الثلاثاء 5 ربيع الآخر 1446 هـ الموافق 8 أكتوبر 2024 م
التقرير الإعلامي الثامن و السبعون 9 نيسان/ابريل 2012
الثلاثاء 18 جمادى الأول 1433 هـ الموافق 10 أبريل 2012 م
عدد الزيارات : 2800
التقرير الإعلامي الثامن و السبعون 9 نيسان/ابريل 2012
أولاً ـ تنصل "الأسد" من التزاماته(1)
ثانيًاـ التزام المعارضة بالمهلة ومطالبتها بقرار ملزم لحماية المدنيين (2)
ثالثًاـ تطورات الوضع الميداني:
رابعًا ـ ارتفاع أعداد الفارين إلى (24564) (5)
خامسًا ـ تتابعات المواقف وردود الفعل تجاه استمرار العنف
سادسًاـ تتابعات السجال الخليجي بشأن "تسليح المعارضة" (11)
سابعًاـ اتهام منظمات حقوقية النظام السوري بتعمد تعذيب القصر(12)
ثامنًاـ رؤى الكتاب والمفكرين

تقرير إعلامي يومي يتضمن أهم الأخبار والتحليلات التي يتم جمعها من الصحافة العربية والأجنبية، ولا يعبر عن رأي الهيئة أو مواقفها تجاه الأحداث

"الأسد" يتنصل من التزاماته والمعارضة تلتزم بالمهلة وتطالب بقرار ملزم لحماية المدنين

* مع اقتراب انتهاء المهلة التي منحها "كوفي عنان" لسوريا من أجل وقف النار، والمقررة 10/4، أعلنت دمشق تراجعها عن الالتزام بالمهلة، بل وصرحت الخارجية السورية بأن "عنان"قد أخطأ في فهم قبول دمشق للخطة"، ويأتي ذلك غداة عمليات عسكرية وأمنية واسعة النطاق للقوات النظامية واشتباكات مع منشقين، أسفرت عن مقتل 31 شخصًا منهم 12 مدنيًا و12 عسكريًا وسبعة عناصر من "الجيش الحر"، ما دفع المعارضة للمطالبة بقرار ملزم في مجلس الأمن لحماية المدنيين، فضلاً عن إعلانها الالتزام بمهلة "عنان" لوقف النار من جانب واحد.

أولاً ـ تنصل "الأسد" من التزاماته(1)

* رغم إعلان دمشق في وقت سابق موافقتها على خطة المبعوث العربي الأممي "عنان" في ظل تشكيك من المعارضة والدول الغربية بالتزامها بتنفيذها، إلا أنه مع اقتراب انتهاء مهلة خطة "عنان" التي تقضي بوقف العنف من جميع الأطراف تحت إشراف الأمم المتحدة وسحب القوات العسكرية من المدن وتقديم مساعدة إنسانية إلى المناطق المتضررة وإطلاق المعتقلين على خلفية الأحداث والسماح بالتظاهر السلمي، أعلنت دمشق تراجعها عن التزاماتها، وفي هذا الإطار:
ـ أكد المتحدث باسم الحكومة السورية "جهاد مقدسي "أن "عنان" قد أخطأ في فهم قبول دمشق للخطة.
ـ أوضحت وزارة الخارجية في بيان لها الآتي:

  •   "لن تكرر ما حدث خلال وجود بعثة المراقبين العرب، عندما التزمنا بخروج قواتنا المسلحة من المدن ومحيطها، الأمر الذي استغلته المجموعات الإرهابية المسلحة لإعادة تنظيم وتسليح عناصرها وبسط سيطرتها على أحياء بأكملها، وقامت خلالها بكل أشكال الإرهاب من قتل وخطف وتهجير للمواطنين وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، الأمر الذي اضطر قواتنا المسلحة للتدخل تلبية لنداءات المواطنين لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، وتأمين الحماية لمواطنيها، وإعادة الحياة الطبيعية الآمنة للمدن السورية".
  •   "عنان لم يقدم حتى الآن أي ضمانات مكتوبة حول قبول الجماعات الإرهابية المسلحة لوقف العنف بكل أشكاله واستعدادها لتسليم أسلحتها لبسط سلطة الدولة على كل أراضيها"، "ولم يقدم أيضًا ضمانات بالتزام حكومات كل من قطر والسعودية وتركيا بوقف تمويل وتسليح المجموعات الإرهابية".
  •   " قبلنا بمهمة "عنان" وخطته ذات النقاط الست، بعد تأكيد "عنان" على أن مهمته تنطلق من احترام السيادة السورية، وبأنه سيعمل على وقف العنف بكل أشكاله من أي طرف كان، وصولاً إلى نزع أسلحة الجماعات المسلحة لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، وبدء حوار وطني شامل مع أطياف المعارضة في سوريا، وعلى هذا الأساس تم قبول الخطة".
ثانيًاـ التزام المعارضة بالمهلة ومطالبتها بقرار ملزم لحماية المدنيين (2)

