تجتمع المعارضة السياسية في الدوحة لتنظيم هيكلتها الداخلية ومناقشة تأسيس حكومة انتقالية والجيش الحر يستهدف للمرة الثالثة مبنى قيادة الأركان في وسط دمشق، في حين ادت عمليات اقصف والقتل العشوائي للمدنيين على يد عصابات الأسد إلى مقتل 234 مدنيا فيهم نساء وأطفال.
اشتباكات وسيطرة على حقل نفط:
ذكر التلفزيون السوري انفجار قنبلة قرب مقرات عسكرية وأمنية في دمشق قال ناشطون: إن الانفجار نفذه على ما يبدو لواء أحفاد الرسول وهو وحدة من المقاتلين الإسلاميين هاجمت عدة أهداف تابعة للجيش والمخابرات خلال الشهرين الماضيين.
وأعلن الجيش الحر سيطرتهم على حقل نفطي في شرق البلاد بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية استغرقت ساعات، خلفت مقتل وجرح وأسر حوالي أربعين عنصرا من الجيش النظامي، وأسقط طائرة حربية في محافظة دير الزور شرق سورية، وأشارت بعض المصادر إلى معلومات أولية عن أسر الطيار.
حصار على مطار:
هذا ولا زالت قوات الجيش الحر فارضة سيطرتها على مطار تفتناز العسكري بحلب، وفي دوما اقتحمت قوات الجيش الحر مقر أمن الدولة، واستطاعت أيضا أن تدمر دبابة نظامية.
قصف عنيف:
شهدت مناطق عديدة في إدلب ودمشق وريفها ودرعا وحمص وحلب والرقة ودير الزور وغيرها قصفا عنيفا براجمات الصواريخ وطائرات حربية وقذائف هاون وبراميل تي إن تي وغيرها من الأسلحة الثقيلة، ما أدى إلى حالة حظر تجول في عدد من المناطق ودمار الكثير من المباني كليا وجزئيا ونزوح الكثير من الأهالي هربا من الموت تحت الأنقاض.
ضحايا القصف على المدن والمشافي:
ضمن أعداد ضحايا العدوان الأسدي على المدنيين العزل سقط 5 قتلى و40 جريحا في مجزرة جراء قصف المشافي الميدانية في مدينة كفربطنا براجمات الصواريخ، وتجاوز عدد القتلى في عموم البلاد 234 مدنيا بينهم 17 امرأة و11 طفلا، توزعوا في دمشق وريفها 100 وفي إدلب 42 وفي درعا 31 وفي حلب 35 وفي حمص 14 وفي دير الزور وحماه 4 وفي اللاذقية 3 و1 في القنيطرة علاوة على عشرات الجرحى.
وأعدمت قوات النظام 7 أشخاص ميدانيا يحملون الجنسية الفلسطينية في سبينة بريف دمشق وظهرت على جثثهم آثار التعذيب، وفي أكثر من منطقة لا زالت الجثث تحت الأنقاض.
اقتحامات ومداهمات:
فيما فرضت قوات الأسد حالة حظر التجوال في مدينة درعا تزامنا مع القصف الهمجي مهدت لاقتحام بعض الأحياء في المنطقة ومداهمتها، إضافة إلى اقتحامها مدينة نوى بالدبابات وتدمير العديد من المنازل، كما اقتحمت حي الفروسية في حماة وسط إطلاق نار كثيف وشنت حملة دهم واعتقالات وتخريب للممتلكات العامة والخاصة.
اجتماع ثلاثي في القاهرة:
في اجتماع ضم كلا من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تحدث العربي عن وضع الأزمة السورية وقال: الخلاف بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي حال دون التوصل لاتفاقية ملزمة.
دعوة إبراهيمية:
من جانبه دعا الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي القوى العالمية إلى إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يقوم على أساس اتفاق تم التوصل إليه في يونيو حزيران لتشكيل حكومة انتقالية في محاولة لإنهاء إراقة الدماء في سوريا، وقال: من الأهمية أن تترجم ما جاء في البيان إلى قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حتى يكتسب خلالها القوة التي تمكن من ترجمته مرة أخرى إلى شروع سياسي قابل للتنفيذ في سوريا ولكن هذا يتطلب من أعضاء مجلس الأمن أن يستمروا في الحديث مع بعضهم بعض إلى أن يتوصلوا إلى اتفاق حول القرار الذي يجب أن يتخذوه ونحن نتطلع إلى ذلك بكل أمل.
