تقرير إعلامي يومي يتضمن أهم الأخبار والتحليلات التي يتم جمعها من الصحافة العربية والأجنبية، ولا يعبر عن رأي الهيئة أو مواقفها تجاه الأحداث
سوريا بين استمرار تدهور الأوضاع الميدانية وتواصل الجهود الدبلوماسية لحلحلة الأزمة
* صعدت القوات السورية من هجماتها على مختلف المدن، حيث قتل 37 شخصا يوم(30/1)، وحوالي 43 قتيلاً يوم (31/3) جراء استخدام العنف في مناطق عدة من أنحاء سوريا، كما وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين، في الوقت الذي حث فيه مبعوث السلام "كوفي عنان" الرئيس "بشار الأسد" على أن يأمر قواته بأن تبدأ بوقف إطلاق النار والانسحاب، وتزامن ذلك مع توقعات بعض الدول بفشل مهمة "عنان" نتيجة لاستمرار العنف الميداني. هذا فيما تواصلت الجهود الدولية لحلحلة الأزمة، حيث انعقدت القمة العربية الـ 23 في بغداد وأكدت على إدانة الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري ورفض التدخل العسكري، إضافة إلى هذه الجهود توجد مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" الذي سينعقد في اسطنبول (1/4) لمزيد ممن الضغوط على "الأسد".
* يستمر تدهور الأوضاع الميدانية في سوريا على كافة الأطراف، فالنظام السوري برغم قبوله خطة "كوفي عنان" المبعوث العربي الأممي للسلام، إلا أن أعمال القتل والقصف ومحاصرة المتظاهرين المعارضين لحكمه مازالت مستمرة، فضلاً عن قيام المعارضة السورية بشن هجوم على مقر الاستخبارات الجوية التابعة للنظام، تفاصيل الوضع الميداني المتدهور:
1ـ هجوم الثوار على مقر الاستخبارات الجوية للنظام:
* هاجم ثوار سوريون في الساعات الأولى من صباح يوم (30/3) قاعدة تابعة للقوات الجوية قرب دمشق كانت تحت سيطرة القوات النظامية.
ـ أكد الناشط السوري"هيثم عبد الله" على الآتي:
2 ـ مظاهرات حاشدة في جمعة "خذلنا العرب والمسلمون":
* كان مناهضون للنظام السوري قد دعوا إلى التظاهر الجمعة الموافق (30/3) تحت شعار "خذلنا المسلمون والعرب" في مختلف أنحاء المدن السورية، وذلك غداة القمة العربية في بغداد التي دعت إلى حوار بين السلطات السورية والمعارضة وإلى تطبيق فوري لخطة الموفد الدولي "كوفي عنان"حول سوريا.
ـ في دمشق:
ـ في حلب:
3 ـ اشتباكات في ريف دمشق:
* واصل النظام السوري قمعه للمحتجين الذين خرجوا في كامل أنحاء البلاد مطالبين بسقوطه،حيث:
ـ شهدت "بلدة جوبر" المتصلة بحي العباسيين، في دمشق اشتباكات بين قوات الأمن والجيش النظامي و"الجيش الحر".
ـ شهدت مدينتي "حرستا" و"عربين" في ريف دمشق، اشتباكات أيضًا بين القوات النظامية السورية ومجموعات مسلحة منشقة، وذلك بعد استهداف مركز أمني بقذيفتي (آر بي جي).
4 ـ قصف في حمص ومداهمات وتدمير منازل بادلب:
* أكد ناشطون من المعارضة على إن قناصة حكوميين قتلوا شخصين في حمص ومدينة إدلب بشمال البلاد وإن اثنين آخرين قتلا بالرصاص داخل سيارة، حيث:
ـ في "حمص":
ـ في "إدلب":
* أدى تدهور الأوضاع الميدانية جراء العنف المتبادل في سوريا إلي مزيدا من التداعيات السلبية ، والتي تتجلي أثارها في الأتي:
1 ـ الكشف عن حاجة مليون سوري إلى مساعدات إنسانية:
* أظهر مسح مشترك أجرته "الأمم المتحدة" ومنظمة "التعاون الإسلامي"، أن نحو مليون سوري بحاجة لمساعدات إنسانية بسبب استمرار أعمال العنف والاشتباكات، وفي هذا الإطار:
ـ تشكلت بعثة مشتركة ضمت عناصر متخصصة من عدة وكالات أممية منها مكتب "الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية"، ومنظمة التعاون الإسلامي، وقامت بزيارة "حلب" و"الرقة" و"درعا" و"دير الزور" و"حماة" و"حمص" و"إدلب" و"اللاذقية" و"ريف دمشق" و"طرطوس" لتقييم الظروف الإنسانية في تلك المحافظات.
ـ وأوضحت"الأمم المتحدة" أن البعثة ضمت فريق أطلع الحكومة السورية ـ التي صرحت بإجراء الإحصاء ـ على النتائج التي توصل إليها.وأضافت أن بعض المناطق تعذر دخولها بسبب لاضطرابات الأمنية أو ضيق الوقت.