* أعلنت قوى المعارضة السورية التزامها بمهلة خطة "عنان" الداعية إلى وقف النار، ووصفت طلب الخارجية السورية بأنه "مخز واستكمالاً لسياسة النظام القائمة على المراوغة"، وطالبت بقرار دولي ملزم لحماية المدنيين، إذ جاءت مواقف المعارضة تجاه تصريحات "الأسد" كالآتي:
ـ أوضح "المجلس السوري الحر" في بيان له:

  •   المجازر الوحشية التي ارتكبها نظام الطاغية "بشار الأسد" منذ إعلانه الكاذب عن قبول خطة "عنان"، كلفت الشعب ما يقرب من ألف قتيل وستة آلاف لاجئ وعدد لا يحصى من النازحين والجرحى والمشردين والمعتقلين، الأمر الذي يشكل إجابة صريحة على مطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بوقف القتل وسحب آلة القمع المجرمة من المدن.
  •   النظام قام بنشر المزيد من القوات والآليات والأسلحة الثقيلة في كل المحافظات السورية الثائرة بخلاف ما قطعه من وعود.
  • ـ أعلن قائد الجيش السوري الحر العقيد "رياض الأسعد" رفضه طلب النظام السوري ـ عبر وزارة الخارجية ـ تقديم ضمانات مكتوبة لوقف العنف وسحب جميع القوات من المدن حسب خطة المبعوث الدولي إلى سوريا "عنان"، وأضاف "نعطي ضمانات للمجتمع الدولي؛ وليس لنظام أصبح عبارة عن عصابة حاكمة".

ـ أكد المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر، العقيد "قاسم سعد الدين"، على أن:

  •   سنحترم الموعد المحدد لوقف إطلاق النار بموجب خطة السلام التي أيدتها الأمم المتحدة، لوضع حد لإراقة الدماء في سوريا حتى لو لم تسحب الحكومة قواتها من المدن. وسنوقف القتال يوم 10 هذا الشهر، وملتزمون بخطة "عنان".
  •   سنوقف إطلاق النار، ولكن بعدها إذا ما انسحب (قوات "الأسد") وهاجمنا، سنهاجمه.

ـ وضع نائب قائد الجيش الحر العقيد "مالك الكردي" موقف النظام، قبل ساعات من موعد انتهاء المهلة الممنوحة له، في إطار سياسته القائمة على المراوغة المستمرة، موضحًا:

  •   نقدم ضمانات من هذا النوع مقابل شرط واحد فقط، أن تكون هناك ضمانة دولية بأنه في حال التزم النظام بالمبادرة، يسمح بالعمل السلمي على الأرض؛ أي بخروج المظاهرات، خاصة في العاصمة دمشق.. وفي حال لم يلتزم النظام بالمبادرة، يكون هناك تحرك عسكري دولي فوري باتجاه سوريا.
  •   كل المعطيات على أرض الواقع تؤكد أن النظام غير مستعد للالتزام بالمبادرة لأنه ومنذ وقع عليها عزز وجوده العسكري، وزاد من عمليات القتل وكثف استخدام الطيران الحربي لقصف المدن السورية. فأثناء المبادرة العربية أعلنا وقفا لإطلاق النار، لكن النظام لم يلتزم.. وبالتالي، ما لم يلتزم به يوم 7/4، لا نتوقع أن يلتزم به اليوم.

ـ اعتبر عضو المجلس الوطني السوري "عمر إدلبي" أن:

  •   النظام السوري يراوغ لأنه لا يريد حلاً دبلوماسيًا.
  •   قرار الخارجية السورية بشأن طلبها من الجيش السوري الحر تقديم ضمانات خطية لسحب قواتها من الشوارع (مخز جدًا).
  •   الجيش الحر رفض إعطاء الضمانات الخطية لأن الطلب غير واقعي وتفوح منه رائحة المراوغة.
  •   النظام السوري وضع خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان في مهب الريح من خلال عدم التزامه بها.
ثالثًاـ تطورات الوضع الميداني:

* ميدانيًا، تصاعد العنف بالنسبة لكافة الأطراف، حيث قامت قوات النظام بعمليات عسكرية واسعة النطاق على مختلف المدن السورية، مما أدى إلى قيام "الجيش الحر بتنفيذ عملية عسكرية بمطار في ريف حلب، ردًا على اقتحامات قوات "الأسد" المدن، وهو ما يمكن توضيحه كالتالي:
1ـ شن النظام عمليات عسكرية في عدد من البلدات(3) :
* نفذت القوات السورية عمليات عسكرية، واشتبكت مع عناصر من "الجيش السوري الحر" في مناطق عدة، أسفرت عن مقتل 31 شخصًا منهم 12 مدنيًا و12 عسكريًا وسبعة عناصر من "الجيش الحر"، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، حيث:
ـ ريف حماة: اقتحمت القوات النظامية قرية "اللطامنة"، وسط إطلاق نار عشوائي، وشنت حملة دهم وأحرقت ثلاثة منازل، وحسب عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماة "أبو غازي الحموي"، فالقوات النظامية:

  •   اقتحمت أيضًا مدينة "مورك" وأحرقت عددًا من المنازل والسيارات والدراجات النارية وشنت حملة اعتقالات.
  •   اقتحمت بلدة "كفرنبودة" وأحرقت عددًا من المنازل، وقتل شخص أثناء اقتحام القوات النظامية بلدة "طيبة الإمام".

