السبت 21 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 23 نوفمبر 2024 م
التقرير الإعلامي الخامس و السبعون 2 نيسان/ابريل 2012
الثلاثاء 11 جمادى الأول 1433 هـ الموافق 3 أبريل 2012 م
عدد الزيارات : 2527
التقرير الإعلامي الخامس و السبعون 2 نيسان/ابريل 2012
أولاًـ أبرز كلمات المشاركين في المؤتمر
ثانيًاـ نص البيان الختامي(10)
ثالثًاـ النتائج المستخلصة من المؤتمر (11)
رابعًاـ موقف نظام "الأسد" من البيان الختامي (12)
خامسًاـ رفض "المالكي" إسقاط النظام السوري وتسليح المعارضة (13)

تقرير إعلامي يومي يتضمن أهم الأخبار والتحليلات التي يتم جمعها من الصحافة العربية والأجنبية، ولا يعبر عن رأي الهيئة أو مواقفها تجاه الأحداث

 

"أصدقاء سوريا" ينزع شرعية "الأسد" ويعترف بـ"المجلس الوطني" ممثلاً للسوريين.. النتائج والتقييمات

* عشية إطلاع المبعوث الأممي ـ العربي "كوفي عنان" مجلس الأمن على آخر المستجدات في تطبيق خطته حول سوريا، اختتم مؤتمر "أصدقاء سوريا" الثاني في مركز المؤتمرات بإسطنبول يوم 1/4/2012، برئاسة وزير الخارجية التركي "أحمد داود أوغلو"، وبمشاركة 80 دولة من مختلف دول العالم.. أعماله مقدمًا خطوة إضافية إلى الأمام بانتزاعه شرعية الرئيس السوري "بشار الأسد"، واعترافه بالمجلس الوطني السوري ممثلاً شرعيًا للشعب السوري والمظلة الرئيسية للمنظمات المعارضة الموجودة فيه، مقترحًا تحديد مهمة "عنان" زمنيًا، داعيًا إلى تحرك دولي فوري وعملي لوقف القمع في سوريا، بهدف تصعيد الضغوط على النظام السوري من اجل وضع حد لأعمال العنف وإيجاد حل للازمة، فيما شن رئيس الحكومة العراقية "نوري المالكي" هجومًا لاذعًا على السعودية وقطر على خلفية دعمهما لتسليح المعارضة السورية، متهمًا إياهما بالعمل على التدخل بـ"شؤون كل الدول" العربية.