ـ خلص الفريق بتقرير يفيد بأن نحو مليون سوري تنقصهم احتياجات أساسية، بسبب الإصابات التي تعرضوا لها خلال الاشتباكات التي تشهدها البلاد، أو بسبب فقدان ذويهم ونقص الخدمات الأساسية.
ـ دعا التقرير لحماية المدنين وتوفير الغذاء والمساعدات الطبية والمنتجات غير الغذائية مثل الأسرة وضرورات الحياة المنزلية. وأكد التقرير على أن قافلة أممية انطلقت من دمشق حاملة أغذية وأغطية وأدوات نظافة شخصية لألفي أسرة نازحة، بلغت محافظة "طرطوس".
2ـ أنباء عن تقديم السعودية دعمًا ماليًا للمعارضة لشراء السلاح :
* تحدثت تقارير عن دعم مالي سعودي للمعارضة كي تشتري السلاح لمواجهة القمع الدموي الذي يتبناه النظام السوري، وهو ما نفاه "سعود الفيصل"حيث:
ـ نفى أن تكون السعودية تقوم بتوفير السلاح عبر الأردن للمقاومة السورية.
ـ طالب المجتمع الدولي بتسليح المعارضة قائلا " يجب على الأقل أن تسمح لمن يقتلون الدفاع عن أنفسهم' مضيفا أن هذا قد يدفع الحكومة لتغيير عقليتها عندما ترى هذا.
ـ اقترح بإنشاء مناطق آمنة على الجانب السوري من الحدود مع تركيا حيث سيتم من خلالها نقل المواد الإنسانية للمتضررين من الحرب وتوفير مناطق آمنة للمقاتلين للتدرب واستقبال الفارين من الجيش. ومع أن السعوديين لا يختلفون مع التقييمات المتشككة من طبيعة المقاتلين وقدراتهم إلا أنهم يرون أن إقامة أماكن آمنة سيساعدهم على توحيد فصائلهم.
3 ـ تقديم الحكومة البريطانية مساعدة للناشطين:
ـ أوضح وزير الخارجية البريطاني "ويليام هيغ"، أن:
ـ وأضاف المسئولون أنهم لم يغيروا موقفهم من تسليح المتمردين وليس لهم اتصال بالجيش السوري الحر.
4 ـ فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على ثلاث شخصيات بارزة:
* أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن إضافة ثلاثة أسماء من القيادات العسكرية السورية إلى قائمة العقوبات الأميركية. وفي هذا الإطار:
ـ وقال مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزنة إن الأسماء تضم:
5 ـ اتهام المفوضية العليا لحقوق الإنسان "الأسد" بارتكاب جرائم ضد الإنسانية:
* حذرت "نافي بيلاي" المفوضة العليا لحقوق الإنسان، الرئيس السوري "بشار الأسد"من وجود الكثير من الأدلة حول القمع الدموي الذي يمارسه نظامه ضد المعارضة منذ أكثر من عام والتي أوقعت ما يقرب من تسعة آلاف قتيل خلال عام، مما يسمح ببدء ملاحقات ضده في جرائم ضد الإنسانية، وأكدت على:
6ـ أنباء عن وجود معسكرات لتدريب الشباب "الكردي" السوري بإقليم كردستان:
* نقلت مصادر إعلامية متعددة تقارير عن وجود معسكرات لتدريب الشباب "الكردي" السوري بإقليم كردستان وإعدادهم للدفاع عن المناطق الكردية بسوريا في حال انزلاق البلد إلى حرب أهلية، أو زج القوات الأمنية السورية بالمنطقة. وبرغم أن هناك مسئول رفيع المستوى بحكومة الإقليم قد نفي الخبر، إلا مصدر قيادي كردي سوري أكده، وفي هذا الصدد:
ـ توافرت أنباء وتقارير تفيد بـ:
ـ نفي المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حرس الإقليم الأمين العام لوزارة البيشمركة بحكومة الإقليم، اللواء "جبار ياور"،وأكد:
ـ على الرغم من النفي الحكومي لهذه التقارير، لكن الناطق الرسمي باسم مجلس شعب غرب كردستان"شيرزاد اليزيدي"و "حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي"، أكد على الأتي:
* دعا"عنان" في خطته النظام السوري وكافة الأطراف في سوريا إلى وقف القتال تحت إشراف الأمم المتحدة وسحب القوات الحكومية والأسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات وهدنة إنسانية لمدة ساعتين يومياً لإفساح المجال لوصول العاملين الإنسانيين إلى المناطق المتضررة من أعمال العنف والإفراج عن المعتقلين على خلفية الأحداث. وبالرغم من قبول دمشق العمل بهذه الخطة إلي أن العنف في سوريا مازال مستمرًا، الأمر الذي أسفر عنه تجدد المطالبة بالتنفيذ الفوري للخطة من قبل المبعوث العربي الأممي "عنان"، فضلا عن أن استمرار العنف قد أثار ردود أفعال واسعة النطاق على الصعيد الداخلي والدولي والعربي، وهو ما يمكن توضيحه كالأتي:
1 ـ مطالبة "عنان" بالتنفيذ الفوري للخطة:
ـ دعا موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا"كوفي عنان"(يوم 30/3) الرئيس السوري بشار الأسد إلى تطبيق خطته فورًا.
