الثلاثاء 8 جمادى الآخر 1446 هـ الموافق 10 ديسمبر 2024 م
التقرير الإعلامي الرابع 14-19 ديسمبر / كانون الأول 2011
الثلاثاء 25 محرّم 1433 هـ الموافق 20 ديسمبر 2011 م
عدد الزيارات : 20927
التقرير الإعلامي الرابع 14-19 ديسمبر / كانون الأول 2011
أولاًـ التطورات الميدانية والسياسية::
ثانيًاـ تداعيات الأحداث السورية:
ثالثًا : رؤى الكتاب والمفكرين:

اتهامات المنامة لسوريا

قال الملك "حمد بن عيسى آل خليفة": "لدى الحكومة البحرينية أدلة تثبت تلقي عناصر من المعارضة تدريبات في سوريا لإسقاط نظام الحكم في المملكة، ولقد رأينا الوثائق التي تدل على هذا، ورغم أننا أخطرنا السلطات السورية، إلا أنها تنفي أي تورط لها في تلك الأحداث". (ديلي تليجراف، 14/12/2011)

حماس تخفف من وجودها في دمشق ودعمها للنظام السوري

لندن ـ يو بي آي: افادت صحيفة 'فايننشال تايمز' الأربعاء (14/12/2011) أن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تخفف بهدوء من وجودها في دمشق ومن دعمها لحليفها التقليدي نظام الرئيس بشار الأسد، والذي يُقاتل لاحتواء انتفاضة متصاعدة.

وقالت الصحيفة إن سفك الدماء والعنف في سورية يشكل تحدياً مزعجاً بالنسبة إلى حماس مع تصاعد حظوظها السياسية في أماكن أخرى بمنطقة الشرق الأوسط، بعد أن منحت انتفاضاتها القوة للحركات الإسلامية وسمحت لقادة الحركة بتعزيز روابطها مع الحكومات الصديقة من المغرب وحتى معقلها الحصين بقطاع غزة.

واضافت أن حماس بدأت تشعر بالضغط في دمشق، مقر مكتبها السياسي ومركز عملياتها الإقليمية لأكثر من عقد من الزمان، وأنها غير آمنة على نحو متزايد، فيما شعر الرئيس السوري بالغضب لأن الحركة رفضت دعم نظامه ضد الإنتفاضة التي بدأت في آذار (مارس) الماضي، ووصلت العلاقات بينهما إلى نقطة الإنهيار.

واشارت الصحيفة إلى أن حماس اجلت العديد من مسؤوليها من الدرجة الأدنى من سورية خوفاً من الإنتقام وانهيار النظام.

ونسبت إلى مسؤول من حماس في غزة قوله 'نشعر أن الوضع خطير للغاية بالنسبة للحركة في سورية، وصار نظام الأسد غاضباً جداً منا ويريدنا أن نقدم الدعم له كما فعل حزب الله، لكن هذا صار مستحيلاً بالنسبة لحماس لأن النظام السوري يقتل شعبه'.

وقالت الصحيفة إن دبلوماسيين اكدوا أن مبعوثي حماس يجسون النبض في جميع أنحاء المنطقة في حال قرروا نقل مقرهم من دمشق على وجه السرعة، مع أن الكثير من المسؤولين والمحللين يعتقدون أن التقارير عن انتقال وشيك للحركة إلى قطر أو مصر هو سابق لأوانه.

ونقلت عن دبلوماسي غربي 'إن حماس لم تحصل بعد على مقر بديل لدمشق، والتوقع هو أن الحركة ستحاول تأمين مواقع بعدد من البلدان العربية، لكنني لا اعتقد أن سورية هي قضية بالنسبة لها'.

واضافت الصحيفة أن مسؤول حماس في غزة أكد 'أن قطر يمكن أن تستضيف حماس كأفراد وليس كمجموعة'.

تتابعات الاحتجاجات السورية ضد نظام "بشار الأسد" تدخل شهرها العاشر.. التطورات والتداعيات

* عشية دخول الانتفاضة السورية ضد نظام الرئيس "بشار الأسد" شهرها العاشر، تواصل سقوط الضحايا من مدنيين وعسكريين، هذا فيما طغت على المشهد السوري صورتان: (الأولى) الانتخابات البلدية التي دعت إليها الحكومة بهدف ـ وفقًا لها ـ  إنقاذ البلد من المؤامرة التي يتعرض لها، (الثانية) العصيان المدني أو فيما سمي بـ "إضراب الكرامة" والذي شمل معظم المؤسسات التجارية والمصانع والمدارس كخطوة تصعيدية بمواجهة قمع النظام المستمر الذي حصد وفقًا للأمم المتحدة أكثر من 5 آلاف قتيل، في الوقت الذي اتسعت المواجهات بين قوات الجيش والمنشقين عنه، وتأتي التطورات على النحو التالي:

أولاًـ التطورات الميدانية والسياسية::

1ـ ميدانيًا:

أـ ارتفاع حصيلة القتلى:

* قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا: إن عدد القتلى بلغ 23، بينهم خمسة أطفال وسيدة، ويتوزعون جغرافيًا بواقع ستة قتلى في كل من حماة وحمص وخمسة في إدلب وثلاثة في كل من ريف دمشق ودرعا(1).

·        تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 5 آلاف سوري قتلوا منذ مارس، ويقول "الأسد" إن عدد القتلى أقل من ذلك بكثير، وإن أغلب القتلى من قوات الأمن. وأخفق مجلس الأمن حتى الآن في التوافق على قرار يدين القمع في سوريا بسبب اعتراض روسيا والصين، العضوين الدائمين في المجلس اللذين سبق أن استخدما حق النقض (الفيتو) ضد قرار مماثل في الرابع من أكتوبر.

ب ـ انتهاء مهلة حمص المعطاة من "الأسد":

* تخيم أجواء من الخوف والترقب على مدينة "حمص" السورية، مع اقتراب مهلة، قالت مصادر بالمعارضة إن نظام الرئيس "بشار الأسد" منحها لسكان المدينة "المحاصرة"، حتى يوم 13/12/2011، لوقف الاحتجاجات المناهضة للنظام، وتسليم الأسلحة، وكذلك تسليم "المنشقين" من عناصر الجيش السوري، وقال القيادي في "الجيش السوري الحر" "محمد حمدو" (2):

ـ القوات الحكومية منحت سكان حمص يوم 10/12/2011، مهلة مدتها 72 ساعة، وهددت بشن هجوم شامل على المدينة.

ـ تسود مخاوف من أن يؤدي هجوم للقوات الحكومية على حمص إلى حدوث "مجزرة" جديدة في المدينة، التي أصبحت إحدى مراكز الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد. 

2ـ سياسيًا:

أـ على الصعيد السوري :

(1) تنظيم انتخابات محلية على وقع حصار المدن وقصف المدنيين:

 

* على وقع قصف المدنيين، ومحاصرة المدن والأحياء، وإرهاب السكان، نظمت السلطات السورية أمس انتخابات بلدية، استعملتها للترويج لـ"البرنامج الإصلاحي" الذي "يقوده" الرئيس "بشار الأسد"، الذي ينفذ حملة عسكرية شرسة في البلاد لقمع الانتفاضة التي قامت ضد حكمه قبل 9 أشهر، وأسقطت حتى الآن ما يزيد على 4 آلاف قتيل، ملامح الانتخابات(3):

ـ قاطعت قوى المعارضة السورية الانتخابات باعتبار أنها تندرج في إطار عملية التزييف الكبرى وعملية الدعاية لشراء المزيد من الوقت.

ـ أعلنت الهيئات الثورية المحلية في وقت سابق مقاطعة هذه الانتخابات، بينما لم يجد المجلس الوطني السوري داعيًا لتعميم بيان رسمي في هذا الشأن لوعي الشعب السوري بكل مكوناته لحقيقتها ونتائجها المعروفة مسبقًا.

 (2) دخول "إضراب الكرامة"مرحلته الثانية:

* استمر الإضراب في المدن السورية الذي دعت إليه اللجان التنسيقية المحلية تحت عنوان "إضراب الكرامة" والذي شاركت فيه 12 محافظة بدرجات متفاوتة، رغم كل التشديدات الأمنية والاعتقالات التي تقوم بها قوات الأمن السورية لتضييق الخناق على السكان المنتفضين بـ"وجه آلة القتل"، وقد امتد الإضراب إلى داخل مدينة حلب التي "تعاني شللاً في حياتها الاقتصادية بسبب إغلاق الحدود التركية ـ السورية وتراجع الإنتاج الصناعي فيها بعد اعتمادها على السوق التركية"، وأكد ناشطون أن الخطة ستشمل(4):

ـ المرحلة الأولى:إضراب عام في كل القطاعات وفي كل المدن، إضافة إلى إضراب طلاب المدارس الثانوية والابتدائية في هذين اليومين.