ـ ريف إدلب: (شمال غرب)، قتل فيه ثمانية أشخاص ومسلح بنيران القوات النظامية، كما اقتحمت القوات السورية الريف الشرقي لمدينة "جسر الشغور"، وسط دوي انفجارات وإطلاق رصاص كثيف مع تحليق مروحي في سماء المنطقة، وأوضح ناشطون معارضون:

  •   قوات سوريا قصفت سهل "الروج" جنوب غربي مدينة إدلب، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
  •   نحو 90 دبابة ومركبة مدرعة قصفت بدعم من طائرات الهليكوبتر عاصمة المحافظة .

ـ حمص:(وسط) التي سقط فيها قتيلان مدنيان، تعرضت الأحياء القديمة للمدينة لقصف متقطع طال لاسيما حيي "باب هود" و"الحميدية".
ـ ريف دمشق: قتل خمسة مقاتلين إثر اشتباكات في قرية "بيت جن" على سفوح جبل الشيخ، كما اقتحمت القوات النظامية حي "عبد الرؤوف" في مدينة دوما.
ـ ريف حلب: (شمال)، اندلعت اشتباكات في بلدات عدة أسفرت عن مقتل منشق واحد.
ـ دير الزور: (شرق)، أفادت لجان التنسيق المحلية أن القوات النظامية شنت حملة دهم واعتقالات في البوكمال والميادين. وأسفرت حملة الاعتقالات في عموم مناطق سوريا عن اعتقال 200 شخص، حسب المرصد .
ـ درعا: (جنوب)، اقتحمت قوات الأمن مدينة "كفرشمس"، فيما دارت اشتباكات قرب مدينة "جاسم"، حسب ما أفاد عضو تنسيقيات "حوران لؤي رشدان"، وأسفرت العملية عن مقتل شخص واحد، وفق المرصد.
2 ـ استهداف المعارضة مطار "منغ" ردًا على عمليات  النظام (4) :
* أعلنت مصادر قيادية في "الجيش السوري الحر" أن عناصره الموجودة في ريف حلب نفذت يوم (7/4) عملية عسكرية متطورة في مطار "منغ" العسكري الواقع في ريف حلب شمال البلاد، وذلك ردًا على اقتحام الجيش السوري مدنا سورية شمال مدينة حلب واقترافه جرائم بحق أهاليها.
ـ أوضحت المصادر القيادية في المجلس:

  •   تم خلال العملية استهداف عدد من الطائرات المروحية التي كانت موجودة على أرض المطار، كما تم قتل أكثر من 10 جنود.
  •   ترافقت العملية مع انشقاق عدد من العناصر.

ـ أكد ناطق باسم "الجيش السوري الحر" في حلب، أن عناصره قتلت 10 جنود وحطمت 3 مروحيات عسكرية في مطار عسكري بريف حلب، خلال هجوم على المطار، واستعملت فيه أسلحة ثقيلة قبل أن تنسحب ليل السبت.
ـ أوضح "أبو رواحة"الناطق الإعلامي باسم "كتائب أحرار الشمال" أن:

  •   نحو 400 عنصر قتلوا 10 جنود وفجروا 3 مروحيات عسكرية ومحطة وقود بالمطار، خلال هجوم شنته كتيبة "إبراهيم هنانو" التابعة للجيش الحر في منغ الواقعة على بعد 7 كيلومترات من الحدود التركية، فيما سقط 4 قتلى في صفوف الجيش الحر.

ـ أعلن قائد السرية الثالثة في قوات حرس الحدود الرائد "حسام منيف"، انشقاقه عن الجيش النظامي السوري، داعيًا زملاءه للانضمام إلى الثورة.

رابعًا ـ ارتفاع أعداد الفارين إلى (24564) (5)

ـ أعربت تركيا عن قلقها من تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيها؛ فقد فاق عددهم 24564 شخصًا، وهددت باتخاذ إجراءات لو لم يوقف نظام دمشق أعمال العنف مع حلول موعد انتهاء المهلة التي حددتها الأمم المتحدة، حيث:

  فر نحو 4000 سوري إلى تركيا (يوم 5/4)، جراء تكثيف الجيش السوري عملياته، وكأنه مسعى من النظام للانتهاء من الانتفاضة الجارية قبل انتهاء المهلة التي حددتها الأمم المتحدة لسحب قواتها وإنهاء العنف في 10 أبريل.

  وصل نحو 700 سوري (يوم 7/4)،  في الساعات الـ24 السابقة، بحيث بلغ عدد اللاجئين الإجمالي 24564 شخصا.