أولاًـ أبرز كلمات المشاركين في المؤتمر

* تعددت كلمات المشاركين في مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" الثاني في مركز المؤتمرات بإسطنبول، ومن أبرزها:
1ـ كلمة الأمين العام للجامعة العربية(1):
* دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية "نبيل العربي" لإصدار "قرار ملزم" عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع يقضي بوقف جميع أعمال العنف فورًا في شكل متزامن من الجميع (ويسمح الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة للمنظمة الدولية باستخدام القوة من أجل وضع القرارات الدولية موضع التنفيذ)، مؤكدًا أن عنصر الوقت له الآن أولوية كبرى، وأضاف:
ـ أطالب بثلاث نقاط للتعامل مع الأزمة السورية، وهي: دعم مهمة "عنان"، وإصدار قرار من مجلس الأمن تحت الفصل بهذا الهدف، بالإضافة إلى وقف فوري للعنف.
ـ لابد من الإسراع في العمل على إصدار قرار من مجلس الأمن حول سوريا، وبشكل أخص توفير الدعم لمبادرة الموفد الدولي ـ العربي "كوفي عنان" لحل الأزمة الطاحنة في سوريا.
ـ القمة العربية التي انعقدت في بغداد منذ أيام قد أكدت دعم مبادرة "عنان" ودعت الحكومة السورية والمعارضة إلى التعامل الإيجابي مع هذه المبادرة، كما أن البيان الرئاسي عن مجلس الأمن فعل الشيء نفسه، وقد أخذت القمة العربية علما بالرسائل المتبادلة بين الحكومة السورية و"عنان"، وقد أكدت القمة العربية البدء الفوري في تنفيذ المبادرة ووقف الدم وإطلاق النار.
ـ "يجب نشر المراقبين للإشراف على وقف أعمال العنف ووصول المساعدات إلى الشعب السوري، والمطلوب منا اليوم العمل دون أي إبطاء لإصدار قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع لوقف أعمال العنف بالتزامن من قبل كافة الأطراف في سوريا فورًا، للسماح بنشر المراقبين، إذ لا يجوز أن نجتمع في تونس واسطنبول وفرنسا، وأن نصدر البيانات الداعية لوقف العنف فيما يستمر النظام السوري بأعمال القتل، وتتصاعد الأوضاع بما ينذر بتدهور نحو الحرب الأهلية، وما يحمله ذلك من تداعيات على الشعب السوري وعلى أمن المنطقة.
ـ مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري بعيدًا عن أي تدخل خارجي، ويجب وضع سقف زمني لتنفيذ مبادرة "عنان" دون أي إبطاء بعد كل ما عاناه الشعب السوري، وقد حان الوقت للمجتمع الدولي للتصدي لهذه الأزمة فورًا.
2ـ كلمة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي (2):
* جدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي "أكمل الدين إحسان أوغلي"، دعم المنظمة لمبادرة "عنان" معربًا في الوقت نفسه عن أمله أن تسارع دمشق إلى تطبيق النقاط الست التي طرحها "عنان"، والتي حظيت بموافقتها، وأضاف:
ـ أعمال العنف في سوريا مستمرة بلا هوادة، في ظل آفاق قاتمة إزاء إيجاد حل سلمي، على الرغم من الجهود الهائلة التي بذلها المجتمع الدولي، من أجل وضع حد لسفك الدماء في هذا البلد، كما جدد استعداد المنظمة للإسهام في أي مبادرة يطلقها أصدقاء الشعب السوري في سبيل إنهاء الأزمة.
ـ موقف المنظمة المبدئي إزاء العمل من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، يكفل وقف سفك دماء الأبرياء، ويحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري، المتمثلة في الديمقراطية، والحكم الرشيد، واحترام حقوق الإنسان، وأكد حرص المنظمة على أمن وسيادة سوريا واستقرارها، داعيًا إلى إيجاد حوار إيجابي يشمل جميع الأطراف المعنية، بغية تجنيب البلاد والمنطقة عواقب لا تحمد عقباها.
ـ حل سياسي يكفل تحقيق جميع متطلبات الشعب السوري، ويضمن الحفاظ على السلام والأمن في المنطقة، لن يتأتى إلا من خلال طريقين متلازمين، عبر ممارسة الضغط الدبلوماسي من جهة، والحوار مع جميع الأطراف المعنية من جهة ثانية، بغية دفع القيادة السورية لاتخاذ قرارات جريئة تصب في مصلحة البلاد ومواطنيها، ونبه إلى خطورة الوضع الإنساني المتفاقم في سوريا، في ظل معاناة الآلاف من السوريين جراء الأزمة هناك، داعيًا المجتمع الدولي لأن يتكاتف ويكثف جهوده، من أجل توفير المساعدات اللازمة للاجئين والنازحين.
3ـ كلمة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي(3):
* دعا الدكتور "عبد اللطيف بن راشد الزياني" الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، المجتمع الدولي دولاً ومنظمات إلى اتخاذ إجراءات وتدابير حاسمة وعاجلة لوقف آلة القتل والأعمال غير الإنسانية التي يقوم بها النظام، والوقوف مع الشعب السوري ومساعدته للخروج من هذا الوضع المأساوي المتدهور، كما دعا المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها لتمثيل الشعب السوري بكل أطيافه وتوجهاته، مضيفًا:
ـ دول مجلس التعاون الخليجي تأمل أن تتجاوب الحكومة السورية مع المساعي العربية والدولية الرامية إلى وقف نزيف الدماء الزكية، وإنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق وآلامه.
ـ دول مجلس التعاون رحبت ودعمت، ولا تزال تدعم، مهمة "عنان"، ونائبه الدكتور "ناصر القدوة" بهدف إيجاد حل للأزمة السورية والانتقال السلمي إلى حياة ديمقراطية تحقق طموح وتطلعات الشعب السوري، وبما يحفظ أمن واستقرار ووحدة سوريا.
4ـ كلمة رئيس الوزراء التركي(4):
* أعلن رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" ـ الذي قطعت بلاده علاقاتها مع سوريا بسبب قمع النظام للحركة الاحتجاجية القائمة منذ منتصف مارس 2011 ـ أن الأسرة الدولية لن يكون أمامها من خيار سوى دعم حق السوريين في الدفاع المشروع عن أنفسهم إن لم يتحرك مجلس الأمن الدولي لوقف العنف الدموي في سوريا، مضيفًا:
ـ وجوب أن تتعاون المعارضة السوري مع بعضها بشكل متناسق، فأي عمل نقوم به سيكون مفيدًا للمعارضة السورية، لكن أي تدخل خارجي عسكري في سوريا ستستخدمه الحكومة السورية لمزيد من القتل والتدمير، وعلى مجلس الأمن القول بحزم للحكومة السورية: أوقفي القتل. وإذا فشل مجلس الأمن بذلك من جديد فنكون قد أفقدنا الشعب السوري الأمل".
ـ"النظام السوري يستخدم القوة المفرطة دون أي رحمة، ولذلك يجب على النظام الدولي أن يقول له (قف)، بدلا من أن يقف النظام الدولي عاجزًا، وإننا نرفض رفضا قاطعًا النظر إلى الحسابات والتوازنات الدولية في القضية السورية، فالنظام يستخدم الأسلحة الثقيلة ضد شعبه دون أي إنسانية، وللأسف الشديد لم ينجح النظام الدولي وفشل في الوقوف أمام ما يقوم به النظام السوري، فالنظام الدولي كان يفكر في أفريقيا من منطلق البترول ومن منطلق الماديات، ولذلك يترك النظام السوري يتصرف كما يريد، وهذا ما نرفضه هنا، وقد أتينا أنا وشعبي ودولتي من أجل أن نضع وجداننا، لكي ندفع كل المصالح وأن نفكر فقط بمصلحة الشعب السوري".
ـ "الوحدة التي يجب أن نحققها نحن في المجتمع الدولي يجب أن تخرج برسالة واضحة وحيدة للنظام السوري بأن من يظلم شعبه لا يمكن القبول به، المهمة الأساسية علينا أن نؤمن وجود تصرف مشترك تجاه دعم الشعب السوري والمجلس الوطني السوري الذي يمكنه تأسيس حكومة ودولة ديمقراطية في سوريا، وقد وقع هذا المجلس على الوثيقة الوطنية، التي هي الأساس الذي نعتمد عليه، وهي ترفض الفروق المذهبية والطائفية من خلال احتضان جميع الأقليات، وأن القانون والشفافية والمحاسبة ستسود الدولة الجديدة، والشعب السوري قبِل هذه الوثيقة، وظيفتنا هنا أن نرفع هذه المبادئ وأن نساعد على تأسيس سوريا الديمقراطية، وأن نساعد على تحول في السلطة في سوريا، وعلى جميع الجهات من مجلس الأمن والأمم المتحدة وضع ذلك بتصرف الشعب السوري".
ـ ليس من الممكن بالنسبة لنا أن ندعم أي خطة تساعد على بقاء نظام يقمع شعبه في السلطة، والسوريون الذين عانوا من تسلط الأسد الأب يعانون اليوم من تسلط الابن، وأعمال العنف في سوريا أوقعت حتى الآن بحسب أرقام الأمم المتحدة أكثر من تسعة آلاف قتيل، وأعتقد أن العدد أكبر بكثير من ذلك، بالإضافة إلى عشرين ألف لاجئ في تركيا فقط".
ـ "الشعب السوري ليس وحيدا، نحن في تركيا نقف إلى جانبه، وجميع المشاركين في هذا المؤتمر يشددون على وقف نزيف الدم فورًا، فالوعود التي قطعها النظام لم ينفذ شيء منها، وهو لم يلتزم بأي وعد، لذلك نطالب بالوقوف ضد النظام وتأمين الحماية للشعب السوري دون أي تأخير، والشعب السوري هو من يرسم خريطة طريقه للمستقبل دون تدخل من الآخرين، وسيعاقب من ظلمه دون أي تأخير".
