الاثنين 20 شوّال 1445 هـ الموافق 29 أبريل 2024 م
التقرير الإعلامي 293 - الخطوة التالية لتشكيل الحكومة - 20 آذار/مارس 2013
الأربعاء 8 جمادى الأول 1434 هـ الموافق 20 مارس 2013 م
عدد الزيارات : 1914
انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:
المقاومة الحرة:
المعارضة السورية:
الوضع الإنساني:
النظام الأسدي:
المواقف والتحركات الدولية:
آراء الصحف والمفكرين:
أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

أعداد من القتلى بلغت 140 شخصا، وفيهم عدد من النساء والأطفال، نتيجة قصف ل322 منطقة في عموم سوريا من قبل نظام المقاومة والممانعة، فيما هاجم الثوار قوات الأسد في 109 نقاط استطاعوا فيها تحرير بعض المواقع واستهداف عددا من المقرات الأسدية، كل ذلك بينما الحكومة الانتقالية تعتزم البدء في عمليتها السياسية التي أنشئت لأجلها.

انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:

أعداد القتلى:
قتل 140 شخصا بأسلحة الأسد، بينهم 9 نساء و15 طفلا و57 في دمشق وريفها و42 في حلب و14 في حمص و11 في درعا و10 في إدلب و5 في حماه و1 في الرقة، إضافة إلى أعداد من الجرحى والإصابات وبعضها خطيرة، نتيجة القصف الأسدي على الأحياء والمناطق السكنية. (1)
مئات المناطق مقصوفة:
قصفت قوات النظام الأسدي 322 منطقة في مختلف المدن والبلدات السورية، حيث سجل قصف الطيران في 18 نقطة، والقصف بصواريخ سكود في نقطتين، والقصف بصواريخ أرض – أرض في نقطة واحدة، أما القصف بالبراميل المتفجرة فقد استهدف نقطتين، والقصف بالقنابل العنقودية سجل في قبتان بحلب، والقصف بقذائف المدفعية في 124 نقطة، وقصف الهاون في 104 نقاط والقصف الصاروخي سجل في 73 نقطة، الأمر الذي خلف دمارا واسعا في البنايات والأحياء السكنية وأضرارا كبيرة مادية وبشرية. (1)
استخدام قنابل عنقودية:
قال ناشطون سوريون إن الطيران الحربي التابع لقوات النظام ألقى قنابل عنقودية على بلدة السفيرة بريف حلب التي تشهد اشتباكات عنيفة، وذلك بعد يوم من مقتل 16 شخصا جراء سقوط صاروخ يحمل مواد كيميائية في خان العسل. (2)
كما تعرضت منطقة تل حلف الواقعة بمحيط مدينة رأس العين للقصف من قبل القوات النظامية التي استخدمت طائرة حربية بالقصف وتشير المعلومات الأولية إلى وقوع خسائر بشرية. (5)

المقاومة الحرة:

اشتباكات عنيفة:
اشتبك الثوار مع قوات الأسد في 109 نقاط تمكنوا فيها من السيطرة على الجامع العمري في درعا الذي انطلقت منه أوائل المظاهرات في منطقة حوران، واستهدفوا مطار الطبقة العسكري بقذائف الهاون وأمنوا انشقاق 12 جنديا وقتلوا 30 آخرين أثناء الاشتباكات، كما استهدفوا مركز تجمع قوات النظام في الصالة الرياضية بإدلب وذلك بعدة قذائف، واستهدفوا أيضا فرع أمن الدولة بعدة قذائف مما أدى إلى اشتعال النيران فيه، وفي حلب تصدى الثوار لرتل عسكري في خان طومان ودمروا أكثر من 4 دبابات وقتلوا العشرات من قوات النظام كما قاموا باستهداف رتل عسكري في مورك بحماه. (1)
استهداف فرع المخابرات:
أكد الجيش السوري الحر استهداف فرع المخابرات الجوية في مدينة حرستا وإسقاط طائرة حربية في الرقة.
وقد قال ناشطون إن النيران اشتعلت في مبنى فرع الأمن الجوي بحرستا بريف دمشق، جراء استهدافه من قبل كتائب الثوار. (2)
استهداف مطار الضمير:
وفي ريف دمشق استهدف "لواء الإسلام" مطار الضمير بصاروخ محلي الصنع يصل مداه إلى ستين كيلومترا، كما قالت مصادر من لواء الإسلام إن الصاروخ أصاب المطار الذي يعد أضخم المطارات العسكرية في سوريا.(2) وقاموا بقصف فوج الوحدات الخاصة 41 في ضاحية الأسد بمدافع الهاون الثقيلة (1)