ـ قال "أحمد فوزي" الناطق باسم "عنان" :
2 ـ ردود الفعل الدولية:
أ ـ استبعاد "أردوغان" تنفيذ دمشق لخطة المبعوث الأممي:
* قال رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" إنه لا يتوقع أن تطبق سوريا خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية "كوفي عنان" في ظل استمرار العنف بالبلاد.
ب ـ توقع "ماكين" فشل مهمة "عنان":
* أعرب السيناتور الجمهوري الأمريكي "جون ماكين" عن اعتقاده بأن مهمة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا ستمنى بالفشل بسبب موقف الرئيس السوري بشار الأسد المتعسف في استخدام العنف، قائلاً:
ـ "لن تنجح مهمة كوفي عنان، لأن بشار الأسد لن يتوقف عن قتل شعبه إلى أن يقتل أعدادا كافية لوقف المقاومة، ولن تنجح لأن بشار الأسد يلقب من يقاوم نظامه بالإرهابيين، ويرى أنه يتعين القضاء عليهم".
ـ "لم تتوقف روسيا عن نقل الأسلحة إلى سوريا التي تستخدمها في عمليات قتل السوريين، ولم يغادر الإيرانيون البلاد أو يتوقفوا عن مد السوريين بالمعدات والأسلحة لقتل الشعب، فكل الحقائق على الأرض تشير إلى عكس ذلك"
ـ "يجب تسليح المعارضة لخلق توازن عسكري في سوريا يؤدي إلى إسقاط النظام ودفاع السكان عن أنفسهم من نيران القوات النظامية" وعلى المجتمع الدولي بدء عملية التسليح في أقرب وقت ممكن".
ـ "نود أن نرى عاجلاً أم آجلاً، مساعدات متعددة الأطراف، ولا نريد قوات أمريكية على الأرض، بل نريد تزويد المقاومة بالأسلحة وتوفير قوة جوية وملاذات على الأرض للمقاومة حتى يكون لها فرصة في معركة غير متوازنة".
1 ـ دوليًا:
أ ـ إرسال الأمم المتحدة بعثة لمراقبة وقف إطلاق النار:
* أوضح دبلوماسيون "اشترطوا عدم كشف هويتهم" غربيون إن:
ـ إدارة حفظ السلام في الأمم المتحدة سترسل فريقاً إلى دمشق قريباً للبدء في وضع خطط لبعثة محتملة لمراقبة أي وقف لإطلاق النار قد يتم التوصل إليه في سورية.
ـ التخطيط لبعثة للمراقبين في سورية ما زال في مرحلة أولى جداً ومن غير الواضح هل سيجري فعلاً نشر مثل هذه البعثة.
ـ البعثة تتألف من 200 إلى 250 مراقباً من بعثات للمنظمة الدولية منتشرة بالفعل في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ـ المراقبون سيكونون من العرب وغير العرب على رغم أن الجامعة العربية لن تكون لها مشاركة رسمية
ـ يحتاج نشر بعثة مراقبة غير مسلحة إلى قرار من مجلس الأمن، وهو ما يعني أنه سيتعين على روسيا والصين أن تصوتا لمصلحته أو تمتنعا عن التصويت.
ب ـ تأكيد القمة العربية رفض التدخل العسكري وتدين الانتهاكات:
ـ اختتمت في العاصمة العراقية بغداد (29/3) أعمال القمة العربية الـ 23 بحضور تسعة زعماء عرب وممثلين عن 21 دولة عربية وغياب سوريا، بعد إقرار جدول الأعمال المكون من تسعة بنود إضافة إلى إعلان بغداد.
ـ أكد القادة العرب موقفهم الثابت في الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية وتجنيبها أي تدخل عسكري، مع الأخذ في الاعتبار المبادئ المتفق عليها في (10/3) مع وزير خارجية جمهورية روسيا الاتحادية "سيرغي لافروف" حول موقف بلاده من الوضع في سوريا، كأرضية للتفاهم مع الجانب الروسي حول الأزمة السورية، والمتمثلة في وقف العنف من أي مصدر كان، وآلية رقابة محايدة، وعدم التدخل الخارجي، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية لجميع السوريين من دون إعاقة، والدعم القوي لمهمة المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسوريا كوفي عنان لإطلاق حوار سياسي بين الحكومة وجماعات المعارضة السورية، استنادا لما نصت عليه المرجعيات الخاصة بولاية هذه المهمة والتي اعتمدت من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بقرار الجمعية العامة الصادر في (16/2) الماضي وجامعة الدول العربية حسب خطه العمل الصادرة في 2 نوفمبر وقرارها الصادر بتاريخ 22 يناير و12 فبراير 2012 .
