الجمعة 20 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 22 نوفمبر 2024 م
التقرير الإعلامي 122 - معركة دمشق الحاسمة - 19 تموز / يوليو 2012
الجمعة 1 رمضان 1433 هـ الموافق 20 يوليو 2012 م
عدد الزيارات : 3267
التقرير الإعلامي 122 - معركة دمشق الحاسمة - 19 تموز / يوليو 2012
أولا : تطور الأوضاع الميدانية والعسكرية
ثانيا: المواقف الدولية
ثالثاً رؤى الكتاب والصحافة

 

تقرير إعلامي يومي يتضمن أهم الأخبار والتحليلات التي يتم جمعها من الصحافة العربية والأجنبية، ولا يعبر عن رأي الهيئة ولا مواقفها تجاه الأحداث

أولا : تطور الأوضاع الميدانية والعسكرية

نهاية خلية الأزمة وتصدع أركان النظام  (1)

في أكبر عملية نوعية للثوار منذ بداية الثورة تمت يوم الأربعاء لقي فيها كبار قادة النظام السوري مصرعهم في انفجار عبوة ناسفة زرعت في مبنى الأمن القومي في حي الروضة من أرقى أحياء العاصمة دمشق وقريب جدا من القصر الرئاسي، مستهدفاً اجتماعاً لخلية الأزمة التي تدير السياسة الأمنية في البلد.

قتل فيها: وزير الدفاع العماد داود راجحة، ونائبه العماد آصف شوكت صهر بشار الأسد، ورئيس خلية الأزمة حسن التركماني، ووزير الداخلية محمد الشعار، وهشام بختيار رئيس مكتب الأمن القومي.

ولم يتأكد بعد مقتل العميد محسن هلال نائب ماهر الأسد خلال التفجيرات التي تبعها اشتباكات اليوم في قيادة الفرقة الرابعة بالإضافة إلى مقتل حافظ مخلوف ابن خال الأسد ورئيس فرع التحقيق في المخابرات العامة. وبسرعة بالغة قام النظام بتعيين العماد فهد جاسم الفريج كوزير دفاع ونائب القائد العام للقوات المسلحة خلفاً للعماد داود راجحة.

لواء الإسلام يتبنى العملية : (2)

وأعلن لواء الإسلام عن تبني العملية بعد قيام كتيبة سيد الشهداء حمزة التابعة له بالمهمة، ونفى أن تكون العملية استشهادية (انتحارية)، وتتفرد مصادرنا الخاصة المقربة من لواء الإسلام بأن الترتيب للعملية جرى من أكثر من شهر وأنه شارك في الترتيب مجموعات أخرى من الكتائب العاملة في منطقة دمشق الكبرى، وأن منفذ العملية نجا وهو بسلام .

استمرار الاشتباكات (3)

واستمرت الاشتباكات العنيفة في العاصمة دمشق بين كتائب الثوار والقوات النظامية في عدة أحياء حيث قامت كتائب الثوار بشن هجمات على أفرع الأمن والشرطة والحواجز العسكرية المنتشرة بالقرب من مبنى الإذاعة والتلفزيون? وأحياء الميدان والقابون وركن الدين والعدوي وطريق المطار والسيدة زينب ونهر عيشة والحجر الأسود وكفرسوسة والقدم والعسالي والزهور والتضامن ومخيم اليرموك الفلسطيني. وحسب مصادر إعلامية للجيش الحر فقد تمكن الثوار من إسقاط ثلاث مروحيات لجيش النظام بين جوبر وساحة العباسيين وتدمير عدد من المدرعات والدبابات والاستيلاء على بعضها.