خامسًا ـ تتابعات المواقف وردود الفعل تجاه استمرار العنف

1ـ حث الأردن على دعم خطة "عنان" لحل الأزمة(6) :
* كرر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يوم  (8/4) دعوته إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا من أجل الحؤول دون إراقة المزيد من الدماء بعد مقتل آلاف الأشخاص في أعمال العنف المستمرة منذ أكثر من عام. وصرح الملك خلال استقباله وفدًا من الكونجرس الأمريكي بأن "الأردن يؤمن بضرورة إيجاد مخرج للازمة السورية في إطار الإجماع العربي، ويدعم مهمة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية "كوفي عنان" في هذا الصدد، بما يساعد على تجنيب الشعب السوري المزيد من العنف وإراقة الدماء".
2 ـ  اعتبار "حزب الله" ما يجري في سوريا يتصل بمعادلة الصراع مع إسرائيل (7) :
* أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله"الشيخ "نبيل قاووق" أن ما تتعرض له سوريا اليوم لم يعد يتصل بأي عنوان داخلي إصلاحي بل يتصل بمعادلة الصراع مع العدو الإسرائيلي، وأوضح:

  •   الأطراف التي تستهدف سوريا تريد إضعاف المقاومة وتحضير مشهد العدوان القادم عليها مبينا أن استمرار التحريض والتمويل وتسليح عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة يهدف إلى إضعاف سوريا وصولا إلى إضعاف المقاومة لأنها أثبتت أنها السد المنيع أمام المشاريع الأمريكية والإسرائيلية.
  •   المال العربي اليوم هو وقود الفتنة والنار المشتعلة في سوريا، في حين لم تقدم الدول التي تضخ تلك الأموال صاروخًا واحدًا للمقاومة الوطنية الفلسطينية، كما أبرز الازدواجية التي يتعاطى بها المتباكون على الشعب السوري والمطالبون بحماية المتظاهرين وتسليحهم، في حين يحرمون التظاهر في بلدانهم ويحركون الجيوش إلى البحرين لقمع مسيرات مدنية مسالمة متسائلا، متى تعلن السعودية والبحرين وقف القتل والقمع في "المنامة" و"القطيف".
  •   ما تريده الولايات المتحدة وإسرائيل وقوى "14 آذار" من خلال الأزمة في سوريا هو أضعاف المقاومة التي ليس جديدًا عليها كل التهديدات الإسرائيلية.

3ـ تأكيد إيران على أهمية الحل السلمي للأزمة(8) :
* حرصت إيران على تبيان مقاربتها للحل في سوريا عبر وقف العنف والقتل وعدم التدخل الأجنبي وضرورة الإصلاحات الداخلية مع الحفاظ على الحكومة الحالية، وأوضح مساعد وزير الخارجية الإيرانية في الشؤون العربية والإفريقية حسين "أمير عبد الله يان"، أن:
ـ رؤية بلاده بشأن حل الأزمة السورية مبنية على 3 محاور، هي وقف العنف والقتل في سورية، عدم التدخل السياسي والعسكري الأجنبي، ضرورة الإصلاحات الداخلية مع الحفاظ على الحكومة السورية.
ـ أسفه لأن الحكومات الأجنبية وبدلاً من منح الحكومة السورية الفرصة لتنفيذ الإصلاحات، فإنها مارست الضغوط عليها، متهماً إياها بأنها من خلال السعي لتسليح المعارضين السوريين تسعى إلى توتير الأجواء وتصويرها بأنها مأساوية، لكي يحولوا دون متابعة المطالب الشعبية الحقيقية عبر السبل القانونية السلمية.
4 ـ صدمة "عنان"  من تصاعد العنف ودعوته النظام إلى الالتزام بتعهداته(9):
* أوضح "عنان" في بيان صادر عن مكتبه في جنيف:

  •   "صدمت من التقارير الأخيرة عن ازدياد العنف في عدة مدن وقرى في سوريا، مما أسفر عن معدلات مفزعة من الخسائر في الأرواح واللاجئين والمشردين، وذلك في انتهاك للتأكيدات التي تلقيتها".
  •   "مع اقترابنا من مهلة العاشر من أبريل، يجب على الحكومة السورية التنفيذ الكامل لكل التزاماتها، والتصعيد الحالي للعنف غير مقبول".
  •   "هذا وقت العمل على التوصل لوقف كامل للأعمال العدائية وإتاحة المجال لوصول المساعدات الإنسانية، وتهيئة الظروف للعملية السياسية للتعامل مع الطموحات الشرعية ومخاوف الشعب السوري".
  •   "أنا على اتصال مستمر مع الحكومة السورية، وأطلب من كل الدول صاحبة النفوذ على الطرفين استغلال ذلك الآن لضمان وقف إراقة الدماء وبدء حوار".