ـ المرحلة الثانية:سينتقل الناس إلى إغلاق الهواتف النقالة مدة 4 ساعات يوميًا، ومن ثم بدء إغلاق شوارع ومداخل الحارات بشكل جزئي، إضافة إلى بدء الذهاب للوظيفة مع التوقف عن العمل وتأخيره.

ـ المرحلة الثالثة:ستمتد مع مطلع الأيام الأخيرة من هذا الشهر سيبدأ إضراب المحلات التجارية بشكل كامل.

ـ المرحلة الرابعة:سيبدأ خلالها إضراب الجامعات.

ـ المرحلة الخامسة:سيبدأ إضراب النقل مع إغلاق الطرق في المدن وإلى الأرياف.

ـ المرحلة السادسة:في أواخر الشهر الحالي فسيبدأ موظفو الدولة بالإضراب.

ـ المرحلة الأخيرة:التي ستكون بداية العصيان المدني فستكون ببدء إغلاق الطرق الدولية.

ب ـ على الصعيد العربي:

(1) رفض العرب الشروط السورية:

* قال أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور "نبيل العربي" أن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون خلال أيام لمناقشة الرد السوري المشروط على توقيع بروتوكول إرسال مراقبين إلى سوريا، موضحًا(5):

ـ حتى الآن لم يوافق أحد من الوزراء العرب على الشروط السورية.

ـ رسالتي لـ"الأسد" فيها شروط جديدة يجب أن تعرض على المجلس الوزاري، ولم أستطع البت فيها وأرجو من المعلم وأدعوه إلى التوقيع لأنه أرسل جوابين أحدهما فيه تفويض نائب الوزير للتوقيع والثاني أنهم مستعدون للتوقيع.

ـ 21 دولة عندها اهتمام شديد بالقضية لا تقبل ما يحدث في سوريا، وفي الوقت نفسه ترغب أن يبقى الحل في البيت العربي وفي حال وافقت سوريا، ووقعت خلال 24 ساعة سيكون فيها مراقبون من كل الدول العربية ليشاهدوا بأنفسهم ويكونوا ضمانًا لتوفير الحماية للشعب.

 (2) دعوة السعودية اللجنة الوزارية العربية لحقن دماء السوريين:

* أعرب مجلس الوزراء السعودي في جلسته التي ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك "عبد الله بن عبد العزيز"، بقصر اليمامة بالرياض، عن تمنياته بأن تخرج اجتماعات وزراء الخارجية العرب واللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية، المقرر عقدها في القاهرة الأسبوع المقبل، بنتائج تحقن إراقة الدماء في سوريا وتعيد الأمن والاستقرار لها (6).

 (3) رفض الكويت وقف تمويل المشاريع في سوريا:

* اعتبر وكيل وزارة الخارجية الكويتية "خالد الجار الله" أن الحديث عن توقف الصندوق الكويتي للتنمية عن تمويل المشروعات في سوريا أمر سابق لأوانه، مضيفًا: أن هناك جهودًا تبذل في الجامعة العربية، نأمل بأن يتم التجاوب معها لإنقاذ سوريا من هذه المحنة(7).

 (4) استنكار مجلس النواب البحريني القمع السوري:

* استنكر مجلس النواب بمملكة البحرين ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق وهدر دماء الأبرياء من المدنيين المسالمين التي تحصل في سوريا، مطالبًا القيادة السورية بحقن الدماء وتأمين الناس على أرواحهم وأعراضهم ودمائهم وتحقيق ما يتطلع له الشعب السوري الشقيق(8).

ج ـ على الصعيد الإسرائيلي:

* أبدى عدد من المسؤولين والخبراء الإسرائيليين آراء متباينة حول تأكيدات وزير الحرب "إيهود باراك" سقوط الرئيس "بشار الأسد" خلال أسابيع، بالنظر إلى(9):

ـ شكك رئيس الموساد الأسبق "إفرايم هليفي" بأن سوريا توشك على مرحلة جديدة، ولفت إلى أهمية السؤال كيف يغيب "الأسد" عن المشهد وفي أي ظروف، محذرًا من حيازة جهات معادية وخطيرة في سوريا أسلحة دمار شامل في ظل سقوط "الأسد"، ومن احتمال انهيار الجيش في حال سقوط "الأسد"، ورأى أن ذلك سيفضي إلى حالة فوضى، وأشار إلى انتشار أسلحة متطورة تسربت من ليبيا لمناطق مختلفة، مرجحًا أن "الأسد" سيرحل في حال سقوطه إما على غرار "القذافي" بعد تدخل الناتو أو تمرد واسع داخل الجيش.

ـ استبعد الوزير "يوسي بيلد" سقوطًا سريعًا لـ"الأسد"، مبديًا تحفظه من تأكيدات "باراك"، وقائلاً: إن النظام الحاكم في سوريا يتمتع بدعم الجيش ودعم الأقليات إلى جانب طبقات من المجتمع السني، ما أكده عضو الكنيست من كاديما "مجلي وهبي".

د ـ على الصعيد الروسي:

* اعتبرت وزارة الخارجية الروسية قرار الاتحاد الأوروبي إدراج اثنتين من وسائل الإعلام السورية على "القائمة السوداء" غير منطقي، ويدل على استخدام أوروبا المعايير المزدوجة، وأوضح المتحدث باسم الخارجية "ألكسندر لوكاشيفيتش" (10):

ـ الاتحاد الأوروبي يغض الطرف عن تحقيق تقدم في جهود السوريين منح مراسلين أجانب تراخيص عمل، رغم أن تغطيتهم للأحداث كثيرًا ما تتسم بالتحيز.

ـ على هذه الخلفية ما يثير الدهشة أن الاتحاد الأوروبي الذي يقدم نفسه مدافعًا عن حرية الكلمة عالمياً يتخذ قرارًا بإدراج صحيفة الوطن وموقع شام برس، وهما وسيلتان إعلاميتان مستقلتان ومشهورتان في دمشق، على القائمة السوداء.

 

ثانيًاـ   تداعيات الأحداث السورية:

1ـ ازدياد المخاوف من انزلاق سوريا نحو الحرب الأهلية:

* مع بدء التصويت في الانتخابات المحلية اشتبكت قوات الأمن مع منشقين عن الجيش مؤيدين للمعارضة في معارك بدأت تفوق حملة الاحتجاجات السلمية بالشوارع التي أطلقت الانتفاضة ضد الأسد قبل نحو تسعة أشهر مما أثار مخاوف من انزلاق سوريا نحو الحرب الأهلية(11).

·        يذكر أن المنشقين عن الجيش قد شكلوا جيش سوريا الحرة وقاموا بشن هجمات على أهداف حكومية.

2ـ إيقاف شركات كندية وبريطانية وصينية عملياتها النفطية:

* * أوقفت ثلاث شركات نفطية عالمية: بريطانية "جلف ساندز بتروليوم"، وصينية "سينوكيم"، وكندية "صنكور"، عملياتها النفطية، وجمدت الشركة الكندية استثمارات تزيد على مليار دولار في مشروع "ألبا" للغاز الطبيعي والنفط في حمص، بعد عقوبات الاتحاد الأوروبي التي فرضت بسبب حملة قمع الانتفاضة التي قامت ضد الأسد، وأوضحت مصادر إعلامية (12):

ـ قرار الشركة الكندية جاء بعد قرارات من شركات أوروبية، مثل "توتال" الفرنسية و"شلط الهولندية، بالانسحاب من سوريا، أو تجميد استثماراتها هناك.

ـ تعمل شركة "صنكور"، أكبر الشركات الأجنبية في حمص، في مشروع مشترك مع شركة النفط العامة في سوريا، وكان المشروع المشترك قدم مساعدات مالية إلى حكومة الرئيس السوري "بشار الأسد".

ـ الشركة ضخت نحو 200 مليون دولار في السيولة النقدية في سوريا خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام. وهذا فقط نحو ثلاثة في المائة من إجمالي استثمارات الشركة في سوريا. وتنتج مصانع الشركة نحو 80 مليون قدم مكعب من الغاز وألف برميل من النفط يوميا.