المعارضة السورية:

لا مبرر لفكرة استقالة الخطيب:
مع تسمية غسان هيتو رئيسا للحكومة الانتقالية السورية ازدادت التكهنات حول إمكانية استقالة الخطيب من رئاسة الائتلاف، غير أنه أوضح أنه لا يجد مبررا لتداول هذا الموضوع خصوصا أن ولايته تنتهي في غضون شهرين فقط، وعندما يحين موعد ذلك الاستحقاق، فإنه سيقرر ما إذا كان يرغب في الاستمرار في هذا الموقع عبر الترشح له مجددا، أو خدمة القضية السورية من موقع آخر. (3)
الخطوة التالية لتشكيل الحكومة:
يوزع الخطيب المهام بين الحكومة الانتقالية والائتلاف؛ فيحدد مهام الأولى بـ«الأمور التنفيذية داخل المناطق المحررة»، بينما يعتبر الأخير «مرجعية سياسية وقانونية للحكومة، بالإضافة إلى إدارته الملفات السياسية».
وعن الخطوة التالية بعد تشكيل الحكومة قال: إنه سيضع رئيس الوزراء برنامجه ويعرضه على الهيئة العامة للائتلاف لإقراره أو تعديله بما يتناسب وتقديم أفضل ما يمكن للداخل السوري.
وأعرب عن نفسه أنه ما زال يفضل السلطة التنفيذية حتى الآن، لكن القرار بتأليف الحكومة تم اتخاذه في الائتلاف وفقا لإرادة الأكثرية، وقال: نحن جسم واحد ولا بد من العمل لإنجاح هذا الموضوع كجسم واحد بما فيه مصلحة الثورة والشعب السوري الذي يعاني الكثير في الداخل، ولا بد لنا من القيام بكل ما يمكننا من أجل تخفيف العبء عنه ومساعدته في الخلاص من الوضع القائم. (3)
تجميد عضوية 12 عضوا:
ظهرت خلافات المعارضة السورية إلى العلن مجددا، حيث أعلن 12 من أعضاء «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» تجميد عضويتهم في الائتلاف، ومن بين تلك الشخصيات سهير الأتاسي نائبة رئيس الائتلاف، ووليد البني المتحدث باسمه، احتجاجا على طريقة انتخاب رئيس الحكومة الجديد، واصفين إياها بأنها «لا ديمقراطية». (3)
في المقابل وصف عضو الائتلاف أحمد رمضان خطوة تجميد بعض الشخصيات عضويتهم بـ«المؤسفة»، مؤكدا أن «المرحلة التي تمر بها المعارضة صعبة وكان لا بد من إعطاء مساحة أكبر للمشاورات كي لا نصل إلى مثل هذا الأمر».
وبدوره، قال عبد الأحد اسطيفو، عضو المجلس الوطني والائتلاف، لـ«الشرق الأوسط» إن «قيام بعض الأشخاص في الائتلاف بتجميد عضويتهم يأتي في سياق المنافسة السياسية»، موضحا أن «هذه الشخصيات كانت حتى مساء أول من مساء موافقة على كل ما حصل في مؤتمر المعارضة، لكننا فوجئنا صباح أمس بقرارهم، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام».  (3)
تأكيد وجود مخزون كبير من الأسلحة الكيماوية:
أكد عبد الحليم خدام، نائب الرئيس السوري الأسبق، أن نظام الأسد يحتفظ بمخزون كبير من الأسلحة الكيماوية، ويعتبرها السلاح الأساسي له بعد فشله في تأسيس مفاعل نووي لصنع قنابل نووية في فترة السبعينيات.
وقال في اتصال هاتفي مع "العربية" عن مكان وجود الأسلحة الكيماوية "إنه من الصعب معرفة مكان تخرين هذه الأسلحة، خصوصاً لمن هو خارج الدائرة الضيقة المحيطة بالنظام"، مشيراً إلى أنها قد تكون في مناطق جبلية.
وأشار خدام إلى أن بشار الأسد لا يربطه بالشعب السوري أي رابط، سواء عاطفي أو انتماء وطني، ولا يشعر بالمسؤولية الوطنية تجاه أبناء بلده، وهذا ما يدفعه لارتكاب أي جريمة دون تردد. (4)