توجس حول توسع الحرب:
وأضاف: ليس هناك حل عسكري للازمة السورية .. أما حل سياسي وعملية سياسية يتفق عليها الجميع أو أن سوريا مستقبلها سيء للغاية ولن تبقى الأزمة داخل الحدود السورية فقط لأنها ستسير وتتدفق بكل تأكيد في الدول المجاورة وممكن أنها تمس دولا بعيدة جدا عن حدود سوريا.
رفض روسي:
نفى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الحاجة إلى إصدار قرار من مجلس الأمن يمكن أن يؤدي الى مزيد من عدم الاستقرار وخلق أوضاع لإسقاط نظام الحكم السوري، وقال: هذه وصفة ناجحة لاستمرار إراقة الدماء، واصفا آخرين بأنهم يؤججون العنف من خلال دعم المعارضين قائلا: مع الأسف بعض الدول التي شاركت في جنيف لا تتحدث مع الحكومة ولكن مع المعارضة فقط وتشجعها على القتال حتى النصر وهذا له آثار سلبية للغاية.
اجتماعات المعارضة غير مجدية:
في مقابلة نشرتها صحيفة الوطن القطرية صرح وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بأن اجتماعات فصائل المعارضة السورية غير مفيدة، بل يجدر أن تعقد المعارضة لقاءات مع الحكومة السورية لتشكيل حكومة انتقالية، وأضاف: إن إحدى النتائج التي يمكن أن تخرج عن اجتماع الحكومة والمعارضة هي تشكيل حكومة انتقالية حسب ما يتفق عليه الطرفان، إذ ليس من المعقول وضع التصورات وتسمية المسميات قبل الدخول في الحوار.
في الدوحة اجتماع موسع للمعارضة:
بدأ المجلس الوطني السوري اجتماعات مصيرية ستستمر أربعة أيام في الدوحة وتهدف إلى تعزيز قاعدته التمثيلية في ظل أزمة ثقة مع الولايات المتحدة الساعية إلى قيام حكومة سورية في المنفى، إضافة إلى التعديلات الهيكلية في نظامه الداخلي لزيادة عدد أعضائه إلى 400 وانتخاب هيئة عامة جديدة آخر الاجتماع.
عن اجتماع الخميس:
قال رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا -في كلمة افتتاحية وزعت على الصحفيين- إن اجتماع الخميس لقاء تشاوري بين المجلس الوطني السوري والقوى الميدانية في الداخل والأطراف الأساسية في المعارضة السورية بهدف التباحث حول توحيد الرؤى والمواقف، وحتى تشكيل هيئة مسؤولة تمثل كل السوريين تكون بمثابة سلطة تنفيذية.
نفي الترشح لرئاسة الحكومة:
من جهته نفى المعارض البارز رياض سيف ما نشرته التقارير حول تأسيسه لحكومة منفى، مؤكدا أنه لن يرشح نفسه لها بأي شكل من الأشكال، وقال: إن المعارضة السورية تستعد لإنتاج قيادة سياسية جديدة خلال اجتماعها الموسع الخميس القادم، مضيفا: أنا أحب سورية وقد عدت للعمل السياسي بعد الثورة لكنني أعتقد أن هناك المئات من الشباب السوريين القادرين على تبوؤ هذا المنصب.
الصراع على سوريا في عالم مختل الأقطاب
الشرق الأوسط - طريف الخياط
تتوجه أنظار العالم إلى الانتخابات الأميركية، ويترقب السوريون نتائجها، علها تضع حدا لمرحلة اللاقرار واللعب في الوقت الضائع، التي تمثلت بمبادرات وبعثات، اكتفت باستعراض مظاهر العمل الفارغ وتجارة الكلام في بازار سياسي مفتوح.