 وقامت قوات النظام بقصف عدة أحياء وسط العاصمة دمشق، حيث شن حملة عنيفة في برزة والقابون وكفرسوسة بالمدفعية المتركزة على سفح جبل قاسيون والدبابات والطيران المروحي وسط حركة نزوح كبيرة. وقامت مروحيات النظام ودباباته بقصف أحياء نهر عيشة وجوبر والزاهرة الجديدة والحجر الأسود والتضامن والقدم مما أدى إلى اشتعال الحرائق وتدمير عدد كبير من المنازل وسط تخوف الأهالي من نية النظام استخدام الأسلحة الكيماوية ضد كتائب الثوار. وصرح مصدر مسؤول في الجيش الحر عن توزيع النظام جرعات مضادة للأسلحة الكيماوية على قواته في ظل استمرار الحملات العسكرية الشرسة ضد مدن دارايا والتل ومضايا وكفربطنا في ريف دمشق.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن بعض أحياء دمشق شهدت الليلة الماضية وفجر اليوم قصفا غير مسبوق مع استمرار إطلاق الرصاص وسماع دوي الانفجارات.

وقالت مصادر للجزيرة إن دوي انفجارات سمع في مقر الفرقة الرابعة في العاصمة السورية دمشق بعد فترة وجيزة من التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي.

وقال عضو مجلس قيادة الثورة محمد الشامي في اتصال مع الجزيرة إن الانفجارات وقعت داخل مبنى الفرقة التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري, لكنه من الصعب تحديد مكانها بالضبط أو الطريقة التي نفذت بها

مجزرة حي السيدة زينب (4)

وارتكبت قوات النظام مجزرة مروعة في حجيرة بمنطقة السيدة زينب في دمشق حيث استهدفت جنازة

لأحد الشهداء مما أسفر عن سقوط أكثر من خمسين شهيداً وجرح ما يزيد عن مائتين آخرين

وسقط الأربعاء أكثر من 195 شهيداً بنيران قوات النظام؛ مئة وست شهداء في دمشق وريفها، و18 في درعا، و18 في حلب، و14 في حمص، 16 في إدلب، و11 في دير الزور، وسبعة في حماة، وشهيدان في كل من اللاذقية والسويداء.

 استمرار الانتهاكات

واستمرت انتهاكات النظام عبر البلاد حيث قامت قواته بإطلاق النار وقذائف هاون عشوائية باتجاه اللاجئين السوريين المتواجدين على الأراضي اللبنانية في منطقة وادي خالد. وتم أيضاً قصف مدن جرابلس والشيوخ والباب في ريف حلب، وجبل الأكراد في محافظة اللاذقية، وأحياء جورة الشياح وعز الدين ودير بعلبة والقرابيص وباب السباع والحميدية في مدينة حمص ومدن تلكلخ والقصير وتلبيسة والحولة والسلطانية والرستن في محافظة حمص، وأحياء درعا البلد وطريق السد ومدن عتمان والحراك ومزيريب في محافظة درعا، وأحياء الجرذي والجبيلة ، والقصور والشيخ ياسين في مدينة دير الزور وبلدات الشحيل والطيانة في محافظة دير الزور، وبلدة سراقب وقرى جبل الزاوية في محافظة إدلب.

الدعوة إلى تفعيل الثورة

وفي موازاة ذلك، دعا مجلس قيادة الثورة بدمشق إلى "تفعيل العمل الثوري بكل أشكاله دون تلكؤ، وإلى تصعيد واستكمال الإضرابات والعصيان المدني في كل سوريا"، مهنئا "شعبنا بالقضاء على الدفعة الأولى من كبار المجرمين بحقه".

تزايد الانشقاقات:

قال ناشطون إن الجيش الحر أسقط مروحيتين كانتا تقصفان حيي التضامن والحجر الأسود في دمشق.

وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا قد ذكرت أن انشقاقات عديدة وواسعة تتم في عدة مناطق سورية بعد إعلان مقتل القيادات العسكرية في الجيش النظامي, حيث أعلن انشقاق حواجز بأكملها بضباطها وجنودها وسلاحها في عدة مناطق من دمشق وريفها وحلب وحماة وإدلب.

وفي دمشق أعلن عن انشقاق العميد الركن زكي لوله نائب قائد عمليات المنطقة الجنوبية, إضافة إلى انشقاق عدد كبير من عناصر الجيش السوري من بينهم منشق برتبة عقيد في حي التضامن, كما تحدثوا عن انشقاق عسكريين بأسلحتهم في حي جوبر.