الوضع الإنساني:

من نتائج إغلاق الحدود الأوربية:
قضى 6 لاجئين سوريين، بينهم شابة حامل و3 أطفال في محاولتهم الوصول إلى جزيرة ليزبوس اليونانية من تركيا وفقد ثلاثة، حسبما أعلن الفرع اليوناني للمفوضية العليا للاجئين.
وأشارت المفوضية العليا للاجئين ومنظمة العفو الدولية في هذه المناسبة إلى مخاطر إغلاق الحدود الأوروبية أمام المهاجرين غير الشرعيين، باعتبار أن ذلك لا يحمي حقوق وأمن اللاجئين وطالبي اللجوء.
وأوضحت المفوضية أن أقارب ضحايا حادث الغرق، الذين كانوا على متن زورق مطاط، وأبحروا من ساحل تركي قريب من جزيرة ليزبوس (شرق بحر ايجه)، كانوا بانتظارهم في أثينا وتعرفوا إليهم، وأبلغوا بفقدان 3 أشخاص آخرين في المجموعة. (4)

النظام الأسدي:

الأسد في مركز للفنون:
قام الرئيس السوري بشار الأسد، بزيارة مفاجئة إلى مركز تربوي للفنون الجميلة في شرق دمشق، حيث يقام تكريم لأهالي تلامذة قضوا جراء النزاع، بحسب ما أورد المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية السورية على صفحته الرسمية على موقع «فيس بوك». وأوردت الصفحة أنه «خلال تكريم وزارة التربية لأهالي التلاميذ الذي استشهدوا بسبب الأعمال الإرهابية وهم على مقاعد الدراسة في المركز التربوي للفنون التشكيلية، حضر الرئيس الأسد يحضر بشكل مفاجئ ليكرم الأهالي بنفسه». (3)
طلب التحقيق في استخدام أسلحة كيماوية:
رفعت الحكومة السورية طلباً لدى الأمم المتحدة، فحواه التحقيق في استخدام الإرهابيين للأسلحة الكيماوية في حلب، حسبما صرح به مندوب سوريا في مجلس الأمن بشار الجعفري.
وقال الجعفري في مؤتمر صحافي بالأمم المتحدة "أود إعلامكم بأن الحكومة السورية طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة تشكيل مهمة خاصة ومحايدة وتقنية للتحقيق في استخدام الجماعات الإرهابية للأسلحة الكيماوية في خان العسل في حلب ضد المدنيين". (4)

المواقف والتحركات الدولية:

حذر أردني:
قال الملك عبد الله الثاني: إن «إمكانية تحول سوريا إلى التطرف، إلى جانب الجمود في عملية السلام، يمكن أن تشعل المنطقة بأسرها»، مضيفا أن «هناك سيناريو آخر في غاية الخطورة، وهو تفكك سوريا بصورة تؤدي إلى صراعات طائفية في جميع أنحاء المنطقة، تستمر لأجيال قادمة. وهناك أيضا خطر كبير من أن تتحول سوريا إلى قاعدة إقليمية للجماعات المتطرفة والإرهابية، ونحن نشهد بالفعل وجودا لهذه الجماعات في بعض المناطق». وأضاف أن بلاده تعمل، في مواجهة جميع هذه التهديدات، على إعداد خطط لحماية الشعب والحدود: «دفاعا عن النفس»، مؤكدا أن الأردن يعمل على إعداد جميع خطط الطوارئ الممكنة لهذا الغرض. (3)
الأطلسي: 3 شروط للحظر الجوي:
اتخذ «شمال الأطلسي» قرارا باتباع المثال الذي اعتمده في ليبيا عام 2011 في حال قرر التدخل في سوريا، بالقول: «نحن مستعدون في حال طلب منا القيام بما قمنا به في ليبيا». ويتطلب تكرار «النموذج الليبي» تحقيق ثلاثة شروط قبل أن يفرض «الناتو» حظرا جويا فوق الأراضي السورية، وهي: استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي، ودعم دول المنطقة لهذه الخطوة، وموافقة الدول الـ28 الأعضاء في الحلف. (3)
خلاف حول التحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية:
نشب خلاف في مجلس الأمن بين روسيا ودول غربية بشأن تحقيق أممي محتمل حول الاتهامات بشن هجمات بأسلحة كيمياوية في سوريا، وذلك بينما ناقش مجلس الأمن بشكل غير رسمي الاستخدام المحتمل لأسلحة كيمياوية في سوريا، بعد طلب رسمي من دمشق بالتحقيق في هجوم بأسلحة تحمل موادا كيمياوية في حلب. (2)
وكانت قد طالبت كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بفتح تحقيق دولي في احتمال استخدام أسحلة كيماوية في النزاع الدائر في سوريا، في حين شددت روسيا على ضرورة قصر التحقيق على الطلب الذي تقدم به النظام السوري. (4)
من جانبه، أكد وزير الاستخبارات والشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي أنه تم بالفعل استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا دون تأكيد الجهة التي استخدمته، الثوار أم النظام. (4)

وقال السفير الأمريكي لدى دمشق روبرت فورد إنه لا يوجد دليل حتى الآن يدعم التقارير التي ترددت عن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا لكن الولايات المتحدة لديها فريق كبير يتحرى الأمر.
وأضاف في شهادة أمام مجلس النواب الأمريكي في جلسة بشأن الأزمة السورية "حتى الآن لا يوجد لدينا دليل يؤكد التقارير عن استخدام أسلحة كيماوية يوم الثلاثاء لكنني أريد تأكيد أننا ندرس تلك التقارير بعناية بالغة". (5)
أوباما يحذر:
في السياق نفسه، حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما الرئيس السوري بشار الأسد من أنه سيحاسب إذا استخدم أسلحة كيمياوية أو تسبب بشكل ما في نقلها إلى من وصفهم أوباما بالإرهابيين.
وقال أوباما: إن الولايات المتحدة تحقق في الموضوع المتعلق باحتمال استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا. (2)
اتهام بتعطيل التحقيق:
من جانبه: قال السفير الروسي فيتالي تشوركين إن بريطانيا وفرنسا تريدان التحقيق في الهجوم الكيمياوي المفترض في خان العسل، وكذلك في هجوم مماثل قالت المعارضة إنه استهدف بلدة العتيبة شرقي العاصمة دمشق.
واتهم تشوركين باريس ولندن بالسعي إلى تعطيل التحقيق من خلال المطالبة بالتحقيق في الهجومين الكيمياويين المفترضين، قائلا إنه لا داعي لهذا التكتيك. (2)

آراء الصحف والمفكرين:

كتب صالح القلاب تحت عنوان: الدرس الذي لم يفهمه بشار الأسد!، وقال:
حتى بعد مرور عامين على هذه الحرب المدمرة، التي لا تزال مفتوحة على أسوأ الاحتمالات بما فيها احتمال تمزق سوريا وتشظيها وإقامة الدويلة المذهبية والطائفية التي يجري الحديث عنها على جزء منها، فإن بشار الأسد، الذي يتغنى المحيطون به بعبقريته وبأن الزمان لم يجدْ بمثله، لم يدرك بعد أن العرب كانوا تغاضوا عن إلحاق والده حافظ الأسد «القطر العربي السوري» بـ«بعْثه» وبرسالته الخالدة بحوزة الولي الفقيه في طهران، بعد تلك الحماقة القاتلة التي ارتكبها صدام حسين بغزو واحتلال دولة عربية هي دولة الكويت.
قبل تلك القفزة المشبوهة التي قام بها صدام حسين، التي، بالإضافة إلى أنها قد أوصلت العراق إلى ما هو عليه الآن، قد دمرت ما كان يعتبر أمنا قوميا عربيا - كانت سوريا تعيش حصارا غير مسبوق، والسبب هو أن حافظ الأسد، بمجرد انتصار الثورة الخمينية في فبراير (شباط) 1979، قد أدار ظهره حتى للدول العربية التي ساندته في الكثير من المعارك الداخلية، التي خاضها ضد من كانوا يعتبرون رفاقه في حزب البعث الحاكم، والتي وقفت إلى جانبه بعد انفراد أنور السادات بالذهاب إلى عملية السلام وتوقيع معاهدة كامب ديفيد الشهيرة، والتي «تفهمت» احتلاله للبنان وتظاهرت بتصديق أن اتفاقه مع هنري كيسنجر في عام 1976 قد جاء من أجل إنقاذ هذه الدولة العربية من الفوضى المدمرة وأيضا من أجل انتشال المقاومة الفلسطينية من المستنقع اللبناني الي بدأت تغوص فيه.
ربما باستثناء جماهيرية القذافي العظمى والجزائر بحدود معينة، فإن معظم الدول العربية، إن ليس كلها، لم تستطع استيعاب تحويل دولة عربية رئيسة وأساسية إلى مجرد رقم ملحق بالمعادلة الإيرانية الإقليمية الجديدة، ولم تحتمل انحياز حافظ الأسد إلى الخميني وثورته في حرب الثمانية أعوام على العراق، ولذلك، ورغم أن الرئيس السوري السابق قد حاول التذاكي على هذه الدول بالقول إن قربه من طهران يحميها من أي نزوة شيطانية لأكثر الإيرانيين تشددا - فإن العرب بصورة عامة قد فرضوا حصارا حقيقيا على دمشق، بعضه معلن وبعضه غير معلن، والدوافع والأسباب هنا كثيرة ومتعددة.
كان العرب قد تغاضوا عن مذبحة حماه في عام 1982 التي أزهقت فيها أرواح أكثر من ثلاثين ألفا، معظمهم من المواطنين الأبرياء من لون طائفي معين، وكان العرب قد تغاضوا عن تحويل قوات الردع العربية إلى قوات احتلال فعلي للبنان، وأيضا عن استباحة الكثير من المخيمات الفلسطينية تحت إشراف هذه القوات ومساندتها، كما أنهم قد تغاضوا أيضا عن تلاعب المخابرات السورية بأمن بعض الدول العربية. لكن هذا كله قد تلاشى دفعة واحدة عندما اختار حافظ الأسد التحالف مع إيران الخمينية، التي كان قد اتضح مشروعها التمددي الإقليمي وتصدير ثورتها المنتصرة، وببعد طائفي، إلى دول المنطقة.