وبانتظار البيت الأبيض كي يستقبل سيده للأعوام الأربعة المقبلة، يبدو أن لا شيء يمايز بين رومني وأوباما بالنسبة للسوريين سوى الاسم ولون البشرة، فقد بينت المناظرات بين الرجلين تطابق مواقفهما برفض التدخل العسكري في سوريا، وتقاربهما بما يخص تسليح الثوار المشروط بتحديد الجهة التي ستستلم السلاح وتستخدمه، مما يضع العملية رهنا لاعتبارات يسهل المماطلة فيها.
تطرح تساؤلات كثيرة عن سبب البرود الأميركي في التعامل مع الملف السوري، والذي يستتبعه برود وارتباك في الموقف الغربي وخصوصا الفرنسي، إذ نحى مؤخرا إلى الاكتفاء بالتركيز على الجانب الإنساني والإغاثي، وقضايا الإدارة الذاتية للمناطق المحررة، ومحاولات تشكيل حكومة انتقالية، قد تحظى بشرعية دولية ما، تمكنها من اتخاذ بضعة قرارات، لن تخرج عن سياق الممكن للداعمين وحساباتهم الدقيقة. لتحمّل الأسطوانة الغربية بلازمة توحيد الجيش الحر إلى جانب اللازمة التقليدية بتوحيد المعارضة السياسية، وعلى الرغم من أن كلتيهما من المطالب المحقة، إذ أن التشكيلات السياسية السورية تتحمل - بتشرذمها والمصلحية البحتة التي نهجت عليها تياراتها وشخوصها في معظم الأحيان - قدرا كبيرا من المسؤولية، إلا أن الغرب المتردد أصلا قد استفاد من ذلك في استجرار الحجج لتبرير التلكؤ، فكان الاكتفاء والانكفاء خلف المساعي الكلامية، أحد أهم العوامل التي أوصلت الحال إلى ما هي عليه.
وبالعودة إلى غياهب موقف الولايات المتحدة، يرى كبير باحثي جامعة ييل الأميركية في ورقة نشرها مركز الجزيرة للدراسات، أن تردد إدارة أوباما في دعم الثورة السورية يعود إلى جملة من العوامل نذكر من أهمها، أن الشعب الأميركي وكبار ضباطه العسكريين قد سئموا الحروب، فوفقا لاستطلاعات للرأي أجريت مؤخرا، يرى الأميركيون أن حربي أفغانستان والعراق «خطأ يجب ألا يتكرر». ويضاف إلى ذلك توجس من «تزايد نفوذ القاعدة» بعد سقوط الأسد، وتصاعد «الصراع بين الفصائل بما يشبه أفغانستان بعد سقوط النظام الشيوعي عام 1992». ولعل أهم ما أورده والرشتاين مخاوف من «تراجع العلويين إلى منشأهم الجبلي ليواصلوا القتال من هناك»، و«تعرض الأقليات بمن فيهم المسيحيون للاضطهاد»، بما يتساوق مع تصريح لافروف بأن «بشار الأسد يمثل ضمانة أمن الأقليات وبضمنهم المسيحيين». فالتعبير الروسي على فظاظته، يحمل كثيرا من المشتركات مع التشككات الأميركية، ضمن منظور لا يخرج عن وصف الصحافة الغربية للثورة السورية، التي يرد ذكرها حربا طائفية أو حربا أهلية بأحسن الأحوال.
يوحي ظاهر الموقف الروسي، بالتخوف من انعكاسات وتصعيد في الجمهوريات الإسلامية المضطربة ضمن حدوده، إلى جانب مصالح بالحصول على موطئ قدم في المياه الدافئة، يؤمنها ميناء طرطوس، عدا عن مبيعات الأسلحة والتي تجد في سوريا سوقا محدودة لها. لكن هل تكفي تلك المبررات لتفسير التعنت الروسي والتردد الأميركي؟ ثم إن المطالب الروسية، كما تبدو، يسهل احتواؤها والمساومة عليها، في حال كانت لا تستتر على مطامح أخرى.