ـ "الأسرة الدولية لن يكون أمامها من خيار سوى دعم حق السوريين في الدفاع المشروع عن أنفسهم إذا لم يتحرك مجلس الأمن لوقف العنف الدموي في سوريا".
5ـ كلمة رئيس الوزراء القطري(5):
* أبد رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية "حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني" الدعم لمقترحات "عنان"، لكنه شدد على ضرورة تحديد مدى زمني لها، مؤكدًا على مبادرة الجامعة العربية، وهي تستوعب بالكامل مقترحات أنان وما يتفرع عنها، مضيفًا:
ـ ضرورة التفكير بإرسال قوات عربية أممية مشتركة لحفظ السلام في سوريا، وإقامة مناطق آمنة لحماية المدنيين، وتوفير كل المساعدات للشعب السوري، والارتقاء بتصعيد الضغط الاقتصادي والسياسي على النظام السوري.
ـ نشيد اتفاق قوى المعارضة السياسية السورية على مشروع للمستقبل يتضمن المبادئ التي تبنى عليها سوريا الجديدة، وندعو المجلس إلى متابعة جهوده لتوحيد جميع أطياف الشعب السوري، ونأمل أن تتكلل أعماله في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
6ـ كلمة وزير الخارجية السعودي(6):
* أكد وزير الخارجية "سعود الفيصل"، أن السوريين يتطلعون إلى أن يكون "مؤتمر أصدقاء الشعب السوري"، نقطة تحول في التعاطي مع المشكلة السورية على أساس الجمع بين السعي للتخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب السوري، وتوفير الحد الأدنى من وسائل الدفاع المشروع لمن هم هدف لآلة التقتيل وأدوات القمع التي يمارسها النظام السوري. مشيداً بالموقف التركي تجاه الأزمة السورية، مضيفًا:
ـ "ليعذرني الإخوة ألا أبدأ كلمتي بالتعبير عن الغبطة والسرور لأن الوضع في سوريا لا يستحق منا إلا مواساة الشعب السوري ومساعدته للدفاع عن نفسه، نشارك في هذا الاجتماع المهم بشأن الوضع في سوريا، وذلك في أعقاب لقائنا السابق في تونس في شهر فبراير الماضي، والذي استعرضنا فيه سويًا كأصدقاء للشعب السوري ما يتعين علينا عمله لمساعدة هذا الشعب للخروج من محنته الراهنة، ولا بد لي أن أشيد في هذا الصدد بموقف تركيا المشرف والمعبر عن صداقة حقيقية للشعب السوري بكل طوائفه وجماعاته.
ـ "لقد مر علينا عام كامل ونحن نحضر الاجتماع تلو الاجتماع، ونراوح مكاننا، في حين تزداد وتتفاقم الجرائم ضد الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري. إن اجتماعاتنا المتتالية مع الأسف لم تخرج حتى الآن بنتائج عملية توفر للشعب السوري الحماية التي يحتاج إليها، فإذا كان استخدام الفيتو في مجلس الأمن أعطى النظام السوري رخصة لمواصلة حملة التقتيل والإبادة ضد شعبه، فإن مبادرة الجامعة العربية الموضحة لسبل الحل السلمي قوبلت بإصرار النظام السوري على انتهاج الحل الأمني القمعي غير عابئ بالكلفة الإنسانية والسياسية لهذا النهج".
ـ "إن الشعب السوري الذي ما زال يعاني أهوال التقتيل والإبادة والتهجير حتى هذه اللحظة التي أتحدث فيها إليكم، يتطلع أن يكون مؤتمر اسطنبول نقطة تحول في التعاطي مع المشكلة السورية على أساس الجمع بين السعي للتخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب السوري، وتوفير الحد الأدنى من وسائل الدفاع المشروع لمن هم هدف لآلة التقتيل وأدوات القمع التي يمارسها النظام ضد كل من يعترض سبيله، عندها فقط سيصبح الحل الأمني أكثر كلفة للنظام، وسيكون من الواقعي وقتها التحدث عن فرص القبول بصيغ الحوار وأسلوب الحل السياسي لهذه الأزمة، وستتوفر حينها فرص أفضل للمبعوث الدولي والعربي "كوفي عنان"، لكي يقوم بمهمته العسيرة وفقًا للمرجعيات التي تستند إليها هذه المهمة في إطاريها الأممي والإقليمي.
ـ "تعيين مبعوث دولي في شخص معروف عنه حكمته ودرايته لا يكفي ما لم نوفر لهذا المبعوث مرجعية قوية في شكل قرار من مجلس الأمن يعكس مسؤوليات هذا المجلس في حفظ السلم والأمن الدوليين، ويكون مستنداً إلى قرارات الجامعة العربية، عبر إلزام النظام السوري بالوقف السريع والشامل لكل أعمال العنف، وإيصال المساعدات الإنسانية، وضمان حرية الحراك السلمي، عندها فقط يمكننا التطلع بجدية إلى حلول توافقية تحقق وتنظم الانتقال السلمي للسلطة".
7ـ كلمة وزيرة الخارجية الأمريكية(7):
* دعت وزيرة خارجية الولايات المتحدة "هيلاري كلينتون" نظام الرئيس السوري لـ"وقف القتل في سوريا"، وحثت "عنان" على أن يضع جدولاً زمنيًا للخطوات المطلوبة في خطته، وأضافت:
ـ "العالم لن يتسامح مع مرتكبي الجرائم في سوريا، و"الأسد" يجب أن يتنحى، واليوم أطلعت المؤتمر على ما تقوم به الولايات المتحدة من دعم للمعارضة، ونحن سوف ندعم المعارضة لانطلاق عملية ديمقراطية تحافظ على وحدة سوريا، وهذا يعني مزيدًا من العقوبات على النظام وتدريب السوريين على توثيق الانتهاكات لمحاسبة مرتكبيها".
ـ "الرئيس السوري بشار "الأسد" خاطئ إذا اعتقد أنه قادر على هزيمة المعارضة السورية، وإذا واصل الأسد ما يفعله بعدم وقف العنف.. فلا يرجح على الإطلاق أن يوافق على تطبيق خطة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان التي سبق أن أعلن الموافقة عليها".
ـ "هناك مؤشر واضح إلى أنه يريد الانتظار ليرى إن كان سيتمكن من قمع المعارضة بالكامل. أعتقد أنه يخطئ في اعتقاد ذلك".
ـ "سمعنا من المجلس الوطني السوري عن جهودهم لتوحيد المعارضة حول رؤية واحدة، أي سوريا تعددية ديمقراطية توفر الحقوق لجميع السوريين، وتعكس قيم المجتمع السوري، وتكون خارطة طريق لحماية المؤسسات والدولة، والمعارضة سوف تتمكن من إنهاء الدعم المتبقي للأسد وإنهاء النظام، والمجتمع الدولي اليوم أكد دعمه للسوريين".
ـ "عنان وضع خطة، والأسد حتى الآن رفض القيام بتعهداته، وهذه لحظة الحقيقة، وواشنطن ملتزمة بهذا الجهد".
8ـ كلمة وزير الخارجية البريطاني(8):
* حذر وزير الخارجية البريطاني "ويليام هيج" الرئيس السوري من أن أيامه في الحكم باتت مسألة وقت في ظل رغبة الشعب السوري في التغيير والحرية، موضحًا:
ـ النظام السوري لم يبدأ بعد تطبيق خطة السلام التي اقترحها "عنان"، وهي لن تبقى مفتوحة إلى الأبد كي يستغلها النظام السوري في مساعيه لكسب الوقت.
ـ مصلحة النظام السوري والرئيس "الأسد" بالذات التحضير لمرحلة سياسية انتقالية مقبلة ستفرضها المتغيرات على أرض الواقع.
9ـ كلمة وزير الخارجية الفرنسي(9):
* شدد وزير الخارجية الفرنسي "آلان جوبيه" على ضرورة تحديد مهلة في الزمن للنظام السوري لتطبيق خطة الموفد الدولي "كوفي عنان"، مضيفًا:
ـ هناك خطر مراوحة الآن، ونرى جيدًا أن خطة النظام هي كسب الوقت، لذلك لا بد، إذا اتفقنا كلنا على الأمر، أن نحدد مهلة في الزمن لتطبيق الخطة.
ـ "عنان" سيكون في نيويورك لتقديم تقريره حول مهمته في شأن سورية اليوم إلى مجلس الأمن، ويتوقع منه أن يحدد رؤيته لسير المهمة.
ـ هذه المهمة لا يجب أن تطول إلى ما لا نهاية، يجب أن يكون لها أجل قريب، وإذا لم تؤد إلى نتيجة إيجابية لا بد من العودة إلى مجلس الأمن لبحث كل الخيارات المطروحة.
ـ "بشار الأسد" يحاول كسب الوقت ولا يطبق التعهدات التي التزم بها، فالمجازر تتواصل ولدينا شهادات من شخصيات سورية عدة فرت من البلاد في هذا الشأن.
• تنص خطة أنان على سحب القوات العسكرية من المدن والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والصحافيين إلى سورية وبدء التحاور حول مرحلة انتقالية، وأعلنت السلطات السورية موافقتها على الخطة لكن تتمادى في العمليات الإجرامية.
10ـ كلمة رئيس المجلس الوطني السوري:
* طالب رئيس المجلس "برهان غليون" في الجلسة الافتتاحية المجتمع الدولي بـ "تحمل مسؤولياته" وبـ"موقف عملي جاد"، مضيفًا:
ـ نريد دعم الجيش السوري الحر لتأمين حماية المدنيين، ونريد الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً شرعيًا وحيدًا للشعب السوري، والتزامًا دوليًا بإعادة إعمار سورية بعد سقوط النظام المحتم.
ـ المجلس سوف يتكفل بتخصيص رواتب ثابتة لجميع الضباط والجنود والمقاومين الفاعلين في الجيش السوري الحر.
ـ المعارضة السياسية السورية تخطت تشرذمها من خلال البرنامج الذي اتفقت عليه خلال هذا الأسبوع لبناء سورية الجديدة.
ـ نجاهر أمامكم بأن شعبنا لن يتعب ومستمر في كفاحه مقدمًا نموذجًا أسطوريًا في الصمود في ثورات الربيع العربي.
ـ برنامج المجلس يشمل الإقرار بـ"الهوية القومية لأكراد سورية واعتبار القضية الكردية من صلب القضية السورية الأساسية" بعد انسحاب عدد من أعضاء المجلس الوطني الأكراد من اجتماع للمعارضة السورية في إسطنبول، احتجاجًا على عدم إقرار مسألة القومية الكردية في ميثاق المجلس.

