الاثنين 23 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 25 نوفمبر 2024 م
التقرير الإعلامي 256 - إسقاط طائرتين وانطلاق معركة "ربيع المجاهدين" - 30 كانون الثاني/يناير 2013
الأربعاء 18 ربيع الأول 1434 هـ الموافق 30 يناير 2013 م
عدد الزيارات : 2897
انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:
المقاومة الحرة:
المعارضة السورية:
المواقف والتحركات الدولية:
آراء المفكرين والصحف:
أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

تزامنا مع مؤتمر المانحين الدولي ودعم الشعب السوري بأكثر من 1.5 مليار دولار، قتل النظام الأسدي 144 شخصا وقصف 374 منطقة بالصواريخ والمدفعيات والقنابل المحرمة دوليا، فيما تمددت خطوات المقاومة الحرة في أرض سوريا وفي مقرات النظام منها معسكر في إدلب وإدارة المركبات بريف دمشق واستهداف مقار عسكرية أخرى وإسقاط طائرتين، بينما تفاوتت ردات الفعل تجاه استعداد الخطيب للمحاورة مع النظام بشروط يعتبرها نجاحا..

انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:

أعداد القتلى:
قتلت قوات الأسد 144 شخصا في عموم سوريا فيهم 7 أطفال و3 نساء ضمن حملة القصف الهمجية التي شنتها على المدن والبلدات السورية، حيث قتل في حلب وحدها 39 شخصا وفي دمشق وريفها 40 شخصا و27 في حمص و13 في إدلب و7 في حماه و6 في الحسكة و3 في الرقة و3 في دير الزور و3 في درعا، و1 في القنيطرة، إضافة إلى أعداد من الجرحى، بعض إصاباتهم خطيرة. (1)
مئات المناطق مقصوفة:
هذا وقد قصفت قوات الأسد 374 منطقة قصفا وحشيا، استهدف القصف المدفعي 146 منطقة، والصواريخ استهدفت 80 منطقة وقصفت 130 منطقة بالهاون، فيما ألقيت البراميل المتفجرة في منطقة والقنابل العنقودية والفراغية في منطقة، والقنابل الفسفورية في منطقتين، وشنت الطائرات الأسدية غارات جوية على 13 منطقة، فسقط الكثير من القتلى والجرحى، ودمرت عدة بنايات كليا وجزئيا وسجلت أضرار عديدة في أنحاء البلاد.(1)
ذبح بالسكين أو رمي بالرصاص:
وفي حمص عثر على 6 جثث لأشخاص من سكان قرية تسنين بعد التعرف عليهم، حيث قامت شبيحة النظام بقتلهم ذبحاً بالسكاكين وبعضهم رمياً بالرصاص كما تم حرق بعض الجثث ورميها في نهر العاصي، وقد تم إخراج الجثث من النهر. (2)

المقاومة الحرة:

اشتباكات عنيفة وإسقاط طائرتين:
مع اشتباكات المقاومة الحرة مع قوات النظام والشبيحة في 133 منطقة تمكن المجاهدون من إسقاط طائرتين حربيتين في حماه، الأولى في كرناز والثانية في كفرنبودة، وقاموا بإعطاب طائرة أخرى أثناء إقلاعها من مطار كويرس بريف حلب، أما في ريف إدلب، سيطر الثوار على معسكر الإسكان العسكري في بلدة بنش وعلى وحاجز الكازية العسكرية الواقعة غرب بلدة النيرب وشنوا هجوماً وواسعاً للسيطرة على معسكر الشبيبة في المنطقة نفسها وقاموا بقصفه بقذائف الهاون والدبابات والمدفعية الثقيلة، واستهدفوا معسكر القرميد بالأسلحة الثقيلة، وقاموا بضرب عدة حواجز في حرّان العواميد وقصف حاجز غندور في حي القدم بعدة قذائف محلية الصنع، إضافة إلى ضرب حاجز المشتل في حمص بقذائف هاون، الأمر الذي خلف تدمير آليات عسكرية ودبابات تابعة لقوات النظام في مدن وبلدات سوريا. (1)(3)
معركة ربيع المجاهدين:
وأعلن الجيش الحر بدء معركة ربيع المجاهدين للسيطرة على إدارة المركبات بالقرب من مدينة حرستا، حيث قاموا بقصفها بأكثر من 100 قذيفة هاون أسفرت عن أضرار جسيمة في مبانيها وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام، كما تمت مهاجمة العديد من الحواجز المنتشرة على طول طريق المتحلق الجنوبي تزامناً مع قصف مطار دمشق الدولي براجمات الصواريخ. (3)
وأعلن الثوار عن عملية عسكرية بريف دمشق قاموا خلالها بقصف موقع البحوث العلمية نفسه الذي قال النظام أنه قُصف من قبل المقاتلات الإسرائيلية، علماً أن قرية جمرايا لا تبعد سوى 7.5 كم عن ساحة الأمويين القريبة من مقر هيئة الأركان العامة. (3)
حيث أعلنت قيادة الجيش النظامي السوري أن طائرات حربية إسرائيلية اخترقت مجال البلاد الجوي، وقصفت أحد مراكز البحث العلمي بريف دمشق، نافيا صحة التقارير الإسرائيلية التي تحدثت في وقت سابق عن استهداف قافلة كانت متجهة من سوريا إلى لبنان، وذلك عقب تلويح تل أبيب بقصف سوريا إذا ما وقعت ترسانة الأسلحة الكيماوية بأيدي المعارضة المسلحة أو حزب الله اللبناني. (4)