لا شك أن نهاية الحرب الباردة، التي وضعت أوزارها مع انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، وما رافقها من تحول النظام ثنائي القطبية إلى أحادي القطبية، قد غيرت قواعد اللعبة في مسرح السياسة الدولية، وحررت الولايات المتحدة ومن خلفها الكتلة الغربية، من عبء التوازنات الدقيقة في حسابات المصالح وردود الفعل، فتصرف ساسة البيت الأبيض كسادة العالم، وأتيح لهم القيام بمبادرات وتدخلات منفردة في مناطق عدة، خارج إطار الشرعية الدولية. وكان الدب الروسي في تلك الفترة منشغلا باعتلالاته الداخلية، واقتصاده المنهار. فبدأ سباتا شتويا طويلا لم يكن خلاله قادرا على الالتفات لأطرافه الحيوية حيث كان حلفاؤه وأصدقاؤه يتساقطون، فمع بداية القرن الحادي والعشرين، أطاحت قوات الناتو بالزعيم الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش عام 2000، وتم غزو العراق رغم الرفض الروسي في الحالتين، كما شهد محيطه الجيوسياسي المباشر ثورات غيرت نسبيا خريطة التحالفات الهشة، ثورة الورود في جورجيا 2003، والثورة البرتقالية في أوكرانيا 2004، كان من السهل حينها أن تواجه روسيا بـ«لا» وتنكفئ على خيبتها، أما اليوم فيبدو أنه من السهل أن يقال للولايات المتحدة: «لا».
لقد شهدت روسيا نقلة نوعية مع نهاية حكم يلتسين الضعيف في 1999، وبداية عهد بوتين الذي استطاع أن ينهض بالاقتصاد الروسي، ويضاعف متوسط الدخل الشهري للمواطن بضعة أمثال، ويراكم احتياطيات نقدية لا يستهان بها، مستفيدا من ارتفاع أسعار موارد الطاقة، التي كانت من جملة عوامل نهضته بالاقتصاد، وأعادت روسيا إلى نادي الكبار سياسيا واقتصاديا، لكنها أرادت أن تعود قوة عظمى. فكانت نقطة التحول الفاصلة في حرب الأيام الخمسة في جورجيا عام 2008، حيث بدا الدب الروسي كمن يقف في وجه محاولات انضمامها للناتو، لمنع الأخير من التمدد نحو حدوده المباشرة، وفي خطوة كانت ردا على الاعتراف الغربي باستقلال كوسوفو عن صربيا، اقتطعت روسيا جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيتا من جورجيا واعترفت بهما، لتعلن بذلك بداية مرحلة جديدة، وتبدأ الولايات المتحدة أيضا مرحلة مختلفة مع أزمة اقتصادية عاصفة، لا تزال تعاني بعضا من تبعاتها إلى اليوم، إلى جانب أعباء ثقيلة من حربين طويلتين في العراق وأفغانستان، فسحبت جيوشها من الأولى وحددت عام 2014 لانسحابها من الأخيرة. لقد فشل أوباما في تحقيق كثير من وعوده الاقتصادية، ويبدو أن سيد البيت الأبيض القادم سيمنح البلاد استراحة محارب، ويلتفت إلى شؤونها الداخلية وعجوزات الموازنة التراكمية والمزمنة.
ومع ذلك لا تتمخض الساحة الدولية اليوم عن قوى عظمى بالمعنى التقليدي الذي عرفته الحرب الباردة، ولا على شاكلة مرحلة ما بعد الحرب الباردة أيضا، إذ يبدو العالم الراهن مختل الأقطاب، وربما بطريقه إلى العودة نحو تعددية الأقطاب التي وسمت فترة ما قبل الحربين العالميتين. ليست قوة روسيا هي المعيار إنما استشعارها بتراجع – قد يكون مرحليا - لندها القديم، والحاجة إلى ترسيخ قواعد جديدة لإدارة الأزمات الدولية، في نظام دولي جديد لم تتضح ملامحه بعد، بما يعيد لها بعضا من مكانتها، عبر إدارة صراع مع خصومها، وبالتحالف مع أصدقائها، في ساحات بعيدة عن أراضيها. فالمجتمع الدولي لم يعد ينظر إلى الثورة السورية كثورة ضد ديكتاتور، بل إلى صراع بين حكومة ومعارضة مع أبعاد وامتدادات طائفية، لتسهيل إدارته واستقطاب عناصره واستثمار نتائجه، دون اعتبار لعامل الزمن وانعكاسات الصراع على سوريا كساحة له.