وقالت لجان التنسيق إن انشقاقات كبيرة وقعت في مدن وبلدات كفر زيتا والطيبة ومورك بحماة, إضافة إلى انشقاق ضخم في كفر روما وجبل الزاوية بإدلب, وقال الناشطون إن أكثر من 100 عسكري نظامي فروا من حواجز مختلفة في مدينة حمص.

انشقاق 60 جندياً مع 7 دبابات في باب الهوى بإدلب وتحركات تصل مخيم اليرموك (5)

وأعلنت لجان التنسيق عن انشقاق 60 جنديا مع 7 دبابات في باب الهوى بإدلب، كما أشارت إلى تحركات لدبابات النظام تدخل شارع الـ 30 في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، فيما أعلنت شبكة شام السورية عن انشقاق عناصر من الجبهة الشعبية- القيادة العامة وانضمامهم الى الجيش الحر.

وكشفت لجان التنسيق للثورة السورية عن قصف قوات النظام بلدات نوى وتسيل وداعل بريف درعا، كما قصفت الدبابات حي العسالي والقدم بدمشق.

من جهة أخرى أكدت مصادر لـ"العربية" أن الجيش الحر قصف 20 قذيفة هاون على مطار دمشق الدولي، في وسط إعلان عن انشقاقات وسقوط ضحايا في مناطق متفرقة من سوريا.

وأكد المركز الإعلامي للثورة السورية أن قوات النظام قصفت مناطق داعل والحراك بدرعا بمدفعية، فيما أكدت مصادر أن الجيش الحر أسقط مروحيتين كانتا تقصفان أحياء التضامن والميدان والحجر الأسود بدمشق.

انشقاق 50 عنصراً من القوات الخاصة السورية بالقابون (6)

أفادت ناشطون بانشقاق 50 عنصراً من القوات الخاصة السورية بمركز القابون بدمشق بالإضافة إلى انشقاقات كبيرة على الحواجز الخاصة في القابون، كما أكدت مصادر لـ"العربية" سماع دوي 5 انفجارات في مقر الفرقة الرابعة السورية والتي يقودها ماهر شقيق بشار الأسد قرب حي المهاجرين بشمال غرب دمشق.

ومن جانبه، نفى وزير الإعلام السوري في التلفزيون الرسمي وقوع أي انفجار في القاعدة.

وفيما تشهد العاصمة دمشق معارك ضارية بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي، أكدت كتيبة أبو بكر انسحاب الجيش النظامي من حي الميدان بدمشق، وافادت مصادر لـ"العربية" بانسحاب عناصر من اللواء 3 مدرع بدمشق تاركة دباباتها في الشوارع، بالإضافة إلى انتشار الجيش الحر في السبينة بريف دمشق.

ثانيا: المواقف الدولية

واشنطن تقول إن الأسد بدأ يفقد السيطرة.. وروسيا تحذر من عواقب تصعيد العقوبات على دمشق (7)

في رد فعل على مقتل وزير الدفاع السوري ونائبه، قالت الولايات المتحدة إن الرئيس بشار الأسد " بدأ يفقد السيطرة على سوريا".

وأعلن البيت الأبيض أن الإدارة الأمريكية تحث روسيا والمجتمع الدولي على التكاتف لتنفيذ خطة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان للانتقال السياسي السلمي من اجل منع تفجر حرب أهلية في سوريا.

وقال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا إن العنف المتزايد في سوريا يؤكد ضرورة تنحي الرئيس بشار الاسد.

وقال بانيتا الاربعاء إن الوضع في سوريا يبدو أنه "يخرج بسرعة عن السيطرة". واعرب بانيتا عن قلقه ازاء العنف المتزايد في سوريا ودعا إلى زيادة الضغط الدولي على الرئيس السوري بشار الاسد للتنحي عن الحكم.

واضاف "انه وضع يخرج عن السيطرة بسرعة"، واضاف أن المجتمع الدولي بحاجة إلى "بذل ضغوط مضاعفة على الاسد للقيام بالإجراء الصائب، وهو التنحي والسماح بانتقال سلمي".