ـ طالب القادة والزعماء العرب في قرارات القمة:
ـ رحب القادة بمهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا السيد "كوفي عنان" الأمين العام السابق للأمم المتحدة ونائبه الدكتور "ناصر القدوة" لقيادة العملية السياسية نحو إيجاد حل للأزمة السورية والانتقال السلمي إلى حياة ديمقراطية في سوريا.
ـ ورحبت القمة العربية بنتائج المؤتمر الدولي لأصدقاء الشعب السوري الذي انعقد في تونس بتاريخ 24 فبراير الماضي، وأعرب القادة العرب عن تطلعهم إلى المؤتمر الثاني في تركيا لمواصلة دعم المجموعة الدولية للجهود العربية لإيجاد حل للأزمة السورية.
ـ حمل القادة العرب مجلس الأمن مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين والتحرك لاستصدار قرار يستند إلى المبادرة العربية وقرارات الجامعة يقضي بالوقف السريع والشامل لكافة أعمال العنف في سوريا وحث جميع أعضاء مجلس الأمن على التعاون البناء في هذا الشأن ورحبوا بالبيان الرئاسي الصادر عن المجلس في 21 مارس الماضي والذي يقضي بدعم مهمة الوسيط المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية..
ج ـ انعقاد مؤتمر "أصدقاء سوريا" (1/4) لتكثيف الضغط على دمشق:
* من المتوقع مشاركة 71 دولة في مؤتمر "أصدقاء سوريا"، الذي ينعقد الأحد الموافق (1/4) في اسطنبول، من أجل تحديد إجراءات تضمن عدم تراجع دمشق عن الالتزام بخطة "عنان" التي وافق عليها الرئيس السوري "بشار الأسد" مع ملاحظات حولها،وفي هذا الإطار:
ـ أوضح مسئول تركي "لم يذكر هويته":
ـ أوضحت الناطقة باسم الخارجية الأميركية"فيكتوريا نولاند" حول هذا المؤتمر:
ـ أوضح مصدر دبلوماسي أوروبي "لم يذكر هويته":
2 ـ عربيًا:
• دعوة "نصر الله" مجددًا إلى حوار بين النظام والمعارضة:
* اعتبر الأمين العام لـ" حزب الله" اللبناني"حسن نصر الله" أن:
ـ إسقاط النظام السوري بالخيار العسكري انتهى، والرهان على العمل العسكري لإسقاط النظام هو رهان خاسر وأعباؤه كبيرة جدا.
ـ إذا كنا نريد فعلا سلامة المنطقة واستقرارها، فالحل الوحيد هو الحل السياسي من خلال الحوار والإصلاح.
1ـ قراءة في مستويات تحليل الثورة السورية(6):
* في بداية العام الثاني من عمر الثورة السورية، تغيب القراءات الخاصة بها وبفعالياتها، وتكاد تنحصر أغلب التحليلات باستشراف مآلاتها، بحيث يغلب عليها الطابع التشاؤمي المبني على التخوف من الانزلاق في أتون الحرب الأهلية، وآثار ذلك على الوضع الإقليمي برمته، إلا أن ذلك لا ينفي إمكانية رصد عدد من المستويات للثورة السورية.
أ ـ مسويات تحليل الثورة السورية:
ـ المستوي الأول: يتعلق بمناطق الوسط والغرب الثائرة والتي تتضمن خطوط التماس الكبرى، وهي المناطق التي شهدت العنف الأكبر، والذي نتج منه العدد الأكبر من الضحايا والمهجرين، وقد سعى النظام في هذه المناطق إلى تسعير البعد الطائفي، وكانت النتيجة حالة من الفوضى الأمنية، واضطراباً واضحاً في السلم الأهلي. إلا أن المؤكد أن الأمور لم تصل إلى حد الاقتتال، وبرغم تفاقم الأوضاع في هذه المناطق، لم تزل غالبية الأهالي تحمّل النظام وحده مسؤولية الأحداث. غير أن ذلك لا ينفي حقيقة نجاح النظام في خلق حالة من الانقسام الطائفي، والمؤمل أن يساعد تاريخ العيش المشترك في لأم هذا الجرح.
ـ المستوى الثاني: تمكن ملاحظته في الحواضر الريفية جنوباً وشرقاً، حيث أبعد الصفاء التكويني الذي تتضمنه هذه المناطق اللوثة الطائفية، مما أتاح للدينامية الثورية أن تتطور باتجاه مطالب مدنية أكثر تبلوراً ووضوحاً. ويلاحظ في هذا المستوى الإصرار على تطوير الحالة الثورية بتدرجاتها النمطية (تظاهرات، إضراب، عصيان شامل)، الأمر الذي بات يزعج النظام ويدفعه إلى ممارسة أقصى درجات العنف.
