الجمعة 20 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 22 نوفمبر 2024 م
التقرير الإعلامي 120 - ردود الثوار على مجزرة التريمسة - 12 تموز / يوليو 2012
الأحد 25 شعبان 1433 هـ الموافق 15 يوليو 2012 م
عدد الزيارات : 3054
التقرير الإعلامي 120 - ردود الثوار على مجزرة التريمسة - 12 تموز / يوليو 2012
أولاً: تطور الأوضاع الميدانية
ثانياً: تطور الأوضاع العسكرية
ثالثاً : المواقف الدولية
رابعاً : آراء الصحافة و الإعلام

 

تقرير إعلامي يومي يتضمن أهم الأخبار والتحليلات التي يتم جمعها من الصحافة العربية والأجنبية، ولا يعبر عن رأي الهيئة ولا مواقفها تجاه الأحداث

أولاً: تطور الأوضاع الميدانية

ردود فعل غاضبة على مجزرة التريمسة (1)

خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين الغاضبين في يوم جمعة (إسقاط عنان خادم الأسد وإيران) في مظاهرات عمَّت مختلف أنحاء البلاد تنديداً بالمجزرة الأكثر دموية منذ اندلاع الثورة والتي ارتكبتها قوات النظام وميليشياته الموالية أمس الخميس في قرية التريمسة في محافظة ريف حماة والتي أكدت الاحصائيات الأخيرة عن سقوط 305 شهداء فيها. وطالب المتظاهرون بإسقاط مهمة المبعوث الدولي كوفي عنان بسبب فشله في وقف العنف وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، وإعطائه المزيد من المهل للنظام لارتكاب مزيد من المجازر بحق الشعب الأعزل.

سقوط 109 شهداء يوم الجمعة واشتباكات عنيفة بدمشق (2)

سقط نحو مئة قتيل أمس برصاص قوات الأمن بجمعة "إسقاط أنان خادم الأسد وإيران"، في وقت قال فيه ناشطون إن 28 في إدلب و22 في دمشق وريف دمشق و13 في كل من حمص وحلب وتسعة في درعا وثلاثة في كل من حماة ودير الزور واثنين في اللاذقية وواحدا في الحسكة, كما إن سبعة أشخاص من عائلة واحدة قتلوا الليلة الماضية في تجدد للقصف على دوما في ريف دمشق, وحصلت انفجارات هزت مدينة حماة وترافقت مع إطلاق رصاص من قبل الحواجز العسكرية التابعة للنظام في عدة أحياء، منها الحاضر والحميدية وطريق حلب والأربعين, وفي القامشلي بمحافظة الحسكة اختطف رئيس اتحاد القوى الديمقراطية الكردية جميل عمر أبو عادل من قبل شبيحة النظام مساء أمس واقتيد إلى مكان مجهول, كما تجدد القصف المدفعي على مدينة طفس بمحافظة درعا من قبل قوات النظام وسقطت قذيفة هاون على أحد المنازل، مما أدى إلى مقتل شخص وطفلة، وسقوط عدد من الجرحى, وتعرضت مساء الجمعة مدينتا الزبداني ومضايا بريف دمشق لقصف عنيف أوقع عددا من الجرحى وتسبب في هدم منازل، وأفاد ناشطون من مضايا بأن عددا من الجرحى سقطوا إثر سقوط قذيفة أمام منزل، وعندما هرع الأهالي لنجدتهم استهدفتهم قوات الجيش بقذيفة أخرى، ومن المصابين طفلتان حالتهما حرجة, وخرجت مظاهرات في قدسيا بالمحافظة نفسها تنادي بإسقاط النظام وتنتقد خطة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان. وفي الحجر الأسود خرج عشرات الآلاف يشيعون قتلى الخميس، وسط تواجد أمني كثيف, كما اقتحمت قوات الأمن والشبيحة مدينة المعضمية وحاصرت مساجدها منعا للمظاهرات، وفعلت الشيء نفسه مع مساجد حرستا، وقال ناشطون إن انفجارات عنيفة تهز مدينة داريا في ريف دمشق مع انتشار للآليات الثقيلة, وقال ناشطون إن أسرة مكونة من أب وأم وابنهما قتلوا على حاجز في حي السكري بحلب عندما أطلق جنود النار على سيارتهم عند حاجز عسكري، في حين اقتحمت قوات النظام مدعومة بعربات مسلحة حي كرم الجبل في حلب، كما تتعرض مدن تل رفعت وإعزاز ومارع في ريف حلب لقصف منذ صباح اليوم, ولا تزال محافظة حمص في معظم أحيائها ومدنها تحت الحصار الخانق والقصف المستمر منذ شهر، وبث ناشطون صورا لأحياء جورة الشياح والخالدية والقرابيص وهي تتعرض لقصف عنيف, كما قصفت مدينتا الحولة والرستن اللتان تعانيان من وضع صحي حرج.

