الوضع، وهذا ينطبق أيضا على أوروبا وينطبق إذا أردنا قول الحقيقة على بعض الدول العربية.
(1) وكالة الأنباء الفرنسية، الشرق الأوسط، القدس العربي، الشروق، المصري اليوم، الأهرام، الأخبار، رويترز، وكالة الأنباء الإيطالية، وكالة الأنباء القطرية، وكالة الأنباء الإماراتية، وكالة الأنباء السعودية، وكالة الأنباء الكويتية، أسوشيتد برس انترناشونال، رويترز، جيروزاليم بوست، وكالة الأنباء الألمانية، وكالة الأنباء الفرنسية، العربية نت، الجزيرة نت، إيلاف، راديو سوا، إذاعة سويسرا، جارديان، اندبندنت، نيويورك تايمز، واشنطن بوست، هاآرتس، صنداي تليجراف، صنداي تايمز، العرب القطرية، الشرق القطرية، أخبار الخليج، البيان الإماراتية، الخليج الإماراتية، الوسط، وكالة الأنباء البحرينية، تشرين السورية، 5/1/2012.
(2) خبير الشؤون السورية الدبلوماسي الهولندي "نيكولاوس فاندام"، سي إن إن، 5/1/2012.
(3) صالح القلاب، الشرق الأوسط، 5/1/2012.
الجامعة العربية تستعين بحماس لإقناع النظام السوري بوقف العنف
صحيفة التلجيراف(7/1/2012) تناولت انفجار دمشق، قائلة إن هذا العملية تزيد من عمق الأزمة السوري، خاصة بعد تراشق التهم بين النظام والمعارضة. وترى الصحيفة أن الجامعة العربية تتعرض لضغوط كبيرة من أجل ممارسة تأثير حقيقي وفاعل علة النظام السوري، حتى أنها اضطرت إلى طلب المساعدة من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "خالد مشعل" لقناع الرئيس السوري "بشار الأسد" بضرورة وقف العنف. وتبدي الصحيفة تشككها من قدرة "خالد مشعل" على اقناع "بشار الأسد"، والقيام بهذه الوساطة.
أصداء تفجيرات سوريا الثانية
قالت صحيفة الجارديان (7/1/2012) أن التفجيرات في سوريا ستجعل الشعب يلتف أكثر حول نظامه، فالتفجير الذي أودى بحياة كثيرين عقد المشهد السوري أكثر، فمع التفجير السابق قام النظام في سوريا باتهام تنظيم القاعدة مباشرة، أما مع مشهد الأمس فالإدانة كانت لرأس المفجر الذي قتل مع العملية عندما نفذها، ولم تتهم حتى الآن أية جهة، مما يثير التساؤلات عن الفرق بين التفجيرين وهوية المنفذين الغير معلومة.
وأضافت الصحيفة منوهةً بأن صور مسرح التفجير في إحدى ضواحي دمشق الجنوبية ظلت تبث ويعاد بثها باستمرار في وسائل الإعلام الرسمية مصحوبة بالزعم إن تنظيم القاعدة هو المسؤول، مما حدا ذلك بتحول الأنظار من حمص وحماة وإدلب ودرعا والمدن والقرى الأخرى التي تشهد احتجاجات وأعمال قتل، ولكن رغم ذلك فقد استمرت الاحتجاجات بما فيها مظاهرة نادرة خرجت في حلب ثاني كبرى المدن السورية حيث كان الحشد الذي خرج فيها أكبر منه في مظاهرات أيام الجمعة السابقة، ربما بسبب وجود المراقبين العرب.