ـ المستوى الثالث: يمكن ملاحظته في الحواضر المدنية الكبرى، دمشق وحلب، حيث امتداد الثورة بطيء، ولكنه مثابر، وهو يسير على قاعدة المتاح وأكثر قليلاً، لكنه يحقق نجاحات لا يتم التراجع عنها، بمعنى أن الحراك في هذه المناطق يتبع المنهج التراكمي الذي تم تحقيقه مرة بفعل ضعف قبضة السلطة آو لنقل تراخيها، ومرة بفعل ما تم اعتماده من محاولات تجريب السلطة واختبار مدى رد فعلها. لكن الحراك، ونتيجة الحالتين، يسير في صعود مستمر، وتتحول المدينتان موقعين غير مريحين للسلطة.
ب ـ دلائل الحراك في جملة هذه المستويات:
* لقد أتاح الحراك في جملة هذه المستويات واقعاً جديداً في الحدث السوري تجلى في إيجاد نظام للحراك يشتغل في إطاره، وصارت له خطوط إمداد وقنوات تواصل وقاعدة تنظيمية. صحيح أن اشتغال هذا النظام على المستوى القومي لا يزال يعاني بعض الإشكالات ذات الطابع التقني، لكنه وضمن الإمكانات المتاحة، يمكن أن يضمن استمرار الحالة الثورية وإمكانية تطويرها في الأفق القريب جداً. وما يضمن نجاح هذا الاحتمال، حالة المرونة التي امتلكتها الثورة بعد خبرة عام كامل، وهو أمر يمكن ملاحظته على أرض الواقع في شكل جلي، حيث باتت قوى الثورة تمتلك هوامش واسعة في العمل الميداني ونوعاً من تعدد الأنشطة في مختلف المجالات، إضافة إلى ممارسة تكتيكات متعددة في المناورة والتخفي العصيين على الاختراق.
ـ تنطوي بنية النظام في سورية على حالة من التوتر تكشف عنها رغبته في إنهاء مفاعيل الثورة في أسرع وقت ممكن، وتشير معلومات مؤكدة إلى شيوع نوع من الإحباط في بعض مستويات النخبة، وبخاصة تلك التي لم تتورط كثيراً في الحدث، حيث أتاحت لها التطورات قراءة المشهد من زوايا مختلفة وباتت على قناعة مؤكدة بأن الأمور ليست كما يصورها النظام.
ـ لقد أثبتت الثورة السورية قدرة كبيرة على الإفلات من حالات التنميط التي أريد لها أن تتقولب فيها، مما يؤهلها إلى ابتداع مسارات جديدة ومختلفة. المهم ألا تتوقف قراءتها عند حافة اكتشاف حالة التنوع الطائفي الموجود في البلاد واعتباره الآلية الوحيدة الحاكمة للحراك.
2ـ عودة للشرارة الأولى للثورة السورية(7):
* في مثل مارس من عام 2011 انفجرت الأزمة في سوريا وكان في يد الرئيس "بشار الأسد" احتواؤها قبل أن ينتهي هذا الشهر، إلا أن مسلسل الأخطاء التي ارتُكبت أدى إلى ثورة دخلت الآن عامها الثاني، ولا أحد يعرف كيف ستنتهي أو متى ستنتهي،برغم أن المتداول إعلامياً أن الشرارة الأولي للثورة السورية ترجع كانت اعتقال طلاب صغار في درعا، إلا أنه يمكن استرجاع حدثين سابقين كان لهما تداعياتهما وانعكاساتهما على مسار الثورة، وهما:
ـ في 15/3/2011 اعتدى رجال أمن بالضرب على ابن تاجر في الحريقة، من أحياء دمشق، وتظاهر السكان المحليون وهتفوا: "الشعب السوري ما بينذل"، وفي الوقت نفسه تقريباً اعتقلت الدكتورة "عائشة المسالمة" في درعا بعد أن اتصلت بصديقة لها في مصر إثر سقوط "حسني مبارك"، ومن ثم ذهب وجهاء درعا إلى الأمن واستطاعوا أن يعيدوها إلى بيتها، وفي اليوم التالي كتب طلاب صغار انتصاراً للطبيبة على الجدران: "يسقط النظام"، واعتقلهم الأمن ومعهم بعض المعلمين والأهل. وجهاء درعا ذهبوا إلى رئيس فرع الأمن في البلدة "عاطف نجيب" وابن خالة الرئيس، وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين، وقد سمعتُ من غير مصدر أنه قال لهم: "انسوا أولادكم". الوجهاء أعطوا الأمن مهلة حتى الخميس للإفراج عن المعتقلين، فلم يُفرَج عنهم.
ـ في اليوم التالي وكان الجمعة 18/3 ألهب إمام المسجد العمري الشيخ الضرير "أحمد الصياصنة"، المشاعر بخطبته، واكتسب لقب "شيخ الثورة"، وذهب "نجيب" ومعه المحافظ "فيصل كلثوم" إلى المسجد لتهدئة الناس وفشلا، كذلك زار البلدة رئيس الأمن القومي اللواء "هشام اختيار" ورئيس مكتب الفلاحين "أسامة عدي".