لكن العرب، الذين كانوا قد وضعوا نظام حافظ الأسد في دائرة التضييق والمقاطعة بسبب انحيازه، وبلون طائفي ومذهبي لم يكن خافيا، إلى طهران الخمينية - وجدوا أنفسهم مجبرين ومضطرين على القفز من فوق هذا كله بعد احتلال صدام حسين للكويت، وذلك على أساس أن الضرورات تبيح المحظورات، وأنه لا بد من الأخذ بنظرية الصراع القائلة إن الأولوية يجب أن تكون للأهم على حساب المهم، وأن الأهم أصبح، بعد تلك القفزة المشبوهة التي قام بها الرئيس العراقي الأسبق، هو تحرير الدولة الكويتية ودحر الاحتلال عنها.. وهذا قد احتاج إلى تغليب الرئيس على الثانوي والقبول بالنظام السوري على علاته، لأن عملية التحرير هذه بقوات دولية كانت تتطلب مشاركة قوات سورية إلى جانب الكثير من القوات العربية.
إن هذا لم يفهمه ولم يدركه بشار الأسد عندما جاء إلى الحكم في عام 2000، ولذلك فإنه بدل أن يحافظ على العلاقات العربية التي خلفها له والده مع الاستمرار في علاقات معقولة ومقبولة مع إيران الخمينية - بدأ يدير ظهره إدارة كاملة حتى للعرب الذين أحسنوا إليه وأحسنوا لوالده قبله، وذلك إلى حد أنه بات يتصرف مع هؤلاء العرب كأنه وكيل للولي الفقيه، بل كأنه مجرد مجند في «فيلق القدس» التابع لحراس الثورة الإيرانية، فأخذ يخبط خبط عشواء، وحول سوريا إلى تابع للدولة الإيرانية وإلى مجرد رقم، وإن رئيسا، في معادلتها التمددية في الشرق الأوسط وفي المنطقة العربية.
وهنا، فإن المعروف أن الحرص على سوريا وعلى مكانتها وعلى دورها العربي، قد جعل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يبادر، وأكثر من مرة، إلى محاولة تصحيح علاقات بشار الأسد مع الدول العربية، التي كانت علاقات نظامه معها متردية وأكثر من سيئة؛ فكانت تلك المبادرة المفاجئة العظيمة في قمة الكويت الاقتصادية في عام 2009، وكانت تلك الزيارة التي رافقه فيها إلى لبنان، وأيضا كان هناك ذلك الاستقبال المميز له في المملكة العربية السعودية.. لكن الرئيس السوري، الذي كان - ولا يزال - ينظر إلى كل شيء، إنْ في الشرق الأوسط وإنْ في المنطقة العربية، من زاوية تبعيته لإيران الخمينية، لم يدرك مغزى ومعنى هذا كله فبقي يدير ظهره للعرب بغالبيتهم، وبقي يضع بيضه كله في السلة الإيرانية.