واعربت الحكومة الفرنسية عن رد فعل مماثل، ولكن وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف حذر من مغبة تبني الامم المتحدة عقوبات ضد سوريا، وقال إن ذلك سيعد تأييدا صريحا للمتمردين.

وفي وقت سابق دعا الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الامن ان يتخذ موقفا وحدا، وذلك بعد لقاء الرئيس الصيني هو جينتاو في بكين.

وقال بان قبل التفجير الانتحاري في دمشق إن جميع القادة الصينيين اتفقوا على ان الوضع في سوريا بالغ الخطورة.

وسيجتمع مجلس الامن اليوم لمناقشة الوضع في سوريا والموقف إزاءه.

ومن جانبه، ادان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاربعاء "الارهاب" بعد تفجير دمشق الذي قتل فيه وزير الدفاع ونائبه صهر الرئيس السوري

ودعا فابيوس الى "ضرورة حدوث انتقال سياسي" في سوريا.

وقال فابيوس امام اعضاء مجلس الشيوخ الفرنسيين ان "الحكومة الفرنسية ومن دون معرفة ظروف هذا الهجوم، لطالما ادانت الارهاب. ونظرا الى درجة العنف يبدو ضروريا وماسا حصول انتقال سياسي يجيز للشعب السوري ان يكون لديه حكومة تعبر عن تطلعاته العميقة".

وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاربعاء من ان سوريا تنزلق نحو مرحلة فوضى وانهيار ومن الضروري التوصل الى موقف حازم في مجلس الامن الدولي لتشكيل حكومة انتقالية.

وصرح هيغ للصحافيين خلال زيارة لليتوانيا "من الواضح ان الوضع يتدهور بسرعة" في سوريا.

واضاف ان "حدة الاشتباكات تتكثف وهناك تقارير عن معارك تدور كل ليلة في دمشق والدليل على ذلك ارتفاع عدد اللاجئين" السوريين.

وكان هيغ يتحدث فيما اعلن التلفزيون السوري مقتل وزير الدفاع السوري داوود عبدالله راجحة ونائبه آصف شوكت في انفجار استهدف الاربعاء مبنى الامن القومي في دمشق.

وتابع "ان سوريا مهددة بحالة من الفوضى والانهيار اسوأ من الوضع الذي كانت عليه في الاشهر الماضية".

واوضح "لهذا السبب من الملح ليس فقط اصدار قرار في مجلس الامن بل قرار يفضي الى حل للمشكلة للتقدم نحو عملية سياسية وتشكيل حكومة انتقالية في سوريا".

ومن جانبهان شددت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاربعاء على ضرورة استصدار قرار عاجل حول سوريا عن مجلس الامن الدولي بعد الاعلان عن تفجير انتحاري في دمشق.

وقالت ميركل في مؤتمر صحافي مع رئيسة وزراء تايلاند ينغلوك شيناواترا "هذا يثبت ان تبني الامم المتحدة قرارا جديدا ضرورة عاجلة".

وافادت ميركل انها "قرأت معلومات" حول الهجوم من دون تاكيد القتلى مباشرة في المؤتمر الصحافي في برلين.

تأجيل التصويت على القرار الأممي وواشنطن تقول إن الأسد "يفقد السيطرة" على البلاد (8)

فرنسا 24 قرر مجلس الامن الدولي الاربعاء تاجيل التصويت على قرار أعدته دول غربية ويدعو الى فرض عقوبات على سوريا وذلك بناء على طلب تقدم به مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة كوفي انان، حسب مبعوثين.

وقال السفير البريطاني في الامم المتحدة مارك ليال غرانت الذي تراست بلاده صياغة قرار العقوبات بعد محادثات بين قوى كبرى "سنصوت على مسودة القرار صباح الغد" الخميس.

العاهل الاردني تفجير دمشق "ضربة هائلة" للنظام (9)

جورجيا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- وصف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أحد أوائل الزعماء العرب ممن دعوا الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي، الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء في دمشق وأدى إلى مقتل مسؤولين في دائرة الأسد الداخلية، بأنه "ضربة هائلة للنظام."