3ـ استقبال المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين في الأردن1500 سوري:

* مع استمرار أعمال العنف في سوريا يستعد مكتب المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين في الأردن لتدفق محتمل للسوريين بأعداد كبيرة عبر الحدود طلبا للجوء، وأبلغت المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين في الأردن عن تزايد أعداد اللاجئين السوريين الوافدين إلى الأردن هربا من حملة القمع التي تنفذها السلطات السورية ضد المعارضين للنظام، وذكر "عرفات جمال" ممثل المفوضية في الأردن (13):

ـ في الوقت الحالي يوجد لدينا 1500 سوري مسجلين.

ـ هناك ما يقدر بعدة آلاف لكن العدد الرسمي لا يتوفر، والحركة مستمرة.

ـ المفوضية تعمل بالتنسيق مع الدول المانحة لتفادي حدوث أزمة إنسانية على حدود الأردن الشمالية مع سوريا.

·        معظم اللاجئين السوريين في الأردن من أهالي درعا مهد الاحتجاجات المناهضة للأسد التي تشترك في حدود طويلة مع الأردن.

4ـ مطالب دولية بإحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية:

* أعربت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان "نافي بيلاي" عن اعتقادها بأن الحملة الأمنية التي تشنها السلطات السورية ضد المعارضين يمكن أن تشكل جرائم ضد الإنسانية، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأوضحت(14):

ـ عدد قتلى الحملة الأمنية التي تشنها السلطات السورية ضد المعارضين تجاوز 5000 قتيل.

ـ أعمال القتل والتعذيب الممنهجة وواسعة الانتشار ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.

5ـ ترجيح تكرار السيناريو اليمني في سوريا:

* رجح أمين عام الجامعة العربية "نبيل العربي" تكرار سيناريو اليمن لا ليبيا لحل الأزمة السورية، مستبعدًا تمامًا وجود أي توجه في العالم كله لاستخدام القوة وليس في الدول العربية فقط، لكني لا أستبعد السيناريو اليمني "فما يهم هو وقف العنف"، موضحًا(15):

ـ هناك من يتهم الجامعة بمنح النظام الوقت، وهناك من يتهمها بسلق القضية.

ـ الجامعة تهتم أساسًا بحماية السوريين، وتقدر أنه لا بد من توفير الحماية الآن.

ـ وزراء الخارجية العرب اجتمعوا ورأوا ضرورة توفير الحماية للشعب السوري، وهذه الحماية لا يمكن أن تتم إلا برضا سوريا فلا وسيلة في ميثاق الجامعة لقهر دولة أو فرض وضع معين عليها، ولهذا تم وضع إطار قانوني سمي بروتوكولاً ونحن بانتظار أن توقعه سوريا.

6ـ انعقاد قمة أوروبية ـ روسية في بروكسل لمناقشة الملف السوري:

* سيحضر الملف السوري بقوة في المحادثات بين الأوروبية ـ الروسية خلال القمة المقرر عقدها في بروكسل، ويحاول الأوروبيون إقناع موسكو بالانضمام إليهم في اتخاذ موقف أقوى من النظام السوري(16).

7ـ تأثير العقوبات التركية ضد سوريا على البلدين (17):

ـ قبل عام فقط من الآن، كانت تركيا وسوريا حليفين رئيسيين، حيث إن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا كان يسعى لتوسيع النفوذ الاقتصادي للبلاد حتى تصبح قوة إقليمية. وتعد الحدود التركية ـ السورية التي تصل إلى 500 ميل أطول حدود لتركيا؛ وخلال الإمبراطورية العثمانية كانت مدينة غازي عنتاب جزءًا من مدينة حلب. ومن جانبها، لا تزال سوريا متأثرة بالنفوذ التركي، بدءًا من العمارة العثمانية وحتى الشعبية الكبيرة للمسلسلات التركية هناك. وكان التبادل التجاري بين البلدين قد قفز بأكثر من ثلاثة أضعاف منذ عام 2006 ليصل إلى 2.5 مليار دولار في عام 2010.

ـ حاول مسؤولون أتراك منذ أشهر إقناع الرئيس السوري "بشار الأسد" بوقف حملة القمع العنيفة ضد المدنيين الذين بدأوا الاحتجاجات في شهر مارس، ولكنهم اتخذوا تدابير ضد الحكومة السورية في نهاية المطاف.

ـ بدأت العقوبات المفروضة على سوريا من قبل الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بالإضافة إلى التدابير الصارمة التي فرضتها تركيا نفسها، بما في ذلك تجميد أصول الحكومة السورية.. بدأت تخنق نظام الرئيس "الأسد" ولكن ببطء شديد. ومع ذلك، يشكو رجال الأعمال من أن هذا التوتر في العلاقات يؤثر على الجانبين.

ـ قامت سوريا الأسبوع الماضي بتعليق اتفاق التجارة الحرة مع تركيا من جانب واحد، وقررت الانتقام من العقوبات التركية من خلال فرض ضرائب تصل إلى 30% على السلع التركية التي تدخل سوريا، وردت تركيا على ذلك بالمثل.

ـ أدى قرار تركيا بأن تكون هي الصوت الذي يعبر عن الغضب الإقليمي ضد الحكومة السورية إلى انقسام في هويات البعض في المدينة التي تمتزج فيها الثقافة التركية والعربية منذ عدة قرون.

 

ثالثًا : رؤى الكتاب والمفكرين:

1ـ قراءة في الخيارات العربية أمام الاجتماع الوزاري المقبل للتعامل مع الأزمة السورية(18):

ـ تواجه جامعة الدول العربية أزمة خيارات في التعامل مع الملف السوري وذلك في ظل التعقيدات التي تحيط بهذه الخيارات والخلافات حولها والضغوط الغربية التي تتعرض لها لاتخاذ مواقف أكثر تشددًا.

ـ إذا ظلت سوريا على موقفها الرافض توقيع الخطة العربية لتسوية الأزمة السياسية الداخلية السورية، فإنه من المقرر أن يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعًا لمناقشة الوضع في القاهرة نهاية الأسبوع الجاري وفق ما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن مصدر في جامعة الدول العربية التساؤل المهم هو إذا استمر موقف دمشق على حالة من دون تغيير ما الخيارات المتاحة أمام الوزراء العرب للتعامل معها خلال اجتماعهم المقبل؟

ـ لقد علقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا فيها وفرضت عليها عقوبات اقتصادية أو مقاطعة اقتصادية وفق ما هو منصوص عليه في ميثاقها، وقد بدأ سريان هذه العقوبات بالفعل بدءًا من السابع والعشرين من شهر نوفمبر الماضي وفق تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية "نبيل العربي"، لكن على الرغم من هذه الإجراءات العقابية العربية فإن سوريا لم تبد تجاوبًا ملموسًا مع الحل العربي للأزمة، وهذا يضع جامعة الدول العربية أمام موقف صعب، حيث إن هناك ضغوطًا عليها من قبل المعارضة السورية والغرب لاتخاذ مواقف أكثر شدة في ضوء ما سبق فإنه يمكن مناقشة الخيارات المطروحة أمام الاجتماع الوزاري العربي وإمكانية اللجوء إليها في الآتي:

  • إمكانية تكرار ما حدث في اليمن مع سوريا، بمعنى تقديم خطة لنقل السلطة على غرار مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية تجاه الأزمة اليمنية، لكن مشكلة هذا الخيار أن هناك إدراكًا عربيًا بأن "بشار السد" يرفض أي حديث عن ترك السلطة، وقد أشار إلى ذلك الأمير "تركي الفيصل" رئيس المخابرات السعودية السابق مؤكدًا أنه ليس من المرجح أن يتنحى عن السلطة طوعًا.
  • منح سوريا مهلة أخرى للموافقة على خطة التسوية العربية، هذا الخيار لا يبدو مرجحًا بالنظر إلى أن الجامعة قد مددت المهلة التي أعطتها لدمشق مرات عدة خلال الفترة الماضية، ومن ثم فإن عقد الاجتماع الوزاري العربي كما هو معلن في نهاية الأسبوع الجاري سوف يعني منطقيًا أن الوزراء غير راغبين في إعطاء أي مهلة أخرى، وأن هناك توجهًا لإجراءات أو خيارات أخرى.
  • إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي، هناك ضغوط غربية في هذا الاتجاه، لكن ليس من المتوقع أن يقدم الوزراء العرب على ذلك، حيث أشار الأمين العام للجامعة إلى أنه رفض بالفعل طلبًا أوروبيًا بأن يقوم العرب بإحالة ملف سوريا إلى الأمم المتحدة، فضلا عن أن إحالة الملف إلى مجلس الأمن من شأنها أن تعمق من الخلافات العربية ـ العربية في هذا الشأن في ظل المعارضة المعلنة من قبل بعض الدول العربية لتدويل الأزمة، ومنها على سبيل المثال الجزائر التي أكدت على لسان وزير خارجيتها مؤخرًا أن جامعة الدول العربية هي السبيل الوحيد للتغيير في سوريا، كما أن الخلافات بين أعضاء المجلس بين روسيا والصين من جانب وأمريكا وبريطانيا وفرنسا من جانب آخر حول سوريا تعوق تعامله مع الملف السوري.
  • فرض المزيد من العقوبات: وهنا يمكن لجامعة الدول العربية أن تصعد من إجراءاتها العقابية كأن تهدد مثلاً بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض كممثل شرعي للشعب السوري، أو تزيد من العقوبات الاقتصادية.