حزب الله يخسر رأس حربته في بصرى الشام:

وفي بصرى الشام قُتِل (القائد أبو جعفر) من منتسبي حزب الله في لبنان، وهو اليد الضاربة للحزب في المدينة، وأصيب أحد مرافقَيهِ في حين لاذ المرافق الثاني بالفرار.
وصرّح مصدرٌ رفيع في مخابرات الثورة بأن الجيش الحر كان يتابع تحركات (القائد أبي جعفر) البالغ من العمر 42 سنة، منذ دخوله إلى بصرى الشام منذ نحو أربعة أشهر، ليعمل فيها قائداً ميدانياً، ومنسّقاً للعمليات الحربية التي يقوم بها الشبيحة في المدينة، وكان يتولى مهام التواصل مع مخابرات النظام المجرم، ولا سيما فروع الأمن العسكري والأمن الجوي في السويداء ودمشق، وهي فروع يديرها مباشرةً ضباطٌ في الحرس الثوري الإيراني، ويوجهونها إلى أعمال القتل والاقتحام والاعتقال.
استخدام الأطفال في التشبيح:
ووضع (القائد أبو جعفر) خطة تنظيمية للشبيحة في بصرى الشام، تقوم على تقسيم المقاتلين إلى سبعين سرية، مهمتها قمع الثورة في المدينة، وكانت معظم هذه السرايا من القاصرين الذين لم يبلغوا الثامنة عشرة من العمر، بل إن بينهم من هم (أطفال) حتى بعرف المجتمع الريفي لا في القوانين فحسب.
وعلَّق المصدر الرفيع في مخابرات الثورة بأن اعتماد (القائد أبي جعفر) على الأطفال إلى هذا الحد البعيد راجعٌ إلى سببين: أولهما تناقص الكادر البشري الذي تسند إليه مهام التشبيح في المدينة في ضوء اتساع الثورة لتشمل كل فرد في بصرى الشام، فضلاً عن خروج أعداد من الشبيحة من الخدمة بسبب الموت أو العاهات المستديمة التي كبدهم إياها أبطال الجيش الحر... والسبب الثاني أن (القائد أبا جعفر) ومن خلفه حزب الله وإيران يتطلعون لتربية جيل حاقد دموي يُستخدم في المستقبل بعد انتصار الثورة السورية.
الاعتماد على النساء:
كما عمد (القائد أبو جعفر) إلى رعاية التشكيل النسائي الذي يحمل اسم (المجاهدات الزينبيات)، ومهمته دعم باقي السرايا في الإسعاف ونقل السلاح والذخيرة، والتعبئة النفسية والمعنوية للشبيحة، ويشاركن في القتال إن لزم الأمر، وجميعهن مدربات على السلاح.
فضلاً عن محاولة إغواء الشباب أو استدراجهم من أجل الاعتقال، أو من أجل الحصول على معلومات حول الثورة ونشاط الثوار وتحركاتهم.
وتوثِّق مخابرات الثورة العديد من حالات المواجهة كان (الرجال) يختبئون فيها خلف سرايا (المجاهدات الزينبيات)، أو يدفعون بالقاصرين إلى خط المواجهة، انطلاقاً من الهلع الذي ملأ قلوبهم، وعملاً بمبدأ (اللهم نفسي)!