ثانيًاـ نص البيان الختامي(10)

* بعد مناقشات ساخنة اتفق المشاركون في مؤتمر "أصدقاء سورية" على دعم جهود المبعوث الاممي ـ العربي للأزمة "كوفي عنان"، وطالبوا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، كما دعوا السلطات السورية إلى وقف العنف بحق المتظاهرين، وفيما يلي نص البيان الختامي:
ـ ترحب مجموعة دول أصدقاء سورية بزيادة الاهتمام بالمشاركة التي وصلت إلى 83 دولة ومن ضمنها الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي، وتؤكد الدول تصميمها على دعم القضية العادلة للشعب السوري. وأن مستقبل سوريا يجب أن يقرره الشعب السوري. وأنها ستقف بحزم مع هذا الشعب حتى تحقيق أهدافه العادلة.
ـ مجموعة أصدقاء سوريا تلتزم بقوة باحترام سيادة واستقلال سورية ووحدة أراضيها.
ـ المجلس الوطني السوري قدم تقريرًا حول الوضع على الأرض وبحسب التقرير فإن الوضع خطير. النظام السوري ينتهك حقوق الإنسان بشكل واسع ومنهجي، ويواصل انتهاكه الحريات الأساسية.. الآلاف من السوريين من ضمنهم نساء وأطفال قتلوا، وعشرات الآلاف اعتقلوا من دون حق، والكثير منهم اجبروا على ترك ديارهم وأصبحوا نازحين، ودمرت بلدات وقرى.
وخذل النظام شعبه في كل المجالات. ووصلت بعض هذه الجرائم إلى حد جرائم ضد الإنسانية كما قالت لجنة تحقيق الأمم المتحدة. وواصل النظام تحدي المجتمع الدولي والتلاعب على الجهود الدولية لحل الأزمة.
ـ النظام السوري يجب ان يتوقف حالاً عن هذه الممارسات وأن يوقف كل الهجمات على المدنيين وان يخضع كلياً للقانون الدولي.
ـ يدعم أصدقاء سورية المبادرة العربية من أجل انتقال سلمي للسلطة. وبناء سورية ديمقراطية تعددية مستقلة حرة تحترم فيها حقوق المواطنين جميعًا.
ـ الأصدقاء يؤكدون على أهمية احترام النظام السوري لخطة "عنان". ولكن مجموعة أصدقاء سورية تؤكد أسفها العميق لاستمرار النظام السوري في القمع رغم إعلانه قبول الخطة... النظام السوري لم يتوقف عن القتل منذ قبوله الخطة، وهذا دليل على عدم جدية النظام.
ـ سيتم الحكم على مدى التزام النظام بالمبادرة من خلال الأعمال لا الأقوال. والفرصة التي أمام النظام لتنفيذ التزاماته وفق خطة انان ليست بلا نهاية.
ـ مجموعة أصدقاء الشعب السوري تطلب من كوفي انان تحديد جدول زمني للخطوات الممكنة بما في ذلك العودة إلى مجلس الأمن إذا استمر القتل.
ـ المجموعة ستواصل جهودها من خلال العمل على تحضير إجراءات إضافية مناسبة لحماية الشعب السوري.
ـ المجموعة تعبر عن بالغ ترحيبها بوثيقة العهد الوطني لسورية الجديدة الذي صدر عن اجتماع المعارضة السورية الأخير في اسطنبول.
ـ تعبر المجموعة عن كامل دعمها للرؤية المشتركة للمعارضة السورية لسورية الجديدة الديمقراطية الحرة التي يتساوى مواطنوها في الحقوق والواجبات. كما ترحب بالبرنامج الانتقالي والسياسي والاقتصادي الذي أقرته المعارضة. سورية ستكون دولة ديمقراطية ودولة قانون ومساواة.
ـ كما ترحب المجموعة بالبيان النهائي لمؤتمر المعارضة السورية وإعلان أطرافه العمل معاً.
ـ تدعو المجموعة المواطنين السوريين لعدم المشاركة في الفظائع التي يرتكبها النظام، وتدعو من يعملون في القوات المسلحة وقوات الأمن وموظفي الحكومة لعدم إطاعة الأوامر المخالفة للقانون التي تستهدف المواطنين السوريين.
ـ المجموعة تبدي إعجابها الشديد بالمتظاهرين الذين يواصلون التظاهر السلمي على رغم من القمع والطغيان.
ـ المجموعة تعبر عن دعمها للإجراءات الشرعية التي يقوم بها المواطنون السوريون لحماية أنفسهم.
ـ المجموعة تدعو كل دول العالم لحرمان النظام من الحصول على وسائل قمع الشعب السوري وبخاصة التزود بالسلاح. وتدعو لمواصلة سحب السفراء وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية.
ـ الأدلة على ارتكاب النظام السوري جرائم بحق الإنسانية يجب أن تجمع بانتظام لتسهيل مهمة ملاحقة مرتكبيها، وتدعو لتوسيع مهمة لجنة التحقيق.
ـ المجموعة تدعم الانتقال السلمي للسلطة وتلتزم بشكل عاجل بزيادة المساعدات للسكان.
ـ مجموعة أصدقاء سورية قررت تشكيل مجموعة عمل لتفعيل العقوبات. وتستضيف فرنسا أول اجتماع للمجموعة خلال الشهر الجاري.
ـ الوضع في سورية له تأثير سلبي على الاقتصاد في المنطقة والمجموعة مستعدة لتخفيف الأعباء عن دول الجوار.
ـ أصدقاء سوريا يتعهدون بدعم الاقتصاد السوري وتشكيل مجموعة عمل لهذا الشأن ترأسها ألمانيا والإمارات العربية المتحدة.
ـ المجموعة تعبر عن قلقها الشديد تجاه الوضع الإنساني المتفاقم في سورية. وتدعو كل الأطراف للسماح لمنظمات الإغاثة الإنسانية لإيصال الإغاثة والخدمات خاصة إسعاف الجرحى وتدعو لوقف العنف لمدة ساعتين في اليوم بما يمسى هدنة إنسانية لتوصيل المساعدات.
ـ تبدي المجموعة قلقها الشديد على اللاجئين والنازحين وتتعهد بمساعدة الدول التي تستضيفهم بالتشاور مع هذه الدول.

ثالثًاـ النتائج المستخلصة من المؤتمر (11)