2ـ السيناريو اللبناني يتكرر في سوريا.. والتدخل العسكري الخيار الأفضل(19):

أـ السيناريو اللبناني:

ـ حين اندلعت شرارة الحرب الأهلية بلبنان في أبريل 1975، انقسم الرأي العام الإقليمي والدولي حول الكيفية التي يمكن من خلالها وقف الحرب، فهناك من كان يرى أن الأزمة اللبنانية مسألة داخلية وعربية، ولهذا فإن التدخل العسكري الدولي مرفوض، وهناك ـ رأي ثان ـ كان يطالب بالتدخل العسكري المباشر، أو على الأقل تقديم مساعدات عسكرية ولوجيستية للجيش اللبناني، بحجة أنه لا يمكن للحكومة المركزية القضاء على سلاح الميليشيات اللبنانية والفلسطينية، أو حملهم على قبول وقف إطلاق النار من دون وجود تحالف دولي قادر على ردع الأطراف الخارقة للهدنة.

ـ كان هناك طرفان يقودان الحوار، ويؤثران بشكل مباشر على خيارات الرئيس الراحل "سليمان فرنجية"، فمن جهة كان الرئيس السوري حافظ الأسد يحذر ويهدد فرنجية من تدويل الأزمة، لكي لا يتحول لبنان إلى الوصاية الأمريكية والفرنسية. ومن جهة أخرى كان بعض المسؤولين الأمريكيين يحاولون إقناعه بضرورة اللجوء لمجلس الأمن، أو على الأقل مواجهة الميليشيات الفلسطينية بالقوة، في مقابل تأمين الدعم المادي والعسكري له. اختار فرنجية - مكرهًا - طلب التدخل السوري في يونيو 1976، ولم يمض شهران حتى منحت القمة العربية في الرياض، سوريا شرعية البقاء على الأراضي اللبنانية. طبعًا، استمر الاحتلال السوري للبنان لأكثر من ثلاثة عقود، بحيث دمرت هوية الدولة المدنية، وانتهكت سيادتها، وأصبحت مركزًا للمنظمات الإرهابية تحت ذريعة المقاومة.

ـ  في سياق استذكاره للخطأ التاريخي بتفويت فرصة التدخل الدولي لحفظ سيادة الدولة اللبنانية من الانهيار، كتب "هنري كيسنجر" في 2005 حاثًا القوى الدولية على التدخل في لبنان لطرد الجيش السوري ونزع سلاح "حزب الله": "ثلاث مرات منذ عام 1958، تمكن التدخل الأجنبي من المحافظة على وحدة لبنان، والحيلولة دون الانزلاق إلى العنف واللجوء إلى التحكيم بين الطوائف.. وسوف يتم اختبار ما إذا كانت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي جادين في حشد تدخل دولي لضمان ألا تنفجر المشاعر المتضاربة مجددًا" (هيرالد تربيون 15 مايو 2005).

ب ـ تكرار السيناريو في سوريا:

ـ اليوم، وعلى مقربة من بداية العام 2012، تواجه سوريا السيناريو ذاته، إذ قادت عشرة أشهر من المظاهرات وحالات العصيان المدني، إلى انقسام البلد طائفيًا ومناطقيًا، بحيث بات يتحول تدريجيًا نحو الحرب الأهلية. حتى الآن سقط ما يفوق الخمسة آلاف قتيل، وتم تهجير الآلاف أو إيداعهم السجون، وتحمل الأخبار كل يوم المزيد من أخبار القتل، والانشقاقات المستمرة في الجيش والوظائف الحكومية، والانهيار الدراماتيكي للاقتصاد والخدمات الأساسية. أمام حالة الفشل في سوريا، واستمرار نظام الرئيس بشار في رفض المبادرات الإقليمية والدولية، وتغليب منطق العنف المسلح، فإن الخيار العسكري المباشر ـ أو عبر تسليح الثورة ـ بات مطروحًا بشدة، كوسيلة ضرورية للحفاظ على وحدة الدولة السورية، ومنعها من الانزلاق في أتون حرب طائفية وإقليمية ستحولها بالضرورة إلى دولة فاشلة، بحيث تكون مركزًا جديدًا يضاف إلى عواصم زعزعة الاستقرار الإقليمي، وملاذًا للجماعات الإرهابية.

ـ حاليًا، هناك طرحان يسيطران على جدل الأزمة السورية: أحدهما مع التدخل العسكري - أو عبر تسليح الثوار - قياسًا على النموذج الليبي، الذي لم يكن ليتمكن من إزاحة نظام "القذافي" إلا بالاستعانة بطيران الناتو، وقيادته اللوجيستية والاستخباراتية للمقاتلين المتطوعين. أما الرأي الآخر فيحذر من التدخل العسكري الأجنبي، وضد تدويل الأزمة، تحت ذريعة صيانة الثورة السورية من الانزلاق إلى العنف المسلح، أو فتح المجال أمام الدول الغربية للنفاذ إلى صياغة مستقبل سوريا السياسي والاقتصادي، بما في ذلك الموقف من إسرائيل.

ـ أنصار التدخل العسكري، أو تسليح الثورة - سواء عربيًا أو دوليًا - يجادلون بأن الثمن الإنساني الباهظ في الوقت الراهن يحتم التدخل لأجل حماية المدنيين، لذا، فحجتهم لتبرير التدخل قائمة بشكل رئيسي على دواعي حقوق الإنسان، وتغيير النظام الديكتاتوري القائم، كما حدث في بلدان أخرى كتونس ومصر. أما المحذرون من غلواء تدويل الأزمة السورية عسكريا، فهؤلاء يجادلون بأن مصير التدخل سيكون الفشل لأسباب، منها:

*  وجود اعتراضات دولية (كفيتو روسي أو صيني).

*  أو أن من شأنه أن يدفع نحو تدخل إيراني مباشر أو عبر حلفائها، كحزب الله وحماس، لدعم النظام القائم أو نشر الفوضى والإرهاب في حال سقط النظام. هم أيضا يحذرون من أن التكلفة الإنسانية ستكون فادحة، كما حدث في العراق وأفغانستان.

*   نتائج التدخل العسكري غير مضمونة، إذ إن سقوط نظام "الأسد" قد يقود إلى تفتت البلد إلى كانتونات طائفية مسلحة لن تعدم العثور على ممول أو متبن لسلاحها من الدول الإقليمية، ثم إن بناء دولة ديمقراطية جديدة بدستور توافقي، وعقد اجتماعي جديد تحفظ فيه حقوق الأقليات، أمر غير مضمون. هذا الاعتراض الأخير يحمل قدرًا كبيرًا من الأهمية، فقد يقود التغيير في سوريا إلى صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة، وهؤلاء لا يختلفون كثيرًا عن تسلط حزب البعث؛ نظرًا لتاريخهم الدموي الانقلابي، ولاستخدامهم ـ كما بقية الأحزاب الإسلامية ـ لورقة المقاومة، حيث من الممكن أن يستمر الإخوان في ذات السلوك التحريضي على العنف، ودعم الميليشيات الدينية المسلحة، وتبرير اختطاف الدولة تحت ذريعة تحرير الأرض، ومواجهة إسرائيل.