ـ أعلن "بشار الأسد" يوم الخميس التالي 24/3 حزمة إصلاحات شملت رفع الرواتب فوراً مع وعد بإقرار قانون الأحزاب والإعلام، وإنهاء قوانين استملاك الأراضي، وإنهاء الموافقة الأمنية على بيع الأراضي، وتظاهر أهالي درعا بعد الظهر تأييداً وهتفوا: "بالروح والدم نفديك يا بشار"، غير أن متظاهرين آخرين هتفوا بسقوط النظام وسمعتُ أنهم كانوا من الناصريين، وفي الوقت نفسه ذهب وسطاء إلى درعا بمعرفة النظام وموافقته، واجتمعوا مع وجهاء البلدة بحضور الشيخ "أحمد الصياصنة"، ووافقوا على طلبات الأهالي وهذه شملت إطلاق اسم الشهيد "علي محمود على" مستشفى درعا (هو طبيب قتل أثناء توجهه لمعالجة الجرحى)، وإبرام مصالحة مع أهالي الشهداء، وإلغاء قانون الطوارئ، وإلغاء قانون استملاك الأراضي، بالإضافة إلى محاكمة المسؤولين عن القتل في البلد، إلا أن ذلك لم تحول دون اندلاع الثورة التي لا تزال قائمة حتى الآن، برغم كل مساعي الوساطة الإقليمية والدولية الرامية لحقن دماء الشعب السوري.
3ـ دعوة الإطاحة بنظام "الأسد" عبر الحل الدبلوماسي(8):
* ربما يكون قد آن الأوان بالنسبة للثوار السوريين أن يستغلوا موافقة الرئيس السوري "بشار الأسد" على "الانتقال المنظم" للسلطة برعاية الأمم المتحدة، بدلا من الانزلاق نحو حرب أهلية تجلب الموت والدمار للمنطقة برمتها، وقد أعلنت حكومة "الأسد" أنها مستعدة لقبول خطة سلام تحت رعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة "كوفي عنان"، وجاء الإعلان السوري في العاصمة الصينية بكين عقب التصديق على الخطة من قبل كل من الصين وروسيا. وبالرغم من أن الاقتراح يحتوي على العديد من مواطن الضعف، إلا أنه قد يفتح الطريق باتجاه حل دبلوماسي للوضع المتأزم في سوريا والذي من شأنه أن يطيح بنظام "الأسد" بدون المساس باستقرار سوريا.
ـ الحلول العسكرية سوف تؤدي إلى مقتل العديد من المدنيين الأبرياء وتدمر التوازن الموجود في سوريا والذي يعاني من الضعف الشديد بالفعل، ومن ثم يتعين الاستفادة من التاريخ الحديث للشرق الأوسط وأن نبحث عن حل غير عسكري للوضع في سوريا، حتى في ضوء حالة الغموض الحتمية التي تسيطر على الوضع وفي ظل الحاجة إلى الوصول إلى تسوية مع الناس الذين يشعرون بالحزن.
ـ الحرب الأميركية على العراق تكتشف أن أكبر خطأ ارتكبته الولايات المتحدة عقب الإطاحة بنظام "صدام حسين" من الحكم هو استمرارها في تدمير كيان الدولة العراقية والجيش العراقي. وقد أدى غياب تلك المؤسسات إلى وجود حالة من عدم الاستقرار في الدولة، وتراجع العراقيون للدفاع عن أنفسهم عن طريق التمسك بالولاء إلى الطائفة والقبيلة. ومن هذا المنطلق، لا يتعين على الولايات المتحدة أن تكرر نفس الخطأ في سوريا.
ـ من المؤكد أن التغيير السياسي للسوريين لن يأتي بدون إراقة بعض الدماء؛ فعلى مدار العام الماضي، كانت المواجهة من جانب واحد، حيث قامت قوات "الأسد" بذبح نحو 10,000 مقاتل ومدني من المعارضة، وقد تم التعهد بتسوية النزاعات. ويجب على الدول الصديقة لسوريا أن تبدأ في التفكير في وسائل جديدة لمنع الانتقام من الطائفة العلوية أو المسيحية التي تدين بالولاء للنظام السوري، عندما يهرب "الأسد" إلى الدوحة أو موسكو. ولا يوجد بديل للحل الدبلوماسي سوى الحرب التي تدمر التماسك الاجتماعي في سوريا، فمن السهل تخيل سيطرة الميليشيات السنية على المدن الرئيسية مثل حمص وحماة وإدلب، بينما يتراجع العلويون إلى أجزاء من دمشق واللاذقية في الشمال. وقد يزعم "الأسد" إنه لا يزال الرئيس عندئذ، ولكنه سيكون آنذاك بمثابة قائد عسكري أقرب منه إلى رئيس (وإن كان بإمكانه الحصول على أسلحة كيماوية). وسيكون هذا السيناريو قاتماً للغاية، لأن القوات الجوية الغربية سيكون لها تأثير محدود.