لكن الملك حذر، في مقابلة مع شبكة CNNمن أنه " لا يعتقد أن الهجوم يعني أن نظام الأسد على وشك أن ينهار فورا."

وقال العاهل الأردني: "كان هذا بمثابة ضربة هائلة للنظام.. ورغم ذلك.. أنا متأكد من أن النظام سيستمر في إظهار الثبات على الأقل في المستقبل القريب."

الأمين العام للأمم المتحدة "يدين بشدة" التفجير الذي وقع في دمشق (10)

 عبر الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الخميس عن انزعاجه من تصاعد العنف في سوريا وقال انه "يدين بشدة" التفجير الذي وقع في دمشق وأودى بحياة وزير الدفاع السوري وصهر الرئيس بشار الاسد.

وقالت الأمم المتحدة في بيان بالبريد الالكتروني إن بان "يشعر ايضا بقلق بالغ للتقارير عن استمرار استخدم قوات الامن السورية اسلحة ثقيلة -بما في ذلك في منطقة دمشق- ضد المدنيين على الرغم من تأكيدات متكررة من الحكومة بأن مثل هذه الاسلحة سيجري سحبها."

وحث بان -الذي يقوم بزيارة الي الصين تستمر ثلاثة أيام- أعضاء مجلس الأمن الدولي على اتخاذ اجراءات جماعية وفعالة في ضوء العنف المتصاعد في سوريا.

وقال "الشعب السوري يعاني منذ وقت طويل جدا. يجب أن تتوقف إراقة الدماء الان."

ثالثاً رؤى الكتاب والصحافة

بشار الكيماوي التهديد المقبل (11)

بعد أن أفلس سليل نظام القتل والجريمة , وتهاوت كل دعاياته حول الاصلاح , وبعد أن بات مصير النظام الاجرامي المافيوزي يسير في طريق التحلل والفناء الحتمي , وبعد أن وصلت معارك تحرير الشعب السوري الى قلب عاصمة الأمويين الخالدة , لايمتلك بشار الأسد اليوم من خيار للنجاة بنفسه ونظامه وعصابته من تبعات وفواجع ما ارتكبوه الا المضي بعيدا في سلوك طريق الجريمة, والا تهديم المعبد على رؤوس الجميع, وعبر الخيار المرعب الذي تنتهجه عادة الأنظمة الفاشية الموغلة في الدم والجريمة والارهاب , وهو خيار استعمال أسلحة الدمار الشامل التي لم تكن يوما مجهزة للاستعمال ضد العدو الذي يحتل الأرض ويهدر الكرامة , بل ضد الشعب الحر المسكين آن هوفكر مجرد تفكير في التحرك ونزع الاغلال وانهاء الاستعباد , ولجوء نظام بشار الأسد لاستعمال الأسلحة الكيمياوية ضد جماهير الأحرار السوريين ليست مجرد احتمال قائم أو فكرة تخويفية بل إنها حقيقة ميدانية واقعة قد تتحقق في أية لحظة..

هذا الخيار الكيمياوي الهائل الذي قد يستعمله نظام بشار المجرم وقد يلوح به أيضا غلمان حسن نصر الله العملاء في لبنان تكون مسؤولية حماية الشعب السوري وشعوب المنطقة مسؤولية دولية شاملة ولا سبيل أو مناص أبدا عن التلكؤ في تطبيقها عبر الدعوة والعمل للسيطرة الدولية الكاملة على المخزون الاستراتيجي الكيمياوي للنظام السوري أو توجيه ضربات قاتلة للجهاز العصبي المركزي للنظام السوري لمنعه من تنفيذ تلك الجريمة.

حرب باردة (12)

أقل ما يمكن توصيف الصراع الذي يجري في الأمم المتحدة بسبب الموقف مما يجري في سوريا بين الدول الغربية من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى أنه حرب باردة جديدة تدور سياسيا في أروقة الأمم المتحدة وعسكريا في المدن والبلدات السورية والتي كان آخرها دمشق التي التحقت بالثورة لتتحول سوريا بأكملها إلى ميدان للحرب.