وهكذا، فقد ازداد بشار الأسد، بعد الاحتلال الأميركي للعراق، التصاقا بإيران وازداد ابتعادا عن العرب، بل ومناكفة لهم. وهنا، فلعل ما زاد الطين بلة، كما يقال، أنه - وانسجاما مع مخطط سيطرة الإيرانيين الفعلية، الأمنية والسياسية وكل شيء، على بلاد الرافدين - قد انخرط هو بدوره في لعبة الإيرانيين بالسعي لإغراق الولايات المتحدة في الرمال والأوحال العراقية، وهذا قد اضطره إلى التعاون مع «القاعدة» وإلى تحويل سوريا إلى ساحة أنشطة عسكرية واستخباراتية لـ«فيلق القدس» الإيراني ولحزب الله ولبعض الميليشيات الطائفية العراقية.
ثم، ولقد كانت الخطيئة الكبرى فوق هذا كله عندما بادر إلى معالجة احتجاجات شعبه، التي كانت لا تزال سلمية، بالعنف وبفتح أبواب سوريا على مصاريعها أمام التدخل الإيراني العسكري والأمني السافر وأمام تدخل حزب الله وتدخل بعض الميليشيات العراقية، وكل هذا بأبعاد طائفية ومذهبية مكشوفة ومعلنة، وبتحويل هذا البلد إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، وعلى غرار ما كان عليه الوضع في عقد خمسينات القرن الماضي - عقد الانقلابات العسكرية المتلاحقة، التي كان أولها انقلاب حسني الزعيم، الذي أكد مايلز كوبلاند في كتابه الشهير «لعبة الأمم» أنه كان انقلابا أميركيا، وكان آخرها انقلاب والده حافظ الأسد في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1970 الذي كان قد حظي هو أيضا بالمباركة الأميركية.
إن بشار الأسد لم يدرك هذا كله، ولم يقدر كرئيس لدولة عربية محورية أن تسليم عنقه وعنق سوريا لإيران ستكون نتيجته هذه النتيجة، وأن العرب الذين أدار ظهره إليهم والذين واجههم بالشتائم عندما حاولوا أن يمدوا إليه حبل النجاة في بدايات هذه الأحداث المتصاعدة والمتلاحقة - لا يمكن أن يتركوه يذبح الشعب السوري ويشتته على هذا النحو، ولا يمكن أن يتركوه يواصل تدمير هذا البلد العربي بهذه الطريقة.
ثم، وربما أن بشار الأسد لم يدرك، حتى بعد عامين من هذه الأحداث التي هرست سوريا هرسا وشردت شعبها ودمرت مدنها وقراها، أن اصطفاف الروس إلى جانبه، وبكل هذا الإصرار، لا هو من أجل سواد عينيه ولا حرصا على نظام «الممانعة والمقاومة»، بل لتصفية حساباتهم مع الولايات المتحدة، إنْ بالنسبة لنفط بحر قزوين والجمهوريات الإسلامية التي كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي في مراحل الحرب الباردة وقبل ذلك والتي لا تزال تعتبر مجالا حيويا لروسيا الاتحادية، وإن بالنسبة لقواعد الصواريخ الأميركية في بعض دول أوروبا الشرقية، وأيضا وإن بالنسبة لمسألة عالم القطب الأوحد والعالم متعدد القطبية، لكن ومع ذلك فإنه، أي الرئيس السوري، مستمر في الإصرار على التمسك بكرسي الحكم وعلى ذبح وتشريد شعبه، ظانا أن موسكو ستبقى تقف معه حتى النهاية، وظانا أن الإيرانيين سيضمنون له الانتصار، ليس على «الجيش الحر» والمعارضة فقط، وإنما أيضا على العرب كلهم. (3)

أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(6)
عبد الله اللبن - حماه - كفرزيتا
أحمد فيصل سلوم الحريب - دير الزور - الميادين
إسماعيل حمد الهجر - دير الزور - الميادين
انتصار أحمد الملا هاشم - دير الزور - الميادين
كمال أبو عصام - ريف دمشق - داريا
عدنان أبو مالك - ريف دمشق - داريا
روضة عمر العبار - ريف دمشق - داريا
حنان عبد الملك العبار - ريف دمشق - داريا
عائدة زيات - ريف دمشق - داريا
حامد محمد الإبراهيم - دير الزور - الميادين
رياض عدنان الصعب - دمشق - الزاهرة
نورا عمار الطيباني - حمص - الرستن
خضر مرعي الشدخان - دير الزور - الميادين
رأفت صالح المطلق - دير الزور - الميادين
عبد السلام المعسر - دير الزور - الميادين
عطا الله شاهر العبد الله - دير الزور - الميادين
محمد يوسف الزايد - دير الزور - الميادين
منار محمد المطلق - دير الزور - الميادين
مهند الدرويش - دير الزور - الميادين
مالك أبو الخير - ريف دمشق - العتيبة
علاء كلسلي/أو كلسي - ريف دمشق - دوما
علي حمادة - ريف دمشق - دوما
إبراهيم عيبور - ريف دمشق - دوما
أحمد بربور - ريف دمشق - دوما
مصطفى قدور حموية - حماه - كفرزيتا
علي عقيل زيدي - حلب - بيانون
يوسف ياسر البر - ادلب - معرة النعمان
جميل محمد عبد الرزاق - ادلب - سرمين
عبد الرحمن بكور - حمص - الرستن
نبيل كبريت - حمص - كرم الزيتون
محمد سمير شقير - ريف دمشق - عين ترما
جنين نورا الطيباني - حمص - الرستن
أبو يزن - درعا - 
أبو مجاهد - درعا - بصر الحرير
حسان فرحات "اسم حركي" - درعا - بصر الحرير
خالد بلور - ريف دمشق - كفربطنا
سالم رجوب - حمص - حي الحميدية
بسام قاسم عثمان - حمص - الرستن
تامر هاشم فلاحة - حمص - القصير
عبد الرزاق السيد - حمص - وادي السايح
حسام علي جعمور - ريف دمشق - ببيلا
شادي محمد صالح البحش - ريف دمشق - كفربطنا
وسيم سعدو الجندي - دمشق - 
بلال أمين الحجي - ادلب - جوباس
نضال الدالاتي درويش - ريف دمشق - الزبداني
وردة محمد إسماعيل - حلب - الشيخ سعيد
محمد حمصي  - حلب - الشيخ سعيد
منان عيسى - حلب - حي السكري
أحمد حاج ربيع - حلب - حي السكري
محمد حريتاني - حلب - حي السكري
إياد الحموي - حلب - حي السكري
ثناء علي حسكل - حلب - حي السكري
يوسف حج الربيع - حلب - حي السكري
محمد إسماعيل - حلب - الشيخ سعيد
تيسير علي رجو - حلب - باب النصر
محمود عمار الشريف - حلب - كرم الجبل
آل الرحموني - حلب - بستان القصر
مصطفى جمال تمو - حلب - جرابلس
عبد الحميد محمد الطيب - حلب - بيانون
مصطفى علي عقيل - حلب - بيانون
محمد أحمد مصطفى عثمان - حلب - منغ
ناصر أحمد تمو - حلب - الباب
خالد الحسين الخليف - دير الزور - البلعوم
حسام النوفل - دير الزور - الشحيل
أحمد خليفة الصالح دهام / دحام - دير الزور - دير الزور المدينة
فرحان مهند فرحان الكفري - درعا - غصم
بدر رجا بجبوح - درعا - درعا البلد
حازم تيسير صدقة - درعا - الفقيع
أسامة النجم - درعا - بصرى الشام
أحمد أسامة الدعاس - درعا - الطيحة
محمد أسامة الدعاس - درعا - الطيحة
علاء بركات النوري - درعا - الحارة
عبد الله طلال العمار - درعا - نمر
إحسان يوسف أحمد - ريف دمشق - الغوطة الشرقية: بالا
ابنة ثناء علي حسكل - حلب - حي السكري
علاء الدين الأحمد - ريف دمشق - الغوطة الشرقية: بالا
محمد أحمد صالح - ريف دمشق - الغوطة الشرقية: بالا
آمال الصغير - دمشق - القابون
والدة محمد الحمصي - حلب - حي السكري
نسيم المحمد - الرقة - شنينة
عمشة الإبراهيم - حماه - زرو أبو زيد
عرفان النعمان - ريف دمشق - رأس العين
أحمد النعمان - ريف دمشق - رأس العين
رهف كحلاوي - دمشق - القابون
راما تميم درويش - ريف دمشق - جسرين
مصطفى سليمان - ريف دمشق - زملكا
ضياء الملا - ريف دمشق - زملكا
محمد خليل قاسم - دمشق - مخيم اليرموك
فراس ضياء أبو حرب - دمشق - كفرسوسة
محي الدين الحمصي - حلب - حي السكري
عمر محمد أنور الحلاق أوطه باشي - دمشق - ساروجة


المصادر:
1- لجان التنسيق المحلية.
2- الجزيرة نت.
3- الشرق الأوسط.
4- العربية نت.
5- المرصد السوري لحقوق الإنسان.
6- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.