4ـ قراءة في الموقف الروسي من الثورة السورية:
أ ـ انتقاد تجاهل روسيا لمعاناة الشعب السوري(9):
* يتحدث الرئيس الروسي المنتهية ولايته "ديمتري ميدفيديف" عن "قصر نظر" لدى أولئك الذين يعتقدون أن تخلي الرئيس "بشّار الأسد" عن السلطة لن يحلّ الأزمة في سوريا، وفي الواقع، إن كلام الرئيس الروسي يلامس الحقيقة في حدود معيّنة. من المؤكد أن استقالة "الأسد" الابن لا تحلّ الأزمة، لكنها خطوة أولى لا غنى عنها على طريق الحل، ولذلك من الأفضل للرئيس الروسي التخلي عن التذاكي والسعي في الوقت ذاته إلى محاولة استيعاب أن هناك شيئاً ما انتهى في سوريا وان النظام غير قابل للإصلاح، وعليه الاعتراف بانّ على "بشّار الأسد" الرحيل فوراً نظرا إلى إن وجوده في السلطة لا يمكن أن يأخذ سوريا سوى إلى حرب أهلية ستنتهي بتفتيت هذا البلد المهم.
ـ كان مفترضاً في الروس أن يكونوا أكثر إلماماً بالوضع السوري، وكان مفترضاً بهم الاعتراف أولاً أن الشعب السوري واحد وانه لا يسعى إلى إقامة حكم سنّي كما يدعي وزير الخارجية "سيرغي لافروف"، وإذا كان من ايجابية لكلام "لافروف" فانه كشف مدى الجهل الروسي في سوريا، فمن المعروف أن نسبة تزيد على 75 % من السوريين تنتمي إلى أهل السنّة والبقية من أبناء الشعب السوري تنتمي إلى الأقليات العلوية والمسيحية والدرزية والإسماعيلية، وهناك سنّة أكراد وهناك أقلية شركسية أيضا، ولكن في نهاية المطاف، هناك أكثرية كبيرة في سوريا من العرب السنّة. ما الذي يريده وزير الخارجية الروسي عمليا؟ هل يريد القول أن ليس من حق السنة أن يكونوا في السلطة، وان المصالح الروسية تتعارض مع وجود أهل السنّة في سوريا في مواقع عليا وان ليس ما يلبّي هذه المصالح سوى بقاء الوضع في سوريا على ما هو عليه منذ ما يزيد على أربعة عقود؟.
ب ـ كيفية تصحيح مسار السياسة الروسية تجاه سوريا(10):
* تلعب روسيا دوراً رئيسيا في الأزمة السورية، نظراً لما لها من علاقات ثنائية قوية مع دمشق، وتمتعها بحق الفيتو في مجلس الأمن. وقد لعبت موسكو، حتى الآن، دور الحامي للرئيس "بشار الأسد"، والموازن لكفة ميزان الجهود الرامية إلى زيادة الضغط على دمشق في مجلس الأمن. فقد وافقت روسيا، حتى 20 مارس 2012 على الأقل، على بيان رئاسي صادر عن مجلس الأمن، يدعو "الأسد" إلى تطبيق خطة "كوفي أنان" للسلام، محذراً من تبني "المزيد من التدابير" في حال رفضه لها.
ـ يبدو أن دعم روسيا للبيان الرئاسي يرجع إلى إدراكها أن موازنتها الحالية، في سياستها تجاه سوريا، تزداد صعوبة كل يوم؛ إذ عليها أن تضمن بقاء أهم شريك سياسي لها في المنطقة، دون أن تغرق في مستنقع العزلة الذاتية المتزايدة للنظام السوري، ودون أن يتسبب ذلك في المزيد من الإضرار بمصالحها في المنطقة على المدى البعيد. هذا فضلا عن أن استمرار روسيا في منع اتخاذ أي تحرك حقيقي في مجلس الأمن سيفضي إلى تقويض أهم أداة تأثير لها في السياسة الدولية. والواقع أن هذا الوضع يقود إلى البحث عن حلول ممكنة يمكن السعي إلى تحقيقها خارج هذا النطاق، وبالتالي دون استخدام روسيا لحق الفيتو، كما يحدث بالفعل داخل مجموعة "أصدقاء سوريا"، لاسيما وأن روسيا تعزل نفسها أيضا في المنطقة، فكلما استمر الفاعلون الرئيسيون في المنطقة، أي تركيا، والجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي، في التباعد عن "الأسد"، ارتفعت مخاطرة روسيا بأسس سياساتها في الشرق الأوسط، أي بناء علاقات جيدة مع كل اللاعبين في المنطقة وترسيخ صورتها، على المدى الطويل، بوصفها "الراعي النزيه" في المنطقة. هذا فضلاً عن أنه كلما تضاءلت فرص نظام الأسد في البقاء، زادت مخاطرة روسيا بالانعزال داخل سوريا نفسها، نظرا لما تفقده، بشكل متزايد، من مصداقية في أعين المعارضة السورية.