المعارضة السورية:

التحاور مع الأسد:
أثار إعلان رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب أنه مستعد للحوار مع ممثلين عن نظام الرئيس بشار الأسد، ردودا حادة من المجلس الوطني السوري، أكبر مكونات الائتلاف، والذي رفض «أي تسوية وأي تفاوض»، ومن مختلف أطياف المعارضة والثوار، مما دفع الخطيب في وقت لاحق لنشر بيان على صفحته بـ«فيس بوك»، قال فيه إن «الفكرة التي طرحتها هي رأيي الشخصي، وأنا أتحمل مسؤوليتها، وللائتلاف اجتماع غدا لهيئته السياسية المؤقتة، وهو سيقرر موقف الائتلاف الرسمي». (5)
وأكد المجلس الوطني السوري أن تصريحات رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب بشأن إمكانية التفاوض مع النظام السوري لا تعبر عن موقف الائتلاف.
وأشار المجلس إلى أنها تتناقض مع النظام الأساسي للائتلاف، ووثيقة الدوحة المؤسسة للائتلاف، من رفض قاطع للتفاوض مع النظام، والإصرار على رحيله بكل رموزه. (4)
شروط الحوار:
وضع رئيس الائتلاف السوري شروطا للدخول في حوار من هذا القبيل، أولها الإفراج عن 160 ألف معتقل بمن فيهم المعتقلون في سجون المخابرات الجوية وسجن صيدنايا، وتمديد جوازات سفر كل السوريين في الخارج لمدة عامين.
وقال الخطيب إن تلبية تلك الشروط تعد ثمنا أوليا لأي حوار محتمل مع ممثلين للنظام، مضيفا أن وضع تلك الشروط كان من باب عدم جواز المساومة على حرية السوريين. (4)
ترحيب بدعم المانحين:
رحبت المعارضة السورية بالتعهدات المالية التي أعلنتها الدول والجهات المشاركة في مؤتمر المانحين بالكويت.
ووصف المتحدث الرسمي باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وليد البني لوكالة الأنباء الألمانية، هذه التعهدات بأنها "خطوة إيجابية للغاية"، ولكنه أكد على ضرورة وجود معلومات وضمانات لوصول هذه الأموال إلى مستحقيها.(4)

المواقف والتحركات الدولية:

مؤتمر المانحين الدولي:
تمكن مؤتمر المانحين الدولي الذي استضافته الكويت من جمع أكثر من 1.5 مليار دولار مساعدة للنازحين السوريين الذين يعانون من النزاع الدامي المستمر في بلادهم منذ 22 شهرا، حسبما أعلن وزير الدولة الكويتي لشؤون مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون البلدية الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح.(5)
دعم واسع وتخطي الهدف:
ومن جهتها المفوضية الأوروبية أعلنت أنها ستقدم 100 مليون يورو، يضاف إليها تعهد الحكومة الألمانية بتقديم عشرة ملايين يورو لمساعدة السوريين المتضررين من النزاع.
فيما أعلن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أن إجمالي تعهدات الأطراف المشاركة في مؤتمر المانحين لصالح المدنيين السوريين قد تجاوز 1.5 مليار دولار.
وقال بان كي مون في نهاية المؤتمر الذي استضافته الكويت بهدف جمع الأموال لصالح أكثر من خمسة ملايين سوري يعانون مباشرة من النزاع المستمر منذ 22 شهرا: «لقد تخطينا الهدف» المحدد بـ1.5 مليار دولار. (5)
وكان بان قد طالب المجتمعين بتوفير مبلغ 1.5 مليار دولار لوكالات المنظمة الدولية كمساعدات عاجلة للوفاء باحتياجاتها في سوريا.
ووصف الوضع هناك بأنه مأساوي، قائلا إن نصف المستشفيات وربع المدارس تعرضت للدمار، موضحا أن برنامج الغذاء العالمي يخدم نحو نصف مليون شخص في سوريا.(4)
بدوره قال رئيس الوفد القطري إلى المؤتمر وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة قطر خالد بن محمد العطية: إن المشاركة الواسعة وعالية المستوى في المؤتمر تعد بحد ذاتها مؤشرا على مدى التفهم لما يعانيه الشعب السوري الشقيق، وتأكيدا على الاستعداد للمساهمة في تخفيف معاناته. (5)
مبادرة تونسية:
بدوره: عرض الرئيس التونسي منصف المرزوقي اليوم مبادرة من خمس نقاط لتسوية الأزمة في سوريا حقنا للدماء.
وتشمل المبادرة مرحلة انتقالية بإشراف قوة عربية لحفظ السلام يمكن لتونس المشاركة فيها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم المعارضة ومن نعته المرزوقي بالشق الوطني والمسؤول في النظام الحالي.
كما تشمل التوافق على دستور يضمن مدنيّة الدولة والديمقراطية والمساواة بين السوريين، وتنظيم انتخابات ديمقراطية، ووضع خطة لإعادة إعمار سوريا. (4)
مناورات روسية:
أفادت تقارير بأن قطعا تابعة لسلاح البحرية الروسية تبحر الآن باتجاه سواحل شرق البحر الأبيض المتوسط للمشاركة في ما يعد مزيجا من المناورات الاستراتيجية والسياسية على صلة بالأزمة السورية. وسيكون بمقدور هذه القطع، وهي 5 بوارج، إجلاء الرعايا الروس من سوريا في حال سقوط العاصمة دمشق. (5)
دعوة روسية للتحقيق في مجزرة حلب:
دعت روسيا إلى إجراء تحقيق "دقيق" بشأن مجزرة حلب التي يتبادل فيها النظام والمعارضة اتهامات بقتل نحو 80 شخصا، انتُشلت جثث بعضهم يوم الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في بيان "لقد أغضبتنا هذه الجريمة الوحشية الجديدة على الأراضي السورية، ونعتبر أن من الضروري أن يؤدي تحقيق دقيق إلى تحديد منفذيها".(4)