لقد قالت روسيا كلمتها بأن «الأسد لن يرحل»، وهددت باستمرار «حمام الدم» في حال لم تؤخذ مطامحها بعين الاعتبار، وهي بذلك ترسل رسالتها إلى سيد البيت الأبيض القادم قبل أن يتولى منصبه، رسالة لبدء التفاوض بين ندين، وليست لمساوم ينتظر ثمنا من سيد كبير، لتقول أيضا إن هناك نظاما دوليا جديدا يصنع الآن، على حساب دماء شعب، سيلعن التاريخ قاتليه.
دبابات الأسد في الجولان
الشرق الأوسط - عبد الرحمن الراشد
أكاذيب الصراع العربي - الإسرائيلي كثيرة، لكن أكبرها الجولان وسوريا المواجهة والممانعة.
أول من أمس ثلاث دبابات سورية تجرأت ودخلت لأول مرة المنطقة العازلة، الفاصلة، بين إسرائيل وسوريا وفق اتفاق وقف إطلاق النار بعد حرب عام 1973. لم تقصفها إسرائيل ولم تحتج على خرق الاتفاق أيضا، فهي كانت دبابات تلاحق أفرادا من الثورة السورية، وبالتالي اعتبرها الإسرائيليون مسألة داخلية.
وصادف أن سمعت حديثا عن جدل في داخل المؤسسة الإسرائيلية، وأن الأمن الإسرائيلي حذر القيادة الإسرائيلية باحتمال لجوء عشرات الآلاف من السوريين المحاصرين بسبب القصف والقتل إلى الجولان، ودخول الحدود الإسرائيلية هربا. ويقال إن الإسرائيليين قلقون لأول مرة من تبعات الثورة على نظام بشار الأسد، وإنه قد يورطهم في النزاع، سواء عمدا منه أو نتيجة متوقعة للقتال الذي تتسع مساحاته.
الدبابات الثلاث تؤكد أن اللاجئين والفارين، وحتى المقاتلين الذين يضطرون للبحث عن ملجأ باتجاه الجولان، حقيقة على إسرائيل أن تعيها، وتحسب حسابها. منذ أكثر من عشر سنوات زرت الجولان في نصف نهار، الذي لم يستغرق الوصول إليها سوى نحو نصف ساعة فقط. واعترف لي المرافق الرسمي بأن الطريق السريع من العاصمة الممهد إلى القنيطرة يعني أيضا أن القوات الإسرائيلية قادرة على النزول باتجاه دمشق بسهولة إن فشلت الدفاعات الأرضية والقوات الفاصلة. طبعا، نحن نعرف أن سوريا التي فشلت في احترام كل الاتفاقات في لبنان وغيرها، احترمت بدقة متناهية تماما اتفاق وقف إطلاق النار الشهير، أكثر من الأردن ومصر في السنوات التالية للاتفاقات الموقعة.
نظام الأسد، الأب حافظ ولاحقا الابن بشار، استخدم لبنان في مواجهة الإسرائيليين أو بناء علاقات معهم أو المتاجرة بالقضية مع العرب، لكنه أغلق الجولان تماما. حزب الله وإيران وسوريا وفصائل مثل الجبهة الشعبية القيادة العامة، أو ما يعرف بأحمد جبريل، وفي مراحل متعددة كانت حركة حماس، موظفة عند الأسد أيضا. كل هؤلاء كانوا يستخدمون القضية الفلسطينية ويتاجرون بها لأغراضهم.