ـ  الدول العربية - بالطبع - لها آراء متباينة مع وضد فكرة التدخل:

* فهناك دول - كالجزائر واليمن - لا تريد أن يتكرر السيناريو الليبي، فقد يتهدد التغيير بقاءهم في السلطة، وهناك من الدول من يؤمن - أو يرغب - في نهاية النظام السوري الحالي لأسباب تتعلق بحلفه مع إيران، وتدخله السلبي في لبنان وغزة، ويشيرون إلى أن إضعاف نظام الأسد، وإشغاله بنفسه، أقل ما يمكن أن يحدث.

*  وهناك دول أخرى مؤمنة حقا بضرورة التدخل العسكري لأسباب إنسانية، وهذا لا ينفي في الوقت ذاته أن تكون لديها مصالح استراتيجية قد تتحقق بشكل مصاحب لرؤيتها الأخلاقية المثالية للأزمة.

ج ـ الخيار الأفضل لسوريا:

ـ التدخل العسكري المباشر في هذه المرحلة هو الخيار الحقيقي - والواقعي - إذا كان المجتمع الدولي والدول العربية جادين في تجنيب الدولة السورية الانهيار السياسي، وتفسخ النسيج الاجتماعي الذي يربط الطوائف والأعراق السورية بعضها ببعض. الأشهر العشرة الأخيرة أثبتت أن المتظاهرين السوريين غير قادرين على إسقاط الأسد وحدهم، ثم إن تسليح المدنيين السوريين ستكون له نتائج سلبية على المدى البعيد، لأنه سيقود إلى عسكرة المجتمع السوري، وتوفير الأسلحة اللازمة لاستمرار الحرب الأهلية بين السوريين.

ـ تذكروا أن تدخل "آيزنهاور" العسكري في 1958 أنقذ لبنان من التفكك، وأن فشل التدخل 1975 قاد إلى تدمير البلد. إن الضمانة الحقيقية التي قد توفرها الجامعة العربية، والدول المجاورة لسوريا، هي في تغيير النظام عسكريا إذا لزم الأمر، عبر المؤسسات الدولية، ولكن قبل ذلك عليهم أن يعملوا على صياغة بديل مدني (علماني) من المعارضة الداخلية والخارجية أكثر تمثيلاً من المجلس الوطني الانتقالي الحالي، ملتزم بالتحول الديمقراطي تحت رعاية المؤسسات الدولية، وتوفير الضمانات للطائفة العلوية والمسيحيين لكي لا يتم التمييز ضدهم، أو حرمانهم سياسيًا واقتصاديًا. إذا لم يلتزم السوريون المعارضون بإصدار عفو عام عن أعضاء البعث، والتعهد بالمحافظة على مؤسسات الدولة والتزاماتها الدولية، فإن فرص إنقاذ سوريا غير مضمونة. قد يرى البعض أن تبرير التدخل العسكري ضد سوريا هو أمر انتقائي مقارنة بغيره من النماذج. حسنًا، هذا صحيح، إلا أن المطالبة به ليست إنسانية ـ على الرغم من أهمية ذلك ـ ولكن مطلب استراتيجي لئلا يستعيد هذا النظام الراعي للإرهاب عافيته من جديد. يقول كمال جنبلاط (1978) في كتابه "هذه وصيتي": «لعبت دمشق دور العروبة والقومية والموقف الفلسطيني المتشدد.. كل ذلك أسهم في جعل الحملة السياسية السورية غير فعالة عمليا على المدى الطويل، فالتسوية الغامضة غير المحددة، هي تسوية سيئة دائمًا".

3ـ  ملامح خصوصية الثورة السورية وتشابكاتها(20):

ـ تشابهت الثورات العربية في أسباب نشأتها ومعاناة شعوبها ودوافع التمرد، لكنها تمايزت في أشكال حضورها ومحطاتها وشدة القمع المطبق ضدها، وإذا استطاع الشعبان التونسي والمصري إسقاط بن علي ومبارك في بضعة أسابيع، وطال الأمر عند الآخرين أشهر على رغم العون العسكري الغربي كليبيا أو السياسي الخليجي كاليمن، فلا تزال الأزمة السورية تتفاقم وتستعصي وتواجه احتمالات متعددة ربما أسوأها، ونأمل أن يكون أقلها حظًا، انجرار الناس من احتقان اليأس إلى ردود أفعال ثأرية، وأوضحها أن زمن الثورة قد يطول وتكلفتها أيضاً، ربطاً بالخصوصية السورية وتعقيداتها بالمقارنة مع شقيقاتها، ملامح خصوصيتها:

ـأولاً.. تقع الحالة السورية ضمن محور نفوذ في المنطقة يختلف ويتعارض مع ما يمكن تسميته المحور الغربي الذي انتمت إليه أو دارت في فلكه أنظمة بلدان الثورات الأخرى، الأمر الذي يضاعف الصعوبات أمام الانتفاضة السورية، فنجاحها يقود في شكل أو في آخر إلى إعادة النظر بارتباط الحلقة السورية مع حلقات سلسلة جاهد رأسها الإيراني، ولسنين طويلة، كي يبقيها متماسكة وقوية وقادرة على خدمة نفوذه، ويستدعي توظيفًا استباقيًا لكل قوى وإمكانات هذا المحور لمنع كسر إحدى حلقاته، فكيف إن كانت تحتل أهمية نوعية كالحلقة السورية؟! ما يعني أن حجم القوى التي تقف سداً في وجه مطلب الناس في التغيير لن يقتصر على توازنات داخلية صرفة، كما كان الحال في الثورات الأخرى حين رفع الغرب يده عن الأنظمة الموالية له وتركها لمصيرها في مواجهة الحراك الجماهيري المتصاعد.

ـ ثانيًا.. حساسية الموقف الإسرائيلي، وهنا نستطيع القول، إن لإسرائيل كلمة قوية حول مستقبل النظام الحاكم في بلد يجاورها وتحتل جزءًا من أرضه، حافظ على جبهة الجولان آمنة ومستقرة طيلة عقود. والمغزى هو أولوية ما يمكن أن يترتب على أي تغيير في سوريا على أمن إسرائيل، وكلنا يذكر، في أزمات سورية سابقة، وضوح الرغبة الإسرائيلية في عدم إسقاط النظام، والتي لا تتعارض مع سعيها الحثيث لإضعافه وتحجيم نفوذه الإقليمي.

ـ بعبارة أخرى.. يصح في قراءة الإستراتيجية الأمنية الإسرائيلية المثل القائل "من تعرفه خير من الذي تتعرف إليه"، فهي تخشى وصول سلطة جديدة إلى الحكم تهز الاستقرار الراهن، بينما أمامها سلطة خبرتها جيدًا وأظهرت وفاء بعهودها منذ توقيع اتفاقية فصل القوات ووقف إطلاق النار، ولا يغير من هذه الحقيقة حصول مناوشات بين الطرفين عبر ساحات وقوى جانبية في حروب محدودة ولأهداف سياسية آنية، بل ما قد يعزز الخيار الإسرائيلي حضور مزاج سياسي للثورات العربية يميل في المحصلة لمعاداة سياساتها في فلسطين والمنطقة! والنتيجة أن يكون موقف إسرائيل ومصلحتها ضد تغيير الحكم السوري، حتى لو أعلن بعض مسئوليها عكس ذلك، أي إن ثمة موقفًا غربيًا لا يمكنه القفز فوق هذه الهموم والحسابات الإسرائيلية!

ـ في ضوء العاملين السابقين يمكن أن نفسر ضيق هامش السياسة الأمريكية والأوروبية ولماذا لا تزال تحجم عن الدخول بقوة على خط الأزمة السورية لانتزاع دور أكثر فاعلية كما حصل في ليبيا واليمن، ولا تزال تكتفي بالنوسان بين حدي تشديد العقوبات الاقتصادية وتكرار الدعوات لعزل النظام سياسيًا ومحاصرته، ونفسر أيضًا أحد أسباب صلابة الموقف الروسي والمتعلق بتشابكاته المتنوعة وأهمها الاقتصادية مع إيران ومع الكيان الصهيوني! ومن القناة نفسها، وتحسبًا لردود فعل متنوعة من أطراف المحور الإيراني، يمكن النظر إلى تردد السياسة التركية واكتفائها غالباً بتصريحات حادة ضد النظام السوري من دون أن تقترن بأفعال موازية أو مقاربة، وكذلك تردد الموقف العربي وتأخره في دعم الشعب السوري ومساندته بالمقارنة مع سرعته في التعاطي مع ثورات أخرى. لكن اللافت أن ما يمكن اعتباره تواطؤًا دوليًا وإقليميًا ومداورة تجاه الحالة السورية، بدأ يتفكك أمام عزم الانتفاضة الشعبية وإصرارها على التغيير وتحت وطأة الضغط الأخلاقي لفداحة ما تتكبده من خسائر وتضحيات، وتنامي خشية الغرب من تضرر مصالحه في المنطقة في حال استمرار التمسك بالرؤية الإسرائيلية.