آراء المفكرين والصحف:

تحت عنوان: «تقسيم سورية»: هدف يجمع إيران وإسرائيل، كتب عبد الوهاب بدرخان ما يلي:
تمر محنة الشعب السوري حالياً في الوقت الدولي الضائع، بين إدارتين أميركيتين، رغم أن سياسات واشنطن، كما سياسات موسكو، باتت واضحة ومتّسقة، ولا يكدّر انسجامها سوى الصمود الملحمي الأسطوري للشعب السوري بمدنييه وعسكرييه المناوئين للنظام. الفارق أن روسيا تريد فعلاً رؤية النظام قادراً على حسم الموقف لمصلحته، تمدّه بالأسلحة أملاً بأن يمضي بوحشيته إلى أقصاها علّه يفلح أخيراً في تغيير «مناخ» الأزمة فيصار عندئذ إلى الضغط على المعارضة لترضخ وتحاوره. أما الولايات المتحدة فلم تعد ترغب في تقدم المعارضة إلى حد أنها لجمت كل مساعدة يمكن أن تصلها، ويتضح من خطاب باراك أوباما يوم تنصيبه ومن شهادة وزير خارجيته الجديد جون كيري أن الأولوية الأميركية لإيران لا لسورية. أما أولوية إيران، في أي اتفاق محتمل بينها وبين أميركا، فهي إبقاء سيطرة النظام على كل سورية أو على جزء منها.
دعكم من الكلام المجاني الذي أدلى به ديمتري ميدفيديف في دافوس، فهو مخصّص للمناورة ولا يعني إطلاقاً أي تغيير، رغم قوله إن فرص بشار الأسد للاحتفاظ بالسلطة «تتضاءل». فالموقف الحقيقي هو ما يعلنه سيرغي لافروف. وقبل ساعات كان نائب رئيس حكومة دمشق قدري جميل يردّ مسبقاً على ميدفيديف بأن النظام لا يزال يتلقى أسلحة من روسيا. فلماذا تسليح نظام تتضاءل فرصه للبقاء، ومعروفٌ سلفاً أين تستخدم الأسلحة وكيف؟ لا مبالغة، إذاً، في اتهام روسيا بأنها متواطئة مع المجرم وشريكة في قتل السوريين، بل تستخدم كل نفوذها الدولي لتحصّنه من أي محاسبة في المحكمة الجنائية الدولية. قبل شهور كانت اللغة «الشبّيحية» جعلت لافروف يردّد مراراً أن ما يفاقم الأزمة ويحول دون الانتقال إلى حل سياسي هو الدعم المالي والعسكري الذي تقدمه دول إقليمية إلى المعارضة، لكن أفضل ما سُمع من ميدفيديف أن الأسد «ارتكب خطأً فادحاً قد يكون قاضياً» عندما تجاهل مطالب المعارضة السلمية في بدايات الثورة.
هذا الخطأ تبعته سلسلة خطايا لم تعترف بها موسكو وفضّلت مساندته رغم أن فرص جدواها تتضاءل أيضاً. لكن، ها هي واشنطن استطاعت أن تفرمل كل دعم للمعارضة، تلبيةً لشروط الروس والنظام، وتسهيلاً لـ «الحل السياسي»، فأين هذا الحل؟ أهو في الخطة التي عرضها الأسد في خطابه الأوبرالي؟ هذا مجرد عبث دموي، وهذه «الخطة» التي اعتبرتها موسكو «أساساً جيداً للحل» هي بدورها في سياق «الخطأ الفادح» الذي أشار إليه ميدفيديف. أم أن الحل ممكن فقط إذا استسلم الشعب؟ وفي هذه الحال ما الحاجة إلى موسكو، وطالما أنه لن يستسلم فما الحكمة من الاعتماد الأميركي على روسيا. لم يستطع أحد أن يشرح للسوريين ما الذي يجعل روسيا ذات صفة في «قيادة» حل سياسي أو حتى في المساعدة (مساعدة مَن؟) على إطلاقه، فهي لا تحاور سوى النظام ومن يتعامل معه أو يهادنه، ثم أن تراثها الشيشاني أو حتى الروسي ليس برّاقاً بديموقراطيته. استطراداً، كيف يمكن القتلة الثلاثة، النظام وحليفيه الروسي والإيراني، أن يكونوا عرّابي الحلّ، وما داموا لا يطرحون سوى خطط لإنقاذ النظام وإبقائه، فما هو دافع أميركا لترجيح حلول مكشوفة كهذه؟.. هذه الأطراف جميعاً مطالَبَة بالإفصاح عن نياتها، فلا «حلفاء» النظام حلفاؤه، ولا «أصدقاء» الشعب أصدقاؤه. إنهم يتعاملون جميعاً مع سورية على أنها «وقعت»، وأن خريطتها آيلة إلى تغيير جراحي، لذلك لا بدّ لهم أن يوضحوا ماذا يعنون فعلاً حين يتحدّثون عن «حلول». أهو تقاسم للنفوذ في ما بينهم، أو تقسيم لسورية بذريعة حماية الأقليات والحؤول دون المذابح، أو مجرد حرب على تنظيم «القاعدة»؟