الآن، الوضع معقد جدا، لأن الشعب السوري ثار على نظام الأسد ليس استهدافا لأحد آخر، بما في ذلك إسرائيل، بل من أجل حريته وكرامته، والتخلص من نظام بوليسي إجرامي ربض على صدره أربعين عاما. خلال ثورته الحالية التي طال أمدها، وتسبب تلكؤ الدول الكبرى في دعمها إلى دخول أطراف جهادية ومشبوهة قد تريد توسيع المعركة إلى ما وراء حدود سوريا، بالاشتباك مع حزب الله في لبنان أو الأقليات السورية من مسيحية وعلوية أو شيعية في لبنان، وإسرائيل أيضا. وهذا كفيل بتخريب الثورة واستدراج القوى الإقليمية، والدولية الكبرى، لتخريب أماني الشعب السوري بدولة موحدة مستقرة، فيها نظام يرضى عنه الجميع تقريبا.
وقد يعمد النظام السوري إلى مقاتلة السوريين والدفع بعشرات الألوف من الأهالي باتجاه الجولان ودخول إسرائيل، كما حذرت من ذلك قيادات أمنية إسرائيلية، ثم يصبح هناك اشتباك ثلاثي يعقد القضية. لا أحد يريد من إسرائيل التدخل لصالح اللاجئين ولا ضدهم، لكن قد تصل الأمور إلى أن تدفع نيران الحرب بآلاف السوريين في الاتجاه نحو كل المنافذ الحدودية خشية القتل أو طلبا للمعيشة، في حال قطع مصادر المياه والكهرباء في وقت الشتاء خاصة.
نظام الأسد لن يمانع أن تقصف إسرائيل دباباته الثلاث حتى يزعم أنه يقاتل مؤامرة أميركية - صهيونية تريد إسقاط نظامه، نظام الممانعة المزعوم.
في الأخير هذه المسرحية في الجولان لن توقف محاصرة النظام في العاصمة دمشق.
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)
طلال أسامة أبا زيد - درعا - طريق السد
أحمد كوكة - ريف دمشق - عربين
محمود الديري العقيدات - دير الزور - الجبيلة
هبة مصطفى سليمان - ادلب - جسر الشغور : قرية عامود
عبد الرزاق سنقر - ادلب - جسر الشغور : قرية عامود
زاهر سليم الأسعد - ادلب - كفرومة
عدلة البركة - ادلب - دير سنبل
نجمة عزو البركة - ادلب - معرة النعمان
أحمد سليم الأسعد - ادلب - كفرومة
خيرية العقدة - ادلب - كفرومة
أحمد حسن الصبوح - ادلب - معرة النعمان
أسعد طعمة الحلبي - ادلب - معرة النعمان
أحمد صلاح الطواشي - دمشق - القابون
محمد لطوف السكر - حلب - الباب
عدنان حمزة - حلب - الباب
آل السكر - حلب - الباب
علاء البشير النعيمي - درعا - مخيم النازحين
أحمد الأسعد - ادلب - كفرومة
مصطفى عبدو الحاج عمر - حلب -
حسن علي يعقوب - ريف دمشق - سبينة
مرعي يعقوب - ريف دمشق - سبينة
أحمد مرعي يعقوب - ريف دمشق - سبينة
محمد مرعي يعقوب - ريف دمشق - سبينة
محمود حسن حسن - ريف دمشق - سبينة
أبو سمير البتلوني - ريف دمشق - سبينة
محمد جابر - حلب - حي الصاخور
أبو عبد الرحيم الأنصاري - حمص - حمص القديمة
حميدي محمد الحمد - حمص - دير بعلبة
فايز محمد عصرها - حمص - دير بعلبة
سمير أحمد ضحيك - حمص - تلبيسة
أحمد يحيى الياسين - حمص - دير بعلبة
محمد أحمد الياسين - حمص - دير بعلبة
سند أحمد الياسين - حمص - دير بعلبة
نصر جابر الحراكي - درعا - المليحة الغربية
حمدان بركة - دمشق - القدم
مجهول الهوية - ريف دمشق - المعضمية
سامر عبود الجمعة العلي - دير الزور - الميادين