ـ ثالثًا..التنوع والتعددية، الإثنية والدينية والطائفية، التي يتشكل منها المجتمع السوري، وتالياً تفاوت مواقف هذه المكونات من عملية التغيير وآفاقها وتحديدًا خوف بعضها على هويته ونمط عيشه من بديل إسلامي آتٍ، ما يفسر في ضوء خصوصية الثورة القائمة وطابع الكتلة الشعبية المشاركة فيها، بقاء قطاعات مهمة من الشعب السوري في وضع الحياد والسلبية ولنقل مترددة أو محجمة عن الانخراط في الثورة، زاد الطين بلة نتائج الانتخابات في تونس ومصر والتي أعطت الإسلاميين وزنًا كبيرًا، والأهم ما تلفّظ به بعض قادتهم حول الخلافة وفرض الشريعة لتطهير المجتمع من الفساد، الأمر الذي يعقد شروط نضال المحتجين السوريين ويضعف قدرتهم على اجتراح التغيير، ويزيد من مسؤوليتهم في الحفاظ على الوجه السلمي للانتفاضة، وأيضاً من مسؤولية المعارضة السورية في إظهار صورة مقبولة ومطمئنة لكل مكونات المجتمع يمكن أن تشجع المترددين وتزيل ما يكتنف المشهد من التباسات!

ـ رابعاً..خصوصية البنية الاجتماعية للسلطة والتي لا تزال تشكل قاعدة داعمة لها، ما ينعكس على تركيبة المؤسسة العسكرية وشرط إخضاعها، والتي لم تأخذ، كما حلم البعض، موقف الجيشين التونسي والمصري ولم تنقسم كحال اليمن، بل لا تزال متماسكة نسبياً، بفعل استمرار القدرة على الضبط الأمني لها أو خوفاً من نتائج مدمرة في ضوء ما تملكه قوى النظام الخاصة من إمكانات عسكرية وتقنية متطورة.

4ـ السيناريو الأقرب للواقع.. تدويل الأزمة السورية(21):

ـ يضيق الخناق يوما بعد يوم على النظام الحاكم في دمشق، حيث يقف وحيدًا دون أصدقاء في الجامعة العربية باستثناء دولة لبنان، فحتى "نوري المالكي" رئيس وزراء العراق بدأ يتخلى عن دعمه له، ويطالبه بالوقوف إلى جانب الشعوب.

ـ "نبيل العربي" أمين عام الجامعة العربية ذكر أن جميع الدول العربية رفضت القبول بالتعديلات التي طلبتها السلطات السورية على هذا البروتوكول، مما يعني أن الجامعة العربية باتت عاقدة العزم على اتخاذ الخطوات العقابية المتوقعة، وأولها تشديد الحصار الاقتصادي وفرض عقوبات جديدة قد تتضمن فرض حظر الطيران المدني، وثانيها تحويل ملف الأزمة إلى مجلس الأمن الدولي، مما يعني بدء مرحلة التدويل.

ـ السلطات السورية أضاعت فرصة كبيرة بالتمسك بعنادها في رفض الحل العربي، واللجوء إلى أسلوب المناورة والمماطلة، من خلال طلب تعديلات هنا وأخرى هناك، والاستمرار في الوقت نفسه في حلولها الأمنية الدموية وقتل المزيد من المواطنين يوميا وبطريقة ممنهجة.

ـ التمهيد لتدويل الأزمة السورية بدأ قبل اجتماع الجامعة العربية يوم السبت، عندما أعلنت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وصول عدد القتلى في سورية إلى 5000، واتهام فرنسا لسورية بالوقوف خلف عملية إطلاق النار على جنودها العاملين في إطار قوات الطوارئ في جنوب لبنان، ولذلك فان الأيام المقبلة سيكون عنوانها الأبرز هو التصعيد.

 

(1) الشرق الأوسط، رويترز، أسوشيتد برس انترناشونال، هيئة الإذاعة البريطانية، راديو سوا، وكالة الأنباء الفرنسية، 13ـ15/12/2011.

(2) الشرق الأوسط، 13/12/2011.

(3) الشرق الأوسط، 15/12/2011.

(4) الشرق الأوسط، 14/12/2011.

(5) جريدة الأنباء الكويتية، 15/12/2011.

(6) وكالة الأنباء السعودية، الشرق الأوسط، 15/12/2011.

(7) وكالة الأنباء الكويتية، 14/12/2011.

(8) وكالة الأنباء البحرينية، الوسط، البلاد، 15/12/2011.

(9) الخليج الإماراتية، 15/12/2011.

(10) روسيا اليوم، 14/12/2011.

(11) الوطن الكويتية، 12/12/2011.

(12) الشرق الأوسط، 13/12/2011.

(13) الشرق الأوسط، 15/12/2011.

(14) هيئة الإذاعة البريطانية، 14/12/2011.

(15) الخليج الإماراتية، 14/12/2011.

(16) رويترز، 14/12/2011.

(17) الشرق الأوسط، 15/12/2011.

(18) نشرة أخبار الساعة، العدد (4736)، 13/12/2011.

(19) عادل الطريفي، الشرق الأوسط، 14/12/2011.

(20) أكرم البنى، الحياة، 15/12/2011.

(21) رأي القدس العربي، 13/12/2011.

 

السعودية تقرر عدم ترحيل أي سوري مقيم على أراضيها حتى لو كان مخالفاً لشروط الإقامة

قالت مصادر سعودية رسمية، الجمعة، إن السلطات السعودية قررت عدم ترحيل أي مواطن سوري مقيم على أراضيها حتى لو انتهى تصريح الإقامة الخاص به.

وقالت المصادر التي فضلّت عدم ذكر هويتها، إن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أمر باستثناء السوريين من الترحيل أو المساءلات القانونية أو المخالفات التي يتعرض لها عادة الوافدين إلى المملكة ممن إنتهت مدة إقامتهم.

وأرجعت السبب الى 'الأوضاع التي تعيشها سورية، وعقب ورود معلومات تفيد بتعرض عدد من السوريين العائدين من الخارج إلى عمليات اعتقال وتعذيب'.

ولفتت الى أن هذا الإجراء ينطبق على كل من يحمل الجنسية السورية داخل السعودية، سواء كان يعمل في القطاع العام أو الخاص.

يشار إلى أن عدد الجالية السورية في السعودية يبلغ نحو 600 ألفاً.

وكانت السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي حذّرت رعاياها من السفر إلى سورية، على خلفية الأحداث الجارية في البلاد.

(*) القدس العربي، 17/12/2011.

 

الانتفاضة السورية تدخل مرحلة العسكرة في شهرها العاشر

تناولت إذاعة مونت كارلو (17/12/2011) الشأن السوري، قائلة إن دخول الانتفاضة مرحلة العسكرة سوف تزيد من فرص نشوب حرب أهلية على أسس طائفية، وتعزز إمكانيات التدخل الخارجي في الأزمة السورية. وترى الصحيفة أن هناك قناعة لدى معظم المراقبين أن النظام السوري غير قادر أو راغب في تقديم تنازلات لمعارضيه، لأن هذه التنازلات سوف تعني انهياره بشكل كامل، وتفكيك بنيته التحتية.

 

تحول في الموقف الروسي تجاه الأزمة السورية

قالت صحيفة ليبراسيون(17/12/2011) إن مشروع القرار الروسي أمام مجلس الأمن الدولي، يشكل نقطة تحول بارزة في السياسية الروسية تجاه النظام السوري. وتقول الصحيفة إن مدى التغيرات الحقيقية في الموقف الروسي، سوف تظهر بعد التعديلات التي ستجريها الدول الغربية، مع الجامعة العربية على مشروع القرار الروسي، ورد فعل موسكو إزاء هذه التغيرات المتوقعة.