ـ بدأت القيادة الروسية في إدراك حجم الأضرار التي تخلقها بنفسها لمصالحها على المدى الطويل جراء موقفها الحالي من سوريا، لذلك بدأت تسعى لتنسيق أقوى مع الدول العربية، أحرزت فيه بعضا من نجاح، تشي به خطة النقاط الخمس لروسيا والجامعة العربية لحل الأزمة السورية، التي أعلنت في 10 مارس، هذا فضلا عما حدث مؤخراً في نوفمبر2011 من دعوة وزارة الخارجية الروسية أعضاء من المعارضة السورية إلى روسيا، وبدء انتقاد الأسد بشكل أكثر وضوحا وحزما. ومن الواضح بالطبع أن دعم موسكو لمهمة "عنان" والبيان الرئاسي يأتيان في إطار هذا الإدراك.
ـ إن كانت تلك الخطوات لا تدل على تغير جذري في سياسة روسيا تجاه سوريا، بل مجرد خطوة تكتيكية للحد من الأضرار، فهي تفتح نافذة أمام الدول الغربية والعربية لإشراك روسيا في التوصل إلى حل توافقي للأزمة السورية. وهو ما يدعمه أيضا انتهاء حملة الانتخابات الرئاسية الروسية، التي صاحبها خطاب قوي مناهض لروسيا وللقوى العظمى، وصورة مغايرة أقوى، للمعارضة السورية في أعين الدول الغربية (بما في ذلك انتهاكات حقوق الإنسان والتأثيرات الإسلامية). كل ذلك أفضى إلى ما نشهده من فرصة جيدة لجسر الهوة القائمة الآن بين رؤى الجانبين حول الأزمة السورية.
ـ هناك عامل حاسم في هذا الصدد، يتمثل في مدى شعور روسيا بأن مصالحها يتم احترامها في المساعي التي تبذلها الدول الغربية والعربية في التوصل إلى حل مشترك. وهنا لابد من الأخذ في الاعتبار أن سياسة "بوتين" الخارجية تصدر عن براغماتية وواقعية أكثر مما تستند إلى الأيديولوجيا، وأن سوريا، هي أهم مستهلك لصناعة السلاح الروسية، فضلا عن أن القاعدة البحرية الروسية في طرطوس هي القاعدة البحرية الوحيدة الباقية من العهد السوفيتي (1971)، خارج فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي، كما أن روسيا ترى في سوريا المعقل الأخير المناهض للهيمنة الأميركية في المنطقة. لكل تلك الأسباب، فمن شأن تطمينات تقدمها المعارضة السورية باحترام التعاقدات القائمة مع روسيا (بما يضمن المصالح الاقتصادية والعسكرية الروسية) في حال تغيير النظام في دمشق، أن تمثل عاملاً قوياً لطمأنة روسيا لاحترام مصالحها، وهو الحال أيضا مع عرض من قادة دول الخليج بتوسيع علاقاتهم السياسية والاقتصادية مع روسيا.
ـ من أجل ضمان الحصول على دعم موسكو، ينبغي أن يستند أي حل للأزمة السورية إلى المقاربة الدبلوماسية البحتة، فالتدخل العسكري يمثل بالنسبة لروسيا خطا أحمر لأسباب مبدئية (وأيضا لأسباب متعلقة بتجربة الأزمة الليبية، التي تحول فيها الحظر الجوي إلى عملية لتغيير النظام) من شأنه أن يقوض أي فرصة للحصول على دعم روسي قوي.
(1)الشرق القطرية، الشرق الأوسط، القدس العربي، جارديان، سي إن إن، تيلجراف، واشنطن بوست،30ـ31/3/20112.
(2) القدس العربي، الشرق الأوسط، إيلاف، الشرق القطرية، وكالة الأنباء الفرنسية، جارديان، سي إن إن، تيلجراف، واشنطن بوست، 30ـ31/3/2012.
(3) الشرق الأوسط، 31/3/2012.
(4) الحياة، الشرق القطرية، الشرق الأوسط، وكالة الأنباء الفرنسية، القدس العربي، جارديان، سي ان ان، تليجراف، واشنطن بوست،إيلاف،30ـ31/3/2012.
(5)الحياة، إيلاف، وكالة الأنباء الفرنسية، القدس العربي، الشرق الأوسط، سي ان ان، جارديان، تيلجراف، واشنطن بوست، 31/3/2012.
(6) غازي دحمان، الشرق الأوسط، 30/3/2012.
(7) جهاد الخازن، الشرق الأوسط، 30/3/2012.
(8) ديفيد إغناتيوس، الشرق الأوسط، 30/3/2012.
(9) المستقبل اللبنانية، خير الله خير الله، 31/3/2012.
(10) مارغريت كلاين، الشرق الأوسط، 30/3/2012.