5 ـ اعتبار فرنسا المطالب الجديدة للنظام السوري غير مقبولة(10) :
* نددت فرنسا بشدة باستمرار المجازر في سوريا واعتبرت المطالب الجديدة للنظام السوري غير مقبولة، بعد أن أعلن أنه لن يسحب قواته من المدن ما لم يحصل على ضمانات مكتوبة من المعارضة، وفي هذا الصدد صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية "فاليرو":

  •   "بعد أن أعلن نظام بشار الأسد موافقته على خطة (موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية) "عنان"، واقترح بنفسه مهلة العاشر من إبريل لسحب قواته وأسلحته الثقيلة من المدن، ها هو يتقدم بمطالب جديدة غير مقبولة".
  •   "فرنسا تندد بقوة بمواصلة المجازر التي يرتكبها النظام السوري والتي أوقعت عشرات القتلى بين المدنيين والعديد من الجرحى في الأيام الأخيرة، ونجدد دعمنا لـعنان".
  •   "فرنسا والأسرة الدولية عليهما عند حلول مهلة العاشر من ابريل استخلاص العبر من رفض النظام السوري التعاون. وفرنسا تذكر سوريا بهذا الالتزام بقوة".
سادسًاـ تتابعات السجال الخليجي بشأن "تسليح المعارضة" (11)

* فجرت عُمان قنبلة سياسية في وجه السعودية وقطر التي سطت على العمل العربي المشترك خلال العام الماضي، وأعلنت رفضها دعوات الدولتين إلى تسليح المعارضة في سوريا، مؤكدةً أن ما يجري فيها مختلف عن مصر وتونس، حيث تساند أغلبية السوريين الرئيس "بشار الأسد"، وتحدث الاضطرابات في مناطق حدودية، وفي هذا الإطار:
ـ أكد وكيل وزارة الخارجية العمانية للشؤون الدبلوماسية "أحمد بن يوسف الحارثي"، الذي ترأس الجانب العماني في اجتماع اللجنة الإستراتيجية المشتركة بين إيران وسلطنة عُمان، التي عقدت في طهران، تأكيده أن تسوية المشكلات في سوريا والبحرين ممكنة عبر الحوار والتفاوض وليس الضغوط العسكرية، وأضاف:

  •   "نحن نرى أن الأحداث في سوريا تختلف عما هي عليه في تونس ومصر، لأن أغلبية الشعب في سوريا تساند الحكومة، وأغلب الاضطرابات تحدث في مناطق حدودية في سوريا.
  •   نعارض تسليح المعارضة السورية، ونتمنى نجاح مهمة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا "كوفي عنان"، من أجل أن تنتهي الاشتباكات بين المعارضين والحكومة عبر اعتماد الحل السلمي.

ـ أعطت مسقط عدة مؤشرات على رفضها النهج السعودي القطري في التعامل مع الأزمة في سوريا، وتحدثت تقارير صحفية عن مواصلة الاتصالات بين سوريا والسلطنة وعلى أعلى المستويات.
ـ رفضت عمان أن تحتذي حذو دول الخليج في إغلاق سفارتها بدمشق وسحب سفيرها منها، ومارست إضافة إلى مصر والجزائر والسودان ولبنان والعراق دوراً مضاداً لاندفاع الرياض وقطر في مجلس وزراء الخارجية العرب.

سابعًاـ اتهام منظمات حقوقية النظام السوري بتعمد تعذيب القصر(12)

* مع تأكيدات دولية حول اختفاء آلاف المعارضين السوريين في سجون سرية، تشير التقارير الحقوقية إلى أن نظام "الأسد" لم يستثنِ الأطفال الصغار دون سن السادسة عشرة من الاعتقال أو التعذيب، بل إن بعض التقارير وشهادات الناشطين تؤكد أنه يستهدف الأطفال عمدًا بالتعذيب، نظرًا لسهولة إجبارهم على الاعتراف على أماكن وجود النشطاء أو عناصر المعارضة المسلحة، حيث:
ـ أوضحت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية في تقرير نشرت صحيفة "صنداي تايمز" تسريبات منه يوم (8/4):

  •   أن آلاف السوريين اختفوا في سجون سرية، حيث شمل التعذيب المتنوع الأصناف الأطفال إلى جانب الكبار خلال العام الماضي، مرجحًا أن يكون الكثير منهم قد قضوا نحبهم.
  •   مستوى التعذيب لا يمكن مقارنته بأي صراع، فثمة عدد غير متناسب من الأطفال الذين يجدون أنفسهم محاصرين في هذا النظام، حيث يعذبون جنبًا إلى جنب مع الكبار ويخضعون لتعذيب وحشي من قبل المحققين الذين يعتقدون أن الأطفال قد ينهارون بسرعة ويقدمون أسماء لهم.
  •   الأطفال احتجزوا في نفس الظروف وأماكن الاحتجاز المخصصة للكبار، وتعرضوا لضرب وحشي ولمختلف أشكال الإساءة التي تعرض لها الكبار.
  •   عشرات الآلاف من السوريين احتجزوا في السجون منذ بدء الاحتجاجات ضد النظام في مارس من العام الماضي، مشددة على أن 99.9% منهم واجهوا مختلف درجات التعذيب، ولم يستثنَ منهم الأطفال.

ـ وفقًا لناشطين معارضين، وأيضًا للأرقام الواردة من منظمات دولية محايدة، فإن النظام السوري كثف من هجماته الوحشية بعد إعلانه قبول بنود خطة المبعوث العربي الدولي "كوفي عنان"، إضافة إلى تأكيدات من عدد من النشطاء وشهود العيان في سوريا حول تزايد المداهمات والاعتقالات بحق المعارضين، واختفاء الكثيرين منهم في أماكن مجهولة.