شكوك غربية حول رواية النظام السوري في تفجيرات دمشق
اهتمت الصحف الأمريكية بالأوضاع في سوريا، غداة التفجير الذي هز حي الميدان بالعاصمة السورية دمشق. وقالت صحيفة الواشنطن بوست (7/1/2012) "إن الانفجار أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 25 شخصاً وجرح ، في الهجوم الذي يعد الثاني من نوعه، الذي تشهده دمشق في غضون أسبوعين، وسط الضغوط المتصاعدة على جامعة الدول العربية وهي تستعد لتقرر ما إذا كانت ستمدد بعثة المراقبة في البلد المضطرب. ورأت الصحيفة أن هجوم يوم الجمعة يأتي في لحظة حاسمة بالنسبة للجامعة العربية، والتي من المقرر أن تجتمع الأحد لتحديد الاستمرار في المهمة في سوريا أو سحب الفريق وربما تحويل هذه القضية إلى مجلس الأمن الدولي. وأضافت الصحيفة أن وسائل الإعلام الرسمية السورية ذكرت أن مهاجماً انتحارياً فجر عبوة ناسفة، واتهم مسؤولون إرهابيين بالتسبب في الحادث، بينما اعتبرت المعارضة أن النظام هو المسؤول، فيما لم يسق أي منهما أدلة على مزاعمها –وفق الصحيفة.
أما صحيفة النيويورك تايمز، فقالت إن الانفجارات التي شهدتها سوريا مؤخراً، وإطلاق العنان لمشاهد من الفوضى والارتباك يؤكد تزايد تعقيد الانتفاضة السورية. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الانفجار هو الثاني في غضون أسبوعين في العاصمة المحصنة، رغم أن أحدا لم يعلن المسؤولية عن أي منهما، بينما تتحول الانتفاضة الشعبية ضد النظام، بشكل متزايد إلى العنف.
وساطة حماس في الأزمة السورية دليل على مأزق النظام والجامعة العربية
كتب "طارق الحميد" في صحيفة الشرق الأوسط (7/1/2012) قائلاً إن طلب الجامعة العربية العون من رئيس مكتب حماس السياسي "خالد مشعل له دلالتان هامتان:
· أولاً: فشل جامعة الدول العربية في إيجاد مخرج من الأزمة السورية.
· ثانياً: المأزق الذي وضع النظام السوري نفسه فيه، والخوف والقلق الذي يجتاحه من اقتراب لحظة السقوط، حتى أنه قبل وساطة "خالد مشعل"، الذي كان إلى وقت قصير، أحد أوراق النظام في لعبة النفوذ والصراع الإقليمي.
ويتابع الكاتب أن الجامعة العربية أصبحت في موقف لا تحسد عليه، حتى أنها تستعين بـ"خالد مشعل" لإنقاذ المبادرة العربية المترنحة، ووقف العنف.
وتقول صحيفة القدس العربي (7/1/2012) إن اجتماع اللجنة الوزارية العربية الطارئ في القاهرة غداً الأحد، سوف يتضمن تقديم تقرير من بعثة المراقبين العرب حول مهمتهم في سوريا. وتتوقع الصحيفة أن يدين التقرير طرفي النزاع في سوريا، وربما يوصي بتطبيق عقوبات اقتصادية أشد على سوريا، أو إحالة ملفها إلى مجلس الأمن. وتشير الصحيفة إلى رغبة الجامعة العربية بالتنصل من التزاماتها، وتحويل الملف السوري إلى الجامعة العربية، والتفرغ لدور المتفرج، الذي اعتادت عليه طوال سنوات. وتضيف الصحيفة أن تخلي الجامعة العربية عن مسئولياتها تجاه الأزمة السورية، سوف يعمق الأزمة، ويزيد من اشتعال حرب أهلية أو صراعات طائفية في سوريا.
المعارضة والنظام يتبادلان التهامات بالمسئولية عن تفجير دمشق
كتبت صحيفة الحياة اللندنية (7/1/2012) قائلة إنه للمرة الثانية خلال اقل من أسبوعين وقع انفجار قوي وسط دمشق أدى -بحسب الرواية الرسمية- إلى سقوط 26 قتيلاً على الأقل وأكثر من 60 جريحاً. ولاحظت الصحيفة أن التفجير، مثل التفجيرين السابقين اللذين استهدفا مركزين أمنيين في حي كفرسوسة، وقع نهار الجمعة في وقت تتجمع فيه حشود للسير في تظاهرات مناهضة للنظام بعد الصلاة. وأشارت الصحيفة إلى تبادل الاتهامات بين النظام والمعارضة بشأن المسؤولية عن العملية، إذ اتهم النظام جماعات إرهابية بالمسؤولية، معتبرا ان الهجوم جزء من المؤامرة على سوريا، بينما حمل المجلس الوطني السوري النظام مسؤولية الهجوم، معتبرا أنه يهدف إلى إجهاض حركة التظاهر وإشغال الناس بحماية أرواحهم، وأبدت الصحيفة شكوكها من توقيت الانفجار الذي يأتي قبل يومين فقط من مناقشة الجامعة العربية تقرير هيئة المراقبين، بينما طرح ناشطون تساؤلات عن عرض التلفزيون السوري لصور التفجير فوراً رغم وجود مسافة بين مبنى التلفزيون ومكان التفجير.