إن ما يحدث في الميدان في سوريا ينعكس فورا على المواقف السياسية في أورقة الأمم المتحدة وفي عواصم القرار الدولي فانتقال الثورة إلى دمشق دفع بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى التشدد وإطلاق تصريحات أقل ما يقال عنها أنها تثير السخرية خاصة حين يتحدث عن أن بشار الأسد لن يتنحى عن السلطة لأن معظم الشعب السوري يدعمه وهو رأي لا يمكن أن يصمد أمام سيل الدم السوري الذي لم يتوقف.

لافروف الذي بات يمارس فعليا مهمة وزير الخارجية السوري وليد المعلم - المختفي- عن التصريحات بعد أن أسقط من الخريطة في آخر مؤتمر صحفي له ثلاثة أرباع العالم. اتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز ضد موسكو من أجل حملها على التخلي عن حليفها النظام السوري وهو أكد أن موقف بلاده لن يتغير من الموقف في سوريا مما يعني أن روسيا ستستخدم حق النقض ضد أي قرار يهدد بفرض عقوبات على النظام السوري تحت الفصل السابع.

خبير روسي: الأسد الهدف الرئيسي للعمليات المقبلة (13)

قال خبير روسي في شؤون الشرق الأوسط، في تعليق له على أنباء مقتل عدد من كبار القيادات العسكرية والأمنية السورية في تفجير مبنى كبير للأمن في العاصمة السورية أمس، إنه يبدو أن «الرئيس الأسد سيكون الهدف المقبل» لأي عمليات مقبلة للمعارضة السورية.

وأضاف يفغيني ساتانوفسكي، رئيس معهد الشرق الأدنى، الذي وصف التفجير بأنه عمل موجه لقطع رأس القيادة العسكرية والأمنية السورية، أن «عملية اصطياد قد انطلقت لرأس الرئيس الأسد وحاشيته، وأن هناك فرصا لأن يصبح الرئيس مستهدفا في المرة المقبلة».

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن الخبير الروسي، أنه من المحتمل أن تكون عدة دول قد طلبت تنفيذ هذه العملية، وذلك بتوجيهها رسالة إلى الرئيس السوري تقول «إما بضرورة مغادرته الحكم برضاه أو الإذعان لذلك».

من جهتها، وصفت يلينا سوبونينا، رئيسة مركز آسيا والشرق الأدنى في معهد الدراسات الاستراتيجية عملية التفجير بأنه «انقلاب حاسم» في الأزمة السورية، إذ فقد بشار الأسد قاعدته القيادية الرئيسية التي كان يستند إليها. وأشارت إلى أن المعارضة كانت تروم دوما إلى تصفية هذه القيادات.

وأضافت الخبيرة الروسية، أن الحدث يمثل إشارة سيئة جدا للرئيس بشار الأسد بعدما اخترقت المعارضة أخطر صفوف قياداته. وتوقعت ألا يصمد النظام إلا لبعض الوقت، وربما لشهور معدودة، في حين يتوقع أن تزداد حدة الصدامات في الأيام المقبلة، وخصوصا مع اقتراب شهر رمضان الكريم والتئام المؤمنين وأفراد الجمهور في الجوامع.

الأسد وحيدا (14)

مقتل وزير الدفاع الأسدي، وصهر الطاغية، وقيادات أمنية كبرى أخرى، يعني أن بشار الأسد بات اليوم وحيدا، ولم يبق له من الرموز الأمنية سوى شقيقه ماهر، وسواء كانت عملية الاغتيال تلك إحباطا لانقلاب كان يعد له، أو خلافه، فهي ضربة عنيفة للأسد، وتجعله يسير على خطى القذافي الذي عاش آخر أيامه وحيدا حيث قتل من قتل من معاونيه، وانشق من انشق.

فما حدث أمس في مقر الأمن القومي في دمشق يمثل ضربة معنوية مذهلة للقوات الأسدية، وكل حلفاء الطاغية، فالعملية استهدفت الدائرة المقربة جدا من الأسد، حيث قضى أقرب الرجال لديه، وفي توقيت عصيب من عمر الثورة.