* التئم مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" الأول في تونس يوم 24/2/2012، وانتهى بعدة نتائج، بينما التئم الثاني في تركيا يوم 1/4/2012، وفيما يلي أبرز نتائج المؤتمرين:
1ـ نتائج مؤتمر "أصدقاء سوريا ـ 2":
* اتفقت الدول المشاركة على ما يلي:
أـ الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كـ"ممثل شرعي للشعب السوري"، منتزعين بذلك شرعية نظام الرئيس السوري "بشار الأسد" كممثل شرعي وحيد للبلاد.
ب ـ تشكيل لجنة من 11 دولة، بينها تركيا وليس من بينها الولايات المتحدة، للبحث في "تسليح الجيش السوري الحر" بأسلحة نوعية، وتشكيل لجان أخرى لرصد جرائم دمشق.
ج ـ وبالإضافة إلى الدعم السياسي للمجلس السوري الوطني قدمت عدد من الدول المشاركة في المؤتمر دعما ماليا. إذ تم الإعلان عن إنشاء صندوق يمول رواتب رسمية لعناصر الجيش السوري الحر، كما أعلنت الولايات المتحدة عن 12.2 مليون دولار من المساعدات الإضافية لسوريا، ليصل إجمالي المساعدات إلى 25 مليون دولار من الولايات المتحدة لسوريا.
ومن بين المساعدات سيخصص 8.5 مليون دولار للمفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك المساعدات للدول الأربع المضيفة للاجئين السوريين وهي العراق والأردن ولبنان وتركيا. ورصدت دول مثل الأردن وليبيا عدد اللاجئين السوريين في حدودها، وقد وصلت أعدادهم في الأردن إلى 90 ألفا وفي ليبيا إلى 40 ألفا.
د ـ مؤتمر أصدقاء سورية الثالث سيعقد في فرنسا من دون تحديد موعد.
2ـ نتائج مؤتمر "أصدقاء سوريا ـ  1":
* توافق أصدقاء الشعب السوري خلال مؤتمرهم في تونس على إن المخرج للثورة السورية ينحصر في الحوار/ التفاوض مع النظام المستبد الذي يقتل شعبه بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة ويقصفهم بالصواريخ والدبابات، ويمنع الإنقاذ للجرحى والمصابين، ويحاصر الشعب المدني والنساء والأطفال ويعرضهم لكل أنواع العنف الشرس والدموي، حيث جاءت القرارات سلمية وسياسية وتضامنية وتطالب بوقف القتل والسماح بالمساعدات الإنسانية. ولقد ركزت استراتيجية أصدقاء دمشق من خلال كلمات ومداخلات الوفود الدولية على الأمور التالية:
أـ إطلاق عملية سياسية شاملة تقودها سوريا في جو خال من العنف والترهيب والتخويف والتشدد بهدف التعامل مع التطلعات المشروعة للشعب السوري وسجلت ما قامت به الحكومة السورية من خطوات سياسية أحادية الجانب تحت مسمى إصلاحات لا تؤدى إلى حل الأزمة.
ب ـ دعم المؤتمر المبادرة الجامعة العربية بشأن سوريا لتسهيل عملية انتقال سياسي يقود إلى نظام ديمقراطي متعدد، بما في ذلك البدء في حوار سياسي جاد بين الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة وذلك من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية وتخلى الرئيس السوري عن كافة سلطاته لصالح نائبه الأول حتى يتم التعاون الكامل مع حكومة الوحدة الوطنية لتمكينها من تأدية مهامها خلال المرحلة الانتقالية وإجراء انتخابات شفافة وحرة تحت رقابة عربية.
ج ـ تشكيل قوه عربيه لحفظ الأمن وتشكيل ممرات آمنه لإيصال المساعدات للشعب السوري، واتخاذ إجراءات رادعة بحق من ارتكب جرائم بحق الشعب السوري.
د ـ تنسيق جهود منظمات الإغاثة الإنسانية بما فيها التمويل تحت إشراف منسق الإغاثة الطارئة للأمم المتحدة التي أعلنت التزامها الثابت بالمساهمة الكبيرة في عملية إعادة بناء سوريا خلال المرحلة الانتقالية ودعم الإنعاش الاقتصادي في البلاد مستقبلا وقررت من اجل ذلك تشكيل فريق عمل لإعادة إنعاش الاقتصاد والتنمية.
هـ ـ الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا للشعب السوري ولكن ليس الممثل الوحيد، أي إنها ركزت على احترام الجهات المعارضة الأخرى ودعت إلى توحيدها.

رابعًاـ موقف نظام "الأسد" من البيان الختامي (12)

* رأت دمشق أن "العنوان الأبرز" لمؤتمر "أصدقاء سوريا" أنه "التفاف على التوافق الدولي" الذي جرى التعبير عنه في مهمة "عنان"، وأوضحت وكالة الأنباء السورية الرسمية:
ـ بمشاركة وزراء خارجية دول الاستعمار القديم الجديد وأدواتهم، استضافت حكومة "أردوغان" حلقة جديدة من حلقات العدوان والتآمر على الشعب السوري التي اتفق أعداء سوريا على تسميتها "مؤتمر أصدقاء سوريا"، كان عنوانه الأبرز الالتفاف على التوافق الدولي ومهمة "عنان" التي تشكل أرضية مقبولة لحل الأزمة في سورية.
ـ ثبت ما وصفته به عشرات الأقلام التركية، بأنه لا يتمتع بصفات رجل الدولة هذه الحقيقة مفتتحًا جوقة الافتراء على سورية عندما لجأ إلى خطاب غرائزي تحريضي استند فيه إلى تقارير إعلامية تبثها وسائل إعلامية محددة معروفة بعدائها لسورية، متجاهلاً كل ما تقوم به المعارضة السورية ومجموعاتها الإرهابية المسلحة من أعمال قتل واختطاف وتعذيب اعترفت بها الأمم المتحدة ومنظمات دولية.
ـ رئيس الوزراء التركي نصب نفسه ناطقًا باسم الشعب السوري يحدد له ما يمكن قبوله وما يجب رفضه، عندما قال إن حكومته لا يمكن أن تقبل أي خطة ترمي إلى إبقاء النظام السوري الحالي ملغيًا بذلك إرادة غالبية الشعب السوري التي عبرت أكثر من مرة عن دعمها لقيادتها وتمسكها بها وهو ما ظهر جلياً في الاستفتاء الشعبي على الدستور الجديد الذي يشكل العنوان الرئيسي للإصلاح في سورية كما أن هذا الإعلان السياسي يشكل استهدافًا مباشرًا لخطة "عنان" التي تدعمها جميع الأطراف الدولية الفاعلة على المستوى الدولي.
ـ وزير خارجية قطر "حمد بن جاسم" كان وفيًا لخلفيته الأصولية المتشددة، إذ انه حرص على تبني أطروحات تنظيم "الإخوان المسلمين" التي أعلنت الأسبوع الفائت في اسطنبول معتبرًا أن هذه الطروحات تشكل مبادئ أساسية ستبنى عليها الدولة السورية، من دون أن ينسى الوفاء للكيان الصهيوني من خلال زعمه أن حل الأزمة السورية يرتكز على خطة الجامعة العربية المعلنة في 22 يناير الماضي والتي أكدت مصادر موثوقة أنه قام بصياغتها خلال اجتماع تآمري عقده في مستوطنة نتانيا الإسرائيلية بالاشتراك مع ضباط من الموساد الإسرائيلي والاستخبارات الأمريكية.
ـ الأمين العام لجامعة الدول العربية "نبيل العربي" كان أشد انفصالاً عن الواقع من جميع سابقيه، عندما نسي مهمته الأساسية كأمين عام للجامعة العربية وبادر إلى الدعوة إلى استهداف سورية عبر قرارات تبيح التدخل العسكري في شؤونها بالاستناد إلى البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، متناسيًا أن سورية كرست منذ تأسيس الجامعة العربية جميع مقدراتها السياسية والاقتصادية والعسكرية للدفاع عن القضايا العربية وتحرير الأراضي العربية المحتلة.
ـ "العربي" بدلاً من أن يدعو إلى فرض قرارات صارمة بحق إسرائيل في ذكرى يوم الأرض انطلاقًا من المسؤولية الأخلاقية والسياسية التي تحدث عنها، استحضر كل ما لديه من بلاغات لغوية لوصف محنة الشعب السوري ومعاناته من دون أن يطلب الشعب السوري ذلك متجاهلاً دعوات الفلسطينيين للجامعة العربية لإنقاذهم من ظلم وإرهاب الدولة الذي يمارسها الكيان الصهيوني بحقهم.
ـ "برهان غليون" أقر بوجود سيولة مالية نفطية لدى مجلسه الذي يقتصر في عضويته على عشرات الأصوليين، فأعلن عن استعداده لتقديم رشى مالية لكل من يحمل السلاح في وجه الدولة السورية وينفذ الأعمال الإرهابية بحق الشعب السوري بعد أن فشل سابقًا في التأثير على الشعب السوري وخداعه بشعارات الديمقراطية التي فضحها أعضاء المجلس التآمري في العديد من المناسبات، عندما أكدوا أن رئيس المجلس وبعض الأعضاء يتخذون جميع القرارات والمواقف بطريقة ديكتاتورية تعبر عن عقدة السلطة المزروعة في عقولهم.
ـ "غليون" تعامى عن ممارسات الأمن التركي بحق مئات السوريين الذين احتشدوا أمام مقر انعقاد المؤتمر التآمري. وبدلاً من الاستماع إلى أصواتهم المطالبة بحماية سورية ورفض التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية واصل تنفيذ الأوامر المعطاة إليه من أسياده في الغرب ومشيخات النفط داعيًا إلى إيصال السلاح إلى المجموعات الإرهابية المسلحة لتواصل أعمال القتل والإرهاب والمجازر في سورية.

