الجمعة 17 شوّال 1445 هـ الموافق 26 أبريل 2024 م
التقرير الإعلامي الثامن و الثمانون 24 نيسان/ابريل 2012
الثلاثاء 3 جمادى الآخر 1433 هـ الموافق 24 أبريل 2012 م
عدد الزيارات : 2372
التقرير الإعلامي الثامن و الثمانون 24 نيسان/ابريل 2012
أولاًـ انتهاكات "الأسد" وتلاعبه بالمجتمع الدولي:
ثانيًاـ تتابعات مهمة المراقبين الدوليين:
ثالثًاـ تطورات حلحلة الأزمة:
رابعًاـ أبرز لقاءات المعارضة السورية منذ اندلاع الثورة(10):
خامسًاـ رؤى الكتاب والمفكرين:

تقرير إعلامي يومي يتضمن أهم الأخبار والتحليلات التي يتم جمعها من الصحافة العربية والأجنبية، ولا يعبر عن رأي الهيئة أو مواقفها تجاه الأحداث

 

 

تزايد انتهاكات "الأسد" و بعثة المراقبين تواصل مهمتها الدولية .. الدلالات والتطورات

* مازال النظام السوري يتلاعب بالمجتمع الدولي ويتخلى عن جميع التزاماته وتعهداته، حيث يستمر في اتباع النهج الأمني والقمعي، أسفر عن مقتل ما يزيد على 34 شخصًا يوم (23/4)، وتأتي هذه التطورات في وقت دخلت مهمة طليعة المراقبين الدوليين في سوريا التي تستند إلى خطة "عنان" أسبوعها الثاني، وبعد اثني عشر يومًا من بدء تطبيق وقف إطلاق النار. هذا فيما تواصلت جهود حلحلة الأزمة، حيث وسع الاتحاد الأوروبي سلسلة العقوبات ضد النظام السوري إثر اجتماع وزراء خارجيته في "لوكسمبورج"، كما استمرت المشاورات والمباحثات، فأعلنت الجامعة العربية أن أمينها العام "نبيل العربي" سيلتقي مجددًا وفد المجلس الوطني السوري (المعارض) يوم (26/4) المقبل، قبيل انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب، بالإضافة إلى لقاءات المعارضة برئاسة "برهان غليون" في مصر.

أولاًـ انتهاكات "الأسد" وتلاعبه بالمجتمع الدولي:

* مازال نظام "الأسد" يواصل تلاعبه بالمجتمع الدولي ويخرق هدنة وقف إطلاق النار التي تم الاتفاق عليها بمقتضي خطة المبعوث العربي والأممي "كوفي عنان"، ويمارس مزيدًا من الانتهاكات بحق الشعب السوري، وفيما يلي مؤشرات ذلك:
1ـ  استمرار قصف المدن(1):
* مع استمرار عمليات القصف التي تشنها القوات النظامية على المتظاهرين، تزايد أعداد القتلى والجرحى، لتصل حصيلة القتلى يوم (23/4) إلى 34 قتيلاً، جراء أعمال العنف، حيث قتل 7، بينهم 3 منشقين، في درعا وإدلب ودير الزور وحمص، وقتل أكثر من 34 شخصًا في حماة.
2ـ ارتكاب مجزرة مروعة  في حي "مشاع الأربعين" في حماة (2) :
* ارتكبت القوات النظامية مجزرة مروعة في حي "مشاع الأربعين" في حماة، أسفر عنها سقوط ما يزيد على 34 قتيلاً و60 جريحًا، وأوضح ناشطون:
ـ أكثر من 70 دبابة كانت تحاصر المدينة منذ فترة، وقامت بقصف أحياء الأربعين ومشاع الأربعين والصابونية والحميدية، إلا أن القصف الأعنف استهدف حي مشاع الأربعين الذي سقط فيه أكثر من 40 قتيلاً وعشرات الجرحى".

  •   يذكر أن المراقبين الدوليين المبعوثين من الأمم المتحدة لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار قد زاروا مدينة "حماه" يوم (22/4) واستقبلوا في نفس الحي الذي وقعت فيه المجزرة، وهو حي "مشاع الأربعين"، بمظاهرات حاشدة هتفت لرحيل نظام "الأسد"، مما يؤكد تلاعب النظام بالمجتمع الدولي.