 

منشقون يكشفون أساليب التعذيب في  الجيش السوري

نشرت صحيفة صنداي تايمز مقابلة مع ضابط منشق عن المخابرات العسكرية السورية تحدث فيها عن الأساليب المستخدمة لقمع الانتفاضات الشعبية، من قمع وقتل وتعذيب وإغتصاب، فالذين يقومون بالتعذيب ليس لديهم مشكلة في تعذيب طفل حتى الموت وانهم من طائفة أخرى.

وعن أساليب التعذيب المستخدمة يقول أبو علي هناك الصدمات الكهربائية، وضرب الوجه، وخلع الأظافر، وانتزاع الشعر من الوجه كالحواجب والرموش. ويضيف أن من وسائل التعذيب كذلك منع السجين العاطش ماء مالحا للشرب عدة مرات ثم منحه ماء عذبا.

وأضافت الصحيفة إن قوات الأمن لم تلق مقاومة مسلحة من المتظاهرين في الأشهر الأولى، لكن سقط حينها عدد من أفراد الأمن بنيران زملائهم وهو ما فكر النظام في تصويره على أنه استهداف لقوات الأمن من عناصر أخرى، وجاء قرار الانشقاق عندما تم نقله لقمع الاحتجاجات في مسقط رأسه بمدينة حمص، حيث شارك في قصف المدنيين واستهداف المتظاهرين قبل أن ينشق.

(*) هيئة الإذاعة البريطانية،18/12/2011.

سوريا بين المبادرة العربية ومجلس الأمن

قالت صحيفة التلغراف (18/12/2011) إن الجامعة العربية في اجتماعها الأخير أمس في الدوحة، قد خيرت النظام السوري بين القبول بالتوقيع على البروتوكول الإضافي الخاص ببعثة المراقبين إلى سوريا، وبين تحويل ملفها إلى مجلس الأمن الدولي. وتتابع الصحيفة أن النظام السوري لا يتردد في اتباع أشد الوسائل وحشية وقسوة من أجل قمع الانتفاضة، مثل اختطاف أقارب الناشطين، والمنشقين العسكريين، والتعذيب بطرق مختلفة.

السلطات السورية قد تفرج عن رزان غزاوي

اعلن الناشط السوري انور البني لوكالة فرانس برس الاحد ان السلطات السورية ستفرج بكفالة عن المدونة السورية المعارضة رزان غزاوي التي كانت اعتقلت في الخامس من كانون الاول (ديسمبر).

وقال البني الذي يترأس المركز السوري للدراسات والابحاث القانونية لفرانس برس ان 'رزان غزاوي سيطلق سراحها اليوم (امس)'، موضحا ان 'القاضي قرر ان يطلق سراحها بكفالة مالية قدرها 15 الف ليرة سورية (نحو 300 دولار)'.

وكانت غزاوي اعتقلت في الخامس من كانون الاول (ديسمبر) بينما كانت متوجهة الى عمان للمشاركة في منتدى عن حقوق الانسان.

ومثلت المدونة السورية المعارضة الثلاثاء الماضي امام قاضي التحقيق في دمشق ووجهت اليها تهمة المشاركة في 'انشاء تنسيقية احياء دمشق'، اضافة الى تهم 'القيام بدعاوى ترمي إلى إضعاف الشعور القومي أو إيقاظ النعرات العنصرية أو المذهبية' و'نقل أنباء يعرف أنها كاذبة أو مبالغ فيها من شأنها أن توهن نفسية الأمة' و'من كان في مكان عام أو بمحل مباح للجمهور أو معرض لأنظاره فجهر بصياح أو أناشيد الشغب أو أبرز شارة من الشارات في حالات يضطرب معها الأمن العام أو أقدم على أية تظاهرة شغب أخرى'.

وافاد محام متخصص في الدفاع عن حقوق الانسان لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه ان غزاوي قد يحكم عليها بناء على هذه التهم بالسجن ما بين ثلاث سنوات و15 سنة.

قبل ان يتم توقيفها على الحدود السورية الاردنية واقتيادها الى سجن لا تزال فيه منذ الرابع من كانون الاول (ديسمبر)، كانت رزان غزاوي تدون آراءها وافكارها المناهضة للرئيس السوري بشار الاسد على صفحتها على الانترنت، باسمها الحقيقي، داعية الى الثورة من دون هوادة حتى اسقاط النظام.

وتقول عبير، صديقة رزان، وهي ناشطة لبنانية في مجال الدفاع عن حقوق الانسان فضلت عدم الادلاء باسمها الحقيقي، لوكالة فرانس برس 'ان رزان فتاة شجاعة ومندفعة جدا'.

وقد مثلت المدونة السورية الامريكية (31 عاما) بعد ايام من توقيفها امام قاضي التحقيق في دمشق ووجهت اليها تهمة 'القيام بدعاية ترمي الى اضعاف الشعور القومي او ايقاظ النعرات العنصرية او المذهبية' و'نقل انباء يعرف انها كاذبة او مبالغ فيها من شأنها أن توهن نفسية الأمة'، بحسب ما افاد بيان صادر عن المركز السوري للاعلام وحرية التعبير الذي تنشط فيه رزان. كما اتهمت بالمشاركة في 'انشاء تنسيقية احياء دمشق' المعارضة النظام.

وفي حال ادانتها، قد يحكم عليها بالسجن لمدة تتراوح بين ثلاث و15 سنة.

وفور توقيفها، نشر اصدقاؤها على صفحتها على موقع تويتر الالكتروني للتواصل رسالة مفادها ان رزان لم تعد تدير مدونتها، ولا بريدها الالكتروني، ولا حساب التويتر الخاص بها، بل هم الذين يفعلون.

قبل يومين من توقيفها، وكان يوم جمعة شهد العديد من التظاهرات والانشطة الاحتجاجية ضد نظام بشار الاسد، كتبت رزان على موقع تويتر 'يا رب، اجعله آخر يوم جمعة لحزب البعث في السلطة'.

وكانت رزان غزاوي تعبر عن نفسها على مدونتها 'رزانيات' منذ العام 2009، وعرفت بمواقفها اليسارية ودفاعها عن قضايا المرأة والقضية الفلسطينية. كما كانت ناشطة جدا على موقع 'تويتر'، مثلها مثل الاف الشباب الذين حركوا 'الربيع العربي' عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل اساسي.

وكتبت رزان في الثاني من كانون الاول (ديسمبر) على تويتر 'دعوة الاسد الى التنحي هي الطريقة الوحيدة لانقاذ سورية من الحرب الاهلية ومن سيطرة حلف شمال الاطلسي'.

ويقول نديم حوري من منظمة 'هيومن رايتس ووتش' في بيروت 'انها مدونة تقول الامور كما هي من دون مواربة، وتتمتع بالشجاعة، وهم يعاقبونها على ذلك. من الواضح ان نظام الاسد لا يقبل باي شكل من اشكال الانشقاق، وهو يثبت ذلك يوما بعد يوم'.

واوقفت رزان غزاوي في الرابع من كانون الاول (ديسمبر) بينما كانت تستعد لعبور الحدود السورية متجهة الى عمان للمشاركة في منتدى حول الحق بالاعلام.

وبحسب المعلومات التي نشرتها شقيقتها نادين على تويتر، ان رزان نقلت بعد يومين من توقيفها الى سجن عدرا في دمشق، وتتخوف عائلتها من تعرضها للتعذيب.

وتقول عبير التي التقت برزان في 2007 في لبنان حيث كانت المعارضة السورية المجازة في الادب الانكليزي في دمشق، تحضر لرسالة ماجستير في جامعة البلمند اللبنانية، 'كنت اتوقع ان يتم توقيفها في اي لحظة، لا سيما انها لم تكن تستخدم اسما مستعارا'.

ويتحدث اصدقاؤها باعجاب عن 'جرأتها' في مواجهة نظام يمارس رقابة مشددة على شبكة الانترنت ويواجه منذ منتصف آذار (مارس) الحركة الاحتجاجية الشعبية بحملة قمع عنيفة اوقعت حتى الآن اكثر من خمسة الاف قتيل، بحسب تقديرات الامم المتحدة.

وتقول الناشطة اللبنانية هدى التي اختارت كذلك اسما مستعارا ان رزان 'كانت تؤكد ان النظام لا يخيفها، وتصر على الكتابة باسمها الحقيقي'.

وتشير الى ان رزان كانت تناضل على كل الجبهات، وقد انتقلت لبعض الوقت الى القاهرة حيث شاركت في تظاهرات في ميدان التحرير قبل سقوط الرئيس المصري حسني مبارك في شباط (فبراير).