خامسًاـ رفض "المالكي" إسقاط النظام السوري وتسليح المعارضة (13)

* رأى رئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي" أن النظام السوري لن يسقط، معتبرًا ان محاولة إسقاط هذا النظام بالقوة ستؤدي إلى أزمة تراكمية في المنطقة، وأضاف:
ـ "لغة استخدام القوة لإسقاط النظام السوري سوف لن تسقطه، قلناها سابقًا وقالوا شهرين فقلنا سنتين، ومرت سنة الآن والنظام لم يسقط ولن يسقط ولماذا يسقط".
ـ "المشكلة ان النظام يتشدد ويقاوم، والمعارضة تتشدد وتقاوم، والسلاح موجود... ووظيفتنا نحن العرب هي إخماد نار الأزمة لأن تطورها... سينعكس علينا وعلى لبنان والأردن وفلسطين والمنطقة وحتى الدول التي تتعامل مع هذه المسألة بلغة القوة".
ـ "نرفض أي تسليح وعملية إسقاط النظام بالقوة، لأنها ستخلّف أزمة تراكمية في المنطقة، والخطر في سورية ليس طبيعيًا وليس كأي بلد آخر حصلت فيه ثورات بل يحتاج إلى حلول من أنواع أخرى".
ـ "عجيب أمر هاتين الدولتين ان تدعوا إلى التسليح (في إشارة إلى قطر والسعودية) بدل ان تعملا على إطفاء النار"، وستسمعان صوتنا بأننا ضد التسليح وضد التدخل الخارجي، وأن الدول التي تتدخل بشؤون دول أخرى ستتدخل بشؤون كل الدول".
ـ "الأزمة السورية من الموضوعات الحيوية التي تؤثر في استراتيجة العمل العربي المشترك، وكان واضحًا ان البيان الختامي للقمة العربية يعارض عملية تسليح طرفي الصراع لأنه كصب الزيت على النار، ويعارض تدخلات بعض الدول في الشأن السوري".
• كان "المالكي" الذي تتشارك بلاده بحدود بطول نحو 600 كلم مع سورية حذر أمام الزعماء العرب الذين شاركوا في قمة بغداد من ان تسليح طرفي الأزمة السورية سيؤدي إلى حروب إقليمية ودولية بالإنابة في سورية. وأن هذا الخيار سيجهز الأرضية المناسبة للتدخل العسكري الأجنبي في سورية، ما يؤدي إلى انتهاك سيادة دولة عربية شقيقة.

سادسًاـ رؤى الكتاب والمفكرين
1ـ تحديات  تنفيذ خطة "عنان" (14):
* يسعى الموفد الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية "كوفي عنان"، إلى سرعة تنفيذ الخطة ذات الست نقاط التي اقترحها لحل الأزمة السورية المتفاقمة منذ ما يقرب من عام، فقد حث الحكومة السورية مؤخرا على سرعة تنفيذ بنود هذه الخطة. وبرغم موافقة الحكومة السورية مؤخرا على الخطة، وترحيب المعارضة بها، باعتبارها تشكل مخرجا للجميع، خاصة أنها ذهبت في اتجاه التفاهم مع حلفاء النظام السوري(روسيا والصين)، فإن ثمة تحديات عديدة تواجه تنفيذ هذه الخطة على أرض الواقع وهي:
ـ التفسير الذي تطرحه الحكومة السورية لهذه الخطة من شأنه أن يعقد الأمور بدلا من حلها، خاصة في ظل:

  •   وجود بندى سحب القوات الحكومية والأسلحة ووقف القتال، فالحكومة تربط ذلك بما تسميها عودة الأمن والاستقرار أولاً إلى المدن، وهذا أمر ينطوي على قدر كبير من الغموض، خاصة أن الحكومة ما زالت ترى أن الأوضاع غير مناسبة الآن لسحب قوات الجيش، بل أعلنت أنها ستحتفظ بحقها في استخدام قواتها لمواجهة أي مظاهر للإخلال بالأمن، معنى هذا أن الحكومة السورية تتيح لنفسها الحق في تحديد الإطار الزمني لسحب القوات من المدن، وهذا أمر يتناقض بصورة واضحة مع خطة "عنان"، التي تطالب الجيش السوري بأن يتحرك أولاً، ويظهر حسن نيته بسحب الدبابات والقوات من المدن.
  •   الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية "جهاد المقدسي" أوضح في مؤخرا أن "كوفي عنان" أقر بحق الحكومة السورية في الرد على العنف المسلح، ما يعني أن الحكومة تحاول أن تضفي شرعية على استخدام القوة في مواجهة حركة التظاهرات والاحتجاجات، الأمر الذي قد يعقد الأمور بدلا من أن يحلها.

ـ موقف المعارضة السورية الغامض من خطة "عنان"، إذ في الوقت الذي رحبت فيه بهذه الخطة، فإنها:

  •   قدمت تفسيرا مغايراً للحكومة، إزاء البند الخاص بسحب القوات، ووقف القتال، إذ تربط وقفها القتال بانسحاب الدبابات والمدفعية والأسلحة الثقيلة الأخرى التابعة للقوات النظامية من مناطق تمركز المعارضة علاوة على ذلك.
  •   دعت المعارضة السورية في الخارج مؤخرا إلى وضع خطة مجلس الجامعة العربية الداعية إلى تفويض "الأسد" صلاحياته إلى نائبه لبدء عملية انتقالية موضع التنفيذ، وإدراجها بشكل واضح ضمن خطة "عنان"، التي تفتقر إلى تحديد واضح لطبيعة العملية السياسية المستقبلية في سوريا.