3ـ تصعيد حملة الاعتقالات العشوائية(3) :
* تظهر التقارير اليومية التي يعدها الناشطون السوريون تصاعد وتيرة حملات الاعتقال العشوائية في مختلف المناطق، حيث:
ـ أكد عضو مجلس قيادة الثورة "محمد الدوماني" أنه منذ 10 أبريل الحالي حتى الآن تم اعتقال نحو 900 شخص في ريف دمشق، نصفهم في دوما، فيما تم اعتقال يوم (23/4)نحو 60 شخصًا وضعوا في حافلة وأخرجوا من "حرستا".
ـ أشار" أبو غازي الحموي"، عضو مجلس الثورة في حماه، إلى أن الوضع كذلك في حماه لا يختلف عن غيره من المناطق السورية، فمنذ بداية الأسبوع الماضي إلى اليوم، تم اعتقال ما يقارب 200 شخص، وهذا دليل واضح على زيادة وتيرة الاعتقالات منذ بدء عمل بعثة المراقبين على الأرض.

ثانيًاـ تتابعات مهمة المراقبين الدوليين:

1ـ زيارة المراقبين 3 مدن سورية (4)  :
* زار أعضاء في فريق المراقبين الدوليين المكلفين بالتحقيق من وقف إطلاق النار في سوريا مدينة "الزبداني" في ريف دمشق، ومدينة حمص في وسط البلاد، ومدينة حلب في الشمال، وفي هذا الصدد:
ـ ذكر المسؤول في وفد المراقبين "نيراج سينغ" أن فريق المراقبين الدوليين يتابع مهمته ويقوم بزيارات يومية ويتواصل مع جميع الأطراف من أجل التحضير لمهمة بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا، التي يفترض أن يبلغ عدد أفرادها 300 مراقب.
ـ لفت المقدم "رولف كولبرغ" المكلف بتدريب المراقبين إلى أن لديهم جميعًا خبرة في الشرق الأوسط، وبعضهم عاد لتوه الشهر الماضي من مهمات نفذها لمصلحة مجموعة مراقبي الهدنة.
ـأوضح المقدم "يوكا هونكانن" قائد مجموعة مراقبي الهدنة بالشرق الأوسط، ومقرها "طبريا"، أن ضابطًا احتياطيًا يشغل حاليًا مهمة مراقب لخط الهدنة، بين إسرائيل وسوريا منذ حرب يونيو 1967، وضابطًا آخر برتبة نقيب سيتوجهان الأسبوع المقبل إلى دمشق.
2ـ  تشكك أمريكي في إمكانية نجاح المراقبين الدوليين(5) :
* أشار الباحث الأمريكي "مايكل نايتس" إلى أن المجتمع الدولي يضخم عن عمد من توقعاته بشأن مهمة المراقبين الدوليين في سوريا لحجب عجزه عن الإقدام على ما يعرف الجميع أنه الرادع الوحيد للنظام السوري لإجباره على وقف المذابح التي يرتكبها، وأضاف:
ـ المشكلة أن المجتمع الدولي يسلط الضوء بأكثر مما ينبغي عن خطوة سخيفة مثل إرسال 300 مراقب إلى بلد يمر بثورة عارمة بسبب عجز ذلك المجتمع عن فعل شيء آخر.
ـ كيف يمكن أن نتصور أن 300 مراقب دولي بوسعهم رصد المواجهات التي تحدث في أغلب المدن السورية بين المعارضين وقوات النظام أو ميليشياته؟".

ثالثًاـ تطورات حلحلة الأزمة:

1ـ اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج(6)  :
* قرر الاتحاد الأوروبي حظر صادرات المواد الفاخرة إلى سوريا، وهو إجراء رمزي يستهدف نمط حياة الرئيس "بشار الأسد"، إذ قام وزراء خارجية الاتحاد خلال اجتماع في لوكسمبورج لفرض قيود إضافية على صادرات المواد التي يمكن أن تستخدم لقمع المتظاهرين في الداخل، وفي هذا الصدد:
ـ أوضح دبلوماسي "لم يذكر اسمه" أن الهدف من العقوبات هو إفهام "الأسد" وزوجته والمقربين منهما وأيضًا أعضاء النظام أن الأحداث في سوريا ستؤدي إلى عواقب على نمط حياتهم، إلا أنه أقر في الوقت نفسه بسهولة الالتفاف على هذا النوع من العقوبات وبأنها رمزية بشكل أساسي، أما القيود المتعلقة بالمعدات التي يمكن استخدامها في القمع، فهي تأتي لتكمل قوائم سارية المفعول منذ فرض حظر على الأسلحة، وتشمل أيضًا المنتجات التي يمكن استخدامها لتصنيع مثل هذه المعدات، وستحظر بعض المنتجات فيما ستتطلب أخرى تصريحًا بها حالة بحالة. وفي الإجمال تستهدف العقوبات الأوروبية 126 شخصًا و41 شركة، خاصة المصرف المركزي وتجارة المعادن الثمينة والشحن الجوي.
ـ اعتبرت موسكو مسبقًا هذه العقوبات غير مقبولة، وأنه لن يمكن توقع تطورات الوضع الذي سيشهد تدهورًا متزايدًا نتيجة لذلك.
ـ اعتبرت بريطانيا أنه من الصعب التفاؤل بعد ما حدث في سوريا في الأشهر الـ13 الأخيرة، لذلك لا بد من مواصلة تصعيد الضغوط على النظام.
ـ شددت سويسرا إجراءاتها بحق النظام السوري وفرضت عقوبات على والدة الرئيس السوري "أنيسة الأسد" وزوجته "أسماء" وعدد من أعضاء الحكومة، حسبما أعلنت وزارة الدولة لشؤون الاقتصاد، وتشمل القائمة الجديدة للأشخاص الذين تشملهم عقوبات سويسرا "بشرى الأسد" شقيقة "الأسد" و"منال الأسد" زوجة شقيقه الأصغر "ماهر" الذي يترأس الحرس الجمهوري، وأدرجت أسماء سبعة وزراء ورجل أعمال وشركتين نفطيتين على قائمة الشخصيات والهيئات التي تستهدفها العقوبات.
ـ أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" أذن بفرض عقوبات على الجهات التي تزود سوريا وإيران بالوسائل التكنولوجية الرامية إلى تسهيل انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا وإيران، مؤكدًا أن هذه الأداة الجديدة في العقوبات تسمح بمعاقبة ليس الحكومات القمعية فحسب، بل مؤسسات تسمح لها بالحصول على التكنولوجيا المستخدمة للقمع، والمرتزقة الذين ينتجون أو يشغلون أنظمة تستخدم في المراقبة وتقفي الآثار واستهداف أشخاص لغرض قتلهم وتعذيبهم أو ارتكاب غير ذلك من الانتهاكات، وهذه العقوبات تشمل:

  •   مديرية الاستخبارات السورية العامة.
  •   شركة "سيرياتيل" للاتصالات السورية.
  •   وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية.
  •   الحرس الثوري الإيراني.
  •   قوات تطبيق القانون للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
  •   شركة "داتاك" للاتصالات الإيرانية.