وكتبت رزان في احد تعليقاتها على تويتر 'نحن الثوار السوريين نتضامن مع الثوار في مصر والبحرين واليمن والكويت. آن الاوان لتكتب الشعوب تاريخها'.

وقبل ايام من توقيفها، كتبت في ما يشبه النبوءة 'اذا تعرضت لسوء، اريدكم ان تعرفوا (النظام لا يخاف المعتقلين، بل يخاف الذين لا ينسون المعتقلين)'.

هذه العبارة الاخيرة مكتوبة اليوم بخط عريض في الصفحة الاولى من مدونة رزان غزاوي الى جانب صورتها وعبارة 'فري رزان' بالانكليزية (الحرية لرزان).

(*) القدس العربي، 19/12/2011.

 

العراق سينقل آليات تطبيق مبادرته الى الجامعة العربية والاطراف السورية

مقرب من المالكي: المبادرة ليست دفاعا عن الأسد

اعلن مسؤول عراقي رفيع المستوى الاحد ان وزير خارجية العراق هوشيار زيباري 'سينطلق' بالمبادرة العراقية لحل الازمة السورية قريبا عبر نقل تفاصيل واليات تطبيق المبادرة الى الجامعة العربية والاطراف السورية.

وقال مستشار الامن الوطني العراقي فالح الفياض الذي يرأس وفدا عراقيا يزور القاهرة، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، ان 'المحادثات كانت ناجحة ووجهات النظر متطابقة في دعم المبادرة العراقية'.

واضاف عقب لقائه الامين العام للجامعة نبيل العربي ان 'المبادرة هي عبارة عن جهود موازية لجهود الجامعة العربية من اجل انضاج حل بين ابناء الشعب السوري'.

واكد ان 'الخطوة التالية ستكون الانطلاق بالمبادرة العراقية وسيقوم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بنقل تفاصيل واليات تطبيق المبادرة العراقية الى الجامعة العربية والاطراف السورية'.

ولم يحدد الفياض موعد هذا التحرك، لكنه قال ان ذلك سيكون 'في وقت قريب جدا'.

وفي رده على سؤال حول تحويل الملف الى مجلس الامن الدولي، قال ان 'الامين العام مع الحل العربي وعدم تدويل القضية'.

وكان الوفد العراقي اجرى في دمشق السبت 'محادثات ايجابية' مع الرئيس السوري بشار الاسد تناولت المبادرة العراقية لحل الازمة السورية، قبل ان يتوجه الى القاهرة.

وبحسب رئيس الوزراء العراق نوري المالكي، فان المبادرة العراقية تهدف الى فتح حوار بين المعارضة والحكومة السورية.

ولزمت السلطات العراقية حتى الان موقفا حذرا حيال الازمة في سورية، حيث اعلنت الامم المتحدة ان اعمال قمع الحركة الاحتجاجية من جانب النظام اسفرت عن اكثر من خمسة الاف قتيل منذ اذار (مارس) 2011. من جهته صرح مصدر مقرب من رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الأحد بان العراق في مبادرته لحل الأزمة في سورية لا يهدف إلى الدفاع عن الرئيس السوري بشار الأسد بل انطلاقا من مصلحة العراق أولا.

وقال النائب ياسين مجيد عضو ائتلاف دولة القانون البرلمانية، في مقابلة مع تلفزيون (العراقية) الحكومي إن 'العراق يبني علاقاته مع سورية وتركيا وإيران والسعودية انطلاقا من مصلحته وان المالكي خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة عرض رؤية العراق تجاه الأوضاع في سورية'.

وأضاف أن تحرك العراق بشأن الأوضاع في سورية هو من منطلق 'مصلحة وطنية أولا لان الوضع في سورية وحسب اعتراف الجميع يمر في حالة صعبة فمجلس الأمن الدولي متوقف بسبب الرفض الروسي والصيني والجامعة العربية متوقفة بسبب تعقيدات الوضع خاصة بعد تحفظ ثلاث دول عربية العراق والأردن ولبنان وأصبحت المقاطعة العربية غير فاعلة'.

وقال المسؤول العراقي إن 'العراق في موقفه تجاه سورية ليس دفاعا بين حكومتين وإننا لم ندافع عن سورية لوجود مصلحة بين الحكومتين وليس هو دفاعا عن بشار الأسد تحديدا وإنما من مصلحة العراق أولا لان العراق يدرك ويعرف كيف سيتضرر لو حدثت حرب أهلية أو فتنة طائفية في سورية وكيف سيتأثر الوضع في العراق وهو ما تم عرضه واصبح مقبولا من قبل الجامعة العربية وان المبادرة العراقية من مصلحة العراق أولا'.

(*) القدس العربي، 19/12/2011.

 

منشقون يشكفون عن قمع الظاهرات السلمية في سوريا

نقلت صحيفة وورلد تريبيون عن تقرير لإحدى المنظمات الحقوقية قوله إن الجنود المنشقين عن الجيش السوري أكدوا أن نظام بشار الأسد كان يقدم تعليمات للجنود حول عدد المدنيين الذين يمكن قتلهم يوميا. وأشار تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش أن النظام السوري كان يأمر الجنود بضرورة قتل المتظاهرين خلال كل مظاهرة، فقد قال أحد الجنود المنشقين أن المظاهرة التي تحتوي على خمسة آلاف متظاهر يجب ألا يقل عدد القتلى فيها عن 15 إلى 20 قتيلا. وأضاف التقرير نقلاً عن جندي منشق آخر، أن الأوامر صدرت إليهم باستخدام أكبر عدد من الرصاصات، لقمع المظاهرات، رغم أنهم في العادة  مطالبون بالحفاظ على طلقات الرصاص بحوزتهم

(*) سي إن إن، 19/12/2011.

سوريا بين إستمرار تعقد المشهد وإنتظار الرد

قالتصحيفة الحياة اللندنية (19/12/2011) أنه من المنتظر أن يكون هذا الأسبوع حاسماً بالنسبة الى مصير المبادرة العربية لحل الأزمة في سورية، فبعدما أعلنت اللجنة الوزارية بعد اجتماعها في الدوحة أول أمس السبت عن اجتماع غير عادي سيعقد بعد غد الأربعاء في القاهرة للاطلاع على الرد السوري على المبادرة، ذكر أمس رئيس اللجنة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم في تصريحات في الرياض انه سينتظر هذا الاجتماع لمعرفة اذا كان رد دمشق سلبياً ام ايجابياً.

في الشأن السوري أيضاً كتبت صحيفة الشرق الأوسط ، أن المجلس السوري عرض خطة من 4 نقاط لمرحلة ما قبل رحيل الأسد وما بعده، دعا فيها لإقامة منطقة عازلة ومراقبة دولية وضمانات عربية لخروج رئيس النظام، وذلك في المؤتمر الأول الذي عقده في تونس يومي السبت والأحد الماضيين، والنقاط هي:

·        أولاً: الدعوة إلى إقامة منطقة عازلة لإيواء المدنيين السوريين وخالية من وجود الآلة العسكرية لنظام الأسد.

·        ثانياً طلب تركيز بعثة دولية للمراقبة تكون مهمتها الأساسية متابعة وضع حقوق الإنسان والتنبيه لكل تجاوزات القوات الأمنية السورية.

·        ثالثاً وضع خطة عمل مستقبلية لمرحلة ما بعد الأسد سيعرضها المجلس على أنظار الجامعة العربية. كما دعا المجلس جامعة الدول العربية للتكفل بتقديم ضمانات لنظام الأسد لخروجه آمنا من السلطة.

·         رابعاً عدم طلب التدخل العسكري والاكتفاء بطلب حماية للمدنيين.

 

 قالت صحيفة الجزيرة السعودية (19/12/2011) أن وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أكد، أمس الأحد، على أن الرئيس السوري بشار الأسد سيوقع على المبادرة العربية.

وأشارت الصحيفة أن  دمشق اشترطت للتوقيع على بروتوكول المبادرة العربية، توقيع دول لجنة المتابعة الخمس والسعودية بروتوكولاً سمّته بروتوكول وقف حملات الإعلام ضد سوريا. وقد أغضب الشرط السوري الجديد الأمين العام لجامعة الدول العربية، واعتبره "تهريجاً" ومماطلة جديدة، وأن هذا الشرط السوري ربما يكون قد عجّل في اتخاذ لجنة المتابعة قرارَها بالتوصية بإحالة المبادرة العربية إلى الأمم المتحدة.