من يبحث عن حل يحافظ على وحدة سورية شعباً ودولةً وجيشاً وأرضاً ومؤسسات - على افتراض أن هذا هدف «التفاهم» الأميركي - الروسي - لا بد أن يكون قد تفطّن لاستخدام كل الوسائل لإلزام النظام الامتناع عن القتل بدل إعطائه الفرص لاستنساخ مجازر راوندا وكمبوديا بكل همجيتها، ولردعه عن التدمير المنهجي للعمران والاقتصاد كما لو أنه عدوٌ محتل أو أن هذه المدن لم تكن يوماً مدنه. بل الأهم أن من يبحث عن حل، الآن وبعد كل هذا الخراب، لا بدّ أن يتفطّن إلى أن النظام انتقل إلى المرحلة الأكثر قذارةً في مؤامرته على سورية وشعبها: فبعد قتل سلميّة الثورة، واستباحة البيوت والأعراض، واجتياح المدن، واستفزاز العسكرة وفرضها، ثم الاستنجاد بالإرهاب، ها هو يدفع بما يسمى «جيش الدفاع الشعبي» للشروع في إشعال تدريجي لـ «الحرب الأهلية». ماذا يعني ذلك؟ خلافاً لما يتظاهر به النظام، ولأن عدم انتصاره هو هزيمة كما أن عدم هزيمة الشعب هو انتصار فإن الذهاب إلى هذا الخيار يشي بيأسه من أي حسم يهديه إلى الحلفاء الروس أو الإيرانيين، ذاك أن أحداً لا ينتصر في الحرب الأهلية. لكن «ميزة» هذه الحرب أنها تتيح «التطهير العرقي/ الطائفي» وتمنح النظام فرصة رسم الحدود التي يريدها لـ «الدولة العلوية» ومن أجلها يقاتل الآن في حمص ودمشق. والأهم أن «حرب المهزومين» تبرر فتح خريطة البلد لإعادة النظر في توزّع السكان والمناطق، خصوصاً مع استعصاء الحلول المبنية على «توافق وطني».
لا شيء يمكن توقعه من حرب تطول وتُرغَم إرغاماً على أن تصبح «أهلية» سوى السعي إلى التقسيم. هذا خبر جيد لاسرائيل وإيران، مع اختلاف دوافعهما. وإذا كانت الأولى باتت تُسمِع صوتها في الأزمة السورية فقط من باب «استخدام السلاح الكيماوي»، فإن الإشارات التي تطلقها الثانية باتت أكثر وضوحاً في تحديد أهدافها. فعندما تحدّث الأمين العام لـ «حزب الله» عن تصاعد «مخاطر» التقسيم في المنطقة لم يكن يحذّر مما يرفضه وإنما كان يبلّغ من يعنيهم الأمر بأن إيران باتت جاهزةً لقبول مثل هذا الاحتمال، في سورية وحتى في العراق، بعدما أبدت سابقاً رفضاً مبدئياً له حتى لو كان له أن يحصل في إطار «الفيديرالية». هناك خيار واحد مقبول، بالنسبة إلى إيران، وهو البقاء في سورية، أكان ذلك عبر سيطرة كاملة للنظام على كل سورية مهما بلغت الكلفة الدموية أو عبر سيطرته على جزء من سورية. فالحرب الدائرة حالياً هي، عند إيران، حرب شيعية - سنيّة أصبح لها امتداد عراقي وإذا اقتضت المصلحة يمكن أن يكون لها امتداد لبناني، بل تركي. وبالتالي لم يبقَ لإيران من هذا النظام السوري سوى بعده المذهبي، وهذا سبب كافٍ لأن تعلن أن أي أعتداء عليه بمثابة اعتداء عليها.
ليس صدفة أن الجماعات الغربية التي طلب منها بعض أطراف عائلة الأسد درس سيناريوات إقامة «الدولة العلوية» يوجد في مجالس إداراتها يهود قريبون من إسرائيل. وليس صدفة أن يُنقل عن هذه الجماعات أن تلك «الدولة» يمكن أن تعيش فقط بتوافق إيران وإسرائيل على ضمانها حمايةً واستثماراً وتسويقاً دولياً. فمثل هذا التوافق، غير المستبعد، يمكن أن يستدرج ضماناً روسياً - أميركياً ويسهّله. كانت دراسات كثيرة أشارت إلى أن تفتيت المنطقة دويلاتٍ من الطموحات والمشاريع التي لا تغيب عن التخطيط الإسرائيلي. والآن أصبحت إيران تغازل هذه الاستراتيجية طالما أنها تلبي متطلبات نفوذها. (6)

أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(7)
يونس طه العقلة/أو العكلة - دير الزور - البصيرة
محمد سالم عبارة - حمص - القصير
محمد خير حافظ الزين - حمص - القصير
رضوان حميد أباظة - حمص - دير فول
مرعي هاشم المرعي - دمشق - دير بعلبة
موفق محمود الرحال - حمص - دير بعلبة
يزن زهير عرابي - حمص - الحولة: كفر لاها
بكر بكار - حمص - كفرعايا
فيصل بكار - حمص - كفرعايا
أحمد بكار - حمص - كفرعايا
عبد الساتر محمود صويص - حمص - الغنطو
ناصر التلاوي - حمص - كرم الزيتون
حيان علي زعرور - حمص - الخالدية
زهرة مصطفى محيميد - حمص - تلبيسة
عبد الكافي الأحمد - حمص - جورة الشياح
عبد الساتر صويص - حمص - قرية الغاصبية
محمد حسن سويدة - دمشق - جوبر
أنور محمود حجي/أو جحا - دمشق - جوبر
أدهم - ريف دمشق - داريا
نزار - ريف دمشق - داريا
إدريس عبد العزيز - ريف دمشق - داريا
بسام خلف صالح الحواس - دير الزور - عياش
محمد فارس أديب - دمشق - جوبر
سمير عبدو المفشي - دمشق - جوبر
إبراهيم محمد السوقي - ريف دمشق - حران العواميد
إيهاب عبد المالك السوقي - ريف دمشق - حران العواميد
خالد علي الأحمد - حلب - تلعرن
نازة علي الأحمد - حلب - تلعرن
سلو حسين جراد - حلب - تلعرن
نورا حسون مصطفى - حلب - تلعرن
أمينة محمد كالو - حلب - تلعرن
جمعة حسن محمد عقيلو - حلب - تلعرن
محمد عثمان رمضان حمو - حلب - تلعرن
خالد وليد عواد - حلب - تلعرن
عبد الله خالد عيد - حلب - أم جرن
محمود عبد الله شرف "الطيوري" - ريف دمشق - عربين
محمد خير نصر الله "شكر" - ريف دمشق - عربين
محمد صالح صليبي - حمص - دير بعلبة
عبد العزيز محمد طبانة "بحر" - ريف دمشق - عربين
علي محمد رشيد ليلى / ليلا - ريف دمشق - حفير الفوقا
محمد عبد اللطيف الجوفي - درعا - بصر الحرير
حسين بريك الرحيل - ادلب - سراقب
علي مصطفى حباب - ادلب - سرمين
بلال عبد القادر الأصفر - درعا - درعا البلد
إسماعيل خليل السليمان الحريري - درعا - بصر الحرير
أحمد عبد اللطيف الصدقة - ريف دمشق - النبك
محمد حسين خليفة - ادلب - جبل الزاوية : أورم الجوز
ضياء أحمد خليل - دمشق - القدم
أيمن علي الحسين - ادلب - جبل شحشبو : قرية شولين
لؤي محيميد الحسين - ادلب - جبل شحشبو : قرية شولين