ثامنًاـ رؤى الكتاب والمفكرين

1 ـ قراءة في مسارات الأزمة السورية خلال الفترة المقبلة(13) :
* في الوقت الذي من المفترض أن يوقف النظام السوري فيه العنف في العاشر من إبريل وفقا لمهلة "عنان" فإن هناك تصاعدًا كبيرًا في العمليات العسكرية، وهذا يلقي بالشك حول التزام دمشق هذه المهلة، حيث:
ـ يمثل يوم العاشر من إبريل الجاري تاريخًا مهمًا في مسار الأزمة السورية وآليات التعامل الدولي معها، فهو اليوم الذي من المفترض أن يتوقف فيه العنف من قبل القوات الحكومية السورية، على أن تقدم المعارضة على خطوة مماثلة في غضون ثمان وأربعين ساعة وذلك وفقًا للمهلة التي حددها المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا، كوفي عنان، ووافق عليها مجلس الأمن الدولي في البيان الذي أصدره لتنفيذ خطة "عنان" لتسوية الأزمة التي تتمحور حول وقف العنف وبدء حوار بين الحكم والمعارضة يهدف إلى تحقيق انتقال سياسي في البلاد، وهي الخطة التي حظيت بتأييد دولي واسع.
ـ على الرغم من أن سوريا قد أعلنت موافقتها على موعد العاشر من إبريل، وقالت إنها قد بدأت بالفعل في سحب آلياتها العسكرية من المدن فإن التصاعد الكبير في الأعمال العسكرية للقوات الحكومية السورية خلال الفترة القصيرة الماضية وصور الأقمار الصناعية الأمريكية التي تشكك في الحديث عن بداية سحب المعدات العسكرية من المدن، تلقي بظلال من الشك حول حقيقة نيات النظام السوري ومدى استعداده للالتزام الفعلي وقف العنف في الموعد المحدد، خاصة في ظل ثلاثة اعتبارات أساسية:

  •   (الأول) مطالبة سوريا "عنان"، بالحصول على التزام خطي مكتوب من المعارضة بأنها لن تعمل على السيطرة على المناطق التي ينسحب الجيش منها، وقد أشار السفير السوري في الأمم المتحدة إلى أن "عنان" ليس لديه هذا الالتزام أو هذه الضمانة، وهذا يمثل عقبة خطرة أمام تنفيذ وقف العنف في الموعد المحدد.
  •   (الثاني) أن الحكومة السورية تؤكد أن خطة "عنان" الخاصة بسحب القوات المسلحة من المناطق السكنية لا تنطبق على الشرطة في الوقت الذي تشير فيه التقارير إلى أن هذه الشرطة لعبت وتلعب دورًا كبيرًا وأساسيًا في نهج الواجهة العنيفة لحركة الاحتجاجات الشعبية.
  •   (الثالث)، أن روسيا على الرغم من موافقتها على خطة "عنان" وعلى مهلة العاشر من إبريل، فإنها تدعم موقف دمشق حول ضرورة وجود التزام مماثل من قبل المعارضة بوقف العنف في موعد محدد. وهذا الدعم الروسي لنظام "الأسد" يقوي موقفه في مواجهة الضغوط الدولية عليه، ومن ثم يصبح عدم التزامه وقف العنف في الموعد المحدد. لكن على الرغم من الدعم الروسي لـ"الأسد" فإن عدم التزامه وقف العنف يمكن أن يؤدي إلى تحول مهم في التعامل الدولي مع الأزمة يرتب ضغوطًا قوية على النظام السوري وعلى روسيا في الوقت نفسه، لأن تقديم "عنان" تقريرًا إلى مجلس الأمن متضمنا إدانة للنظام السوري يعني أن المجلس سوف ينتقل إلى البحث في إجراءات عقابية ضده. وفي هذه الحالة سوف تجد روسيا نفسها في موقف صعب، خاصة أنها أيدت الخطة ووافقت على المهلة الزمنية إضافة إلى بيان مجلس الأمن الدولي الأخير بشأنها.

2 ــ فصل جديد من مراوغات "الأسد" (14) :
* المتتبع لردود فعل ومواقف النظام السوري من كل المبادرات والخطط التي طرحت عليه للخروج من أزمته التي تحولت إلى مأساة يومية دامية يعيشها الأشقاء في سوريا؛ يلحظ أنه دأب على انتهاج سياسة المراوغة ضمن مسرحية مكشوفة؛ يراهن من خلالها على كسب الوقت لارتكاب مزيد من جرائمه بحق شعبه المنتفض على رموز حكمه وفساده، غير عابئ ولا مهتم بالتطورات السياسية والتحركات الثورية التي أفرزها ربيع الثورات العربية من حوله، وفي هذا الإطار:
ـ لم يشأ حاكم سوريا ومعه قادة "حزب البعث"، أن يتعلموا درسًا من مصير القادة في الدول العربية المجاورة، فلم يتم الاستفادة من مشهد فرار "بن علي" من عرش تونس تحت؛ أو يتعظوا من وقوف "مبارك" في مصر وابنيه وبقية رموز حكمه خلف القضبان، ولا حتى أزعجهم مشهد ذبح عقيد ليبيا بيد ثوار شعبه بعد خروجه؛ أو حتى استحضروا العبرة من إزاحة"علي صالح" من حكم اليمن بعد سلسلة مماطلات غير مسبوقة.
ـ كان المجتمع الدولي يتطلع إلى مضى النظام السوري بتنفيذ تعهده وفق مبادرة "كوفي عنان" مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية بوقف عملياته العسكرية وسحب الجيش من المدن فوجئ العالم بفصل جديد من مسرحية المراوغة التي يتقنها ويؤديها بجدارة حكام سوريا، وذلك عبر إعلان دمشق أن:

  •   الحديث عن سحب القوات السورية من المدن في 10 ابريل، تفسير خاطئ.
  •   الجيش لن ينسحب من المدن بدون ضمانات مكتوبة حول قبول من أطلقت عليهم "الجماعات الإرهابية المسلحة"، وقف العنف.

ـ مثل هذه المراوغات الصادرة من دمشق تعيد إلى الأذهان الألاعيب الإسرائيلية؛ بينما شلالات الدم السوري ما زالت تتدفق بفعل آلة النظام العسكرية، هذا الأمر يؤكد بالدليل القاطع أن حاكم سوريا لا نية لديه لوقف حمامات الدم؛ وتنفيذ تعهداته التي خدع بها المجتمع الدولي؛ وانه ماض في تأمين عرشه وتمديد عمر نظامه بأي ثمن؛ حتى لو كانت على حساب تشريد مئات الآلاف من الأبرياء؛ ونشر الخراب بكل مدن سوريا.
3 ـ  قراءة في موقف "حزب الله" المتراجع  من الأزمة (15) :
* أعلن الأمين العام لحزب الله، "حسن نصر الله"، أن حديث التدخل العسكري في سوريا هو احتمال انتهى، والأمريكيون أعجز من أن يحاولوا، وأن الحديث عن إرسال قوات عربية إلى سورية قد انتهي، فضلاً عن أن خيار تسليح المعارضة السورية انتهى على المستوى الدولي وفي القمة العربية، وبالتالي إسقاط النظام بالخيار العسكري (من الداخل) أيضًا انتهى، والمطلوب حل سياسي، بل إن "نصر الله" اعتبر رهانات البعض في لبنان وخارجه على سقوط النظام السوري خاسرة، إلى إعادة تقويم، لأن الوقائع تترك أثرًا في المقاربة السياسية للملفات، في ضوء هذا الموقف المتراجع يمكن توضيح أن:
ـ يفقد "حسن نصر الله" الكثير من مؤيديه الذين ضاقوا ذرعًا به وبتناقض سياساته خاصة في ظل تأييده للقتل الممنهج والفظيع الذي يمارسه نظام الأسد، ففي سوريا ترفع الشعارات ضده وضد حزبه، وتدعو إلى مواجهته مثلما يواجه نظام "الأسد" الذي يقتل الشعب.
ـ يقع السيد "حسن نصر الله" في فخ الأسئلة الراهنة التي تستدعي إجابات مباشرة بشأن الثورة السورية، إذ يحاول أن يحولها إلى إجابات بلا قيمة، وهو ما يضع مصداقيته على المحك.
ـ يستند الحزب في تبرير موقفه الداعم من النظام بتحليلات فاقدة للمصداقية، بيد أن الحقيقة على إصرار "نصر الله" على مساندة هذا النظام تنبع من:

  •   إدراكه سلفًا أن سقوط "الأسد" سيعري سياسات الحزب داخل لبنان وخططه خارجها، وسيضعف قوته ومواقفه وتأثيره، وسيرغمه على إعادة التموضع السياسي، ويجبره على التواضع في الحوار والمطالب أمام منافسيه.
  •   نظرته إلى للنظام الحليف لحزبه، ولإيران بأنه مستودع الشحنات الموجبة له في لبنان وسورية والمنطقة، وسقوطه سيجعله في مواجهه علنية قريبة مع السوريين، وسينهي أيضاً سنوات من التوافق بينه وبين الحركات الإسلامية في فلسطين، لأن أية ديمقراطية سورية مقبلة بعد سقوط نظام الأسد ستجلب حكومة لها خيارات وتطلعات مختلفة تختلف عن السياسات الراهنة لحزب البعث، وهو ما سيجبر الحزب على البحث عن مخارج وتحالفات جديدة تنقذه ولو مؤقتًا.
  •   إدراكه أن سقوط النظام سيجعل في وصول السلاح إلى الحزب مشقة ومغامرة، وستفقد حليفته إيران الكثير من تأثيرها في المنطقة، والذي كانت تشدنه عبر بوابة دمشق، وهو ما جعل طهران على مدار سنوات تنجح في استخدام دمشق كورقة ضغط إقليمية وممرًا سهلاً لوصول المال والسلاح إلى ميليشيات عسكرية حتى تمكنت من تمرير بعض مشاريعها للتوسع في المنطقة العربية.