في غضون ذلك قالت الهيئة العامة للثورة السورية: إن بعثة المراقبين الدوليين وصلت إلى بلدة التريمسة المنكوبة، وكانت البعثة قد صرحت قبل ذلك بأنها على استعداد لدخول التريمسة إذا كان هناك وقف للنيران ذو مصداقية, وقال المراقبون إن العمليات العسكرية لا تزال تجري في محيط البلدة، ووثقوا سماع أكثر من 100 انفجار في المنطقة ووصف المراقبون الهجوم على التريمسة بأنه "امتداد لعملية للقوات الجوية السورية التي تواصل استهداف المناطق الحضرية المأهولة شمالي مدينة حماة على نطاق واسع", ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا ) الجمعة عن مصدر عسكري قوله إن القوات المسلحة قامت بعملية نوعية في بلدة التريمسة استهدفت تجمعات لمن وصفتها بالمجموعات الإرهابية المسلحة وعددا من مقرات قيادتها، أسفرت عن مقتل عدد كبير من عناصرها وإلقاء القبض على العشرات ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والوثائق

ثانياً: تطور الأوضاع العسكرية

اشتباكات و قصف  (3)

اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في حي التضامن ومخيم اليرموك بدمشق الذي شهد مقتل ثلاثة فلسطينيين، إضافة إلى إطلاق نار في حي السيدة زينب. ويشهد حيا كفر سوسة والقدم في دمشق منذ أيام اشتباكات تشتد حينا وتهدأ حينا آخر وتبنت كتيبة سرايا الحق التابعة للجيش الحر تفجير سيارة وحافلة تابعتين للأمن السوري على أوتوستراد المزة، دون أن تحدد عدد الإصابات وقد بث ناشطون سوريون صورا لكتائب من الجيش الحر قالوا إنها تتصدى للجيش النظامي في بلدة الرامي بجبل الزاوية, وقال الناشطون إن ذلك يأتي بعدما قام الجيش النظامي بقصف البلدة بالمدافع والدبابات.

وواصل النظام جرائمه ضد الإنسانية حيث استمرت الحملات العسكرية في مدن الزبداني وداريا ودف الشوك ومضايا وحرستا في ريف دمشق، وأحياء جوبر وبابا عمرو والسلطانية وجورة الشياح والقرابيص وحمص القديمة والبويضة الشرقية في مدينة حمص، وأحياء درعا البلد وطريق السد والمخيم في مدينة درعا وبلدات اللجاة وطفس والمليحة الغربية والشرقية والحراك والجيزة في محافظة درعا بالإضافة إلى عدة أحياء ومدن في مدينة دير الزور.

استمرار الانشقاقات عن الجيش النظامي (4)

وفي أبرز الانشقاقات عن الجيش النظامي قام الملازم الأول محمد جميل فاعور في مدينة الرستن بالانشقاق بكامل الحاجز العسكري المسؤول عنه والمؤلف من 40 عسكري مجند و4 دبابات بكامل العتاد والذخيرة والانضمام إلى صفوف كتائب الثوار. كما افادت المصادر عن تنفيذ عملية كمين للأمن العسكري في البوكمال، كما أعلن لواء صقور الشام ولواء الأحرار عن قيامهم بتدمير حاجز على طريق حلب دمشق في إطار الرد على مجزرة التريمسة، وقامت كتيبة مصعب بن عمير في ريف حلب بتدمير دبابة وإعطاب دبابتين تابعتين للنظام في ريف حلب، كما أعلن عن انشقاق حاجز الساحة في مدينة التل وانضمامه إلى الجيش الحر.