ـ غياب إطار زمني محدد لتنفيذ خطة "عنان"، ناهيك عن عدم الاتفاق على آليات واضحة لتنفيذ بنودها، الأمر الذي يجعل تطبيقها عملية صعبة تخضع للـتأويلات المختلفة وهذا يفسر مطالبة الدول العربية والولايات المتحدة مؤخرا لـ "عنان" بتحديد جدول زمني للرئيس السوري بشار الأسد والخطوات التي يتعين القيام بها لتنفيذ الخطة.
2 ـ  مؤتمر "أصدقاء سوريا" .. نقطة الانطلاق لرحيل "الأسد" (15) :
* بدأت لحظات العمل الدولي الجاد في الانطلاق، مع انعقاد مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري (1/4) في إسطنبول. كاتجاه لإنهاء مرحلة سيئة من سوريا، وهو نظام حكم "بشار الأسد". فهذا المؤتمر مثل انطلاقة للرد على جرائم الأسد وقواته، كما مثل رسالة واضحة، وهي أن رحيل "الأسد" حتمي، والمؤشرات الدالة علي ذلك يمكن بلورتها كالأتي:
ـ أسقط مؤتمر إسطنبول، الممثل بثمانين دولة، الشرعية كاملة عن نظام "الأسد" حين اعترف بالمجلس الوطني ممثلا وحيدا عن الشعب السوري، وبادر المجلس فورا للتعهد بتقديم رواتب مالية للجيش الحر، مما يعني ضمنيا أن الدعم المالي قد تحقق.
ـ طالب المؤتمر بتحديد فترة زمنية لمهمة السيد "عنان"، أي أنها لن تكون مفتوحة بلا إطار زمني محدد، وهذه بحد ذاتها ضربة حقيقية للنظام الأسدي الذي أوضح سابقاً إنه لا قيمة لمهمة "عنان"، وبأن النظام قد حقق النصر ميدانيا.
ـ توافرت معلومات تشير إلى أنه اليوم (2/4) سيتم تفعيل فكرة مجموعة العمل الخاصة بمتابعة الشأن السوري، وهي المجموعة التي كانت مقررة في مؤتمر أصدقاء سوريا بتونس، مما يعني أنه ستكون هناك غرفة عمليات خاصة. وهذا يعني أن التحركات المقبلة ستكون محددة وواضحة، بل فعالة جدا، ويفترض أن تصب في خدمة الثوار. فضلا عن ذلك سيكون هناك تحرك فوري من قبل تلك المجموعة المحددة للتواصل مع كل من الصين وروسيا، وهذا أمر مهم، كما سيتم تشكيل ما يشبه الصندوق لدعم السوريين، وكل يدعم بما يراه مناسبا، مما يعني أن الباب قد فتح للدعم المؤثر للثوار.
ـ أكدت الولايات المتحدة الأمريكية في المؤتمر دعمها الثوار بالاتصالات، وليس الأسلحة. وهذه الاتصالات مهمة بأهمية الأسلحة، بل هي عنصر قاتل ضد النظام الأسدي الذي يستعين بأجهزة إيرانية تحد من اتصالات الثوار، وتحركاتهم.
3 ـ قراءة في مؤشرات الموقف العراقي المتخاذل من الأزمة(16) :
* جاء الموقف العراقي من الأزمة السورية متخاذلاً، بل أن تصريحات رئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي" في الشأن السوري توحي بالإحباط. فالموقف العراقي لا يعدو إلا أن يكون مباركه لأحداث القتل اليومي الذي يقوم به النظام السوري ضد الشعب الأعزل المنتفض ضده، والمطالب بالحرية والديمقراطية. وفيما يلي مؤشرات تؤكد هذا الموقف المتخاذل، كالأتي:
ـ تصريحات "المالكي" (1/4) التي يهاجم فيها كلا من قطر والسعودية، لكونهما دعتا إلى تسليح المعارضة السورية، المتمثلة بـ "الجيش الحر"، في الوقت الذي يواصل فيه النظام السوري حرب الإبادة ضد الأبرياء من الشعب السوري، وينتهك كافة الأعراف والقوانين الدولية، ويستخدم كل أنواع الأسلحة ضد شعبه، بما فيها الطائرات والمدافع وراجمات الصواريخ. فضلا عن تأكيده في هذه التصريحات علي أن النظام السوري لم يسقط ولن يسقط، وتساؤلاته عن أسباب سقوط النظام. "المالكي" بذلك الموقف يعد شريك في الجرائم التي ترتكب في سوريا، فهو الذي يوفر للنظام السوري الغطاء لقتل المزيد من الأبرياء في سوريا.
ـ توافرت تقارير تفيد قيام حكومة "المالكي" بتزويد نظام "الأسد" بالأفراد والأموال لقمع المتظاهرين في المدن المنتفضة، فضلا عن السماح بمرور الأسلحة من دول أخرى إلى سوريا، حتى أصبح العراق ممرا آمنا لنقل الأسلحة إلى النظام السوري ليمعن في القتل اليومي، وهو المؤشر الذي  يؤكد تضامنه الكامل ودعمه اللا محدود لنظام الأسد في سوريا. ويبدو من الطبيعي دعم "المالكي" لنظام "الأسد" الديكتاتوري، فحكومة "المالكي" تعد صورة أخرى للنظام السوري، فهي فرضت بالقوة على الشعب العراقي في عام 2010، وقامت بـالاتي:

  •   مارست سياسات إقصائية دفعت بالشعب السوري إلى سلم الفقر، في حين بني "المالكي" له ولأسرته وأبنائه إمبراطوريات من الثراء الفاحش. وهو الثراء الناتج من تخصيص الميزانية العراقية لخدمه حكومة "المالكي" وأعوانه ليظل الشعب يعاني ويعيش تحت حالة الفقر. فمجموع ميزانية العراق منذ أن تولى "المالكي" الرئاسة وصلت إلى( 470.4) مليار دولار، والسؤال هو أين ذهبت هذه الأموال؟
  •   جعلت العراق يعيش واقع مؤسف سواء علي المستوي الأمني أو الاقتصادي أو المعيشي أو الاجتماعي، في ظل ارتفاع حجم البطالة بين الشعب العراقي التي تجاوزت 15%، وغياب الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية، وهجرة العقول، وحالة الإقصاء التي تمارس ضد فئة من الشعب لحساب فئة أخرى.

4 ـ  الثورة السورية بين التراجع والانتصار (17) :
* برغم مرور عام علي الثورة في سوريا إلا أن الأزمة لم تراوح مكانها بل تزداد تعقداً يوماً تلو الأخر. ويرجع ذلك إلي تواجد معطيات هيأت لتراجع الثورة، ومكنت النظام من كسب مزيداً من الوقت لاستمرار أليه القتل المتعمد للمناديين بإسقاطه والمعارضين لحكمه، وهذه المعطيات هي:
ـ المعركة غير المتكافئة للأطراف المتعاركة في سوريا، فهناك أكثر من نصف مليون عسكري وأمني مسلحين تابعيين للقوات النظامية يمارسون يومياً القتل والتدمير ضد بضع مئات من الشعب السوري. أي أن صورة الثورة السورية بعد سنة من المواجهات الدامية أصبحت سوريا تتكون من فريق مسلح، هو النظام، وفريق ثائر أعزل، هو الشعب السوري.
ـ استعانة النظام السوري بالمحور الإيراني وذراعه "حزب الله" اللبناني في المنطقة وحصوله علي الدعم المالي والعسكري، إضافة إلي ذلك الدعم الموجه من قبل حلفاء المصالح وهم روسيا والصين. وهنا أدي تدخل هذه الأطراف في سوريا إلي تحول الثورة السورية لساحة للصراعات الإقليمية والدولية بين كافة الأطراف وهو الصراع الذي يعززه المصالح الاستراتيجية وحسابات توازنات القوي.
ـ استبعاد الحلول العسكرية في سوريا في ظل الموقف الأمريكي الرافض لهذا الخيار والداعي إلي الحلول الدبلوماسية التي أثبتت فشلها. وهو موقف متراجع يسعي بالأساس لإرضاء إسرائيل ويصب في النهاية في مصلحة النظام وليس الشعب السوري.
5 ـ المقاربة الدبلوماسية مع الطرف الروسي.. تنهي الأزمة(18) :
* تلعب روسيا دورًا رئيسيًا في الأزمة السورية، نظرًا لما لها من علاقات ثنائية قوية مع دمشق، وتمتعها بحق الفيتو في مجلس الأمن. وقد لعبت موسكو، حتى الآن، ورغم كل تأكيداتها الخطابية، دور الحامي لـ "بشار الأسد"، والموازن لكفة ميزان الجهود الرامية إلى زيادة الضغط على دمشق في مجلس الأمن، وفي هذا الإطار يمكن توضيح الملاحظات الآتية:
ـ كلما استمر الفاعلون الرئيسيون في المنطقة (أي تركيا، والجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي) في التباعد عن الأسد، كلما ارتفعت مخاطرة روسيا بوصفها الحامي لـ "الأسد". هذا فضلا عن أنه كلما تضاءلت فرص النظام السوري في البقاء، كلما زادت مخاطرة روسيا بالانعزال داخل سوريا نفسها، نظرا لما تفقده، بشكل متزايد، من مصداقية في أعين المعارضة السورية.
ـ أن اللجوء إلي أسلوب التقارب الدبلوماسي مع الطرف الروسي هو خير وسيلة لمحاولة إنهاء الأزمة، خاصة في ظل:

  •   إظهار روسيا بعض المرونة في التعامل مع الملف السوري في الفترة الأخيرة، وهو ما بدا جلياً من خلال موافقتها ـ أي روسيا ـ على البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن، الذي يدعو "الأسد" إلى تطبيق خطة "كوفى عنان" للسلام، محذرا من تبنى المزيد من التدابير في حال رفضه لها.
  •   بدأت القيادة الروسية في إدراك حجم الأضرار لمصالحها على المدى الطويل جراء موقفها الحالي من سوريا. لذلك بدأت تسعى لتنسيق أقوى مع الدول العربية، أحرزت فيه بعضًا من نجاح، تشي به خطة النقاط الخمس لروسيا والجامعة العربية لحل الأزمة السورية، التي أعلنت في 10/3/2012. فضلا عن دعوة وزارة خارجيتها أعضاء من المعارضة السورية إلى روسيا، وبدء انتقاد "الأسد" بشكل أكثر وضوحًا وحزماً.
  •   إدراكها بأن موازنتها الحالية، في سياستها تجاه سوريا، تزداد صعوبة كل يوم؛ إذ عليها أن تضمن بقاء أهم شريك سياسي لها في المنطقة، دون أن تغرق في مستنقع العزلة الذاتية المتزايدة للنظام السوري، ودون أن يتسبب ذلك في المزيد من الإضرار بمصالحها في المنطقة على المدى البعيد.