ـ كان بإمكان "نصر الله" خطف الأنظار في الشارع العربي بالوقوف إلى جانب الثورة السورية ضد القتل والاستبداد والانتصار للحق، كما وقف في وجه الطغيان الإسرائيلي، أو على الأقل الانتظار أو السكون والتزام الصمت، إلا أنه فضّل الاتجاه إلى تصديق أكاذيب نظام "الأسد" وفخ الطائفية بالمنافحة عن نظام مجرم يبيد شعبه، وهو ما يتنافى مع ادعاءاته وخطاباته الداعية إلى المقاومة ضد الأنظمة المستبدة.
ـ "نصر الله" من أكبر الخاسرين من الربيع العربي، بل إن الثورات الشعبية العربية فضحت زيف بعض الأحزاب الطائفية، وكذب الشعارات التي ترفعها لمصالحها ومصالح إقليمية لا علاقة لها بطموحات الشعوب وتطلعاتها الصادقة للحرية والكرامة.
ـ بمواقف "نصر الله" المتراجعة من الثورة السورية، ووقوفه إلى جانب نظام يسفك دماء الأبرياء ويهدم المنازل على رؤوس أهلها، يكون قد فقد السيد وحزبه، الكثير من القوة والتأثير، ولن يسجل التاريخ سقوطًا مذلاً لنظام "بشار الأسد" وحده، بل سيرافقه في السقوط حزبه وأعوانه.
4 ـ  ازدواجية وتناقض معايير الدول الداعمة لـ "الأسد" (16) :
* الازدواجية والتناقض الذي تعيشه القوى والحركات والدول الداعمة لنظام "الأسد" في سوريا، لا يمكن قبولها أو الاعتداد بحيثياتها التي لا يمكن أن تصمد أمام أية مناقشة منطقية تعتمد الحقيقة والصراحة والابتعاد عن المراوغة والتضليل الذي يتغاضى عن الواقع المخيف الذي يعيشه الشعب السوري منذ بداية اندلاع الثورة الشعبية ضد النظام السوري القمعي، هذه الازدواجية ظهرت في:
ـ الصمت العربي والدولي استخدام النظام السلاح في مواجهة الشعب السوري، فرغم سلمية الثورة الشعبية وعدم وجود أي سلاح، ما عدا أسلحة خفيفة هرب بها رجال "الجيش السوري الحر" ملتحقين بثورة شعبهم، في حين يشن النظام حربًا ضد الشعب السوري مستخدمًا الرشاشات الثقيلة والدبابات، معتمدًا على الأسلحة والبترول والمال والرجال الذين يتدفقون عليه من أعداء الشعب السوري، وتحديدًا النظامين الروسي والإيراني، ونظام المالكي الإيراني في بغداد وحزب "حسن نصر الله" في لبنان.
ـ رؤية الدول الداعمة لحكم "الأسد" الرافضة لتسليح المعارضة، حيث إن التسليح عند العراق خاصة رئيس الوزراء "نوري المالكي" و "حزب الله" تحديدًا، هو عمل وطني ينسجم مع مبادئ العدالة والإنسانية، أما تسليح المعارضة فهو خاطئ. لذلك يرفضان تسليح المعارضة السورية، ويهاجمان الدول العربية التي تنادي بحماية الشعب السوري وتسليح معارضته للوقوف في وجه الأسد القاتل وعصاباته الإجرامية. وفي هذا الإطار يقدم "المالكي" الدعم للنظام السوري من خلال توفير المال والبترول والعديد من عناصره من اجل أن تتجسس على معارضي الشعب السوري داخل سوريا. وهكذا فهذه القوى الداعمة لنظام "الأسد "ترى أن تسليحه حلال ومسموح به، أما تسليح الشعب السوري ومعارضته فهو ممنوع وحرام، أليس هذا تناقض وازدواجية.
(1) الشرق الأوسط، القدس العربي، إيلاف، الحياة، 8ـ9/4/2012.
(2) الشرق الأوسط، وكالة الأنباء الفرنسية، الشرق القطرية، القدس العربي، 9/4/2012.
(3) إيلاف، وكالة الأنباء الفرنسية، الحياة، القدس العربي، 8ـ9/4/2012.
(4) الشرق الأوسط، 8/4/2012.
(5) وكالة الأنباء الفرنسية، الشرق القطرية،  8/4/2012.
(6) وكالة الأنباء السورية، إيلاف، 8/4/2012.
(7) الوطن السورية، إيلاف، 9/4/2012.
(8) الشرق الأوسط، أسوشيتد برس انترناشونال، 9/4/2012.
(9) الشرق الأوسط، 8/4/2012.
(10) وكالة الأنباء الفرنسية، 8/4/2012.
(11) الوطن السورية، إيلاف، 9/4/201.
(12) الشرق الأوسط، 9/4/2012.
(13) نشرة أخبار الساعة، العدد(4819)، 9/4/2012.
(15) رأي الشرق القطرية، 9/4/2012.
(16)جميل الذيابي، الحياة ، 9/4/2012.
(17)أحمد أبو مطر، إيلاف، 9/4/2012.