وفي إدلب – حارم: تمكن فرقة سليمان المقاتلة من تدمير حاجز الامن السياسي وقتل 8 عناصر من الامن والشبيحة. كما أعلن لواء حلب المدينة عن إطلاق صواريخ كاتيوشا على كتيبة المدفعية التابعة للجيش النظامي في حلب. تدمير عربات للجيش وقتل عدد من الشبيحة هناك، وأعلنت كتيبة عمرو بن العاص في تسجيل مصور بثته على الانترنت أنها استولت على مستودع أسلحة في مدينة إعزاز بريف حلب.

وأعلن الكتائب المقاتلة في جبل الزاوية بإدلب تدمير عن 11 آلية و 5 دبابات و 6 ب م ب وتم اعطاب طيارة حربية مروحية.

وأعلن لواء المصطفى عن تفكيك عبوة ناسفة وضعت في سيارة أمام الجامع الكبير في حي جوبر بدمشق.

وتم الإعلان عن انشقاق اللواء عدنان الرفيع النعيمي، العميد عبدالاله البشير النعيمي، العقيد الركن صالح الحمّادة النعيمي، المقدم صالح البشير النعيمي، عن مليشيات جيش النظامي والتحاقهم بالجيش السوري الوطني الحر ...

كما أعلن الجيش الحر أمس عن السيطرة على 35 مدرعة لكتائب الاسد المجرمة، وبث شريطا مسجلا للعملية.

وفي دير الزور أعلنت الهيئة الاعلامية لتجمع ساند، لواء الاحواز كتيبة المهاجرين الى الله عملية نوعية تدمير 3 عربات وقتل 20 شبيحا عند دوار غسان عبود .

خوفا من الفوضى ومقاتلي المعارضة سوريا تنقل أسلحتها الكيماوية  (5)

قال مسؤولون اسرائيليون وغربيون ان سوريا تنقل سرا فيما يبدو بعض الأسلحة الكيماوية من مواقع التخزين ويرى بعض المحللين أن هذه الخطوة تخدم غرضا مزدوجا يتمثل في الحفاظ على الأسلحة من حركة التمرد الآخذة في التوسع وحرمان خصوم سوريا في الغرب من أي ذريعة للتدخل بهدف تأمين المواد الخطرة.

وتنفي الحكومة السورية تنفيذ هذه العملية وتعتقد الدول الغربية أن دمشق لديها أكبر مخزون في العالم من الأسلحة الكيماوية غير المعلنة بما في ذلك غاز الخردل وغاز الأعصاب القاتل (في.إكس). ويمكن لهذه الترسانة أن تمنح الأسد وسيلة لاستعراض القوة محليا وفي المنطقة وتحقيق التوازن مع الأسلحة النووية الإسرائيلية غير المعلنة.

ثالثاً : المواقف الدولية

تنديد دولي بمجزرة التريمسة ودعوات لتحرك مجلس الأمن  (6)

لاقت مجزرة قرية التريمسة بريف حماة بسوريا التي راح ضحيتها أكثر من 220 قتيلا، تنديدا دوليا وعربيا بالنظام السوري، وسط مطالبات بفتح تحقيق دولي فيها، حيث وجهت دعوات لمجلس الأمن للتحرك، في حين حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية من "محاكمة تاريخية" للمجلس إذا تقاعس, ودعت منظمة التعاون الإسلامي مجلس الأمن "لاتخاذ كافة الإجراءات العاجلة في نطاق كل ما يتيحه ميثاق منظمة الأمم المتحدة من وسائل لوقف نزيف الدماء في سوريا وحماية الشعب السوري". وقالت المنظمة في بيان إن الأمين العام أكمل الدين إحسان أوغلو أدان بشدة "المجزرة الشنيعة" التي جرت في بلدة التريمسة بريف حماة بسورياوندد "بتواصل عمليات القتل والمجازر التي تستهدف الشعب السوري"، خاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان.

بينما دان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ما وصفها بالجريمة الشنعاء التي ارتكبت ضد المدنيين في بلدة التريمسة، ودعا مجلس الأمن إلى إصدار قرار وفق الفصل السابع لإيقاف العنف في سوريا..