ـ حتى إن كانت تلك الخطوات لا تدل على تغير جذري في سياسة روسيا تجاه سوريا، بل مجرد خطوة تكتيكية للحد من الأضرار، فهي تفتح نافذة أمام الدول الغربية والعربية لإشراك روسيا في التوصل إلى حل توافقي للأزمة السورية. وهو ما يدعمه أيضًا انتهاء حملة الانتخابات الرئاسية الروسية، التي صاحبها خطاب قوى مناهض لروسيا وللقوى العظمى، وصورة مغايرة، أقوى، للمعارضة السورية في أعين الدول الغربية (بما في ذلك انتهاكات حقوق الإنسان والتأثيرات الإسلامية). كل ذلك أفضى إلى ما نشهده اليوم من فرصة للتوافق في رؤى الجانبين حول الأزمة السورية، وهناك عامل حاسم في هذا الصدد، يتمثل في مدى شعور روسيا بأن مصالحها يتم احترامها في المساعي التي تبذلها الدول الغربية والعربية في التوصل إلى حل مشترك.
6 ـ  مقترح "الجمهورية الثانية" كحل وحيد للأزمة السورية المتفاقمة(19) :
* مع تفاقم الأوضاع وزيادة أحداث القتل واستمرار العنف داخل سوريا، وفشل جميع الجهود لوقف هذا العنف، يظهر مقترح "الجمهورية الثانية" كحل وحيد للازمة السورية. وفيما يلي رؤية توضيحية لهذا المفهوم وضرورات تطبيقه علي الحالة السورية، كالآتي:
أ ـ بداية ظهور المفهوم:
ـ مصطلح "الجمهورية الثانية" ظهر في تركيا في بداية التسعينيات في عهد الرئيس الراحل "تورغوت أوزال" والذي دفع حياته ثمنًا في سبيل هذا الطرح على يد الدولة السرية التابعة للعسكر.
ـ حيث انتقلت تركيا إلى الجمهورية الثانية وذلك بعد الفشل الواسع للجمهورية الأولى التي أسسها الزعيم التركي "كمال أتاتورك" عام 1923، بسبب دكتاتورية العسكر وعصابات الدولة السرية التي أوصلت تركيا الحالية إلى الطريق المسدود والمأزوم بسياساتها العنصرية والعرقية وسياسة التتريك ضد الأكراد واضطهاد المتدينين من المسلمين السنة والعلويين، واحتقار المسيحيين.
ـ هذه التسمية، إي "الجمهورية الثانية" هي على غرار تسميات الجمهوريات الفرنسية.
ب ـ ضرورات تطبيقه علي الحالة السورية:
ـ الواقع الموجود على الأرض بعد مضي سنة على بداية الانتفاضة السورية يحتم تطبيق هذا المفهوم، في ظل المعطيات الآتية:

  •   النظام لن يستطيع القضاء على الثورة، والثورة أيضا لن تستطيع إسقاط النظام دون تدخل عسكري خارجي بقيادة أمريكية أوروبية.
  •   التدخل العسكري الخارجي أمر مستحيل ، فبعد وصول الرئيس الأميركي "باراك اوباما" إلى كرسي الرئاسة وعد شعبه بالانسحاب العسكري من العالم، وقد انسحب في الواقع من العراق وهو يخطط للانسحاب من أفغانستان أيضا. بل أن الانسحاب من أفغانستان هو احد وعود حملته الانتخابية ويراهن عليه للبقاء في سدة الرئاسة.
  •   المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري، مما قد يحولها إلي حرب أهلية طائفية على الطريقة اليوغسلافية، بالمزيد من الاقتتال والمجازر وتفتيت البلد، وقد تستغرق هذه الحرب سنين طوال بل أنها مرشحة لحرب طائفية إقليمية تشمل لبنان والعراق وإيران والأردن بل حتى الخليج والسعودية.

ـ "الجمهورية الأولى" إي سوريا الحالية انتهت ويجب التحضير لتأسيس الدولة السورية الجديدة أي "الجمهورية الثانية" بالوفاق والإجماع من قبل كل المكونات السورية التي عليها إيجاد سبل للتعايش داخل الدولة السورية مع الحفاظ على الحدود الحالية. وتلك المكونات هي العرب والأكراد و العلويين والسريان و الدروز، بالإضافة إلى مكونات اصغر والتي سيكون لها الحق في التأثير على سير الوفاق وقراراته.
ج ـ توصيات مقترحة في حالة الفشل في تطبيق المفهوم:
ـ في حال الفشل سوف تتفتت سوريا إلى دويلات صغيرة وعلى رأسها الدولة العلوية الساحلية. وهنا في هذا الوضع، فمن الأفضل أن تنفصل المكونات سلميا على الطريقة التشيكوسلوفاكية المعروفة وكذلك على الطريقة السويدية النرويجية. فالسويد والنرويج كانتا دولة واحدة وتم الانفصال في بدايات القرن الماضي بكل هدوء بالحوار وبالاتفاق علما أن الشعبين ينتميان إلى عرق واحد ولهم لغة واحدة ودين ومذهب وتاريخ واحد.
(1) أسوشييتد برس انترناشيونال، القدس العربي، الشرق الأوسط، الخليج الإماراتية، رويترز، وكالة الأنباء الفرنسية، راديو سو، 2/4/2012.
(2) رويترز، أسوشييتد برس انترناشونال، 2/4/2012.
(3) أخبار الخليج، الخليج الإماراتية، 2/4/2012.
(4) وكالة أنباء شرق الأناضول، رويترز، إيلاف، الشرق الأوسط، 2/4/2012.
(5) وكالة الأنباء القطرية، الشرق القطرية، 2/4/2012.
(6) الشرق الأوسط، وكالة الأنباء السعودية، الوطن السعودية، 2/4/2012.
(7) رويترز، واشنطن يوست، وكالة الأنباء الفرنسية، راديو سوا، 2/4/2012.
(8) هيئة الإذاعة البريطانية، 2/4/2012.
(9) وكالة الأنباء الفرنسية، 2/4/2012.
(10) الشرق الأوسط، الحياة، وكالة الأنباء الفرنسية، 2/4/2012.
(11) إعداد وحدة الدراسات الأمنية بمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، 2/4/2012.
(12) وكالة الأنباء السورية الرسمية، الحياة، 2/4/2012.
(13) رويترز، الحياة، الخليج الإماراتية، 2/4/2012.
(14) نشرة أخبار الساعة، العدد(4814)، 2/4/2012.
(15) طارق الحميد، الشرق الأوسط، 2/4/2012.
(16) جابر الحرمي، الشرق القطرية، 2/4/2012.
(17) خالد هنداوي، الشرق القطرية،2/4/2012.
(18) مارجريت كلاين، الشروق، 2/4/2012.
(19) بنكي حاجو، إيلاف، 1/4/2012.