2 ـ  محادثات إيرانية ـ تونسية بشأن الملف السوري(7) :
* أكد وزير الخارجية الإيراني "علي أكبر صالحي" إثر محادثاته مع نظيرة التونسي" رفيق عبد السلام"، رفض بلاده لأي تدخل أجنبي في سوريا، ودعا المجتمع الدولي إلى التعامل بحكمة مع الملف السوري، موضحًا أن بلاده تدعم إعطاء الفرصة للنظام السوري لإنجاح خطط الإصلاح، كما تدعم أيضًا مبادرة مبعوث الأمم المتحدة "كوفي عنان" والجهود المبذولة لوقف العنف والقتل.
3ـ مباحثات المعارضة في مصر(8) :
* في ضوء مباحثات المعارضة السورية بقيادة "برهان غليون" مع وزير الخارجية "محمد كامل عمرو" التي تناولت مبادرة "كوفي عنان" المبعوث الأممي والعربي الخاص بسوريا، تم الاتفاق على دعم هذه المبادرة لإيجاد طريق آمن لإخراج سوريا من الأزمة الراهنة وتحقيق مطالب شعبها، حيث رأى كل منهم ما يلي:
أ ـ "محمد عمرو":
ـ "تطورات الأزمة السورية أثبتت أن ما طرحته مصر من أفكار منذ بداية الأزمة كان ومازال الرؤية الوحيدة القابلة للتطبيق، حيث إن كل ما جرى طرحه من مواقف لاحقة لم يخرج في جوهره عن الطرح المصري لسبل حل الأزمة".
ـ "ما يسعى الجميع لتحقيقه الآن لا يخرج في مضمونه عن المحاور التي طرحتها مصر لحل الأزمة منذ أغسطس الماضي، والمتمثلة في رفض التدخل الأجنبي واستبعاد الحل الأمني أو العسكري للأزمة ووقف العنف وحقن الدماء وبدء حوار جدي بين الحكومة والمعارضة السورية حول مستقبل البلاد وآلية الإصلاحات".
ـ"يجب تقييم المواقف والمقترحات بحسب قابليتها للتطبيق على أرض الواقع وليس بعلو النبرات أو نارية التعبيرات المستخدمة، وعلى المعارضة القيام بتوحيد صفوفها والانتظام في كيان واحد يقدم رؤية موحدة للعالم الخارجي بشأن مستقبل سوريا، لأن هذا في حد ذاته سيبعث برسالة طمأنة لجميع الأطراف الإقليمية والدولية بشأن إمكانية الحوار مع المعارضة والتعامل معها باعتبارها معبرة عن آمال الشعب".
ـ" يجب دعم عمل كوفي عنان المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة ونشر المراقبين في سوريا للمعاونة في وقف العنف وإراقة الدماء".
ب ـ "برهان غليون":
ـ "نظام الأسد يراوغ حيث يقوم بعد خروج المراقبين الدوليين من كل مدينة فيعاود قصفها من جديد، وهو ما دفع البعثة للإبقاء على مراقبين اثنين في حمص، ونحن نرى أنه يجب أن تكون طريقة عمل بعثة المراقبة الدولية بديناميكية وسرعة".
ـ "النظام السوري يتمادى في انتهاكاته للتعهدات أمام المجتمع الدولي، ولولا الدعم الإيراني، الغطاء السياسي الروسي، لما جرؤ نظام الأسد على التمادي في هذا العنف الذي لم يحدث في التاريخ، فالإيرانيون يعتقدون أن المعركة في دمشق هي معركتهم قبل أن تكون معركة الأسد".
ـ "الشعب السوري يعيش مأساة حقيقية، ونحن نريد أن يشعر بأن مصر تحتضن ثورته وكذلك الشعوب العربية، وأن العالم العربي هو مرجعه ومهما حدث فلن يتركه وحيدًا أمام هذا النظام على المستوى السياسي وكذلك المعنوي".
ـ "ليست هناك مطالب خاصة من مصر، وهناك دعم لتوحيد المعارضة السورية، وكذلك الثورة السورية، وهناك أيضًا موقف حاسم اتخذته مصر للتعبير عن موقفها".
4ـ مشاورات الجامعة العربية قبيل الاجتماع الوزاري العربي(9) :
ـ أعلنت الجامعة العربية أن أمينها العام "نبيل العربي" سيلتقي مجددًا وفد المجلس الوطني السوري (المعارض) يوم (26/4) المقبل، قبيل انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب، وذلك للتشاور في نتائج ما توصل إليه المجلس السوري في اجتماع جنيف، تمهيدًا لعرض الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لموقف المعارضة السورية على الوزاري العربي تنفيذًا لقرارات اللجنة الوزارية العربية الأخير في الدوحة.
ـ أوضح رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية الأمين العام المساعد السفير "وجيه حنفي"، أن لقاء "العربي" مع وفد المجلس الوطني السوري سيكون الثاني له خلال هذا الأسبوع، بعد لقائه معهم يوم (22/4)، في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية، حيث سيطلع وفد المعارضة السورية خلال اللقاء المرتقب على نتائج اجتماعهم في (جنيف) بمشاركة السفير طلال الأمين مستشار الأمين العام للجامعة، وذلك للتنسيق والتشاور حول بنود خطة "كوفي عنان".

رابعًاـ أبرز لقاءات المعارضة السورية منذ اندلاع الثورة(10):

* أجرى رئيس المجلس الوطني السور "برهان غليون" الكثير من المباحثات واللقاءات التي جمعته مع وزراء خارجية عدة دول عبر العالم لطرح القضية السورية، والنظر في مخرج للأزمة في سوريا التي تدخل شهرها الرابع عشر منذ انطلاقها في 15 مارس الماضي. وبينما التقى غليون عددًا من الوزراء، بينهم وزير الخارجية القطري الشيخ "حمد بن جبر آل ثاني"، و"هوشيار زيباري" وزير الخارجية العراقي، على هامش اجتماعات دولية وعربية، التقى منفردًا نحو عشرة وزراء خارجية، ومن أبرز هذه اللقاءات:
ـ 10 أكتوبر 2011: التقى وزير الخارجية الفرنسي "آلان جوبيه"، والتقاه مرة أخرى في 23 نوفمبر .
ـ 14 نوفمبر 2011: التقى وزير الخارجية الألماني "غيدو فيستر فيلي".
ـ 15 نوفمبر: التقى "غليون" وفدًا من المجلس الوطني السوري بوزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف".
ـ 21 نوفمبر: التقى غليون وزير الخارجية البريطاني "ويليام هيج".
ـ 6 ديسمبر 2011:"غليون" يلتقي وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون".
ـ 6 ديسمبر 2011:التقى رئيس الوزراء البلغاري "بويكو بوريسوف" ووزير خارجيته "نيقولاي لادينوف".
ـ 5 يناير 2012:التقى وزير الخارجية البلجيكي "ديدييه".
ـ 22 يناير 2012: التقى وزير الخارجية السعودي الأمير "سعود الفيصل" في القاهرة.
ـ 2 مارس 2012: التقى وزير الخارجية التركي "أحمد داود أوغلو".
ـ 23 أبريل 2012:التقى وزير الخارجية المصري " محمد كامل عمرو" في القاهرة.