وحذر بدوره الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن عدم تمكن مجلس الأمن من الاتفاق على موقف موحد للضغط على الرئيس السوري لوقف العنف هو بمثابة إعطائه "ترخيصا لارتكاب المزيد من المجازر و يتعين على مجلس الأمن إرسال رسالة قوية إلى الجميع مفادها أنه ستكون هناك عواقب إذا لم تحترم خطة السلام التي وضعها عنان", أما كوفي عنان فاعتبر أن استخدام الحكومة السورية للمدفعية والدبابات وطائرات الهليكوبتر ضد قرية التريمسة ينتهك التزاماتها بموجب خطة السلام التي وافقت عليها, كما نددت روسيا بالمجزرة التي تعرضت لها بلدة التريمسة، وطالبت بإجراء تحقيق فوري، معتبرة أن ما حصل يصب في مصلحة من يريد إشعال حرب طائفية.

مزاعم تفيد أنَّ " المعارضون السوريون يرتكبون انتهاكات لحقوق الإنسان"  (7)

في الوقت الذي لم تستطع الهيئات الدولية تأكيد مسؤولية النظام عن المجازر والفظائع المرتكبة بحق الآمنين رغم كثرة الأدلة ووضوحها "صرحت دوناتيلا روفيرا المحققة لدى منظمة العفو الدولية الجمعة 13 يوليو/ تموز التي قضت عدة اسابيع في سورية مؤخرا، إن بعض أطراف المعارضة لجأوا الى اساليب وحشية مع استهدافهم أفراد قوات الأمن , وأضافت "أسروا أشخاصا ورأينا أدلة على قيامهم بضربهم، وفي بعض الحالات قتلوهم, وإن قوة المعارضة المسلحة تتزايد ومع زيادة الاشتباكات يقوم الافراد بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان من خلال ضرب واعتقال وقتل الجنود السوريين", وشددت روفيرا على إن الحكومة مسؤولة إلى حد كبير عن تصاعد العنف في سورية قائلة إن القوات النظامية استهدفت قرى بأكملها, وقالت روفيرا إن من المهم السماح ببقاء المراقبين للمساعدة في جمع المعلومات بشأن انتهاكات حقوق الانسان".

رابعاً : آراء الصحافة و الإعلام

تدفق النازحين على دمشق حرك الثورة في قلبها  (8)

مقارنة بمدن مثل حمص وحماه ودير الزور، حيث تعتبر عمليات القصف والمعارك أمرا معتادا، ما زالت دمشق تتمتع بحالة من الهدوء النسبي. وعلى الرغم من ذلك، لم يعد بمقدور النظام التباهي بأن العاصمة تعتبر واحة للهدوء أو أن اغلبية صامتة من سكانها موالية للنظام. فالمدينة الآن مثقلة بمشاعر الغضب وتبدو على شفا الانفجار, وتظهر على الجدران في معظم الأحياء كتابات معادية للنظام, وفي كل ليلة، يسمع صدي صوت القصف المدفعي في الأحياء المجاورة التي أصبحت تحت قبضه الثوار في الشوارع، مما يقض مضاجع السكان ويزيد عدد المظاهرات، التي تنظم فيها مجموعات احتجاجات مفاجئة وسريعة، حتى في بعض الأحياء الأكثر ثراء في المدينة, وقد قوضت الإضرابات الأخيرة من جانب التجار في أسواق دمشق الشهيرة الاعتقاد الذي مفاده إنهم سوف يدعمون النظام.

وأول من أمس، اقتربت أعمال العنف بشكل أكبر، من خلال قصف قوات النظام للحقول المتاخمة لحي كفر  سوسة، الذي ظل في حالة من الاضطراب لفترة طويلة والواقع علي الحدود الجنوبية الشرقية للمدينة، باعثا سحبا من الدخان في عنان السماء وأصوات انفجارات تتردد اصداؤها بشوارع المدينة.

ويتمثل أحد الأسباب وراء التحول في المزاج العام في العدد الهائل من البشر الذين قد تدفقوا إلى دمشق خلال الأشهر الأخيرة، باحثين عن ملاذ بعيدا عن المعركة الدائرة في الأماكن الأخرى من سورية وقد اتوا معهم بقصص الألم والظلم، على النحو الذي أصاب أهالي دمشق بجانب من عدوي الغضب التي حافظت على استمرارية الثورة ومعظم هؤلاء الباحثين عن ملاذ نساء وأطفال قتل أزواجهم وآباؤهم أو ظلوا في مدنهم الأصلية لمواصلة القتال أو لحماية ممتلكاتهم.