ضرورة وجود آلية عربية لإنهاء المعضل السوري
قالت صحيفة الشرق القطرية (7/1/2012) أنه مع اقتراب موعد اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية للنظر في أول التقارير التي تعتزم بعثة المراقبين العرب تقديمها للجامعة العربية، تبدو صورة الأوضاع في سوريا غير واضحة مع استمرار حملات العنف والقمع، فمنذ أن بدأت مهمة المراقبين العرب برئاسة الفريق مصطفى الدابي، وعشرات القتلى يسقطون يومياً دون أي مؤشر على تراجع مستويات العنف والقمع الحكومي تجاه المتظاهرين السلميين في المدن والبلدات السورية، بل إن بعض الحوادث وقعت أحيانا في حضور افراد من البعثة، فيبدو واضحاً حتى الآن، أن التزام النظام السوري بخطة العمل العربية التي تنص على وقف العنف فوراً وسحب قوات الجيش، لا يزال دون المقبول، لذا فلكل هذه الأسباب لم يكن مستغرباً الشعار الذي رفعه الثوار في سوريا أمس الجمعة والذي ينادي بتدويل الملف، وهو أمر يفرض الكثير من التحديات أمام الاجتماع المرتقب غداً للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية وضرورة وجود حل يحسم العنف في سوريا.
وقالت صحيفة الرياض السعودية (7/1/2012) في الشأن ذاته، أن الثوار في سوريا، لا يعتمدون كثيراً على البعثة العربية، و المعارضة لم تتفق على قواسم مشتركة حتى الآن، والتفجيرات الأخيرة تؤكد أن السلطة بدأت تنفيذ عمليات قتل جماعية بمواقع تختارها وتنسب ما يجرى للقاعدة، بدليل أن تفجيري دمشق الماضيين لم تعرض السلطة فيهما أي وثائق تدين طرفاً آخر، وذلك مع عجز النظام عن إيقاف المد الجماهيري والذي وصل إلى إجماع تام بأن الحرية هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة متمثلة في إسقاط النظام، ولذلك فمحاولات كسر عظام الشعب فشلت حتى الآن، فاعتماد سياسة التفجيرات من قبل السلطة، سيدفع بالطرف المعارض استخدام نفس السلاح، وهو ما يتوافق مع طبيعة القتل المتبادل أسوة بما يجري في العراق وجرى في بلدان عربية أخرى، لكن الخشية تأتي من استبدال إستراتيجية المعارضة إلى الأخذ بطرق الاغتيالات أو من داخل مفاصل النظام، إذا ما تدهورت الحالة الاقتصادية لتقود إلى يأس يؤدي إلى التصفيات بين أصحاب الخط الواحد، لذا فمن اللمكن القول بأن سوريا نقطة التقاء لأزمات كثيرة، لكنها إذا ما تحررت من النظام، ستكون إضافة كبيرة للقوة العربية، وفي المشرق تحديداً.
تصاعد احتمالات تدويل الملف السوري
قالت صحيفة الراي الكويتية (7/1/2012) أن عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري هيثم المالح، أكد على أن إحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي مسألة حتمية منوهاً بـ كلام رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بشأن الاستعانة بالمساعدات الفنية للأمم المتحدة، وشدد المالح على فشل مهمة بعثة المراقبين العرب في سورية، ورأى أن التقرير الذي سيرفعه رئيس البعثة محمد مصطفى الدابي إلى اجتماع اللجنة الوزارية العربية غداً سيفتح المجال أمام تدويل الأزمة السورية، وأن ذلك سيفرض تحديات جديدة على الجميع لابد أن تواجه، حتى يتسنى لسوريا الخروج من الأزمة.