خامسًاـ رؤى الكتاب والمفكرين:

1ـ وفد المراقبين الدوليين لن يقدم أو يؤخر في سوريا(11) :
* بدلاً من أن يقوم وفد المراقبين الدوليين إلى سوريا بمراقبة وقف إطلاق النار هناك من قبل قوات "الأسد"، وفقًا لمبادرة "عنان"، وجدنا أن "الجيش الحر" هو من يقوم بحماية المراقبين الدوليين، وتحديدًا في حمص، وبوجود رئيس الوفد العقيد "أحمد حميش"، حيث:
ـ يقوم النظام باستهداف المراقبين من خلال إطلاق النار عليهم من قبل قوات طاغية دمشق، بينما يقوم أفراد من "الجيش الحر" بتشكيل دروع جسدية لحمايتهم حيث أصابهم الذعر، بل إن استهداف الوفد حدث في نفس اليوم الذي أقر فيه مجلس الأمن إرسال مزيد من المراقبين إلى سوريا، وهنا يبرز التساؤل حول مدى وجود فائدة مرجوة من إرسال المراقبين الدوليين إلى سوريا.
ـ يستمر القصف "الأسدي" على مختلف أنحاء المدن ( حمص، ودرعا، وحماه، وغيرها)، والقتل بشكل يومي، فكيف يمكن بعد كل ذلك القول إن وفد المراقبين سيقوم بأي دور، أو إنه سيتأكد من التزام "الأسد" بمبادرة "عنان"؟ فاستهداف المراقبين الدوليين، وإطلاق النار عليهم في حمص، يعني أن "الأسد" قد أطلق النار على مهمة "عنان"، ولذا فلا يجب أن يعول عليها، أو يتم الانتظار لمدة ثلاثة أشهر، وهو الوقت المحدد لمهمة المراقبين بحسب قرار مجلس الأمن، فالأسد لم ينتظر حتى أيامًا معدودة حتى أطلقت قواته النار على المراقبين.
ـ بدأت واشنطن تتفاوض من الآن على تجديد مهمة المراقبين التي يفترض أن تنتهي بعد ثلاثة أشهر، إذ بأنها لن تجدد مهلة المراقبين بعد تسعين يومًا من الآن، وهذا الأمر يعد استخفافًا بدماء السوريين الذين يقتلون منذ قرابة ثلاثة عشر شهرًا بلا توقف، حتى مع وجود وفد المراقبين الدوليين.
ـ وفد البعثة الدولية لن يقدم أو يؤخر في سوريا، خاصة بهذا العدد والمستوى، ومحق أمير قطر حين يقول إن فرص نجاح عنان لا تتجاوز الـ3%، فما يجب أن يعيه الجميع هو أن "الأسد" لا يفهم إلا لغة القوة، وما عدا ذلك هو رخصة قتل، ومضيعة للوقت، وتعميق للأزمة السورية.
2ـ  تحول الأحداث في سوريا .. من رد فعل إلى ثورة (12) :
* لم تكن الثورة السورية فعلاً مخططًا، كما لم تكن ثمرة لجهد قوى منظمة، بل بدأت كرد فعل عفوي على تجاوزات واستفزازات قام بها رجال النظام وإهانات تعرض لها سوريون سواء في سوق "الحريقة" الدمشقي أو في مدينة "درعا" على أيدي أجهزة النظام، غير أن هذه البداية لم تمنع المواطنين السوريين من الانخراط في الثورة والتعبير عن تطلعهم للحرية والكرامة وكشف ما في نفوسهم من توق للخلاص من الاستبداد، ومن استعداد للتضحية لبلوغ هذا الهدف النبيل، وفي هذا الصدد:
ـ تطورت ردود الفعل والعفوية مع مرور الوقت إلى إدراك للحظة السياسية التي تمر بها سوريا في ضوء تداعيات الربيع العربي، ورد النظام العنيف على احتجاج المواطنين على الظلم والإذلال، وما عكسه من ازدراء للشعب ورفض لأبسط حقوق المواطن، وهذا قاد إلى تكثيف الإحساس بوطأة الظلم والمذلة وجعل استمرار الحالة غير ممكن أو مقبول، وغدا التعايش مع النظام مستحيلاً.
ـ عبر المواطنون السوريون بالمشاركة في التظاهرات وبالتضحيات الكبيرة التي قدموها عن تبلور وعي عميق بطبيعة المواجهة القائمة وأبعادها وغدا هدفها تغيير الوضع القائم وإقامة نظام بديل يضمن لهم الحرية والكرامة، العدل والمساواة، وينهي القمع والتمييز والاستئثار بخيرات البلد من قبل فئة محدودة لا تتجاوز نسبتها الـ 5% من الشعب السوري، وقد تجلى هذا التبلور في الوعي بعدة مظاهر، لعل أهمها:

  •   الشعارات التي رفعت حيث تطورت بالتوازي مع إدراك القوى الاجتماعية التي نزلت إلى الشوارع لطبيعة التغيير المطلوب، وأن الحل المناسب للحالة السورية هو إقالة النظام الطاغي.
  •   تشكيل بنى تنظيمية (لجان التنسيق المحلية، اتحاد التنسيقيات، المجلس الأعلى لقيادة الثورة.. الخ) وتحديد مهماتها: تنسيق النشاطات الميدانية من تجهيز الأعلام واللافتات ومكبرات الصوت، وتنظيم التغطية الإعلامية عبر توفير أجهزة تصوير وبث مباشر وغير مباشر، وتوفير خدمات طبية، إسعافات أولية، ثم مستشفيات ميدانية استدعاها تزايد عدد الإصابات وملاحقة النظام للجرحى في المستشفيات الحكومية والخاصة، وتنظيم عملية اختيار اسم للجمع عبر استفتاء على الإنترنت، وتنظيم عمليات إغاثة للمتضررين، إن لأسر الشهداء أو أسر المعتقلين والجرحى أو لأصحاب البيوت والممتلكات التي تعرضت، مع تصعيد النظام لأعماله الوحشية والتنكيلية بالثوار والشعب، للتدمير أو النهب أو الإتلاف...الخ.
  •   تطوير دور التنسيقيات وتوسيع نشاطها ليشمل الجانب السياسي عبر تشكيل مكاتب سياسية وإصدار أوراق تعكس وجهة نظر هذه البني التنظيمية في الوضع الراهن والبديل المطلوب والتأكيد على الخيار الديمقراطي والدولة المدنية والتعددية والتداول على السلطة والاحتكام إلى صناديق الاقتراع كبديل للنظام القائم.
  •   تقبل التضحيات الضخمة التي دفعت إلى الآن إن بعدد الشهداء والجرحى والعاهات الدائمة والاعتقالات التعسفية والمفقودين والمعاناة اليومية مع القصف والدمار، وتقبل الانخراط في ملحمة شاملة والذهاب بعيداً في رهان تحدي الموت.
  •   استمرار الحركات الاحتجاجية وانتشارها ليشمل معظم أراضي سوريا، وامتدادها الزمني، الذي غطى سنة كاملة وما زال في عنفوانه على رغم العنف الوحشي والقتل المنهجي. لذا يمكن اعتبار استمرار الثورة السمة الأهم في تصوير طبيعة الحدث السوري باعتباره ثورة شعبية كاملة الأوصاف والمعاني.