غير أن نشطاء قد أتوا أيضا مدفوعين بحماسهم لتنظيم هذا النوع من المظاهرات المعادية للنظام التي هي حتى الآن على نطاق محدود في العاصمة .

ثمة إشارات أخرى دالة على أن حالة السخط تتزايد بين سكان دمشق الأصليين، وبالأخص طبقات التجار السنة الذين ظل صمتهم منذ فتره طويلة يؤول علي أنه نوع من الدعم الضمني لنظام الأسد. حيث أن مجزرة الحولة كانت نقطة تحول وحافزا حرك أول موجه عصيان من قبل تجار أسواق دمشق الذين أغلقوا متاجرهم كنوع من الاحتجاج، استجابة لمناشدة من جماعات حقوقية. وعلى الرغم من ذلك، فقد أشار كثير من أصحاب المتاجر إلى أن موجة الإضراب تبعت زيارة للسوق من قبل رجلين هددا بإحراق متاجر هؤلاء الذين لا يمتثلون للمناشدة. ومع ذلك، قال أصحاب المتاجر إنه قد أثلج صدورهم أن يجدوا مبررا للتعبير عن غضبهم، وكذلك مبررا يقدمونه لقوات النظام عند مرورهم بالأسواق في محاوله لحمل التجار علي اعاده فتح متاجرهم.

وفي الأسبوع الماضي، أعلن عن تشكيل كتيبة "المقداد بن عمرو" تابعة للجيش السوري الحر وقد صرحت الكتيبة المؤلفة من نحو 50 رجلا مسلحا مقنّعا، بأنها قد تشكلت للقتال في وسط المدينة, وأن النظام يعلم، مثلما يعلم الجميع، ان نهايته ستكون في دمشق .

يوم انتهى القذافي  (9)

ربما لو كان القذافي فكّر بعقله، أو استعان بصديق من أصدقائه من الرؤساء عرب أو أفارقة، فلربما اختار أن يحذو حذو رئيس تونس السابق زين الدين بن علي الذي هرب بجلده بعد أن فشل في إقناع شعبه بصدق اعتذاره بأنه فهمهم حقاً. أو علي عبدالله صالح، الذي رغم كل ألاعيبه اضطر تحت وطأة المطالب الشعبية إلى توقيع التنازل عن الرئاسة لنائبه. فالشعوب إذا ثارت مستحيل أن تتراجع. خاصة وأن هؤلاء الحكام، إذا عفا عنهم الشعب، سينسي الفرد منهم كل الرعب الذي عاشه بعد انتفاضة شعبه حين يستعيد مكانه ومكانته ليغدر بشعبه مجددا و يذيقهم كل ألوان الانتقام .

إن اغلب الحكام في البلدان التي ليس فيها معايير واضحة للحكم لم ولن يعطوا شيئا لشعوبهم طواعية ولوجه الله، بل لابد أن يشعروا أولاً بالخطر على كراسي الحكم. وإذا كان زين العابدين بن علي قد ترك تونس مع أول بوادر الخطر عليه، فلقد ظل العقيد القذافي حتى آخر لحظة يصف المتظاهرين ضده بمتعاطي الكيف والحبوب المُخدرة، ويؤكد بأن "الشعب يحبني ـ كل شعبي يحبني ـ سيموتون للدفاع عني " وهو نفس ما يُكرره بشار الأسد اليوم حين يؤكد بأنه لا يخشى أن يلاقي مصير الرئيس المصري السابق حسني مبارك أو العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، معتبرا أن "الوضع في بلاده مختلف تماما". لكن ستثبت الأيام، التي قد لا تكون بعيدة، أن الأسد واهمٌ وهم من قبله وأن مصيره ربما سيكون أسوأ ممن سبقوه.

 

  1. غرفة الرصد في هيئة الشام الإسلامية، الهيئة العامة للثورة السورية ، لجان التنسيق المحلية.
  2. الهيئة العامة للثورة السورين لجان التنسيق المحلية، الجزيرة نت
  3. الجزيرة نت
  4. غرفة الرصد في هيئة الشام الإسلامية
  5. رويترز
  6. العربية نت
  7. رويترز
  8. الشرق الأوسط
  9. عبد العزيز حسن الصويغ ـ صحيفة المدينة المنورة السعودية