فإذا كان ما حدث بالأمس هو تصفية الأسد لرجاله فهذا يعني أن أيام الأسد معدودة، حيث بات انعدام الثقة في أقرب دوائر الحكم، خصوصا أن من ضمن القتلى صهره زوج شقيقته، وهذا يعني صراعا في أسرة الأسد، وليس دوائر الحكم وحسب، أما إذا كانت العملية من صنع الجيش الحر الذي تبنى العملية فعلا، وهو الأقرب للواقع، وقال إنها عملية نوعية استهدفت رموز النظام الأسدي، فهذا يعني أن أيام الأسد قد باتت معدودة أيضا، حيث باتت دوائره المقربة هدفا سهلا للجيش السوري الحر، ومن هنا نستطيع أن نفهم ازدياد حجم الانشقاقات في قوات الطاغية، وفور الإعلان عن مقتل القيادات الأمنية الأسدية.

لذا، فليس مهما الآن من قام بماذا.. المهم هو أنه بات من الواضح أننا أمام الفصول الأخيرة لنظام الطاغية الذي بات يتلقى الضربات ليس في أطراف سوريا، بل في عقر داره، وفي أقرب الدوائر المقربة منه، وهي ضربات مهولة معنويا، وسياسيا بالطبع. وعليه فإن السؤال اليوم ليس: هل يسقط الأسد أم لا؟ بل إن السؤال الملح هو: متى.

دراما مثيرة (15)

بعد المقتل الجماعي لقيادات النظام في دمشق، نتساءل: هل بات عمر نظام الأسد ساعات أم أسابيع؟ لم يعد أحد يسأل إن كان سيبقى أم سيسقط، فالإبادة، التي تعرض لها قادة النظام العسكري الأمني السوري، أكبر من أن يشفى منها معنويا وعضويا.

نتيجة لما حدث أمس، سيهجم على العاصمة معظم المقاتلين، مدركين أن القبض على لحظة الانتصار ممكن اليوم في ظل تخبط النظام وضعف قواته المكسورة معنويا وعضويا، وعلينا أن نتذكر معارك بداية هذا الأسبوع في العاصمة، كان هناك اختراق سريع ومفاجئ برهن على أن عناصر الجيش الحر أكبر من كل ظنون المحللين، هجومهم السريع من داخل أحياء القدم والميدان اضطر قوات النظام إلى استخدام المروحيات والأسلحة الثقيلة، وأثبتت تلك المواجهات أن النظام هش، وجيشه مرهق، بعد أن عارك بعيدا وطويلا عن العاصمة لأكثر من عام، وأعتقد أن اقتحام المقاتلين دمشق أربك النظام وأخاف أتباعه، وربما هو الذي قاد إلى مذبحة القادة في اليوم الثالث من الاقتتال....

وسواء ما حدث كان انفجارا أو انقلابا مضادا، أي تصفيات داخلية، فإن النظام أصيب إصابة لا يمكن أن يشفى منها...

ما الذي نفع الروس عندما تمسكوا برئيس فاشل في قدرته على إدارة معاركه السياسية والعسكرية؟ فعليا ورطوا أنفسهم مع نظام دموي، ومكروه عربيا، ومهزوم هزيمة منكرة.

 

  1.  غرفة الرصد في هيئة الشام الإسلامية، وكالات، الهيئة العامة للثورة، لجان التنسيق المحلية، الجزيرة، العربية، مصادر الجيش الحر.
  2.  لواء الإسلام
  3.  الهيئة العامة ومجلس الثورة بدمشق، الجزيرة.
  4.  المصادر السابقة
  5.  شبكة شام، ولجان التنسيق
  6.  رويترز، العربية نت، لجان التنسيق ، مصادر الجيش الحر.
  7.  Bbc، وكالات.
  8.  وكالات، فرنس 24
  9.  وكالة الأنباء الأردنية، CNN
  10.  رويترز
  11.  السياسة الكويتية/ داود البصري
  12.  الراية القطرية بقلم / أنور صالح الخطيب
  13.  الشرق  الأوسط
  14.  الشرق الأوسط/ طارق الحميد
  15.  الشرق الأوسط/ عبدالرحمن الراشد