ـ تعكس السمات المذكورة أعلاه، تجذر مطالب الثوار إلى المشاركة الشعبية الواسعة التي عكست خروج المواطنين من حالة العزلة واللامبالاة، وتحولهم إلى مواطنين إيجابيين وفاعلين، مروراً بفعاليات التعاون والتضامن والتكاتف في التعاطي مع تبعات المواجهة. إن الشعب السوري يخوض ثورة عن وعي كامل ناهيك عن إصراره على بلوغ أهدافه في الحرية والكرامة.
3ـ إشكاليات مهمة "عنان".. معادلة جديدة في سوريا (13) :
* أهم ما وصفت به تلك المهمة بأنها المهلة الأخيرة والفرصة الذهبية التي تهديها واشنطن اليوم للنظام السوري ليخرج من الأزمة سلميًا أو بالأحرى ليسقط سلميًا، من أجل تجنيب البلاد حربًا لا تشابه الصورة الليبية فحسب، بل تداعياتها ستكون أشد وأقسى على السوريين بسبب اختلاف الطبيعة الإستراتيجية للأراضي السورية والتركيبة الطائفية المتنوعة للشعب السوري، وفي هذا الصدد يمكن توضيح الإشكاليات المتعلقة بالمهمة كالاتي:
ـ الخطة أنها ساوت بين الجلاد والضحية، إذ صورت الأزمة بشكل غير مباشر على شاكلة نزاع وصراع مسلح متكافئ، وتكمن خطورة تلك الفكرة في أن النظام قد استثمرها في نسب ما يرتكبه من خروقات للمعارضة التي يسميها بالعصابات الإرهابية، وبالتالي أصبح من الاستحالة بمكان إيقاف النظام لآلته القاتلة للشعب بذريعة محاربته لتلك العصابات التي عاثت في سورية فسادا، وهذا التساوي قد أخرج الدول المؤيدة للنظام من الإحراج العالمي.
ـ كانت في حقيقتها كأداة مانعة لتدفق السلاح للداخل السوري الذي يطالب به الشعب اليوم للدفاع عن نفسه بعد التخاذل الواضح للعالم وعجزه عن تقديم الحماية للسوريين من الانتهاكات الجسيمة التي يتعرضون لها كل يوم، في محاولة من السياسة الغربية أو الأمريكية، تحديدًا، منع التكافؤ في القوى بين الشعب والنظام القاتل كما حصل في ليبيا، للإبقاء على طرف الشعب العنصر الأضعف في الأزمة،
ـ ظهرت تلك المهمة من خلال تزامنها في التوقيت مع مؤتمر أصدقاء سوريا الثاني (في اسطنبول)، كوسيلة لتبريد الاندفاع الإنساني للدول التي تحدثت عن تسليح المعارضة وإقامة المناطق العازلة، لاسيما وقد أصبحنا اليوم بعد تفعيل تلك المهمة من خلال موافقة دمشق عليها نلمح التخفيف من لهجة الإصرار على التسليح من قبل السعودية وقطر والكويت، خاصة بعد التهديدات الإيرانية التي وجهت للسعودية من قريب، والتي عادت اليوم بصوت أقوى في اجتماع باريس بعد تيقن أصدقاء سوريا من عدم التزام النظام بالبنود مع التلويح والتهديد  بخطوات عملية في حال استمرار النظام في خرق تلك البنود.
ـ مهمة "عنان"  قد اتخذت كوسيلة تمهيدية سهلة ومتمهلة للتدخل العسكري من خلال دخول قوات حفظ السلام للمنطقة على شكل دفعات بحجة مراقبة وقف القتل والعنف بين الطرفين والذي يبدو متمهلاً وحذرًا بسبب رفض النظام لأي تدخل في الشأن السوري، وهنا طرحت الكثير من التساؤلات حول جدوى إرسال المراقبين، رغم قدرة الغرب للتأكد من تطبيق البند المتعلق بسحب الآليات العسكرية ورصد الوضع عن طريق الأقمار الصناعية واستخباراتهم الموجودة أصلا في البلاد، خاصة مع إثارة موضوع إدخال الطائرات التابعة للأمم المتحدة بحجة رصد الأوضاع مما يثير اليوم تخوفًا وحذرًا من المعارضين الرافضين للتدخل الغربي في سوريا. وهنا يمكن القول إن بعثة المراقبين هذه خطوة لبداية تدخل غربي في البلاد يحضر له من قبل مجلس الأمن في تحرك يقصد من خلاله أن يكون سابقًا لتحرك المعارضة التي تسعى لاستجلاب الدعم العالمي لإنقاذ الشعب.
4ـ  هل تنجح مبادرة "كوفي عنان" الدبلوماسية؟ (14) :
* قليلون هم الذين يراهنون على نجاح خطة "كوفي عنان" بشأن وقف أعمال القتل في سوريا، ولكن اللافت أن الأغلبية الساحقة التي تراهن على فشلها، خاصة في أوساط تحالف أصدقاء سوريا، لا يملكون أي بديل لها في الوقت الراهن على الأقل، وهنا يمكن توضيح الملاحظات الآتية:
ـ أعمال القتل لم تتوقف من قبل النظام منذ إعلان وقف إطلاق النار مطلع الشهر الحالي، فأكثر من ألف شخص قتلوا في الأسبوع الأول من هذا الشهر، في المقابل يؤكد المتحدثون باسم النظام أن عصابات وجماعات مسلحة ما زالت تخرق وقف إطلاق النار وتقدم على عمليات عسكرية تستهدف قوات الأمن والجيش. والحسم في هذه المسألة هو مهمة قوات المراقبين الدوليين الذين من المفترض أن يرتفع عددهم إلى حوالي 300 مراقب في الأسابيع المقبلة على أكثر تقدير، شريطة أن تتعاون السلطات السورية بالكامل معهم، ولا تضع العقبات في طريق مهمتهم.
ـ نجاح وقف أطلاق النار يحقن دماء السوريين دون شك، ولكنه يظل المربع الأول في عملية سياسية طويلة من المفترض أن تنطلق بعد تثبيته، فهذا الوقف هو مجرد نقطة من ست نقاط هي محصلة مبادرة "كوفي عنان" معظمها يواجه معارضة من قبل النظام والمعارضة معًا.
ـ بعد وقف إطلاق النار من المفترض أن يسمح النظام للسوريين المطالبين بالإصلاحات السياسية والتغيير الديمقراطي بالتظاهر بطريقة سلمية، النظام في المقابل يقول إنه سيسمح لمثل هذه المظاهرات طالما أنها مرخصة من قبل الحكومة وفق قانون التظاهر، ويهدد بقمع أي مظاهرة غير مرخصة، أي إن المعارضة تتطلب أن تأخذ إذنًا النظام في كل مرة تريد فيها الخروج إلى الشارع للتظاهر، كما أننا نجزم أن النظام لن يسمح بمثل هذه المظاهرات في حال التقدم بطلب بتنظيمها، وفي أفضل الأحوال سيراوغ ويماطل ويتذرع بالبيروقراطية وإجراءاتها المعقدة، وهناك ذرائع كثيرة في هذا الصدد.
ـ الأوضاع في سوريا تنفجر خاصة بعد مؤتمر "أصدقاء سوريا" التمهيدي المصغر الذي انعقد في باريس والذي تعاطي مع مبادرة "كوفي عنان"، وكأنها فشلت فعلاً، وبدأ يضع البدائل والخطط لمرحلة ما بعد فشلها، وفي هذا الصدد:

  •   طالبت "هيلاري كلينتون" وزيرة الخارجية الأمريكية بقرار دولي يدين النظام السوري ويفرض عقوبات عليه على أساس البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يبيح استخدام القوة.
  •   تحدث "رجب طيب أردوغان" رئيس الوزراء التركي عن احتمال لجوء بلاده إلى تفعيل المادة الرابعة من ميثاق حلف الناتو للرد على انتهاك الجيش السوري لسيادة بلاده بإطلاق النار على معسكرات اللاجئين السوريين، والمقصود بتفعيل هذه المادة أن تتدخل قوات الناتو عسكريًا في سوريا للدفاع عن دولة عضو أي تركيا تعرضت للعدوان.
  •   جدد الأمير "سعود الفيصل" وزير الخارجية السعودي مطالبه بتسليح المعارضة السورية، مما يحقق الشق الأول مما حذر منه "آلان جوبيه" وزير خارجية فرنسا عندما قال إن فشل مهمة "عنان" قد يؤدي إلى حرب أهلية أو حرب إقليمية.

(1) الشرق القطرية، الشرق الأوسط، الحياة، إيلاف، 24/4/2012.
(2) الشرق الأوسط، الشرق القطرية، القدس العربي، إيلاف، 24/4/2012.
(3) الشرق الأوسط، الحياة، 24/4/2012.
(4) الشرق القطرية، الشرق الوسط، وكالة الأنباء الفرنسية، وكالة الأنباء السورية،24/4/2012.
(5) الشرق القطرية، 24/4/2012.
(6) الشرق الأوسط، الحياة،القدس العربي،إيلاف، وكالة الأنباء الفرنسية، 24/4/2012.
(7) القدس العربي، 23/4/2012.
(8) وكالة الأنباء الفرنسية، الشرق الأوسط، إيلاف، 23ـ24/4/2012.
(9) الشرق القطرية، الشرق الأوسط، 24/4/2012.
(10) الشرق الأوسط، 24/4/2012.
(11) طارق الحميد، الشرق الأوسط، 23/4/2012.
(12) علي العبدالله، الحياة، 23/4/2012.
(13) نور الحلبي، القدس العربي، 23/4/2012.
(14) رأي القدس العربي، 24/4/2012.