عابدين فاضل - ادلب - جسر الشغور : قرية سعد سعود
عبدو العسل - ادلب - جسر الشغور : قرية زرزور
ماهر الهرباوي - ريف دمشق - عربين
سالم البيطار - ريف دمشق - ببيلا
خالد محمد أنيس - ريف دمشق - دوما
عبد الرحمن قطيفاتي - ريف دمشق - دوما
أحمد عبد الحي - حلب - حي السكري
سامر حسن العزيزي - حلب - الحيدرية
مصطفى عبدو السعيد - حلب - الحيدرية
علي محمد مصطفى - حلب - بستان الباشا
لطوف عبد الله السكر - حلب - الباب
سهير لطوف عبد الله السكر - حلب - الباب
لطوف كامل السكر - حلب - الباب
مجهول الهوية - اللاذقية -
زينب أماني - ادلب - جسر الشغور : قرية زرزور
عبد اللطيف أحمد عبدو - ادلب - جسر الشغور : الحسانية (هتيا)
قيس محمد الشيخ خطيب - ريف دمشق - معضمية الشام
حليمة رشواني - ادلب - جسر الشغور : البشيرية
خالد عزيمة - دمشق - مخيم اليرموك
نادر خليل جمعة - دمشق - مخيم اليرموك
خالد حسن عمايري - دمشق - مخيم اليرموك
يمامة جمال حاج إبراهيم عمر - ادلب - جسر الشغور : البشيرية
ميادة الحسن - ادلب - جسر الشغور : البشيرية
عبد الله خيرو عثمان - ادلب - جسر الشغور : البشيرية
خليل حاج إبراهيم - ادلب - جسر الشغور : البشيرية
أحمد فياض عبد القادر - ادلب - جسر الشغور : البشيرية
غازية أحمد خليل - ادلب - جسر الشغور : الزيادية
طارق شريف - دمشق - مخيم اليرموك
ناهد يونس - دمشق - مخيم اليرموك
سوزان صالح - دمشق - مخيم اليرموك
خالد جمال حاج ابراهيم - ادلب - جسر الشغور : البشيرية
طارق أبو طالب - دمشق - مخيم اليرموك
رحاب جابر - دمشق - مخيم اليرموك
عمار يحيى القاسم - دمشق - مخيم اليرموك
رئيفة محي الدين - اللاذقية - كنسبا
حسين عمر شلاش - ادلب - سراقب
محمد الخطيب - ادلب - سراقب
فاطمة عبد الهادي الحسين - ادلب - سراقب
نسيم عبد الوهاب العبيد - ادلب - سراقب
رامي صفوان الحاج خليل - ادلب - سراقب
منذر عبد الرزاق العبيد - ادلب - سراقب
هشام حسين ريحان - ريف دمشق - سقبا
مصطفى كامل عبد القادر - ادلب - جسر الشغور : البشيرية
وليد محمد الحسن - حمص - القصير : ابو حوري
حسن مرعي العيسى - حمص - القصير: النهرية
مؤيد محمد العوض - حمص - بابا عمرو
أحمد محمود البروك - حمص - القصير
مجهول الهوية - حمص - تلعمري
محمود القدح - ادلب - الهبيط
جمال أحمد الددو - ادلب - كفرعويد
فردوس عبد الحميد الشيخ ابراهيم - ادلب - جبل الزاوية : قرية بيدر شمسو
ياسين أنور العثمان - ادلب - كفرعويد
وليد محمد تيزري - ادلب - معرة النعمان
خليل العمر - ادلب - سراقب
عامر حيدر - ادلب - معرة مصرين
أحمد محمد عبد القادر السميع - ادلب - ادلب المدينة
محمد كمال مصطفى جسري - ادلب - أريحا
عبد الله مصطفى جسري - ادلب - أريحا
عبد المجيد السيد علي - ادلب - بنش
جميل جلال الحاج - دير الزور - الميادين
محمد جاسم المحيميد - دير الزور - الطيانة: الشنان
أنور موسى هزاع عللوه - درعا - مخيم النازحين
محمد جهاد قطف - درعا - الحراك
المصادر:
رويترز
القدس العربي
بي بي سي
الشرق الأوسط
لجان التنسيق المحلية
العربية
الجزيرة
فرانس 24
المركز الإعلامي السوري