أحمد إبراهيم المرشد النقاوة - درعا - خربة غزالة
علي الفطاس - دير الزور - 
وليد حسن كيخي - حمص - الرستن: قرية تسنين
سليمان طالب قصاب - حمص - الرستن: قرية تسنين
خالد محمد سليمان الحزوري - حمص - الرستن: قرية تسنين
نعيم محمد الحسين - حمص - الرستن: قرية تسنين
فضة حسين المصري - حمص - الرستن: قرية تسنين
ياسر الحلو - حلب - العامرية
أميرة كريم - حلب - حي الشيخ سعيد
أحمد - حلب - حي الشيخ سعيد
محمد خالد يحيى - حلب - حي طريق الباب
خالد تمو - حلب - حي طريق الباب
زينب رنان - حلب - حي طريق الباب
عبد القادر هرشو - حلب - حي طريق الباب
حسن فادي - حلب - حي طريق الباب
حورية رنان - حلب - حي طريق الباب
أيمن محمد الحسن - ريف دمشق - سقبا
عبد الكريم سليم صليبي - دمشق - كفرسوسة
أيمن سلامة المعيوف - دير الزور - الموحسن: قرية الزباري
أحمد البدوي - حماه - 
نعسان أحمد بكار - حمص - البويضة الشرقية
سامر محمود بكار - حمص - البويضة الشرقية
محمود بكار - حمص - البويضة الشرقية
عدي عبد الكافي بكار - حمص - البويضة الشرقية
محمد عبد الحليم الياسين - حمص - البويضة الشرقية
محمد الشلحة - حمص - القريتين
سنان ياسر السلوم - ادلب - جبل شحشبو : قرية شولين
عبد المعطي محمد علي العياش - درعا - كحيل
آل غانم - القنيطرة - خان أرنبة
حسام السيد عيسى - ادلب - ادلب المدينة
عمار أحمد خليل - دمشق - القدم
محمد جميل السيد - ادلب - بنش
مواهب عبد الوهاب الحسن - حمص - الحوز: قرية تل النبي مندو
جهاد رياض الطويل - حمص - قرية آبل
طلعت ثابت حسينو - ادلب - دركوش
عمر مصطفى حاج حمدان - ادلب - بنش
أبو سيف - غير ذلك - المملكة العربية السعودية
عبد الرحمن عزام - دمشق - الشاغور
حسين غنو البابدي - حلب - حي طريق الباب
حسن غنو البابدي - حلب - حي طريق الباب
علي محمد - حلب - جسر النيرب
حسين عبد الفتاح سلمو - حلب - 
حسام إبراهيم شيخ محمد - حلب - دير جمال
فادي حويكة "أبو مالك الحموي" - حماه - كرناز
أبو بدر - حماه – كرناز

المصادر:
1- لجان التنسيق المحلية.
2- الهيئة العامة للثورة السورية.
3- مركز التواصل والأبحاث الاستراتيجية.
4- الجزيرة نت
5- الشرق الأوسط.
6- الحياة.
7- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.